TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Feb 2, 2019
Source:
جريدة الحياة
«الحكومة اللبنانية» أمام تحديات «حزب الله» والأزمة الاقتصادية، ماكرون يرحب ويذكر بالنأي بالنفس
بيروت - «الحياة»
تواجه الحكومة اللبنانية الجديدة، التي تشكلت أول من أمس (الخميس) تحديات صعبة، تتمثل في استيعاب التوترات الناتجة عن الدور الإقليمي لحزب الله، والعمل على وضع إصلاحات جدية تواجه الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ويتمتع حزب الله بثقل وازن على الساحة السياسية في لبنان، يستقيه من دعم إيراني كبير أتاح له التزود بقوة عسكرية ضخمة استخدمها لتقديم دعم ميداني كبير للنظام في سورية.
وحزب الله هو التنظيم الوحيد في لبنان الذي لم يسلم سلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ومشاركته في الحكومة لها دلالات كبيرة، فالحزب يتعرض لعقوبات مالية من الإدارة الأميركية التي تعتبره تنظيماً «إرهابياً»، في حين أن التوتر بينه وبين إسرائيل يبقى شديداً، والمخاوف تبقى قائمة من تكرار حرب 2006 بين الطرفين.
ونال حزب الله وزارة الصحة التي أصر على تسلمها، مع العلم أن على هذه الوزارة أن تنسق مع منظمات دولية ومانحين أجانب.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة: «قد يكون من الصعب على الدول المانحة عدم التعاطي مع حزب الله»، معتبراً أن الحزب يسعى لكي يصبح «لاعباً مرئياً على الساحة السياسية من الصعب تجنبه».
أما المحلل السياسي كريم بيطار فاعتبر أن تمسك حزب الله بوزارة الصحة يعود «لكونها إحدى الوزارات الخدماتية الأساسية، التي تتيح توزيع الخدمات وكسب ود الناخبين».
وأعربت واشنطن أمس عن قلقها من تولي منظمة حزب الله الإرهابية حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية.
وطالبت واشنطن الحكومة اللبنانية بعدم تقديم أي دعم لحزب الله، مؤكدة في السياق ذاته الاستمرار بدعم الأجهزة الأمنية اللبنانية لتحقيق استقرار البلاد. ودعت الحكومة اللبنانية للعمل بما يتفق والقرارات الدولية الخاصة بلبنان.
وحذّر مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا، في وقت سابق، حزب الله اللبناني من استغلال تولي وزارة الصحة، لتحويل الأموال إلى المؤسسات التابعة لميليشياته المسلحة.
ويتمتع حزب الله مع حليفه التيار الوطني الحر الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون، بأكثر من ثلث عدد الوزراء، ما يتيح لهما عرقلة أي قرار لا يرغبان به داخل الحكومة.
وحصل حزب الله على ثلاثة وزراء، في حين حصل التيار الوطني الحر مع وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية على 11 وزيراً.
ونال تيار المستقبل برئاسة الحريري خمسة مقاعد، في حين نال حزب القوات المسيحي المناهض لحزب الله أربعة وزراء.
وبسبب التنوع الطائفي الدقيق، تتخذ القرارات المصيرية داخل الحكومة في أغلب الأحيان بالتوافق بعد تجاذبات طويلة.
وعلى الحكومة الجديدة القيام سريعاً بإصلاحات ضرورية لإنهاض اقتصاد على شفير الانهيار، عانى كثيراً من التداعيات الاقتصادية للحرب في سورية وتدفق أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري الى هذا البلد.
وتصل نسبة الدين العام في لبنان الى 141 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهي من أعلى النسب في العالم. وفي كانون الثاني (يناير) خفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف لبنان، مشيرة الى «المخاوف من ارتفاع كبير في الدين».
ومن المتوقع أن تشمل الإصلاحات خفضاً في النفقات العامة وإعادة تأهيل قطاع الكهرباء، وهما بندان وردا في الأولويات خلال المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، الذي انعقد في نيسان (أبريل) الماضي بمبادرة من فرنسا.
بالمقابل وعد المجتمع الدولي بتقديم 11.5 بليون دولار على شكل قروض وهبات. وقد وزعت هذه المبالغ على مشاريع معينة للبنى التحتية لا بد للحكومة من إقرارها الآن.
ساترفيلد أبلغ الفرنسيين أن سياسة بلاده تطورت بالضغط على "حزب الله"
ماكرون يرحب بالحكومة ويذكر بالنأي بالنفس والإصلاح وباريس ستبلغ باسيل ضرورة الحياد إزاء سورية
باريس - رندة تقي الدين
رحب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس بتشكيل الحكومة اللبنانية. وأكد في بيان رئاسي أن فرنسا وقفت في الأشهر الأخيرة إلى جانب الشعب اللبناني وقادته من أجل تهيئة ظروف التأليف. وقال البيان إن"الرئيس ماكرون يؤكد مجددا التزامه سيادة لبنان واستقراره وأمنه ويؤكد أهمية سياسة النأي بالنفس ومكافحة الارهاب. وذكر برغبة فرنسا بمواكبة لبنان على طريق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية خصوصا فيما يخص تنفيذ خطة الاستثمارات الناتجة عن مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس في نيسان ابريل ٢٠١٨."
إلى ذلك أشار مصدر في الرئاسة الفرنسية ل"الحياة" إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري "كان اتصل بالرئيس ماكرون خلال تواجد الأخير في مصر بداية الأسبوع الماضي لإبلاغه ان الحكومة قد تم تشكيلها وستعلن يوم الخميس، ما اعتبره المصدر لفتة لائقة من الحريري كون ماكرون وفرنسا منذ انتخابات لبنان التشريعية كانت حاضرة من أجل حث الأطراف اللبنانية، بشكل ودي ومن دون تدخل، على أنه من المهم جدا أن يتم تشكيل الحكومة، على أن تكون حكومة متوازنة تحترم سياسة النأي بالنفس والحياد بالنسبة للصراع السوري".
وكانت باريس حسب المصدر "تضاعف الجهود لحث الأطراف اللبنانية كلما اقتربت الحكومة من التشكيل مثلما حصل في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، عندما اتصل الرئيس ماكرون بالرئيس ميشال عون وبالحريري، وبقيت باريس على الاتصالات مع فريقي الرئيسين عون والحريري وأيضا الرئيس نبيه بري لهذا الغرض". وقال المصدر إن "قصر الإيليزيه كان أعرب عن رغبة الرئيس ماكرون بالقيام بزيارة الى لبنان في نهاية فبراير شباط الجاري، وتم تأجيل هذه الزيارة بسبب أحداث فرنسا الداخلية وأيضا لأنها لا يمكن أن تحصل من دون وجود حكومة في لبنان. والآن وقد تم تشكيل الحكومة سترسل فرنسا مبعوثاً الى لبنان في سرعة إما من الرئاسة أو وزير الخارجية أو أحد أعضاء الحكومة للترحيب بسرعة بالحكومة الجديدة". وأضاف المصدر: "أما بالنسبة إلى زيارة الرئيس ماكرون فمن المؤكد ان تشكيل الحكومة في لبنان يجعل الرئاسة تطرح السؤال مجددا اذا كان بإمكان ماكرون أن يزور لبنان"، لكن المصدر في الرئاسة قال: "حتى هذه اللحظة الزيارة تم تأجيلها وليس هناك موعد جديد لها ولكن لا يمنع التساؤل لما لا يحدد؟
وبالنسبة إلى زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي السفير الأميريكي ديفيد ساترفيلد الى باريس هذا الأسبوع ومحادثاته مع المسوؤلين الفرنسيين في الرئاسة والخارجية حول لبنان، قال المصدر ل"الحياة" إن ساترفيلد أبلغ الفرنسيين أن "سياسة بلاده إزاء لبنان قد تطورت بطلب من وزير الخارجية مايك بومبيو وإن اهتمامهم الأول هو إيران الممثل ب"حزب الله" في لبنان. ونبه الجانب الأميركي باريس إلى أن الإدارة الاميركية "ستضاعف الضغوط على "حزب الله". وحين سأل المسوؤلون الفرنسيون الجانب الأميركي كيف تكون هذه الضغوط، كان الرد أنه لن تكون هناك ضغوط على المسؤولين على المستوى السياسي الذين يعملون مع "حزب الله"، لأن لا معنى لذلك". ورأى المصدر الفرنسي أن "هذا التقييم الأميريكي أصبح في النهاية مثل التقييم الفرنسي، أي التمييز بين المستوى العسكري والمستوى السياسي. فالإدارة الاميركية مدركة في راي المصدر أن هناك حوار سياسي بين حزب الله والشركاء في الحكم.
