TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Oct 3, 2019
Source:
جريدة الشرق الأوسط
«لا سياسيين ولا معممين»... من يقود مظاهرات العراق؟
لم تتشكل بدعوة من رجال دين
بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»
لا يريد المتظاهرون في العراق «لا سياسيين ولا معممين» في احتجاجاتهم التي بدأوها قبل يومين، معترضين على الفساد والمحسوبية والبطالة... الهدف نصب أعينهم واضح: تغيير الطبقة السياسية الحاكمة منذ أكثر من 15 عاماً.
ويقول المتظاهر مجيد ساهر (34 عاماً) في بغداد لمراسل الوكالة الفرنسية للأنباء: «هذا الحراك لا يشبه أي شيء قبله. حراك شعبي، غير مسيس، ولا صلة له بأي حزب أو عشيرة».
ويؤكد المتظاهرون أن التجمعات الكبيرة التي خرجت في بغداد ومدن رئيسية عدة في جنوب البلاد لم تتشكل بدعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أو المرجع الأعلى علي السيستاني الذي يعد رأيه حاسماً إلى حدٍ ما في القرارات السياسية العراقية. وهي المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الاحتجاجات العفوية.
ويقول حسين محمد: «لا قائد في المظاهرات، انظروا إلى عددنا! كلنا شباب، وكلنا عاطلون عن العمل».
وتطول البطالة 25 في المائة من الشباب العراقي، بينما القطاع العام الذي كان ملجأ جميع خريجي الجامعات خلال عهد صدام حسين، أصابه التضخم ولم يعد قادراً على استيعابهم.
وبشكل شبه يومي تقريباً وفي كل مدينة أو ناحية من العراق، ينظم الخريجون العاطلون عن العمل اعتصامات متواضعة تقابل بلامبالاة. لكن هذه المرة، نزل هؤلاء بكثافة إلى الشوارع، والتحق بهم كل ساخط على حكومة عادل عبد المهدي التي تطفئ شمعتها الأول نهاية الشهر الحالي.
ويطالب المحتجون بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولاً إلى رفض تنحية قائد عسكري يتمتع بشعبية.
ويعاني العراق الذي أنهكته الحروب، انقطاعاً مزمناً في التيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.
وتشير تقارير رسمية إلى أنه منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. ابتلع الفساد نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
وتطالب نسرين محمد (46 عاماً) بـ«رحيل» الجميع، قائلة: «لا نحصل من الحكومة والسياسيين إلا على الأكاذيب والوعود التي لا يفون بها أبداً. الأحزاب سرقت كل أحلامنا»، وتضيف: «لا مكان للفقراء في هذا البلد».
ويقول العسكري السابق وليد أحمد، الذي لا يتوقف عن السعال وسط أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة من الإطارات التي أشعلها المتظاهرون عند التقاطعات الرئيسية في بغداد الأربعاء، إنه لا يمكن لهذا الحراك أن يسقط بأيدي سياسيين. ويضيف «مشكلتنا الأولى هي الفساد، لقد قتلنا. اليوم، نحن نريد فقط الشعب وبلدنا. لا نريد الأحزاب السياسية أو الشخصيات البارزة أو المعممين، لا نريدهم أن ينضموا إلى حراكنا».
ويرى الخبير في الشأن العراقي فنر حداد أن الطبيعة العفوية للاحتجاجات، وهي الامتحان الأول لحكومة عبد المهدي، غير مسبوقة، ويقول: «هذه هي المرة الأولى التي توجد فيها مظاهرات حاشدة وعنيفة دون مشاركة التيار الصدري». ويشير إلى أن المظاهرات، أياً كانت نتيجتها، ستظهر شيئاً واحداً للعراقيين ولأولئك الذين يراقبونهم، أن «الأسطورة القائلة بأن أتباع مقتدى الصدر هم فقط الذين يستطيعون إخراج الناس من الشوارع ماتت».
ويضيف حداد: «يبدو لي أن الناس أنفسهم يمكنهم إخراج الشعب إلى الشوارع»، إذ إن الحراك المطلبي الكبير في العام 2016 والذي طال المنطقة الخضراء في وسط بغداد، كان بقيادة الصدر.
والجدير بالذكر أن الصدر نفسه، عندما دعا مساء الأربعاء الماضي إلى «إضراب عام»، كان حريصاً على التأكيد أنه لا يريد تحويل «المظاهرات الشعبية» إلى «مظاهرات تيارية».
لكن حداد يحذر من أن استقلالية الحراك الذي دعي إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولم يدعمه أي حزب «هو سيف ذو حدين للحكومة والمتظاهرين».
فمن جهة، أصبح الشارع يدرك ثقله من خلال «موجة لا يمكن السيطرة عليها تمتد من حي إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى»، ومن جهة أخرى لا أحد يعرف «إلى أين تتجه هذه الموجة؟».
وليس للشعار الشهير في «الربيع العربي» في عام 2011 «الشعب يريد إسقاط النظام» أي صدى في العراق، حيث توزع المناصب بحسب الانتماء الديني.
لذلك يرى حداد أن «السلطة موزعة، وبالتالي لا يوجد ملك لإرساله إلى المقصلة في العراق».
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
'Not a good idea:' Experts concerned about pope trip to Iraq
In sign of frustration, US shortens sanctions waiver to Iraq
US plans further troop reductions in Iraq by November
Trump to meet Iraqi PM as ties rebound
US general sees Iraq troop drawdown as Daesh threat dims
Related Articles
The Iraqi people cry out for unity
The stalled effort to expel United States troops from Iraq
Could Turkey Moderate Iran's Influence Over Iraq?
Iraqi Kurdistan’s saga of executive offices in transition
A fractured Iraqi Cabinet: Abdel-Mahdi facing uphill battle
Copyright 2024 . All rights reserved