TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Jun 21, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
مبادرتان جديدتان «لتفكيك» الأزمة الليبية وحفتر: معركة تحرير طرابلس لن تتوقف
القاهرة: جمال جوهر
رداً على المبادرة التي تقدم بها فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني»، لحل الأزمة الليبية، والتي استُقبلت برفض من قبل أطراف سياسية كثيرة في البلاد، طرح «التجمع الوطني»، وكتلة «برقة» بمجلس النواب (شرق البلاد)، مبادرتين للغرض نفسه؛ الأولى تقترح إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد المؤسستين العسكرية والأمنية، والثانية تتحدث عن مرحلة ما بعد عملية «تحرير» طرابلس، وتشترط استبعاد «الإرهابيين» من أي عملية سياسية مستقبلية.

واستهل «التجمع الوطني» الليبي مبادرته، التي أعلن عنها مساء أول من أمس، بأن ما تقدم به السراج في طرحه «أغفل نقاطاً كثيرة، من بينها الأسباب والدوافع التي أدت إلى معركة طرابلس، كما أن مبادرته لم تقترح تسوية مناسبة يشعر معها الجميع أنها الأفضل، عوضاً عن مزيد من الاقتتال والاحتراب»، مقترحاً «إيقاف العمليات العسكرية الجارية بالضاحية الجنوبية للعاصمة دون إبطاء، وعودة القوات والمجموعات المسلحة من الطرفين إلى تمركزات محددة خارج نطاق العاصمة». ودعا «التجمع الوطني» إلى تشكيل قوة مشتركة من ضباط وأفراد الجيش والأمن الليبي النظاميّين، الذين لم يسبق لهم الانخراط مع طرفي الحرب الحالية، مهمتها الحفاظ على الأمن في المناطق الفاصلة بين الطرفين (محيط العاصمة)، على أن يتم تسليح هذه القوة المحايدة بناءً على ترتيبات دولية.

كما أشار «التجمع» إلى أهمية العودة إلى طاولة الحوار، واستئناف المسار السياسي برعاية أممية، وبمشاركة جميع الأطراف، بما فيها المتحاربة، بالإضافة إلى إعادة تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين، واختيار حكومة أزمة مؤقتة ومصغرة من الكفاءات. وقال بهذا الخصوص: «يجب توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية، وإعادة بنائهما بطريقة احترافية، بحيث يقتصر امتلاك السلاح واستخدامه عليهما، على أن يتم تفكيك المجموعات المسلحة (الميليشيات)، وجمع السلاح، ودمج من تتوفر فيه الشروط من الأفراد المسلحين في المؤسسة العسكرية وكتائبها النظامية، وبأرقام عسكرية».

في سياق ذلك، رأى «التجمع الوطني» أنه يمكن الاتفاق على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية، في مدة أقصاها نهاية العام الحالي، مع إعادة فتح التسجيل في سجل الناخبين، ووضع ضمانات لمشاركة كل المواطنين فيها بكل نزاهة، مشدداً على أهمية مراجعة بنود اتفاق أبوظبي، ودراسة المبادرات المطروحة من أطراف وجهات ليبية وإقليمية، والنظر في الاستفادة مما جاء فيها. في غضون ذلك، ووسط حالة من الجدل المستمر، طرحت كتلة نواب «برقة» بنغازي، بمجلس النواب في طبرق (شرق) مبادرة أخرى للرد على السراج، تتضمن تشكيل سلطة جديدة بديلة عن حكومة «الوفاق»، يشارك فيها الجميع، باستثناء «الجماعات الإرهابية»، وقالت إن ما سماه السراج بـ«مبادرة» أعاد فيها فكرة اجتماع غدامس «المشؤوم»، وأبقى على نفسه رئيساً للمجلس الرئاسي، كما أنه أنهى بقية المؤسسات الشرعية، متجاوزاً الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، والتطور العسكري الذي سيحسم «تحرير» طرابلس قبل نهاية العام. 