في المقابل أكد الأميركيون للجانب الفرنسي أنهم سيعززون الضغوط على المستوى الاقتصادي.وقد حذرهم الجانب الفرنسي من ذلك لان الوضع في لبنان بالغ الصعوبة لأن ما يمكّن لبنان من الصمود، هو استقرار المصرف المركزي ولذا ينبغي الا تقوم الادارة الاميركية بأعمال تهدد هذا الاستقرا.
وسألت "الحياة" المصدر عما يفهمه من الجانب الاميركي حين يقول إن موقفه إزاء لبنان تطور فأجاب بأن الجانب الاميركي اكتفى بالقول إن موقفه تطور لجهة أنه يعزز الضغط على "حزب الله". ولم يطلب الجانب الاميركي من باريس أي شيء محدد، لكن الجانب الفرنسي سأل الأميركيين اذا كانوا سيستمرون في التعاون مع الجيش اللبناني وفي مساعدته، وعن مؤتمر "سيدر"، فأكد الجانب الأميريكي أن التعاون مستمر مع الجيش وعبر "سيدر". وقال المصدر إن باريس "تسعى الى العمل مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل عدم التخلي عن التعاون عبر "سيدر" وعبر مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني، حيث التزمت الإمارات بمبلغ مئتي مليون دولار أميركي للجيش وهذا مهم". وقال المصدر إن الموقف الاميريكي مزدوج. فمن جانب هو حازم إزاء "حزب الله" ومن جانب آخر لا يعلّق التعاون والدعم للجيش اللبناني".
وعن الرسائل الاسرائيلية الى لبنان عبر فرنسا قال المصدر إن "لا جديد فعندما زار الرئيس الإسرائيلي ريفلين باريس والتقى ماكرون تحدث عن أنفاق "حزب الله"، وأظهر صوراً، وقال إن اسرائيل ستتدخل لتدمير هذه الأنفاق على الاراضي الاسرائيلية. وقال المصدر إن الاسرائيليين لا يخططون لعمليات على الأراضي اللبنانية حسب معلومات باريس علما أن اسرائيل تقيم ضجة حول الموضوع لمناسبة الانتخابات.
الى ذلك قال المصدر الفرنسي إن الادارة الاميريكية ستلتقي مجددا المسوؤلين اللبنانيين للسعي إلى العودة إلى المفاوضات حول ترسيم الحدود على الخط الازرق. وكان رئيس البرلمان نبيه بري أصر على مفاوضات تضم الخطين البحري والبري معا. وأكد ساترفيلد أنه بعد تشكيل الحكومة ستعود الإدارة الأميركية إلى دفع هذه المفاوضات للتوصل الى نتيجة.
وقال المصدر عن سياسة النأي بالنفس إزاء الوضع في سورية إن الحريري أبلغ الفرنسيين أنها خط أحمر بالنسبة إليه، وأن غالبية الوزراء عموما، قد يلتزمون الناي بالنفس إزاء سورية على الأقل من تعرفهم باريس، وأنه كان من المهم لباريس أن تؤكد حرصها على التذكير بالنأي بالنفس، وهذا يعني أن يلتزم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بهذا الحياد وألا يستعجل في زيارة دمشق. وذكر المصدر ل"الحياة" أن المسوؤلين في باريس سيناقشون مع باسيل هذه المواضيع عندما يزورها الأسبوع المقبل للقاء وزير الخارجية جان إيف لودريان.
بري: لا ثلث معطل ولا أحد يملك 11 وزيرا
رأى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ان "هناك أسماء تتمتع بالثقة والسمعة الجيدة في الحكومة الجديدة"، واكد في دردشة مع الاعلاميين ان "ليس في الحكومة ثلث معطل ولا احد يملك 11 وزيرا"، وقال: "العقبات التي أخرت ولادة الحكومة كانت داخلية ولم تُغيّر فيها أي شيء".
وأعلن بري ان "الجلسة التشريعية التي كنتُ أنوي الدعوة اليها لم تعد لها حاجة"، وأضاف: "أنجزنا في مجلس النواب 5 أسداس القوانين المطلوبة من سيدر".
