TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Jan 14, 2019
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: "القمصان الخضر" يهدّدون الإستقرار... والقمة
بعدما فشلت بعض القوى اللبنانية حليفة النظام السوري في فرض دعوة دمشق الى القمة العربية الاقتصادية نهاية الاسبوع الجاري، تحولت الانظار الى مكان آخر: رفض حركة "أمل" مشاركة الوفد الليبي المتهمة بلاده بإخفاء الامام موسى الصدر على رغم تغير النظام وسقوط نظام معمر القذافي المسؤول عن الجريمة. وما كان مقبولاً في العام 2002 عندما انعقدت القمة العربية في بيروت بمشاركة ليبيا صار غير مقبول اليوم، ومع هذا الرفض المسيس، تفلتت التصرفات الميليشيوية من زمن الحرب، فأعادت الحركة التذكير بانتفاضة 6 شباط 1984، وخرج مناصروها ذوو القمصان والاعلام الخضر لينزلوا الاعلام الليبية التي رفعت بين اعلام الدول المشاركة في القمة، ويرفعوا محلها اعلام الحركة من غير ان تتدخل القوى الامنية أو الجيش. وعلم في هذا الاطار ان الرئيس نبيه بري ابلغ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الامتناع عن اعطاء الوفد الليبي تأشيرات دخول الى لبنان، تجنباً لعملية محاصرة مدخل المطار لدى وصولهم. وبعد تبلغ الجانب الليبي الخطوات المتوقعة، بثت قناة "الميادين" خبرا مفاده ان الجهات الليبية تنوي مقاطعة القمة، فيما لم يتبلغ لبنان الرسمي شيئا من هذا القبيل حتى مساء أمس.

وفي معلومات لـ"النهار" ان "حزب الله" الذي لزم الصمت لم يكن راغبا في التصعيد على هذا النحو ان في ملف دعوة سوريا أو في المشاركة الليبية، لكنه يتجنب المتاهة التي يمكن ان يؤدي اليها أي اعلان عن اختلاف في وجهات النظر سواء على الساحة الشيعية او في العلاقة مع سوريا. ومع هذه الاجواء انطلقت المواقف المزايدة في الشأن السوري من اماكن عدة ولا سيما من الجاهلية التي قصدها امس الوزير طلال ارسلان والقى خطاباً نارياً أيد فيه رئيس النظام السوري وهاجم الوزير السابق وليد جنبلاط من غير ان يسميه، وقت كان الاخير يستقبل وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي يواصل اليوم جولته فيلتقي الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزيري المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل وشخصيات سياسية اخرى. وسيشدّد السفير هيل على قلق الولايات المتحدة من نشاطات "حزب الله" المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة، بما في ذلك الاكتشاف الأخير للانفاق العابرة للحدود، والتي تتحدى قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتعرّض أمن الشعب اللبناني للخطر، وتقوّض شرعية مؤسسات الدولة اللبنانية.

هذه الاوضاع المتوترة والمقلقة دفعت بكركي الى دعوة رؤساء الكتل النيابية والنواب والوزراء الموارنة الى "اجتماع تشاوري وجداني" الاربعاء للبحث في دور الموارنة في مواجهة الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وما تقتضيه من مبادرات ومقاصد تنسجم وواجبهم في الحفاظ على دولة لبنان . وبدا واضحاً من الدعوة ان "بكركي باتت تستشعر خطورة التأخير المتعمد في تأليف الحكومة وعرقلة العهد والانقلاب الابيض على النظام وما يمكن ان يتأتى من جالة اللااستقرار في البلاد واثرها السيئ على اللبنانيين والمسيحيين تحديداً الذين عاد قسم كبير منهم يفكر في الهجرة بسبب تراجع الامل في امكان قيام الدولة". وعلمت "النهار" ان "التيار الوطني الحر" لم يكن يحبذ فكرة الدعوة الى اللقاء قبل أيام، لكنه وجدها فرصة سانحة بعد التصعيد الذي قامت به حركة "أمل" في الايام الاخيرة. وتوقعت مصادر متابعة ان يصدر بيان عن المجتمعين يتضمن نقاطا عدة يجري البحث فيها. وسيرأس الاجتماع البطريرك الذي تعرض أمس لوعكة صحية حالت دون ترؤسه قداس الاحد.

في المقابل، استمرت التحضيرات للقمة التي بات عقدها مؤكداً، ويعقد اليوم مؤتمر صحافي لشرح كل ما يتعلق بالقمة من اجراءات تنفيذية وإعلامية وأمنية، وخطة السير التي ستعتمد خلال فترة القمة، ولا سيما في المنطقة المغلقة حيث الفنادق التي سيحل فيها الزعماء العرب، وصولاً إلى مقر المؤتمر في الواجهة البحرية.

وقد نفذت السبت مناورة ميدانية للإجراءات والترتيبات المعتمدة إبتداء من مطار رفيق الحريري الدولي، حيث يصل الزعماء ورؤساء الدول العرب، وصولا إلى الواجهة البحرية لبيروت حيث ستعقد القمة. وشاركت الفرق الأمنية واللوجستية والمعنية بالمراسم والإعلام.

اجتماع بعبدا

مالياً، وبعد التداعيات الناتجة من تصريح وزير المال عن اعادة هيكلة الدين العام، وتأثيراتها الدولية على السندات اللبنانية، جاء اجتماع بعبدا العاجل امس لينفي كل التفسيرات والتأويلات التي حيكت في اليومين الاخيرين كما أكد لـ"النهار" رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان الذي قال "إن مبادرة الرئيس جاءت لتؤكد الموقف الرسمي اللبناني على أعلى المستويات لاعادة ضخ الثقة في الاسواق المالية وتأكيد التزام لبنان كامل المتوجبات والالتزامات والتعهدات المالية والاصلاحية التي وضعت في الموازنة وفي مؤتمر سيدر". ورأى "أن تفسيرات كلام وزير المال والتأويلات بلغت حداً تجاوز ما اعلنه الوزير علي حسن خليل. واكد الاجتماع ان لا لزوم للهلع والخوف والشائعات لانها تدمر البلد".

وقد حضر الاجتماع الى رئيس الجمهورية، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وزيرا المال والاقتصاد علي حسن خليل ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان. وشددت مصادر المجتمعين على ان لا خوف على سعر صرف الليرة وهذا ما أكده البيان الرسمي الذي صدر باجماع الحاضرين من تأكيد سلامة الوضع المالي التي طمأن اليها حاكم مصرف لبنان خلال الاجتماع.

واشارت مصادر اخرى من داخل الاجتماع المالي في بعبدا، الى ان وزير المال عندما تحدث عن جدولة الدين انما عنى بذلك خطة لكيفية معالجة الدين العام ولم يقصد اعادة الهيكلة أو اعادة الجدولة للدين وفق المفهوم المعتمد في أي دولة. وقد انعكس سوء تفسير كلامه على الأسواق المالية فكان من الضروري تصويب الوضع منعاً لتأثر الأسواق بتفسيرات أْخذت بغير معناها الحقيقي.

وعندما سئل وزير المال عن تصريحاته التي اثارت هذه البلبلة، لم يشأ الرد الا بكلمة واحدة: "أنا أوضحت على الفور ما عنيته".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved