TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Feb 5, 2019
Source:
جريدة الحياة
لجنة البيان الوزاري أنجزت الشق الاقتصادي ورفض لاقتراح جريصاتي نصا عن الخلافات والحكومة
بيروت - "الحياة"
غلب الهدوء على مناقشات الاجتماع الأول للجنة صوغ البيان الوزاري للحكومة الجديدة، والذي ترأسه الرئيس سعد الحريري بعد ظهر أمس، إلا أن طيف الخلافات التي اندلعت في اليومين الماضيين بفعل انتقادات رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط للحريري عليه أمس وقبله ودخول رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على خط الردود على جنبلاط، كان حاضرا في بعض المناقشات.
وحضر الاجتماع أعضاء اللجنة وزير المال علي حسن خليل،وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وزير التربية اكرم شهيب، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الاشغال يوسف فينيانوس، وزيرالاعلام جمال الجراح، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، وزير الاقتصاد منصور بطيش، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، وزير العمل كميل ابوسليمان، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.
وقال غير مصدر وزاري لـ"الحياة" إنه على رغم أن مناقشة مسودة البيان التي كان الحريري أعدها لم تشهد اختلافات مهمة بل جرى التوافق على الجزء الأول من النص المتعلق بالقضايا الاقتصادية، فإن تداعيات السجال الأخير ظهرت من خلال نقطتين:
الأولى حين اقترح الوزير جريصاتي تضمين مقدمة البيان، عبارة بعدم نقل الخلافات السياسية التي تحصل خارج الحكومة إلى داخلها للحؤول دون التشويش على عمل الحكومة ودون انتقال "التناحر" إلى عملها، في إيحاء منه إلى تصريحات جنبلاط الأخيرة. وقال أحد الوزراء الأعضاء في اللجنة لـ"الحياة" إن الاقتراح لم يأخذ كثيرا من النقاش وتم رفضه من عدد من الأعضاء على الفور من قبل الوزراء خليل، شهيب، فنيانوس، شدياق وفنيش الذين اعترضوا عليه. وعلمت "الحياة" أن خليل رأى أن هذا لا يمكن وهناك قضايا حساسة للفرقاء حرية إبداء آرائهم فيها، بينما أكد شهيب أننا في بلد الحريات وما يحكى خارج الحكومة يمكن أن يتم التطرق إليه داخلها ونحن موقفنا في الحكومة مثل المواقف التي نأخذها في خارجها، فنحن حكومة توافق وهناك أمور نتفق عليها مثلما أن هناك مسائل نختلف عليها. وحين أشار الوزير الغريب إلى وجود خلاف حول مسألة النازحين وهناك سجال في شأنه خارج الحكومة ردت الوزيرة شدياق بأن الأمور الأساسية التي نختلف عليها هي موضع نقاش سواء داخل مجلس الوزراء أو خارجه ولكن هذا لا يعني أن تحصل توترات في مناقشتها ونحن سنقول رأينا فيها بكل هدوء وبلا تشنجات.
وقال أكثر من وزير لـ"الحياة" أن مناقشة اقتراح جريصاتي لم تأخذ وقتا وجرى صرف النظر عنه بسرعة، خصوصا أن الحريري استمع للآراء، ولم يبدو موافقا عليه.
أما النقطة الثانية التي أثارها بعض الوزراء ومنهم فنيانوس، خليل وشهيب، فتتعلق بما قاله الوزير باسيل في مؤتمره الصحافي بعيد إعلان الحكومة. وقالت مصادر وزارية إن هؤلاء انتقدوا تحديده مهمات الحكومة كأنه هو من يصوغ البيان الوزاري، وينوب عن مجلس الوزراء وأن حديثه عن انتصارات حققها على هذا الفريق أو ذاك لا يستقيم في بلد لا غلبة فيه لأي طرف. وأوضحت المصادر أن الحريري تلقف الملاحظات وألمح للوزراء الذين أثاروا الموضوع بأنه أخذ على عاتقه معالجة هذا الأمر.
وكان اجتماع اللجنة انكب على صوغ الفقرة المتعلقة بالتزام الحكومة خفض العجز في الموازنة بنسبة 1 في المئة، كما جاء في المسودة. وجرى الاتفاق على عدم الأخذ بالمهلة التي نصت عليها المسودة أي إعادة الكهرباء 24 على 24 ساعة، خلال سنة، في انتظار وتيرة العمل على معامل الكهرباء.
وينتظر أن تبحث اللجنة الوزارية في اجتماعها اليوم في الفقرات السياسية، التي استعارت العبارة نفسها لبيان الحكومة السابقة في ما يخص حق اللنانيين بمقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيليين.
بعد الاجتماع الذي استمر حتى 4 ساعات قال وزير الاعلام جمال الجراح أن اجتماعها الاول الذي استغرق وقتا طويلا، لانجاز اكبر جزء من مشروع البيان الوزاري، وتم الانتهاء من معظم البنود الاساسية، وسيستكمل النقاش غدا (اليوم). ووصف اجواء الاجتماع بأنها ايجابية جدا، والنقاش موضوعي كي يكون البيان واضحا ويقارب الامور بالطريقة المباشرة وبمسؤولية كبيرة. وأوحى بأنه إذا عقدنا غدا اجتماعا ثانيا مطولا قد ينجز البيان
ونفى وجود بنود خلافية "حول كل القضايا المطروحة، وخصوصا القضايا القطاعية والانتاجية والاقتصادية، وموضوع الكهرباء وتخفيف عجز الموازنة والانطلاق برؤية اقتصادية جديدة تحفّز النمو وتخفف العجز وبالتالي تؤدي الى استقرار مالي ونقدي وتقارب المواضيع الاقتصادية، التي وكما قال الرئيس الحريري آن الاوان لمقاربة جريئة وصريحة وواضحة وسريعة بشأنها".
وعن العلاقة بين لبنان وسوريا في البيان الوزاري أشار إلى بحثه في جلسة اليوم.
وعن موضوع المقاومة رجح أن يعتمد النص نفسه للحكومة السابقة
وقال إن ما حصل من خلافات أول من أمس بقي خارج ابواب الاجتماع.
سئل:ما هي ابرز البنود التي اقرت اليوم؟
وأكد أنه تمت مقاربة كل القطاعات الاقتصادية والتنموية والكهرباء والبيئة وتطرقنا الى "سيدر" وهو اساس في هذه المقاربة مشيرا إلى توافق كل الاطراف عليه في السابق باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الازمات الاقتصادية.
وعما نقله شهيب من الملاحظات حول ملف الكهرباء وحديثه عن خلاف على امور ومن بينها ملف الكهرباء؟ اجاب: "دار في اللجنة نقاش وليس خلاف حول موضوع الكهرباء وتمحور حول اعتماد خطط عملية وسريعة التنفيذ، وما يرافقها من اجراءات. اذا زدنا انتاج الكهرباء بدون زيادة التعرفة نكون بذلك نساهم في زيادة نسبة العجز، علينا ان نضع مواعيد واقعية لتنفيذ الخطط".
الحريري: من يريد ان يقف بوجهي فليتنحَّ مستمر في عملي ولو اصطدمت بأي كان
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري انه "اتخذ قرارا بالعمل ليل نهار لتعويض المرحلة السابقة الطويلة التي استغرقتها عملية تشكيل الحكومة، مؤكدا أن "من يريد ان يقف ويعطل عملية الانتاج فعليه ان يحيد من الطريق، فأنا مستمر ولو اصطدمت بأي كان".
كلام الحريري جاء خلال احتفال تكريمي اقامه في السراي الكبيرة للامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعدالله حمد ومديرة الشؤون الفنية في رئاسة مجلس الوزراء سناء سيروان والمراقب اول امال الناطور لمناسبة إحالتهم على التقاعد.
وقال الحريري بالمناسبة: "إن فؤاد فليفل يختصر مسيرة مضيئة من العمل الإداري الناجح منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكانت آخرها الأمانة العامة لمجلس الوزراء بكل ما تختزنه من مفاصل الدولة وقراراتها واسرارها. كان يعمل بصمت وبالفعل، امينا كل الأمانة على مصلحة المواطنين ومصلحة الدولة، ولطالما واكبني في العمل وكنت اتصل به بعد منتصف الليل احيانا وكان حاضرا باستمرار. اشكره على وفائه وولائه للدولة وعلى حرصه على المال العام. نحن سنبقى مع بعضنا ونكمل المسيرة التي لا تزال طويلة امامنا".
واضاف: "كذلك نكرم اللواء الحمد الذي تولى مهمة الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع منذ سنتين، بعدما تقلب في مناصب عديدة في الموسسة العسكرية وشغل سابقا منصب نائب مدير المخابرات في الجيش، في أصعب مراحل التفلت الأمني وتفشي ظاهرة الإرهاب على خلفية تداعيات الازمة السورية. انه قام بعمل دؤوب وجدي للحفاظ على الامن والاستقرار ودعم متطلبات سيادة الدولة اللبنانية".
وتابع: "كذلك نكرم سيدتين ستفتقدهما الإدارة الرسمية، ولكل منهما سجل حافل في العمل الإداري الناجح وبمقتضيات الوظيفة العامة والحرص على التزام القوانين والحفاظ على مصلحة الدولة".
وأشار الحريري الى أن "المواطن اللبناني قرف من المهاترات السياسية وقرف ان يسمع رأي حزب في حزب آخر، وإذا لم يستوعب البعض هذا الامر حتى الآن فسيستوعبه في الانتخابات المقبلة. إذا لم ننتج، فكلنا سنذهب الى بيوتنا. وإذا اعتقد أحد أنه بزعامته يستطيع أن يمشي على المواطن اللبناني، أقول كلا، فإن المواطن اللبناني سيمشي علينا جميعا اذا لم ننتج". وقال: "علينا ان نعمل، وانا اتخذت قرارا بان "اشمّر عن زنودي" واعمل ليل نهار، ومن يريد ان يقف بوجهي ويعرقل عملية الانتاج ليس عليه الا ان يحيد جانبا، واذا لم يفعل فانا سأستمر ولو اصطدمت بأي كان. ساعمل لمصلحة المواطن اللبناني فقط، واملي كبير بلبنان لانني اعرف شبابه وشاباته، وأعلم من هم وما هو معدنهم وانهم ليسوا طائفيين ولا مذهبيين، وانهم يحبون لبنان ويريدون ان يبقوا ويعيشوا فيه. الجميع مل كلام السياسة الذي يدعي فيه البعض الدفاع عن طائفته تحت راية حقوق هذه الطائفة او تلك، ولكن الواقع هو غير ذلك فهذا الكلام هو لمصلحة حزبه او تمنياته".
بعدها تحدث فليفل فقال: "إنها سنة الحياة ، فكما تسلمنا الامانة ممن سبقنا، نحن اليوم نسلمها لغيرنا، وخير دليل على ذلك الشعار الذي ثبته الرئيس الشهيد رفيق الحريري على بعد امتار قليلة منا على مدخل السراي الكبيرة: "لو دامت لغيرك لما اتصلت اليك".
واضاف: "لقد تعاليتم يا دولة الرئيس في عملكم على الجراح والتجريح وتساميتم وصبرتم ووضعتم نصب أعينكم مصلحة هذا الوطن وشعبه فوق كل المصالح ونأيتم عن المهاترات ووصلتم الليل بالنهار وسخرتم كل الامكانات والعلاقات والصداقات في سبيل تقدم وازدهار هذا الوطن.
وجنبتم الوطن لهيب الحرائق المشتعلة من كل جانب وعبرتم به الى بر الامان، ونجحتم في ابقاء الآمال متوهجة بوطن مشرق وغد أفضل. ليس غريبا عليكم ما تقومون به من جهود في سبيل هذا الوطن وشعبه وانت ابن الشهيد رفيق الحريري والمؤتمن على اكمال مسيرته، مسيرة بناء الدولة والانسان والنهوض بالوطن الى مراتب الدول المتقدمة".
وسام
وفي نهاية الحفل منح الحريري باسم رئيس الجمهورية ميشال عون الامين العام لمجلس الوزراء وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، كما سلم المحتفى بهم دروعا تذكارية عربون وفاء وتقدير.
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved