TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Jul 17, 2020
Source: جريدة الشرق الأوسط
الرئيس التونسي يستعد لمشاورات صعبة لاختيار مرشح لخلافة الفخفاخ
محتجون يقتحمون منشأة نفطية في تونس
تونس: «الشرق الأوسط»
يستعد الرئيس التونسي قيس سعيد للبدء بمشاورات جديدة يتوقع أن تكون صعبة مع الأحزاب والكتل البرلمانية لاختيار «الشخصية الأقدر» على تسيير شؤون البلاد، بعد استقالة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أول من أمس الأربعاء. وأعلنت الرئاسة أمس قبول سعيد استقالة الفخفاخ، وتوجيهه رسالة إلى رئيس البرلمان لإعلامه بقائمة الأحزاب والكتل البرلمانية، المعنية بالمشاورات السياسية من أجل اختيار مرشح جديد لتشكيل حكومة جديدة، كما ينص على ذلك دستور البلاد.

وقالت رئاسة الحكومة في بيان، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية مقتطفات منه: «اعتبارا للمصلحة الوطنية (...) وحتى نجنب البلاد صراع المؤسسات، قدم اليوم السيد رئيس الحكومة استقالته حتى يفسح (لرئيس الجمهورية) طريقا جديدة للخروج من الأزمة».

وكان حزب حركة النهضة الإسلامية، الفائز بانتخابات 2019 قد تقدم بمعية أحزاب أخرى من المعارضة أول من أمس بلائحة لوم ضد حكومة الفخفاخ، تمهيدا لسحب الثقة منها في البرلمان، بدعوى وجود شبهة «تضارب مصالح» ضد الفخفاخ لامتلاكه عدة أسهم في شركات متعاملة مع الدولة. لكن استقالة الفخفاخ تلقائيا، والتي تعني استقالة حكومة بأكملها، أبقت المبادرة السياسية في مرمى الرئيس قيس سعيد، بحسب الدستور، لتولي مهمة اختيار الشخصية الأقدر على تولي مهمة تكوين حكومة جديدة.

وبعد ساعات قليلة من تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية، قام الفخفاخ بإعفاء ستة وزراء من حزب حركة النهضة من الحكومة، في خطوة تعكس حالة التوتر الكبير مع الشريك الأكبر في الائتلاف الحكومي. وأوكل الفخفاخ مهام إدارة وزارات الرياضة والنقل والصحة والتجهيز والشؤون المحلية والتعليم العالي لعدد من الوزراء الباقين بالنيابة.

وما يعزز هذه الفرضية هو تصريح الفخفاخ قبل استقالته، والذي اتهم فيه حركة النهضة «بالنفخ في قضية تضارب المصالح، وتأليب الرأي العام وتضليله بخصوصها»، كما اتهم الحركة بضرب الاستقرار الحكومي، وتعهد بإجراء تعديل في تركيبة الحكومة ينطوي ضمنيا على إبعاد وزرائها.

في المقابل، عبرت حركة النهضة، أمس، عن استهجانها لما أقدم عليه رئيس الحكومة المستقيل من إعفاء لوزراء الحركة من مهامهم، «لما يمثله هذا القرار من عبث بالمؤسسات»، واعتبرته «ردة فعل متشنجة»، لما يمكن أن يلحقه من ضرر بمصالح المواطنين والمصالح العليا للبلاد، وتعطيل المرفق العمومي، وخاصة في قطاع الصحة.

وقالت الحركة في بيان صحافي بثته إذاعة «موزاييك» التونسية أمس، إن هذه المرحلة تقتضي إدارة حوار ومشاورات بين مختلف الأطراف السياسيّة والاجتماعيّة، من أجل تشكيل حكومي يجسد الوحدة الوطنية، وقادر على مجابهة التحديات الصعبة التي تواجه البلاد. كما عبرت الحركة عن شكرها لوزرائها على أدائهم المتميز طيلة فترة مباشرة مهامهم، وخاصة في مجابهة جائحة فيروس «كورونا». ونبهت إلى ضرورة عدم إقدام حكومة تصريف الأعمال على إغراق الإدارة بالتعيينات والتسميات، أو إقالات بنية تصفية الحسابات، داعية رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى تحمل مسؤوليته كاملة لضمان استقرار المرفق العام، وتحييده عن التوظيف السياسي. كما شكرت حركة النهضة الكتل النيابية والنواب المستقلين، الذين بادروا بالتوقيع على لائحة سحب الثقة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها من الاعتبارات.

