TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Oct 24, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
المغرب: مواجهة بين «العدالة والتنمية» و«الأصالة والمعاصرة» المعارض
ارتباك وزير يثير جدلاً حول «كفاءة» الحكومة المغربية
الرباط: «الشرق الأوسط»
وجد حزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلافي الحكومي المغربي، نفسه في مواجهة جديدة مع حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، حول منصب رئيس جهة (محافظة) طنجة - تطوان - الحسيمة، الذي أعلنت وزارة الداخلية المغربية شغوره في الـ17 من الشهر الجاري، والذي كان يشغله إلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة.

ورشح حزب العدالة والتنمية في اليوم الأخير من المهلة المحددة لتلقي الترشيحات (الثلاثاء)، سعيد خيرون لمنافسة فاطمة الحساني، مرشحة حزب الأصالة والمعاصرة المدعومة من قبل أحزاب الغالبية السابقة المشكلة للمجلس؛ حيث سيجري انتخاب خليفة العماري في جلسة تعقد الاثنين المقبل.

وتبدو الأمور شبه محسومة لصالح مرشحة حزب الأصالة والمعاصرة، التي تتوفر على غالبية مريحة، مقابل مرشح حزب العدالة والتنمية، إذ يتوفر «الأصالة والمعاصرة» على 18 مقعداً في المجلس، مقابل 16 لحزب العدالة والتنمية، تليهما الأحزاب الأخرى بثمانية مقاعد، والتجمع الوطني للأحرار، و7 لحزب الاستقلال، وأربعة مقاعد لكل من «الاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية»، بالإضافة إلى مقعدين لحزب الاتحاد الدستوري.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في مجلس جهة طنجة - تطوان – الحسيمة، أن حزب التقدم والاشتراكية التحق بالتحالف المسير لمجلس الجهة، تاركاً حزب العدالة والتنمية وحيداً في المعارضة، الأمر الذي يعني أن حظوظ مرشحه تبقى ضئيلة في الوصول إلى رئاسة الجهة.

وقال نبيل الشليح، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، إن ترشيح سعيد خيرون لرئاسة مجلس الجهة «يأتي في إطار الواجب، وضمان التنافس الشريف بين المرشحين، وضمان مصداقية العملية الانتخابية».

ودعا الشليح الأحزاب السياسية الممثلة بمجلس الجهة إلى «فتح نقاش سياسي حول مصير الجهة؛ خصوصاً في ظل غياب أي مبادرات في هذا الاتجاه»، مؤكداً موقف حزبه الذي عبر عن استهجانه لـ«ما يروج من سيناريوهات معدة لانتخاب رئيس ومكتب مسير جديدين»، معتبراً أن الاستمرار في منطق «خلق أغلبيات هجينة يخالف مسار الديمقراطية الجهوية والمحلية، ويضرب أسس بناء جهوية متقدمة حقيقي».

واعتبرت مصادر «الشرق الأوسط» أن مفاوضات تشكيل الغالبية المسيرة لمجلس الجهة لن تكون سهلة أمام حزب الأصالة والمعاصرة؛ حيث إن الأحزاب المتحالفة معه ستسعى لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، في ظل الوضع الذي يعيشه الحزب بعد إبعاد العماري، الذي كان يسيطر بقبضة حديدية على زمام الجهة.

ويتوقع أن تكون المنافسة على أشدها بين أحزاب «التجمع الوطني للأحرار»، و«الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي»، والحركة الشعبية»، و«الاتحاد الدستوري» و«التقدم والاشتراكية»، الملتحق حديثاً بالتحالف، حول توزيع نواب الرئيس الثمانية بينهم، وهو الأمر الذي سيحاول «العدالة والتنمية» استغلاله في حال ظهور أي نزاعات بين التحالف المؤيد لحزب الأصالة والمعاصرة.

وكان محمد مهيدية، والي (محافظ) جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، قد أعلن في بيان رسمي الخميس الماضي، شغور منصب رئيس الجهة، بناء على مقتضيات «القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلق بالجهات، ولا سيما المادتين 13 و14 منه، وبناء على قرار وزير الداخلية 19 – 2 بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، القاضي بمعاينة انقطاع إلياس العماري عن مزاولة مهام رئيس مجلس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة.

ارتباك وزير يثير جدلاً حول «كفاءة» الحكومة المغربية
الرباط: لطيفة العروسني
تعرض الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق باسم الحكومة المغربية الجديد، لموقف محرج داخل البرلمان، بسبب الارتباك الذي حدث له أثناء جوابه عن سؤال وجه إليه في الجلسة الأسبوعية، المخصصة للأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب مساء أول من أمس.

