TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Dec 12, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: "عصف أفكار" غارق في الأنفاق
من المؤسف بل من المعيب، ان تقتصر المشاورات الجارية في قصر بعبدا على "عصف أفكار" أمام أزمة مستفحلة تغرق الدولة بكل مسؤوليها يوماً بعد آخر في أنفاق تمتد من الجنوب الى كل مكان في لبنان. ومن المخيف ان يعلن رئيس البلاد ان مبادرته "اذا لم تنجح فستكون كارثة" ما ينذر بافلاس سياسي يتعمق يوماً بعد يوم، وتأكيد العجز الكلي للقيمين على البلد ومقدراته.

خلاصة الاجتماع بين رئيس الجمهورية ووفد "حزب الله" أمس كانت "عصف أفكار وللبحث صلة"، ما يعني ان لا نتائج عملية بين الجهة الممسكة بجزء من القرار والقادرة على توفير الحل والجهة المعطلة والمعرقلة للتأليف الحكومي والقادرة على الحل أيضاً.

وفد "حزب الله" ضم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل. وأفادت المصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية قدم عدداً من الأفكار والخيارات لحل المأزق الحكومي، على ان يصار في الايام المقبلة إلى متابعتها بعد أن يكون كل من رعد والخليل نقلاها إلى قيادة الحزب وبعدها يكون للبحث صلة.

وفي انتظار ما يمكن ان تسفر عنه مشاوراته مع "حزب الله" صاحب التأثير الاقوى في العقدة السنية، دق عون جرس انذار قوياً من مغبة استمرار التخبط اذ قال لدى استقباله الرئيس النمسوي في بعبدا: "موضوع الحكومة تعثر ووجدنا انه من الواجب أن نوفق بين جميع الأطراف ونأخذ المبادرة من أجل تأليف الحكومة، لا سيما وان الاخطار اكبر من ان نتحمل ويجب ان تنجح. وإذا لم تنجح فستكون هناك كارثة".

ووقت أحيطت المحادثات والاقتراحات التي قدّمها عون لكسر الجمود الحكومي بكتمان شديد، فيما سقطت نهائياً فكرة توجيه رسالة الى مجلس النواب، قالت مصادر سياسية إن من الخيارات المطروحة، ان يكون الوزير السني من حصة عون ولكن من خارج "اللقاء التشاوري" وشخصية غير استفزازية يسمّيها أعضاؤه. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستبعد تكرار ما حصل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان للسنّة 7 وزراء وللشيعة 5 بدلاً من 6، أي أن يُقدم على مقايضة بين وزير شيعي من حصته، والوزير السني الموجود في حصة الرئيس عون، فيذهب المقعد إلى ممثل سنّة 8 آذار والمرجح ان يكون النائب قاسم هاشم. وعلمت "النهار" أن الرئيس عون سيستقبل نوّاب "اللقاء التشاوي" بعد ظهر اليوم.

في هذه الاثناء، سيشكّل وجود الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل اليوم في لندن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي اللبناني – البريطاني، مناسبة للبحث في المستجدات الحكومية.

الأنفاق

على صعيد آخر، تفاعلت أمس قضية الانفاق بعد اعلان اسرائيل العثور على نفق ثالث، فيما أكدت القوة الموقّتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" وجود نفق ثان على مقربة من الأول قرب الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، كما نقلت عنها وكالة "رويترز". وقالت في بيان إنها "مستمرة في متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية".

وصرح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيغاي أدرعي بأن "مسار النفق الثالث تحت سيطرة جيش الدفاع ولا يشكل تهديداً، وقد تمّ تفخيخه مثلما تم تفخيخ المسارات الأخرى، بحيث يعرّض كل من يدخل إليه نفسه للخطر".

وقد استكملت القوات الاسرائيلية أعمال الحفر والبحث عن أنفاق في الجهة المقابلة لـ"بوابة فاطمة" ولجهة العبارة قبالة الطريق العام كفركلا - قضاء مرجعيون. وأطلقت صباحاً طائرة من دون طيار تعمل على مسح وتصوير المنطقة قبالة كروم الشراقي، على علو منخفض.

واذا كان رئيس الجمهورية أكد لقائد القوات الدولية الجنرال ستيفان دل كول تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 انطلاقاً من حرصه على المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ورفضه أي ممارسات يمكن ان تؤدي الى توتير الوضع على الحدود، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيراً الى "حزب الله" من أنه يعرض نفسه لـ "رد لا يمكنه ان يتخيله" إذا شن هجوماً على بلاده، بعد اعلان إسرائيل انها اكتشفت النفق الثالث. وقال إنه لا يشكل "تهديداً وشيكاً" للسكان الاسرائيليين على الحدود.

قائد "اليونيفيل" أطلع عون وبري على نتائج الكشف على الأنفاق

نقل قائد "اليونيفيل" الجنرال ستيفان دل كول الى رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، نتائج الكشف الميداني الذي أجراه فريق أممي في الجانب الاسرائيلي من الحدود، في ما خص الأنفاق.

وأكد عون لدل كول الذي زاره في قصر بعبدا أمس، "تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 انطلاقا من حرصه على المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب، ورفضه أي ممارسات يمكن ان تؤدي الى توتير الوضع على الحدود". وشدد على "ان لبنان بلد محب للسلام ويعمل من أجل ترسيخه، رغم الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقرارات الدولية ذات الصلة".

وأشار الى "ان لبنان ينتظر نتائج التحقيقات الميدانية الجارية في موضوع الأنفاق، والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه".

"المستقبل": مبادرة عون تطوي الفتاوى

أعربت كتلة "المستقبل" عن اطمئنانها لـ"التوجهات والمواقف التي يعبّر عنها الرئيس سعد الحريري بشأن الموضوع الحكومي إزاء ما ترافق في الايام الأخيرة من سجالات كادت ان تستدرج البلاد الى ازمة سياسية مسدودة الآفاق".

ورأت في بيان عقب اجتماعها امس برئاسة النائبة بهية الحريري ان مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لاعادة فتح الابواب امام نقاش هادئ، بدأه مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، تطوي ما سبقها من دعوات وفتاوى دستورية، وتعيد الحوار السياسي الى جادة الصواب المطلوب الذي لا بديل عنه للوصول الى المخارج الممكنة".

واكدت على ان "صلاحيات الرئيس المكلف غير قابلة للمساومة والمساس تحت أي ظرف، وان كل المحاولات التي تجري، سواء من خلال إما ابتداع أعرافٍ جديدة أو عبر فرض شروط سياسية على عملية تأليف الحكومة، ستؤول حكماً الى الفشل بحكم الدستور، الذي ينص على استشارات نيابية ملزمة غير قابلة للنقض والتراجع، لأي سبب من الاسباب".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved