TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Jun 21, 2019
Source: جريدة النهار اللبنانية
الخليج أقرب إلى الحرب بعد إسقاط الطائرة الأميركية
واشنطن - هشام ملحم
رأى الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن "ايران قد ارتكبت خطأ كبيراً" حين أسقطت دفاعاتها الجوية طائرة استطلاع أميركية من دون طيار من نوع "آر كيو-4 أي غلوبال هوك" تابعة للبحرية الاميركية كانت تحلق في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز.

وأعقب ذلك اجتماع في البيت الابيض للمسؤولين العسكريين والمدنيين لم يشارك فيه ترامب، لمناقشة ما وصفه المسؤولون الاميركيون بالتصعيد النوعي والخطير في الأزمة الراهنة بين البلدين.

وقال المسؤولون الايرانيون إن الطائرة الاميركية كانت تحلق في الأجواء الايرانية، قبل اطلاق صاروخ أرض - جو لاسقاطها. وليس واضحاً حتى الآن ما اذا كانت الطائرة تحلق في أجواء المنطقة الساحلية التي تدعي ايران انها خاضعة لسيادتها، والتي تعتبرها الولايات المتحدة والدول الاخرى أجواء دولية.

وأورد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على "تويتر": "في الساعة 00:14 أقلعت طائرة مسيرة أميركية من الإمارات باستخدام تقنية التخفي وانتهكت المجال الجوي الإيراني. تم استهدافها في الساعة 04:05... قرب جبل مبارك. لقد انتشلنا أجزاء من الطائرة الأميركية العسكرية المسيرة في مياهنا الإقليمية حيث تم إسقاطها". وضمّن تغريدته إحداثيات مكان استهداف الطائرة.

لكن قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف غواتسيلا، قال إن "هذا الهجوم الخطير والتصعيدي كان غير مسؤول ووقع بالقرب من الممرات الجوية بين دبي في الإمارات ومسقط في عمان، الأمر الذي كان من المحتمل أن يهدد المدنيين الأبرياء". وأضاف أن الطائرة المسيرة الأميركية لم تدخل أجواء إيران "في أي لحظة من مهمتها"، مشيراً إلى أنها كانت على مسافة 34 كيلومتراً عن السواحل الإيرانية. وأكد أن الطائرة سقطت في المياه الإقليمية.

ترامب

وفي لقاء والصحافيين في البيت الأبيض لدى استقباله رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، كرر ترامب ان اسقاط الطائرة كان "خطأ غبياً". ومع انه قال إن بلاده "لن تتسامح" مع مثل هذه الهجمات، فقد استرعى الانتباه ان الرئيس الاميركي تفادى تحميل القيادة الايرانية مسؤولية اسقاط الطائرة، إذ اعتبر إن أمر أسقاط الطائرة ربما صدر عن قائد أو جنرال محلي. وقال: "لدي شعور، وقد اكون مخطئاً وقد أكون محقاً، هو ان ما جرى كان خطأ ارتكبه شخص معين"، متفاديا لوم القيادة في طهران.

وسئل هل توجّه واشنطن ضربة إلى إيران، فأجاب: "ستعرفون قريباً".

ولدى سؤاله هل يعتقد ان قرار اسقاط الطائرة كان "مقصوداً"، أجاب: "لا أعرف ما اذا مقصوداً، ربما كان وراء ذلك شخص متهور وغبي". وأكد رغبته المعروفة في تخفيف عديد القوات الاميركية في المنطقة قائلاً: "لقد قلت انني أريد الانسحاب من نزاعات المنطقة". وبعدما أشار الى هزيمة "الخلافة" الاسلامية في سوريا والعراق، ذكر بان الولايات المتحدة سحبت بعض قواتها من افغانستان ومن سوريا.

وصباح الخميس، حرصت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بأن المسؤولين في مجلس الأمن أطلعوا ترامب مساء الاربعاء وصباح الخميس على آخر التطورات الميدانية، وان البيت الأبيض سوف يطلع أعضاء الكونغرس على آخر المستجدات.

وسجلت هذه التطورات وقت لا يزال منصب وزير الدفاع شاغراً منذ ستة أشهر. وكان وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان قد سحب مطلع الأسبوع ترشيحه عقب كشف تورطه ونجله في عنف منزلي قبل سنوات. والثلثاء، عين ترامب قائد القوات البرية مارك أسبر وزيراً للدفاع بالوكالة. وفي غياب وزير دفاع قوي، كما كان الحال مع الوزير السابق جيمس ماتيس، تقلص نفوذ الوزارة في النقاش الراهن حول ايران، الامر الذي أعطى صوتاً أقوى للمسؤولين الذين يدعون إلى موقف متشدد أقوى حيال ايران مثل مستشار الامن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو.

ولا يزال ترامب حتى الآن متردداً في اللجوء الى الخيار العسكري، وقد أرسل في الأيام الاخيرة أكثر من مؤشر في هذا الشأن مثل وصفه تفجير ناقلتي النفط في خليج عمان بأنه حادث "ثانوي"، وقول مصادر مطلعة ان ترامب طلب من كبار مساعديه تخفيف نبرتهم المعادية لايران، وتلميحه في مقابلة مع مجلة "تايم" إلى انه لن يرد عسكرياً على ايران للدفاع عن مصالح حلفائه مثل السعودية. ويتخوف بعض المسؤولين الاميركيين من ان يؤدي تقويم القيادة الايرانية ان ترامب يريد تفادي الحرب مع طهران، الى مجازفة ايران باستفزاز القوات الاميركية على نحو يحرج ترامب أكثر، او تصعيد الهجمات على أهداف سعودية، لاحراج ترامب أمام حلفائه في المنطقة.

وقال السناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب الجمهوري، ان خيارات الرئيس "آخذة في النفاد". وسئل هل يعتقد أن البلدين يقتربان من الحرب، فأجاب: "أعتقد أن أي شخص يعتقد أننا أقرب خطوة" من الحرب. وأضاف: "لقد اسقطوا طائرة مسيرة مملوكة للولايات المتحدة في المياه الدولية لدى محاولتها استطلاع الوضع. ماذا عسانا أن نفعل؟".

لكن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، وهي أحد أكبر خصوم ترامب، حذرت من أن "البلاد لا ترغب في دخول حرب".

وفي تطور نوعي ومحرج لادارة ترامب بعد ساعات من اسقاط الطائرة، صوّت مجلس الشيوخ على قرار منع بموجبه عقد صفقات الاسلحة مع السعودية بقيمة 8 مليارات دولار، وذلك في ضربة مباشرة للرئيس الذي تحدث عن وجود حال طوارئ تخوله بيع الاسلحة للسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة من دون الحصول على مصادقة الكونغرس.

ردود الفعل

وارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 6 في المئة بعد الحادث الجديد، وسط التوترات والضغوط الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية التي تمارسها عليها الولايات المتحدة.

وحذر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي في لندن، إيران من "دفع الثمن" إذا استمرت في "سياساتها العدائية".

بينما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من "كارثة" إذا استخدمت الولايات المتحدة القوة ضد إيران. وقال: "تقول الولايات المتحدة إنها لا تستبعد استخدام القوة... سيكون ذلك كارثة على المنطقة. سيؤدي الى موجة عنف والى ارتفاع عدد اللاجئين... ستكون التداعيات محزنة أيضاً على من يحاولون القيام بعمل مماثل".

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الدول المحبة للسلام" إلى دعم الولايات المتحدة في الأزمة الأخيرة مع ايران. وقال في بيان أصدره مكتبه: "خلال الساعات الـ24 الأخيرة، كثفت إيران عدوانها على الولايات المتحدة وعلينا جميعاً... أكرر دعوتي كل الدول المحبة للسلام الى الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في جهودها لوقف العدوان الإيراني. وإسرائيل تقف مع الولايات المتحدة في هذا الامر".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
UN calls on Arab world for more solidarity against pandemic
Virus impact could kill over 50,000 children in MENA: UN agencies
Virus cases surpass 200,000 in Gulf states
Mideast economies take massive hit with oil price crash
Trump says US will destroy any Iranian gunboats harassing U.S. ships
Related Articles
Democracy in the digital era
From hope to agony, what's left of the Arab Spring?
Reopening the peace factory
Tackling the inequality pandemic: a new social contract
Global wake-up call
Copyright 2024 . All rights reserved