وتلقى الوزير عبيابة سؤالاً من نائب ينتمي للفريق الاستقلالي المعارض حول تأهيل دور الشباب والنهوض بها، إلا أنه قدم جواباً يتعلق بسؤال آخر حول أسباب إغلاق بعض الملاعب الرياضية من دون أن ينتبه إلى الخلط الذي وقع فيه، وهو ما أثار موجة من الضحك والصخب داخل الجلسة.

وبرر الوزير الجديد الارتباك الذي وقع فيه بأنه لم يتوصل بالسؤال، الذي طرح عليه من قبل الوزارة المكلفة العلاقة مع البرلمان، إلا أن رئيس الجلسة أكد له أن السؤال مدرج في جدول الأعمال، وطلب من النائب إعادة طرح سؤاله ليقدم الوزير جواباً عاماً عنه.

الارتباك الذي وقع فيه الوزير عبيابة ليس الأول. فقد سبق له أن أثار استياء الصحافيين خلال أول مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع الحكومة، الخميس الماضي، وذلك عندما فضل الإجابة عن بعض الأسئلة المحدودة، التي وجهت إليه، فيما تجاهل أخرى، ووعد بتلقي أسئلة جديدة من الصحافيين. إلا أنه أنهى المؤتمر الصحافي بشكل مفاجئ، متحججاً بأن لديه اجتماعاً، وهو ما جعل الصحافيين يصفون موقفه بأنه «هروب» و«فشل» في أول ظهور له بعد تعيينه في منصبه.

ولم يكن تهرب الوزير عبيابة من الإجابة عن أسئلة الصحافيين هو المأخذ الوحيد عليه، بل أثارت أجوبته سخرية أيضاً. فعندما سُئل عن نسبة النمو المتوقعة عقب مصادقة المجلس الحكومي على مشروع موازنة 2020، رد بأن «وزير المالية يتوقع نمواً كثيراً»، موضحاً أن «توقعات النمو تُبنى على سعر البترول والغاز، وعلى كمية التساقطات والاستثمارات في الخارج»، وزاد بالعامية: «الله يعطينا الشتا»، أي الأمطار، ونظراً لعدم تمكنه من تقديم نسب محددة، قال إن مشروع الموازنة «سيوزع إلكترونياً لأنه يحمل أرقاماً متعددة».

من جهة أخرى، وخلافاً لما تعود عليه الصحافيون خلال المؤتمرات الصحافية التي تعقب اجتماع الحكومة، أعلن عبيابة أنه لن يجيب إلا على الأسئلة المتعلقة بالموضوعات التي تم تداولها في اجتماع الحكومة، وهو ما أثار خيبة أمل الصحافيين الذين تعودوا على توجيه أسئلة في مختلف القضايا، وتلقي أجوبة عنها من قبل الناطق الرسمي باسم الحكومة، بغض النظر عما إذا نُوقشت من قبل أعضاء الحكومة في اجتماعهم الأسبوعي.

وأثار ارتباك المسؤول الحكومي الجديد المنتمي لـ«حزب الاتحاد الدستوري» تساؤلات حول مصداقية التعديل الحكومي، الذي أريد من خلاله تعويض وزراء في التشكيلة الحكومية السابقة بآخرين لديهم «كفاءة»، حتى أن النسخة الثانية من حكومة سعد الدين العثماني سميت بـ«حكومة الكفاءات».

وحسب السيرة الذاتية للوزير عبيابة، فإنه يملك مؤهلات لا تبرر الارتباك الذي ظهر به. فهو حاصل على درجة دكتوراه الدولة في الدراسات الجيوسياسية، ودكتوراه وطنية في تدبير الموارد البشرية من «جامعة محمد الخامس» بالرباط سنة 2010، كما حصل على الإجازة في الجغرافية ودرجة الماجيستير في تخصص الجغرافية الاقتصادية سنة 1987. وتلقى عبيابة دورات تكوينية في برنامج القيادات السياسة، وفي تدبير المفاوضات (الولايات المتحدة)، ودورات تكوينية في الأكاديمية الألمانية لتكوين الإشراف على البرامج التنموية، وتكوين حول التدبير والقيادة.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Morocco arrests over 4,300 for breaching emergency rules
Moroccan YouTuber arrested for 'public insults'
Morocco: Journalist’s abortion sentence stirs rights protest
Morocco journalist's trial for alleged abortion postponed after protest
Morocco’s King Mohammed VI: Between monarchy and modernity
Related Articles
EU, Morocco and the stability myth
Morocco’s Party of Authenticity and Modernity under pressure
Morocco, Western Sahara issue back at AU
Record gains for Morocco’s Islamist party usher in new political era
It’s truth time for Morocco’s Islamists
Copyright 2024 . All rights reserved