في سياق متصل، أودع نواب برلمانيون أمس عريضة من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وحزب حركة النهضة الإسلامية صاحب الأغلبية.

وضمت القائمة العدد المطلوب الممثل لثلث نواب البرلمان (73 نائبا) لدى مكتب رئاسة البرلمان، تمهيدا لتحديد جلسة عامة من أجل التصويت عليها. ويتطلب سحب الثقة من الغنوشي تصويتا بالأغلبية المطلقة (109 أصوات). وقال رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان، حسونة الناصفي، في مؤتمر صحافي لوكالة الصحافة الألمانية: «سنسعى لحشد أكثر ما يمكن من النواب من أجل التصويت على العريضة في الجلسة العامة وسحب الثقة». وتتهم الأحزاب الموقعة على العريضة، ومن بينها ثلاثة أحزاب شريكة لحركة النهضة في الحكومة المستقيلة، الغنوشي بارتكاب خروقات، والفشل في إدارة الجلسات، والتغاضي عن بعض الأمور. وتعطلت أمس أشغال الجلسة العامة في البرلمان، والتي كانت مخصصة لانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، بسبب اعتصام نواب «الحزب الدستوري الحر» المعارض، الذي يدعو أيضا لسحب الثقة من الغنوشي ومراجعة الإجراءات الأمنية داخل البرلمان.

محتجون يقتحمون منشأة نفطية في تونس
الخميس 16 يوليو 2020 
تونس: «الشرق الأوسط أونلاين»

اقتحم المئات من المحتجين في جنوب تونس، اليوم (الخميس)، محطة لضخ النفط خلال احتجاجات مستمرة للمطالبة بوظائف في منشآت طاقة.

وتجمع المحتجون أمام محطة ضخ في منطقة الكامور التابعة لمحافظة تطاوين، ثم فتحوا بابها بالقوة وتمكنوا من الدخول. وقد انتشرت تعزيزات عسكرية، وردد المحتجون النشيد الرسمي التونسي وهتفوا: «تطاوين، لا للتراجع»، ولم تنشب مواجهات بين قوات الجيش والمحتجين.

ويطالب محتجون في مركز ولاية تطاوين منذ أسابيع بتطبيق اتفاق وقّع مع الدولة عام 2017 عقب احتجاجات، ينصّ على توظيف آلاف العاطلين من العمل في المنطقة، وتخصيصها بصناديق استثمار.

وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إنّ القوات المسلحة «تعاملت مع هذه المستجدّات بمقدار عالٍ من المسؤوليّة والحرفيّة وضبط النفس للحيلولة دون إزهاق الأرواح والسقوط في منزلقات خطيرة». وأكدت أن الجيش «لن يسمح بالقيام بأي أعمال تخريبيّة قد تستهدف المنشآت النفطيّة أو أي اعتداء قد يطال الأفراد».

وهدد المحتجون منذ أسابيع بتعطيل الإنتاج في موقع الكامور النفطي المهم الذي يقع في الصحراء ويبعد ساعتين من مركز الولاية.

ولا توجد في تونس حقول ضخمة لاستخراج النفط والغاز، لكن سكان تطاوين ينتظرون تحقيق تعهدات حكومية لرفع التهميش المستمر منذ عقود عن المنطقة.

وترتفع نسبة البطالة في تطاوين إلى حدود 30 في المائة وهي من أعلى المعدّلات في البلاد.

وتتزامن الاحتجاجات مع أزمة سياسية حادة تشهدها البلاد، بلغت ذروتها، أمس الأربعاء، باستقالة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Tunisair workers to strike on Friday, union says
Tunisia PM designate to form technocratic govt without parties
Tunisians emerge from lockdown into mosques and cafes
Tunisians protest over jobs amid economic downturn
Hundreds of Tunisians blocked by virus on Libya border crossing
Related Articles
Crime, excessive punishment in Tunisia
How President Béji Caid Essebsi Helped Build Tunisia's Democracy
Can Tunisia’s democracy survive the turmoil?
Tunisian politics between crisis and normalization
A community approach to militants’ rehab in Tunisia
Copyright 2024 . All rights reserved