وقالت «الكتلة» في مبادرتها: «تمنينا أن يستقيل السراج، بعد أن أدت سياسات مستشاريه الجهويين إلى دمار الاقتصاد الليبي، وضرب النسيج الاجتماعي، وصولاً لجلب الحرب إلى طرابلس، بالإضافة للتحالف مع الميليشيات والإرهابيين»، وقد تمسكت «الكتلة» برفضها لاتفاق «الصخيرات»، وأيّدت رؤية مجلس النواب بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة بعد «تحرير» العاصمة، وإجراء استفتاء على الدستور. ورأت «الكتلة» أن إطلاق هذه المبادرة يستهدف «حقن الدماء»، مطالبة باتخاذ مدينة سرت مقراً للمؤسسات الليبية التشريعية والتنفيذية، مع تشكيل سلطة جديدة يشارك فيها الجميع، باستثناء الإرهابيين والمتطرفين، إلى حين تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق السياسي. وتتكون كتلة نواب «برقة» من النواب زايد دغيم، وعيسى العريبي، وعصام الجهاني، وبدر النحيب، وسعيد سباقة، وإدريس المغربي. وكان النائب خليفة الدغاري قد صرح بأن البيانات التي تصدر باسم كتلة نواب برقة «لا يمثل عدداً كبيراً من نواب برقة»، مشيراً إلى أن كثيراً من النواب يرفضون وجود كتل تؤسس على أساس جهوي إقليمي، «في حين أننا نواب عن جميع فئات الشعب الليبي».

حفتر: معركة تحرير طرابلس لن تتوقف... ومبادرة السراج تفتقد للجدية
«الجيش الوطني» يكبّد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد


القاهرة: خالد محمود
أكد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أن العملية العسكرية التي أطلقها لتحرير العاصمة الليبية طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، سوف تستمر، وأعلن رفضه للمبادرة التي طرحها فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق لحل الأزمة في البلاد، منتقدا خضوعه لهيمنة الميليشيات المسلحة وجماعة «الإخوان» المسلمين.

وقال حفتر في مقابلة أجراها مع صحيفتي «المرصد» و«العنوان» الليبيتين الإلكترونيتين، تم نشرها في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن «المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية»، واعتبر أن العملية العسكرية الراهنة لتحرير العاصمة طرابلس «تستهدف أوضاعاً مستعصية عجزت كل السبل عن معالجتها»، من وجود القيادات الإرهابية ونشاطها في تجنيد خلايا داخل طرابلس، إلى وجود وانتشار الميليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي. مؤكدا أن «هذا هو المستهدف من العملية العسكرية، وما عدا ذلك سيجد له الشعب الليبي الحلول عبر الحوار، والنقاش بوسائل سلمية وسياسية وديمقراطية».

ووصف حفتر الوضع القتالي لقواته بأنه ممتاز، ودعا الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع «من أننا قد نتراجع، أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة»، مشدداً على أن العملية العسكرية لن تتوقف قبل أن تنجز أهدافها كافة، وأن «معنويات الجيش مرتفعة، وقادته يعرفون جيداً أنهم يقومون بمهمة وطنية كبيرة وتاريخية، والأوامر لديهم واضحة وصريحة. فهم يعلمون أن ليبيا في خطر، وأن واجب إنقاذها لا تراجع عنه».

وبخصوص مرحلة ما بعد تحرير طرابلس، قال حفتر: «سندخل في مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة، على أن تُنجز عدة مهام أساسية، منها حل جميع الميليشيات ونزع سلاحها، ومنح الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحل جميع الأجسام المنبثقة عن اتفاق السلام المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب»، معتبرا أن مدة الاتفاق انتهت بعدما فشل في إيجاد أي مخرج للأزمة، بل خلق أزمات على حد تعبيره.

كما تحدث حفتر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال بهذا الخصوص: «ستكون لدينا بإذن الله مرحلة انتقالية، تديرها حكومة وحدة وطنية، ستعمل بعد تحرير طرابلس مباشرة، وإذا لم تتمكن من العمل لأسباب لوجيستية أو أمنية مؤقتة فقد تباشر عملها من أي مدينة أخرى». متهما حكومة السراج بتعطيل الانتخابات طوال العام الماضي، وبمنع التمويل عن مفوضية الانتخابات، وعجزها عن تأمين مقرها حتى دمرها الإرهابيون، بالإضافة إلى الطعن في قانون الاستفتاء، وخلق معضلة عويصة حول القاعدة الدستورية أو بالتحجج بالظروف الأمنية، حسب تعبيره.

