TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Mar 11, 2019
Source:
جريدة الشرق الأوسط
السجن أسبوعاً لمريم الصادق المهدي
مظاهرات حاشدة في أم درمان تدعو إلى تنحي البشير
الخرطوم: أحمد يونس
قضت محكمة طوارئ سودانية بسجن مريم ابنة المعارض البارز الصادق المهدي لمدة أسبوع، وبتغريمها ألفي جنيه (40 دولاراً)، وفي حال عدم الدفع، توقيفها أسبوعين إضافيين، وذلك بعد احتجازها وعدد آخر من المتظاهرين في مدينة أم درمان، كانوا نظموا مظاهرة احتجاجية استجابة لدعوة تحالف «قوى الحرية والتغيير» المعارض.
وقال مسؤول في حزب «الأمة» المعارض لـ«الشرق الأوسط»، إن محكمة الطوارئ بأم درمان حكمت على مريم نائبة رئيس الحزب وابنة زعيمه بالسجن والغرامة. وأضاف أن القيادية المعارضة البارزة رفضت دفع الغرامة، وقررت البقاء في السجن 3 أسابيع. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي رسالة منسوبة للمهدي تقول فيها: «حكم عليّ بالسجن لأسبوع، والغرامة بألفي جنيه، وفي حالة عدم الدفع السجن أسبوعين إضافيين، وأنا قررت أني لن أدفع أي غرامة، وإذن نتلاقى في ساعة خير بعد 3 أسابيع».
كما قضت المحكمة ذاتها على ابنة المهدي الثانية رباح وعدد آخر من المتظاهرين، بتغريمهم 500 جنيه (12 دولاراً)، وبين هؤلاء 19 من أعضاء «حزب الأمة» في مدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، وحكم عليهم على خلفية مشاركتهم في مظاهرة تجمع المهنيين السودانيين، وحلفاءه «قوى الحرية والتغيير»، للاحتجاج على حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 22 فبراير (شباط) الماضي.
وجاء الحكم على مريم المهدي بعد يوم واحد من إصدار محكمة طوارئ بالخرطوم، أحكاماً بالجلد والسجن على 9 فتيات لمشاركتهن في موكب مظاهرات دعا إليه «تجمع المهنيين» الخميس الماضي، وقالت هيئة الدفاع إنها استأنفتها لدى محكمة استئناف الطوارئ.
وشهدت مناطق وسط أم درمان، وأحياء العباسية ود نوباوي وبيت المال وأبوروف والموردة، مظاهرات حاشدة، وذلك في إطار الانتفاضة السودانية المستمرة منذ 3 أشهر للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته.
وهتف المتظاهرون: «سلمية سلمية» و«تسقط تسقط بس» و«حرية... سلام وعدالة» و«الثورة خيار الشعب»، قبل أن تفرقهم أجهزة الأمن مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وشهدت بعض مناطق أم درمان عمليات كر وفر بين المتظاهرين وأجهزة الأمن.
ورغم أن تجمع المهنيين كان قد حدد كالعادة مكان الاحتجاجات بأم درمان، فإن مواطني منطقة الصحافة جنوب الخرطوم، خرجوا في مظاهرة حاشدة، فرقتها أجهزة الأمن بالغاز المسيل للدموع، كما نظم طلاب في جامعات خاصة وقفات احتجاجية، طالبوا خلالها بتنحي البشير وتغيير النظام.
وفرض الرئيس عمر البشير في 22 فبراير الماضي حالة الطوارئ لمدة عام في السودان، وأصدر بموجبها أوامر طوارئ، قضت بتكوين محاكم طوارئ في أنحاء البلاد، ومنحها سلطة إصدار أحكام بالسجن تصل عقوبتها إلى السجن ما لا يزيد على 10 سنوات، إضافة إلى الغرامة.
وواجهت تلك المحاكم رفضاً شعبياً واسعاً، وصلت إلى حد الهتاف ضدها من داخل قاعات المحاكم وساحاتها، ومع ذلك قضت بأحكام بالسجن تراوحت بين السجن لمدة أسبوع و5 سنوات، لكن محاكم الاستئناف ألغت معظمها وأفرجت عن المدانين. وكان تحالف المحامين الديمقراطيين المعارض، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن أكثر من 800 ألف شخص بينهم أعداد كبيرة من النساء والشباب، قد حوكموا أمام محاكم الطوارئ.
من جهة أخرى، يقرر «البرلمان السوداني» اليوم مصير حالة الطوارئ في البلاد، وذلك وفقاً للدستور الذي يعطيه سلطة نقض أو إقرار حالة الطوارئ في غضون شهر من إعلانها من قبل الرئيس.
وينتظر أن يبحث البرلمان اليوم تقرير لجنة خاصة كوّنها الأسبوع الماضي، لتقديم دراسة عن فرض حالة الطوارئ، وبناء عليه يصوت البرلمان على إبقائها أو إلغائها، لكن المراقبين يرجحون أن يقر البرلمان فرض حالة الطوارئ، استناداً إلى الأغلبية التي يملكها حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس البشير.
ئيس «حركة تحرير السودان» يؤكد ترابط المظاهرات و«الكفاح المسلح»
لندن: مصطفى سري
عدّ منّي أركو مناوي، رئيس «حركة تحرير السودان» التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور، أن المظاهرات السلمية في الخرطوم وعدد من المدن والتي دخلت شهرها الثالث، «نتيجة طبيعية» للكفاح المسلح في المناطق التي تعرف بـ«المهمّشة» ضد حكومة الرئيس عمر البشير منذ سنوات، مشدداً على أن الشعب يعاني من عدم تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والعلاج والتعليم بسبب تحويل كل الموارد إلى آلة الحرب.
وقال مناوي خلال ندوة في فرنسا هي الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات إن المظاهرات السلمية نتجت عن وقوف المناطق المهمشة ضد الحكومة السودانية منذ سنوات طويلة، وأضاف: «يخطئ الذين يسعون إلى التمييز بين العمل المسلح الذي تقوم بها الحركات المسلحة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وهذه الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018».
وعزا في ندوته، مساء أول من أمس، المظاهرات إلى الحرمان الذي يعاني منه الشعب السوداني في مجالات الغذاء والعلاج والتعليم، «بعد أن استخدمت الحكومة كل الموارد في تمويل الحروب ضد مواطنيها في المناطق الثلاث: دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان». وأضاف أنه «رغم هذه الموارد المالية الضخمة، فإن الحكومة لم تنجح طوال هذه السنوات في تدمير الحركات المسلحة»، وعدّ أن «الحركات المسلحة هي مفتاح لوعي الشعب السوداني، والثورة السلمية ليست معزولة عن النضال المسلح، وهي امتداد للثورة المسلحة التي انطلقت من قبل».
وتحرص مصادر المعارضة على تذكير السودانيين بأن الانتفاضات الشعبية كان لها الدور الحاسم في إنهاء نظامي إبراهيم عبود في أكتوبر (تشرين الأول) 1964، وجعفر النميري في أبريل (نيسان) 1985، ويعتقدون أن المظاهرات السلمية التي انطلقت في 19 ديسمبر 2018 يمكنها أن تحدث التغيير وتؤدي إلى تنحي الرئيس عمر البشير ونظامه.
وظلت الحكومة السودانية في مواجهة ضد الحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور منذ عام 2003، رغم أن الحرب توقفت نسبياً في بعض المناطق من الإقليم في العام الماضي، لكن الحركات المسلحة رفضت التفاوض مع الحكومة بعد اندلاع المظاهرات في مدن البلاد.
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
Sudan's former PM Sadiq al-Mahdi dies from coronavirus in UAE
Sudan reshuffles government in bid to appease protests
Sudan says over 120 arrested before going to fight in Libya
Sudan moves against Bashir loyalists after assassination attempt
ICC trial in The Hague one option for Sudan's Bashir: minister
Related Articles
An appeal to the world for Sudan’s future
Sudan’s chance for democracy
Moscow’s hand in Sudan’s future
The Fight to Save Sudan from the Counterrevolution
As Sudan uprising grew, Arab states worked to shape its fate
Copyright 2024 . All rights reserved