TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Sep 24, 2020
Source:
جريدة الشرق الأوسط
عشائر الناصرية تدخل على خط أزمة المخطوف العراقي
حملة تفتيش في بغداد بحثاً عن مستهدفي المنطقة الخضراء
بغداد: فاضل النشمي
لا يزال الغموض يحيط بقضية الناشط سجاد العراقي الذي قامت مجموعة مسلحة باختطافه، السبت الماضي، وتحولت إلى ما يشبه الأزمة الأمنية الاجتماعية، خصوصاً بعد دخول بعض عشائر الناصرية على خط القضية بين مؤيد ومعارض لعمليات «جهاز مكافحة الإرهاب» الذي أُرسل من بغداد لتنفيذ عملية إطلاق سراح الناشط واعتقال المتورطين.
ورغم معرفة القوات الأمنية بالعناصر الضالعة في الاختطاف ومعرفة أماكن سكنهم وإصدار القضاء مذكرات قبض بحق اثنين منهم، وعمليات الدهم والتفتيش المتواصلة، فإن جهود القوات الأمنية وفي مقدمتها جهاز مكافحة الإرهاب لم تسفر عن نتائج ملموسة على الأرض، ما تسبب في إحراج كبير للحكومة وجهاز مكافحة الإرهاب الذي يعد من أرفع الأجهزة الأمنية من حيث التجهيز والتدريب والانضباط.
وصدرت في اليومين الأخيرين انتقادات غير قليلة ضد قرار الحكومة الاستعانة بجهاز مكافحة الإرهاب وتوريطه في قضية اختطاف الناشط، ما قد يؤدي إلى كسر سمعته القتالية، إن أخفق في مهمته.
وزاد من تعقيد أزمة الاختطاف، الموقف المتشدد الذي صدر أول من أمس (الثلاثاء)، عن عشيرة «العساكرة» ضد الحكومة وجهاز مكافحة الإرهاب بعد قيامه (مساء الثلاثاء) باقتحام منزل شيخ العشيرة كاظم آل شبرم، ما دفع العشيرة إلى مطالبة الحكومة بتقديم اعتذار رسمي. كما طالبت بـ«إيقاف حملات وطلعات الطائرات فوق أجواء القبيلة» في إشارة إلى استعانة الجهاز بطائرات مروحية في إطار حملتها للبحث عن الخاطفين. ورغم تعرض المطالبة بوقف الطلعات الجوية فوق «أجواء القبيلة» لسخرية وانتقاد كثيرين، فإن أحزاباً وفصائل مسلحة مناوئة للحكومة انتقدت إجراءاتها ضد العشائر وصارت تحذّر من إمكانية قيام حرب «شيعية – شيعية».
وفيما تتحدث مصادر سياسية في بغداد عن تقديم الحكومة العراقية اعتذاراً لشيخ العشيرة، أفادت الأنباء الواردة من الناصرية بانسحاب القوة المكلفة بالبحث عن الناشط من جهاز مكافحة الإرهاب إلى مركز مدينة الناصرية وتركها مناطق العشائر في الأطراف. وتحدث ناشطون عن وقوع «مشادة كلامية بين أحد أفراد عشيرة العساكرة وضابط القوة، بسبب اقتحامهم للمنطقة دون إذن مسبق، ما دفع الشيخ إلى توجيه نداء لأبناء قبيلته للحضور والاحتجاج على سلوك عناصر مكافحة الإرهاب».
وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي، أمس، في تصريحات لراديو «الناصرية» المحلي إن «الهدف الأول الذي تعمل عليه القوة هو البحث عن المختطَف سجاد العراقي». وذكر أن «عناصر جهاز مكافحة الإرهاب وقطعات الشرطة المحلية في المحافظة هي قوة عراقية تسعى لتنفيذ القانون وأي تجاوز عليها سيواجه رداً بمستوى فعل التجاوز».