واذ توقّع بري ان "لا يأخذ البيان الوزاري أكثر من اسبوع لصياغته"، أعلن انه "سيدعو على الفور لجلسة الثقة".
جنبلاط: الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه و"التقدمي" سيستمر ولو لوحده في الدفاع
بدا الحزب "التقدمي الاشتراكي" غير راض عما رافق الولادة الحكومية. فقد غرّد رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر"، قائلاً: "سيستمر الحزب الاشتراكي ولو لوحده كما يبدو في الدفاع عن الملك العام ويرفض هذه الخصخصة المتوحشة. ونعلم جيداً ان الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه بكل هدوء آخذين في الاعتبار المعادلة الاقليمية. وإذا كنت بالامس قد استبعدت تشكيل الوزارة فمرده انني لم أعلم بخفايا باريس ٢. هفوة ودرس مرير".
ارسلان: الأنتينات... صدأت
ورد النائب طلال أرسلان عبر تويتر" قائلا: "يا حرام قد ما اشتغلت الأنتينات... حافت مع السنين وصدأت حتى وصلت إلى عدم التقاط التطورات بين أوقات الصبح والمساء. وكما يقول مشايخنا الأجلاء أوتاد الأرض وأطهارها النيّة سابقة العمل. من يضمر شراً سيلقى شراً ومن يضمر خيراً سيلقى خيرا".
اضاف "كفى مكابرة فلنتق الله ونتفرّغ للبحث في حقوق الطائفة الضائعة، وكيف يمكننا استعادتها وتعزيز دورها الذي فقدناه نتيجة هذه الأنتينات التي لا نعرف مكان صنعها، وكل ما نعرفه أن تقنيتها بدائية جدا".
وزاد: "وقل لمن شبهنا بالأمس بخناجر مطلوب كسرها... بأننا سيوف أصيلة والذي يحاول حتى التفكير بكسرنا ستنكسر رقبته".
الريّس: الخيانة ليست وجهة نظر
وباعنف من موقف جنبلاط جاء الرد من مفوّض الاعلام في "الاشتراكي" رامي الريّس عبر "تويتر" قائلاً: "الخيانة ليست وجهة نظر، شأنها شأن العمالة والاستزلام، أعمال لا يقوم بها سوى الوصوليين والجاحدين وصغار النفوس!"
أمثال وليد جنبلاط لا ينتظرون الشكر
أما موقع "الأنباء" التابع للحزب "التقدمي" فعلق قائلا: "كان يمكن للحكومة أن لا تبصر النور بالأمس، بعدما أمعن البعض بإجهاض نتائج الانتخابات وتفصيل كتل نيابية على قياس مصالحه ومعادلات لتشكيل الحكومة لا تشبه إلا عقد مطلقيها. إلا أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بادر من القصر الجمهوري بكامل إرادته إلى التسوية من أجل البلد وإنقاذ ما تبقى فيه من كيان وسيادة واستقرار".
واضاف: "إن بعض المتناسين يظنون أن التاريخ يشبههم ولا يسجل لرجال الدولة مواقفهم ومبادراتهم. فهؤلاء الرجال لا ينتظرون الشكر طبعاً ولا الإشادة، إنما يبادرون للتسوية لأنهم يدركون أن الأوطان تحتاج إلى تضحية أبنائها، فلا المقاعد تعنيهم، ولا الحقائب، حتى تلك التي نالت حصة الأسد من مؤتمر "سيدر" وسواه".
وتابع: "أمام العراضات التي بدأت تخرج إلى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لا بد من التذكير بأن جنبلاط هو أول من سهّل تشكيل الحكومة ومن بعده القوات اللبنانية، قبل أن يتم اختراع عقد جديدة تارة باسم اللقاء التشاوري وتارة باسم الثلث المعطل وتارة باسم البيئة الملغومة بالبلايين. وأما أسوأ ما في المشهد اللبناني، أن هؤلاء المعطلين أنفسهم خرجوا بانتصار الفاتحين وبأنهم أصحاب الفضل على اللبنانيين بتشكيل الحكومة، بعد أشهر من تعطيل البلد لتحصيل حصصهم ومصالحهم، في وقت كانوا يستكثرون حقيبة عادية على هذا الفريق أو ذاك".
