THU 28 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Dec 4, 2018
Source:
جريدة النهار اللبنانية
قراءة متأنية لما يحصل في الجبل منذ الانتخابات النيابية
وجدي العريضي
إذا أردت أن تعرف ما يحصل في الجبل، فما عليك إلا أن تقرأ مسار التطورات السياسية والأمنية منذ مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية وصولاً إلى اليوم، حيث شهد وتجاوز سلسلة خضّات إلى "ميني" إشكالات وأحداث من الساحل إلى أعالي الجبل، سرعان ما أخمدت بفعل التدخل السريع الذي قام به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بغية الحفاظ على مصالحة الجبل ولا سيما مع التيار الوطني الحر.
في هذا السياق، تقرأ مصادر سياسية على بيّنة من مسار التطورات في الجبل لـ"النهار"، ما حصل منذ الانتخابات النيابية حيث كان قانون الانتخاب الهمايوني آنذاك والذي هدف إلى تحجيم رئيس الحزب التقدمي، وسجل يومها تصعيد سياسي بلغ ذروته إلى خط خلدة – المختارة خصوصاً إثر حادثة الشويفات التي أدت إلى استشهاد علاء أبي فرج، ومن ثم تلك الحملات العنيفة التي شنّها النائب طلال أرسلان على الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي. وقد بلغت الحملات مرحلة لم يسبق أن أقدم عليها أرسلان من قبل. حينذاك قال أحد وزراء النواب الديموقراطي البارزين أمام زواره، إنها أوامر بشار وماهر الأسد لإشعال فتنة في الجبل، ولكن لن نسمح بذلك ولن ندخل مع المير في متاهات ومساجلات.
في غضون ذلك، تردف المصادر متابعة، إلى أن الجبل تجاوز في مرحلة الانتخابات وما بعدها مطبّات أخرى لا بل ترنّحت مصالحة الجبل إثر بعض التغريدات لقياديين في التيار الوطني الحر والتي تضمنت فتح دفاتر الماضي ونبش القبور إلاّ أن سيّد المختارة وبعدما وصلت الأمور إلى حافة استعادة أجواء الحرب الأهلية، تحرك على طريقة "وداوني بالتي كانت هي الداء" فأوعز إلى القيادي الاشتراكي "العتيق" هشام ناصر الدين بفتح قنوات مع التيار الوطني الحر حتى وصلت الأمور إلى تواصل وتلاقٍ بين قيادة الاشتراكي والتيار البرتقالي.
وبالعودة إلى الساحة الدرزية من خلدة صعوداً إلى الجاهلية، فإن السؤال المطروح هو إلى أين؟
هنا تكشف المصادر عن سلسلة عناوين كانت موضع قراءة متأنية من المخضرمين ومن لديهم حرفية في قراءة كف النظام السوري وتحديداً في الوقت الضائع وفي طليعتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي سبق له منذ أيام أن أشار إلى أمر عمليات سوري قيد التنفيذ، إذ ثمة محطات حصلت وتوالت فصولها تباعاً بدءاً من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد ضرورة توزير أحد سنّة المعارضة وإلا لا حكومة ليوم القيامة، ليفرمل التأليف بعدما كانت الحكومة العتيدة على وشك الولادة لتتوالى عمليات التصعيد وتشنّ الحملات على الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس المكلف سعد الحريري وتعود البلاد إلى أجواء مرحلة 2005 من خلال الخطاب السياسي العالي النبرة ومن ثم العودة إلى الشارع، وصولاً إلى التظاهرة السيّارة باتجاه المختارة والتي حركت المياه الراكدة، تالياً الاشتباك السياسي بين الوزير السابق وئام وهاب وتيار المستقبل وما ولد من تداعيات، إضافة دخول أحد المسؤولين السوريين على الخط و"نشر ثقافة" اللغة الخشبية مجدداً من خلال الويل والثبور وعظائم الأمور وسوى ذلك من التهديد والوعيد.
من هذا المنطلق، تشير المصادر إلى أن سيّد المختارة قرأ مسار هذه الأجواء وأمر العمليات، وكان حاسماً من خلال مناشدته القوى الأمنية بضرورة ضبط الوضع قبل حصول ما لا يحمد عقباه لأن الجبل نجا من مطبات كثيرة في الآونة الأخيرة وليس في كل مرة تسلم الجرة، وبالتالي فإن جنبلاط وفق المقربين منه يدرك بامتياز ما يخفيه النظام السوري من مكائد وتحضيرات لعودة مسلسل التخريب والاغتيالات السياسية وهو الذي له باع طويلة في هذا الكار منذ منتصف السبعينات، مستغلاً هذا الوقت الضائع والتطورات الإقليمية والدولية ليفتك بالساحة الداخلية.
وعن الاجتماع الاستثنائي للقاء الديموقراطي، علم أنه كان لاتخاذ كل الخطوات الآيلة لتحصين الاستقرار في الجبل وأن تكون القوى الأمنية بكل أجهزتها مسيطرة على الوضع وبالتالي الحفاظ على وحدة الصف الدرزي والوطني. في غضون ذلك، ثمة أجواء أن الاتصالات مفتوحة مع الجميع من أجل عدم إقحام الجبل في أي صراعات سياسية وأمنية وعلى أي خلفية باعتبار العمل السياسي حق مشروع للجميع لكن استقرار الجبل خط أحمر، وعليه فإن مشاركة جنبلاط في هذا الاجتماع، هو دليل على دقة المرحلة وحساسيتها بغية معالجة الأوضاع بحكمة وروية قبل خراب البصرة.
أخيراً علم أن دخول النائب طلال أرسلان على خط التصعيد السياسي والعالي النبرة، إنما يدخل في سياق أمر العمليات، وقد تكون في الأفق مرحلة جديدة تتطلب هذه العودة بعدما تفرّق العشاق على خلفية الاصطفافات السياسية والتحالفات الانتخابية. ولكن يستدل من خلال الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية على جميع المستويات، أن المطلوب استقرار الجبل والحفاظ على وحدة طائفة الموحدين الدروز في معزل عن الخلافات والتباينات السياسية.
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved