WED 27 - 11 - 2024
 
Date: May 4, 2019
Source: جريدة الشرق الأوسط
اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء
فرنسا تنفي انحيازها لحفتر وتؤكد تشبثها بتنظيم انتخابات
القاهرة: خالد محمود
فيما تدخل اليوم معارك السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس شهرها الثاني على التوالي، بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق»، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، نفت فرنسا انحيازها لحفتر، بينما اعتبرت إيطاليا أن إطلاق حفتر عملية «تحرير» طرابلس «أنعش الإرهاب في البلاد».

وللجمعة الرابعة على التوالي، منذ أن بدأ القتال في الرابع من الشهر الماضي، دعا مؤيدون لحكومة السراج أهالي وسكان العاصمة والمدن الليبية إلى الخروج للتظاهر في ميدان الشهداء بطرابلس، وعدة مدن أخرى للتنديد بعملية الجيش «لتحرير» طرابلس.

واندلعت أمس اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة شرق العاصمة طرابلس، بعد غارة جوية شنتها طائرات تابعة لـ«الجيش الوطني»، كما قصفت مواقع للقوات التابعة للسراج في محور عين زارة، وصلاح الدين، ووادي الربيع جنوب المدينة. وجرت اشتباكات ضارية خلال ليلة أول من أمس. وقال سكان لوكالة «رويترز» إن قتالاً ضارياً استعر واستمر حتى الساعات المبكرة من صباح أمس، في منطقة المطار الدولي السابق. فيما أعلنت قوات الجيش سيطرتها على منطقة السبيعة، بعد معارك شرسة مع الميليشيات التابعة لحكومة السراج، إذ قالت شعبة الإعلام الحربي إنه «تم تحرير السبيعة والتقدم إلى مواقع أخرى»، مشيرة إلى «الاستعانة بالأطقم الطبية وأجهزة الإسعاف والطوارئ لانتشال جثث مقاتلي السراج، التي فاقت 50 جثة في مختلف محاور القتال ومواقع الاشتباكات». كما أوضحت أن قوات الجيش تتحفظ على 43 جثة من قوات السراج سقطوا خلال اشتباكات أول من أمس، وعلى 6 أفراد أسرى من هذه القوات.

وتحرك الجيش على جزء من خط المواجهة هذا الأسبوع. لكن صدته القوات الموالية لحكومة طرابلس، التي أقامت حواجز على الطرق الجنوبية، حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية.

واستعادت قوات طرابلس بعض المواقع، لكن محللين يقولون إن التهديد الذي يمثله الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيستمر ما دام يحتفظ بقاعدته الأمامية في مدينة غريان، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، نظراً لصعوبة انتزاع السيطرة على المدينة، التي تقع في منطقة الجبال المطلة على السهل الساحلي الذي يضمها.

وأوضح بيان لمجموعة عمليات المنطقة الغربية، بإمرة اللواء عبد السلام الحاسي، أن قوات الجيش ألحقت هزيمة بالميليشيات، وقتلت العشرات منهم في السبيعة وسوق السبت، موضحاً أنها تطاردهم شمال العزيزية.

وقال الحاسي في تسجيل صوتي إن العمليات العسكرية «تسير وفقاً للخطة الموضوعة لتحرير طرابلس... وما زلنا داخل الجدول الزمني لهذه الخطة، وأتحدى أي شخص يقول إن الجيش أصاب مدنياً واحداً. نحن ننتقي أهدافنا بحرفية، ولم نستهدف هدفاً مدنياً خاصاً أو عاماً».

بدوره، واصل فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، تكرير تصريحاته بشأن عزم حكومته دحر العدوان، واعتبر في بيان أصدره عقب اجتماعه مساء أول من أمس مع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، ونائبته ستيفاني ويليامز، أنه «لا كلام عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت». كما أكد «ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين».

ونقل البيان عن سلامة رفضه التام «أي اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية، الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي»، كما أكد أن المجتمع الدولي يدرك بأن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، مشدداً على أنه «يبذل كل الجهد لإيجاد موقف دولي موحد ينهي هذه الحرب».

في غضون ذلك، قال مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إن عدد ضحايا اشتباكات العاصمة بلغ 392 قتيلاً، و1936 جريحاً، لافتاً إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 ألف شخص.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أنّ باريس تريد وقف إطلاق النّار في ليبيا، والعمل على تنظيم انتخابات، نافياً أن تكون بلاده منحازة إلى المشير حفتر. وقال في تصريحات لصحيفة «لو فيغارو» إن هدف فرنسا هو محاربة الإرهاب، ومنخرطة في الملفّ الليبي من أجل مكافحة الإرهاب، منتقداً اتهام فتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج، لباريس بدعم حفتر.

وتابع: «لاحظتُ أنّ أغا الذي يُهاجم فرنسا بانتظام، ويندّد بتدخّلها المزعوم في الأزمة، لا يتردّد في قضاء بعض الوقت في تركيا. لذلك أنا لا أعرف أين يوجد تدخّل».

ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي، بحسب وكالة «أكي»، عما وصفه بالمفارقة، وذلك في أعقاب الهجوم على طرابلس، حيث «تم تسجيل انتعاش للإرهاب»، حسب تعبيره.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Down but not out, Haftar still looms over Libya peace process
Turkey's Erdogan meets with head of Libya's UN-recognized govt
Media watchdog urges Libyan gov't to release reporter
Key Libyan interior minister suspended amid protests
Russia and Turkey agree to push for Libya ceasefire, says Moscow
Related Articles
Divisions over Libya are now spreading across the Mediterranean
Erdogan wades into Libya quagmire
It’s time to tackle inequality from the middle
Haftar’s rebranded Libya coups
Russia’s mediation goals in Libya
Copyright 2024 . All rights reserved