وزاد: "أما المبتهجون ومطلقو النار والمفرقعات احتفالاً بوزير، فربما نسوا أنه ما آلت إليهم لو لم يكن في السياسة اللبنانية كبير اسمه وليد جنبلاط، يضحّي من حصته ومن حقه الذي أوكله إليه الناس في الانتخابات، وذلك من أجل البلد وسلامته واستقراره. وأمثال وليد جنبلاط لا ينتظرون الشكر من أحد، فالبلد سينصفه والمستقبل القريب كفيل بالبوح بما يحاك وما حيك لهذا البلد".
ترحيب خارجي واسع بولادة الحكومة اللبنانية وواشنطن "قلقة" من تولّي "حزب الله" "الصحة"
لاقى تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ترحيبا عربيا واقليميا وامميا ودوليا كبيرا، وتوالت المواقف المهنئة بولادتها، مؤكدة "مواصلة الدعم للبنان واستقراره". ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان تشكيل الحكومة، وهنأ رئيس الوزراء سعد الحريري والقيادة السياسية في البلاد. وفي بيان عن المتحدث باسمه، أعرب عن تطلعه "للعمل عن كثب مع الحكومة الجديدة لمواصلة معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية العاجلة، بما في ذلك في ما يتعلق بالمؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي عقد العام الماضي". وجدد الأمين العام التأكيد على "التزام الأمم المتحدة بدعم تعزيز لبنان لسيادته واستقراره واستقلاله السياسي بما يتوافق مع اتفاق الطائف وإعلان بعبدا والتطبيق الفعال لقراري مجلس الأمن 1701 و1559 والقرارات الأخرى ذات الصلة، والتي ما زالت أساسية لاستقرار لبنان والمنطقة.
ورحّبت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني بأن "يكون الرئيس الحريري قد تمكن أخيراً بالتشاور الوثيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من التوصل إلى توافق بين جميع الأطراف حول تشكيل الحكومة"، مشيرةً الى "انها خطوة إيجابية بالغة الأهمية بالنسبة إلى استقرار لبنان".
واضافت في بيان "ان الشعب اللبناني والأسرة الدولية يتوقعان الكثير من الحكومة الجديدة التي سيتوقف نجاحها على قدرتها على معالجة التحديات التي تواجه البلاد، لا سيما من خلال تبنّي الإصلاحات المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية الضرورية".
واكدت موغيريني "ان الاتحاد الأوروبي يستمر في دعم لبنان، وأثبت أخيراً دعمه السياسي والمالي القوي من خلال ما تعهد به في المؤتمرات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان التي عقدت في عام 2018 في روما وباريس وبروكسل. وسنواصل العمل عن قرب مع الحكومة الجديدة ونضمن التنسيق الوثيق لتنفيذ الالتزامات المتبادلة في المجالات الأساسية للأمن والتعافي الاقتصادي ومعالجة الآثار الناجمة عن النزاع السوري".
بومبيو يتطلع للسفر الى لبنان
وفي المقابل ابدت واشنطن "قلقها ازاء تمثيل "حزب الله" في الحكومة". ووزعت السفارة الاميركية في بيروت تصريح نائب الناطق بإسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت بلادينو، اشار فيه الى ان "الولايات المتحدة ترحب بإعلان لبنان تشكيل الحكومة الجديدة، وتتقدم بالتهنئة في هذه المناسبة التاريخية الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".
اضاف: "إننا إذ نشيد بالقادة اللبنانيين لعملهم معا من اجل التغلب على العقبات السياسية التي أطالت أمد عملية التأليف، نتطلع إلى التعاون مع الحكومة الجديدة لتعزيز علاقتنا الثنائية. وفي هذا السياق، فإن وزير الخارجية الاميركي يتطلع الى زيارة لبنان، ومع ذلك، فإننا نشعر بالقلق لكون حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية، سوف يستمر في تولي مناصب وزارية وقد أجيز له بتسمية وزير الصحة العامة. إننا ندعو الحكومة الجديدة الى ضمان ان لا توفر موارد هذه الوزارات وخدماتها دعما لحزب الله".
وتابع: "إننا نأمل أن يعمل كل الأطراف في الحكومة الجديدة على الحفاظ على التزامات لبنان الدولية، وسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية، بما في ذلك تلك الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1701. وفي هذا السياق، نحن نرحب بالبيانات الأخيرة للقادة اللبنانيين الذين أكدوا التزام قرار مجلس الأمن رقم 1701، ونثمِّن جهودهم الأخيرة لتجنب تصعيد التوترات على طول الخط الأزرق. كما نأمل أن تقوم حكومة لبنان الجديدة بتدابير عاجلة لتنفيذ إجراءات جادة وضرورية من اجل تحسين الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان".