وفي مقابل الانتقادات التي وُجهت لجهاز مكافحة الإرهاب من عشيرة «العساكرة»، أشاد الشيخ فرهود شعلان آل سليمان، شيخ عشائر بني زيد في العراق، بتضحيات جهاز مكافحة الإرهاب، وطالب الحكومة بـ«حصر السلاح بيد الدولة والبدء بالأحزاب والحركات العسكرية».
ووجه الشيخ آل سليمان كلامه في بيانه، أمس، إلى أبناء عشيرته وبقية العشائر قائلاً إن «الحكومة تحترمكم وتعلم علم اليقين أن مضايفكم لا تؤوي القتلة والخارجين عن القانون وتعدّكم الركيزة المهمة في الدفاع عن العراق».
وأضاف أن «الأحزاب وميليشياتها، وبعد أن قطع أبناؤكم منتسبو جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال السبلَ عليها وضيقوا الخناق عليها، راحت تشعل فتيل الفتن لتوقعكم وأبناءكم في فتنة، ولتخفف عنها ما هي فيه».
بدوره، أكد قائد شرطة محافظة ذي قار العميد حازم الوائلي، أمس (الأربعاء)، استمرار عمليات البحث والتحري عن المختطَف سجاد العراقي. وأشار في تصريحات صحافية إلى «وجود تنسيق ما بين جهاز مكافحة الإرهاب وقيادة الشرطة وأن هناك أهدافاً مهمة تعمل الأجهزة الأمنية على الوصول إليها وتحرير المختطَف».
من جهته، يقول الناشط رعد الغزي، إن «المبالغات كانت سيدة الموقف فيما حدث خلال اليومين الأخيرين في الناصرية وبقية المدن، بعض الجهات الميليشياوية الخاسرة من عمليات فرض القانون تسعى لاستغلال قضية العشائر لخلط الأوراق». وأضاف الغزي لـ«الشرق الأوسط»: إن «عملية إطلاق سراح المختطَف سجاد العراقي ليست سهلة رغم الجهد الأمني المكثف، ورغم معرفة المتورطين، نظراً لطبيعة المنطقة ووجود مناطق الهور والأحراش الممتدة، حيث يمكن للخاطفين أن يتنقلوا فيها بسهولة». ورأى الغزي أنه «كان بإمكان الحكومة أن تعالج القضية بطريقة أخرى، لكن الأمر يبدو بالنسبة لي يتجاوز حدود إطلاق سراح مختطَف ويتعداه لأهداف أخرى ربما. لا أعرف، ربما تبحث الحكومة عن قائمة طويلة من الخارجين عن القانون».
حملة تفتيش في بغداد بحثاً عن مستهدفي المنطقة الخضراء
بغداد: «الشرق الأوسط»
في وقت بدأت فيه قوة خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي حملة تفتيش في أحد أرقى أحياء العاصمة العراقية بغداد، بحثاً عن مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء، بهدف استهداف البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وتحديداً استهداف السفارتين الأميركية والبريطانية، دخل القضاء العراقي للمرة الأولى على خط حماية تلك البعثات.
وفي هذا السياق، بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان أمس (الأربعاء) مع كل من السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، والسفير البريطاني ستيفن هيكي، الاعتداءات التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد.
وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان، إن «رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان بحث مع سفير الولايات المتحدة الأميركية في بغداد ماثيو تولر، إجراءات القضاء في محاسبة الجهات التي تعتدي وتهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في العراق». وطبقاً للبيان فإن الجانبين ناقشا «أثر تلك التهديدات على علاقات العراق مع دول العالم».
وفي السياق نفسه، بحث زيدان مع السفير البريطاني لدى العراق الملف ذاته خلال استقباله له أمس. وقال مجلس القضاء في بيان، إن «الجانبين بحثا جهود الحكومة والقضاء في توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية، والإجراءات القانونية المتخذة بحق من يعتدي على تلك البعثات، كما بحثا التعاون القضائي والقانوني بين القضاء العراقي وفريق التحقيق الدولي المختص بجمع الأدلة عن جرائم (داعش)».
وكذلك بحث السفير البريطاني في بغداد مع زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي ملف استهداف البعثات الأجنبية. وأوضح بيان لمكتب المالكي أن الأخير أكد للسفير البريطاني «أهمية العمل والتعاون المشترك بين البلدين، لتجنيب العراق والمنطقة النزاعات والحروب». وأضاف أن «العراق يعتز بعلاقاته مع دول العالم، ويرفض استهداف البعثات الدبلوماسية»، مبيناً أن «العراق لن يسمح بأن يكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة من دول الجوار، أو ساحة حرب لتصفية الحسابات».
وبموازاة ذلك، بدأت حملة أمنية، أمس الأربعاء، للبحث عن متهمين بشأن القصف الصاروخي الذي يستهدف المنطقة الخضراء شديدة التحصين، ومقار التحالف الدولي والسفارة الأميركية. وطبقاً لشهود عيان أبلغوا وكالات أنباء محلية، فإن جهاز مكافحة الإرهاب بدأ منذ فجر الأربعاء حملة تفتيش في منطقة الجادرية في بغداد، بحثاً عن متهمين بالضلوع في إطلاق الصواريخ.
وكانت خلية الإعلام الأمني قد أعلنت أول من أمس (الثلاثاء) سقوط عدة قذائف «هاون» على المنطقة الخضراء، من دون تسجيل خسائر أو أضرار مادية. وقالت في بيانها إنه «تأشر لديها أن مكان الانطلاق كان من منطقة الزوية في حي الجادرية الراقي». وبينما تتعرض المنطقة الخضراء إلى عديد من عمليات إطلاق الصواريخ وبخاصة «الكاتيوشا»، فإن أي جهة مسلحة لم تعلن مسؤوليتها بشكل مباشر عن هذه العمليات. لكن الحكومة العراقية التي تدين في بيانات رسمية وتتعهد للمجتمع الدولي بملاحقة مطلقيها وتقديمهم للعدالة، تلمح في البيانات والتصريحات إلى مسؤولية فصائل مسلحة موالية لإيران، وترفض الوجود الأميركي في العراق، بأنها هي من تقف خلف تلك الهجمات.
وبالتزامن مع جهود السفيرين الأميركي والبريطاني باتجاه منع استهداف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي، أعلن مصدر أمني الأربعاء أن انفجاراً بعبوة ناسفة استهدف رتلاً للدعم اللوجستي تابعاً للتحالف الدولي في محافظة صلاح الدين.
وتعليقاً على استهداف البعثات الأجنبية، يقول أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «العمليات التي تستهدف البعثات الأجنبية تمثل في الواقع تهديداً للأمن والاستقرار في البلاد»، مبيناً أن «الحاجة باتت ماسة لأن يكون السلاح بيد الدولة؛ لأن أي سلاح آخر غير مسيطر عليه إنما هو خارج قواعد العمل الذي يستخدم من أجله؛ علماً بأن الدول العاملة في العراق تعمل وفقاً لاتفاقيات حكومية ودولية، سواء من قبل هذه الحكومة أو الحكومات السابقة؛ حيث تعمل الحكومة الحالية على تنظيمها في ضوء السيادة الوطنية والمصالح العليا».
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
'Not a good idea:' Experts concerned about pope trip to Iraq
In sign of frustration, US shortens sanctions waiver to Iraq
US plans further troop reductions in Iraq by November
Trump to meet Iraqi PM as ties rebound
US general sees Iraq troop drawdown as Daesh threat dims
Related Articles
The Iraqi people cry out for unity
The stalled effort to expel United States troops from Iraq
Could Turkey Moderate Iran's Influence Over Iraq?
Iraqi Kurdistan’s saga of executive offices in transition
A fractured Iraqi Cabinet: Abdel-Mahdi facing uphill battle
Copyright 2024 . All rights reserved