أما بخصوص الموقف الدولي من حرب طرابلس، فقد قال حفتر إن «أغلبه داعم للجيش بشكل مباشر أو غير مباشر... ومن لم يدعمنا، أرسل لنا ليؤكد تفهمه لموقف الجيش وتحركاته»، كما وصف الموقف الإقليمي بأنه ممتاز، وقال بهذا الخصوص: «سجلنا تطوراً مهماً في علاقاتنا مع الجزائر والسودان. ونعتقد أنهم باتوا يتفهمون طبيعة حركة الجيش، وإسهامه إلى جانب شعبنا في محاولة الخروج من الوضع الخانق، إلى مرحلة انتقالية، ثم إلى مرحلة دائمة تنتهي فيها كل المعاناة... وهذا ما سترونه قريباً بعد تحرير طرابلس»، معربا عن تمنياته بالاستقرار للسودان والجزائر في هذه المرحلة الدقيقة، التي يمر بها البلدان مؤخراً.

وحول مبادرة رئيس حكومة الوفاق الأخيرة، رأى حفتر أن السراج ليس لديه ما يقوله، بقوله «هذا الرجل مرتبك وقراره ليس في يده. لقد خَبِرتُه وعرفته جيداً منذ عدة سنوات، وتحدثت معه بشكل مباشر كما تعلمون. إنه حقاً لا يدري ماذا يريد، ولا يستطيع أن يوقع أي اتفاق». مشددا على أن المبادرة «تفتقد للجدية، وخالية من بنود معالجة أسباب الأزمة. وهي أيضاً ليست للسراج، بل هي عبارة عن صدى لكلام غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة، وتحمل بنوداً صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذرياً. ولذا فهي غير ذات قيمة». لكنه أكد في المقابل عدم معارضته «الحلول السياسية أو العملية الديمقراطية أو الانتخابات»، مشددا على صعوبتها في «ظل سيطرة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين والميليشيات وعصابات الجريمة».

ميدانيا، قالت وكالة الأنباء الموالية للجيش الوطني إن الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج تكبدت ما وصفته بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي، مشيرة إلى قيام الهلال الأحمر بنقل 40 جثمانا تابعا للميليشيات، ووقوع 15 آخرين في الأسر لدى قوات الجيش.

من جهته، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابع لقوات الجيش الوطني، إن وتيرة عملها في القضاء على العصابات الإرهابية، صنيعة «الإخوان»، ترتفع يوما بعد آخر، مشيرا إلى تكرار ما وصفه بـ«محاولات يائسة لتحقيق أي إنجاز عسكري للعصابات الميليشياوية قصد رفع معنوياتها، والتغلب على الآثار المعنوية السيئة، التي أصبحوا عليها بسبب هزائمهم المتكررة».

من جانبها، نشرت «غرفة عمليات سرت الكبرى»، التابعة للجيش الوطني في بيان أصدرته أمس، أسماء 15 جنديا، وضابط برتبة نقيب، قالت إنهم قتلوا أول من أمس، فيما وصفته بـ«المعركة الأعنف في محور المطار» الواقع جنوب طرابلس.

في المقابل، أعلنت عملية بركان الغضب، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج مساء أول من أمس، أن قواتها لاحقت من وصفتهم بالمتمردين بمطار طرابلس ومواقع أخرى، بعد قطع الإمداد عنهم، ودمرت طائرة استهدفت مستشفى تاجوراء منذ يومين.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Down but not out, Haftar still looms over Libya peace process
Turkey's Erdogan meets with head of Libya's UN-recognized govt
Media watchdog urges Libyan gov't to release reporter
Key Libyan interior minister suspended amid protests
Russia and Turkey agree to push for Libya ceasefire, says Moscow
Related Articles
Divisions over Libya are now spreading across the Mediterranean
Erdogan wades into Libya quagmire
It’s time to tackle inequality from the middle
Haftar’s rebranded Libya coups
Russia’s mediation goals in Libya
Copyright 2024 . All rights reserved