وجددت الولايات المتحدة تأكيد "دعمها القوي لأمن لبنان واستقراره وسيادته، وسوف تواصل الوقوف إلى جانب حكومة لبنان والشعب اللبناني، في ما هم يعملون على بناء مستقبل مستقر ومزدهر".
لقاء رئيس وزراء ايطاليا بالرؤساء الثلاثة الاسبوع المقبل
وأعلنت سفارة ايطاليا في لبنان أن "رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي رحب بتشكيل الحكومة اللبنانية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري". وأشارت في بيان الى أن "هذا التطور الإيجابي الذي طال انتظاره سيساهم في تعزيز استقرار البلاد ووحدتها وازدهارها".
ولفت البيان الى أن "إيطاليا تبقى إلى جانب الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية في مسار السلام والحوار والتماسك الاجتماعي"، مشيرا الى أن "إيطاليا، إذ تتمنى النجاح التام للحكومة الجديدة، تدعو جميع القوى السياسية إلى الحفاظ على نأي صريح بالنفس عن الأزمات الإقليمية مجددة التزامها القوي بأمن لبنان وهو ما يؤكده الدور الذي تضطلع به في "يونيفيل". وتكريسا لروابط الصداقة التاريخية مع بلد الأرز، يسر رئيس مجلس الوزراء كونتي أن يلتقي الأسبوع المقبل رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء في لحظة مهمة للغاية بالنسبة إلى مستقبل لبنان".
من جهته رحّب المتحدث باسم الحكومة الايرانية بهرام قاسمي بتأليف الحكومة اللبنانية، معتبراً "ان النجاح الراهن لا يقتصر علی تشكيلها بل ان هذه الخطوة مؤشر الى ارادة الشعب اللبناني وقادته لرسم مستقبلهم في اطار الاستقلال مترافقا مع الوحدة والتوافق والتناغم، بعيداً من اي املاءات وضغوط خارجية".
وهنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في برقية "رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بمناسبة تشكيل الحكومة". وتمنى "لهما وللحكومة التوفيق، وللشعب اللبناني المزيد من التقدم والازدهار".
وأعلن مصدر قريب من القيادة السوريّة "ان سورية تلقّفت بإيجابيّة خبر تشكيل حكومة لبنانيّة جديدة. وان الإيجابيّة التي تمّ التوقّف عندها من قبل سورية تتلخّص بأمرين: تسمية وزير دولة لشؤون النازحين هو صالح الغريب، المقرّب من الوزير طلال ارسلان، القادر على التواصل المباشر مع المسؤولين السوريّين. وتسمية وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهوريّة هو سليم جريصاتي القادر على زيارة دمشق وتمثيل الرئيس ميشال عون في أي اتصال مباشر مع القيادة السوريّة".
وهنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، بتشكيل الحكومة. وتمنى، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، "دوام الاستقرار والازدهار للبنان الشقيق، الذي وقف ويقف دائما الى جانب شعبنا وقضيته العادلة".
وتوجهت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان، باسمها وباسم الشعب الفلسطيني بأطيب التهاني للشعب اللبناني الشقيق ولرؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة والاحزاب والقوى السياسية في لبنان والمراجع الدينية، لمناسبة تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة".
عون يرى أن تشكيل الحكومة تجديد للثقة بلبنان والحريري يكثّف اجتماعاته لانطلاقة منتجة لها
اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ان تشكيل الحكومة الجديدة هو "تجديد الثقة بالوطن بعد اختلالها اخيرا وانعكاس هذا الاختلال تخفيضا لتصنيف لبنان في الاسواق الدولية"، لافتا الى ان التأليف "انعكس بالامس انتعاشا في أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية، إلى أعلى مرتبة منذ تموز(يوليو) 2018، وسنواصل العمل على اعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لان ما مررنا به خلال ازمة التشكيل قد يكون اعطانا درسا مهما بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع".
كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، وفد الهيئة الادارية الجديدة لجمعية متخرجي المقاصد الاسلامية المنتخبة لدورة 2018-2020 برئاسة محمد مازن شربجي الذي قال: "لا شك في ان تأليف الحكومة سيعيد الى اللبنانيين الامل بتحقيق وانجاز في عهدكم اعادة بناء الدولة ومؤسساتها مع سيادة القانون وتأمين الخدمات الاساسية من تربوية وصحية وامنية وسياسة صالحة للاسكان والقروض. ونأمل نتيجة هذا السياق ان يضع الجيل الجديد كل طاقاته وامكانياته في مجتمعه وبلده بدل ان يغادر ويضعها في بلاد المهجر".
ورد عون مثنيا على مسيرة جمعية المقاصد "التي تشكل ركنا من اركان التعليم والتربية في لبنان"، وعلى تقدمها وتطورها المستمرين "اللذين مكناها من ان تصبح اكثر ملاءمة مع العصر وتطوره". وتناول "الانجازات التي تحققت حتى الان، بدءا بالاستقرار الامني بعد محاربة الارهابيين وطردهم من الاراضي اللبنانية، مرورا بانخفاض عمليات السطو على المصارف وخطف المواطنين، وانعدام الانفجارات بعد تمكن الجيش والقوى الامنية من تفكيك الخلايا الارهابية النائمة، وصولا الى تلك التي تحققت في تلزيم عمليات استكشاف النفط واعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والامنية والقضائية بالاضافة الى السلك الديبلوماسي، وصولا الى انجاز قانون الانتخابات التي جرت الانتخابات الاخيرة بموجبه".
وقال عون: "إن ما سنعمل عليه بدءا من اليوم سيكون استكمالا لما تحقق وذلك على صعد احياء الوضعين الاقتصادي والمالي، معالجة ازمة النزوح وتداعياتها، بالاضافة الى مكافحة الفساد الذي يشكل مرض العصر"، لافتا الى ان هذا الامر "بدأ بالفعل من خلال احالة عدد من الحالات الى القضاء، وسنبدأ به بالمؤسسات قبل الاشخاص"، مشددا على "عزمه وسعيه الدائمين للمحافظة على الشباب اللبناني في ارضه" .
وضم وفد الجمعية اضافة الى شربجي، النائب رولا الطبش جارودي امينة السر، جميل الحوت امين الصندوق، يسرى صيداني بلعة، ندى السردوك، عبير غزال، علي وحيدي، رشا ديماسي، ربيع عيتاني، غسان طبارة ومروان كعكي.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية. وفي هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق النائب ماريو عون واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، كما تطرق البحث الى حاجات منطقة الشوف الانمائية ولاسيما منها المستشفيين الحكوميين في الدامور ودير القمر".
كذلك استقبل عون النائب علي درويش الذي اوضح، انه هنأ رئيس الجمهورية على انجاز الحكومة "باعتبارها حاجة اساسية في ظل الظروف التي تعصف بالبلاد". ورحب بتخصيص طرابلس باحد الوزراء وهو وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني من حصة كتلة الوسط المستقل، ومشيرا الى المظلومية التي لحقت بالطائفة الاسلامية العلوية باقصائها عن التوزير وبالغبن التاريخي اللاحق بها في ادارات الدولة.
الحريري: فخور بأول وزيرة داخلية عربيا
وفي الشأن الحكومي غرد رئيس الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر" قائلا: "فخور بالمرأة اللبنانية، فخور بالوزيرات الأربع في الحكومة، فخور بأول وزيرة داخلية في العالم العربي، فخور بالمستقبل، فخور بلبنان".
أما مصادر "بيت الوسط" فتحدثت عن ارتياح كبير بعد إنجاز الحكومة. واشارت الى أن "الرئيس الحريري منكب على اجتماعات داخلية قبل جلسة الحكومة الاولى اليوم، وأنه يكثف اجتماعاته مع فريق عمله واتصالاته لانطلاقة منتجة للحكومة".
ولفتت المصادر الى أن "المسألة التي قد تشكل نقطة خلاف في البيان الوزاري تتعلق بسيدر واصلاحاته في ظل تمسك الرئيس الحريري بها ورفض بعضها من قبل فرقاء اخرين". واشارت الى ان "موضوع العلاقات مع سورية مرتبط بقرار الجامعة العربية واي فقرة تطرح يجب ان ترتبط بقرارات الجامعة التي يتمسك بها الحريري".
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved