TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Oct 19, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: الولادة في أي لحظة بعد "تسوية العدل"
استناداً الى المعلومات والمعطيات المتوافرة من كل مواقع المسؤولين والقوى السياسية، بات انجاز التشكيلة الحكومية وولادة الحكومة الجديدة مسألة ساعات في حال التوصل اليوم كما ينتظر الى تسوية نهائية لحقائب حزب "القوات اللبنانية" وبت حقيبة "تيار المردة" باعتبار انهما آخر المسائل التي تعترض الولادة الحكومية المنتظرة. وبذلك صار المشهد الحكومي بمجمله ناضجاً للتوقعات المتفائلة بإمكان حصول الولادة بين اليوم وغداً أو الأحد اذا اكتملت التسوية بتوافق بين قصر بعبدا و"بيت الوسط" ومعراب على الحقائب "القواتية"، لكن المشهد قد يشهد فرملة وتراجعاً للعد العكسي المتسارع للولادة في حال الاصطدام بعقبة اللحظة الأخيرة أي عدم التوافق على الحقيبة الأساسية التي ارتبط بها حل الحقائب "القواتية" الأربع وهي حقيبة العدل.

فبعد اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس ان "الحكومة أصبحت قاب قوسين أو أدنى"، اختصرت المواعيد العادية في قصر بعبدا، بحيث تفرغ الرئيس عون لمتابعة الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، وكانت له لقاءات بعيدة من الاعلام شارك في بعضها الوزير جبران باسيل.

وحتى ساعات بعد الظهر، كانت المصادر المواكبة لاتصالات التأليف، تؤكد لـ"النهار" ان التشكيلة الحكومية تخضغ للرتوش الأخير لدى الرئيس المكلف سعد الحريري بتواصله مع مختلف الأطراف. وبقي السؤال: هل تصدر المراسيم غداً أو بعد غد؟ وكان جواب المصادر ان هذا الامر يعود الى الرئيس الحريري الذي يريد ولادة الحكومة في أسرع وقت وقبل نهاية الأسبوع اذا لم يكن قبل نهاية الشهر.

فرنجية: واذا لم نحصل على "الاشغال" او"الطاقة" لن نكون في الحكومة

أكد رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية ان من يضع المعايير في تشكيل الحكومة هي المصلحة الوطنية لا ان تكون هذه المعايير على قياس اشخاص، لافتا الى ان بامكانه ادارة ظهره لحلفائه باطمئنان".

ولفت في حديث لـ"ام تي في" الى ان هناك تفاؤلا في ملف تشكيل الحكومة عند الرئيس الحريري وفي الاعلام، اما في الواقع فان غالبية العقد لا زالت على حالها، كالعقدة الدرزية، وعقدة القوات اللبنانية، والمرده، وموضوع سنة المعارضة ونحن منذ البداية طالبنا بوزيرين نظرا للتعددية في كتلتنا، ولكن العقدة السنية كانت مطروحة سابقا واصبحت مطلبا اليوم، ونحن طالبنا بها منذ اول المشاورات، واشك ان يكون هناك حكومة من دون السنة المستقلين.

أضاف: "نحن مطلبنا محق بوزارة الاشغال الا انه اصبح هناك محاولة تحجيم وتم اختلاق معركة حول حقيبة الاشغال، واصبح وزير الاشغال فاسد ، وان الوزارة ستؤخذ من الفاسدين الى الصالحين".

وقال : ان حلفائي معي ولا يتركوني، و امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يتركني حتى خلال ترشحي لرئاسة الجمهورية حيث كنا على تنسيق، وانا اقول انه بامكاني ان ادير ظهري لحلفائي باطمئنان وبكل المراحل وانا انسق معهم بكل التفاصيل، ولا انصح احدا بالدخول بيني وبين حلفائي لان لا مصلحة لديهم بذلك، وكل الافرقاء الاخصام والحلفاء لا مشكلة لديهم ان تبقى الاشغال معنا، الا فريق واحد يتهمنا بالفساد كي ينتزع الاشغال، واذا التيار الوطني الحر سار بالاشغال لمصلحتنا تُحل الامور، ولكن الى الان لم نتبلغ رسميا بان الاشغال لنا، واذا لم نأخذ الاشغال او الطاقة لن نكون في الحكومة، وسنشكل معارضة من دون ان نعطل، وفي كل تاريخنا نحن نقول عن العاطل عاطل وعن الجيد جيد."

واكد اننا لسنا بمنافسة مع رئيس الجمهورية والرئيس عون هو شخصية وطنية وكلنا كلنا وراءه برئاسة الجمهورية، وعندما جاءنا عرض بالرئاسة ذهبنا اليه وقلنا له ذلك ولم نغدره، ولكن يمجرد ان طرح اسمي لرئاسة الجمهورية كان ذلك مرفوض، وعندما التقيت الرئيس الحريري لم اكن اتوقع ان تحل المسألة في جلسة واحدة، وذهبنا الى الرئيس عون واخبرناه بمضمون اللقاء، ورفضنا الرئاسة ليس تكبرا انما تماشيا مع حلفائنا. وقد خرجت من البرلمان وهنأته بانتخابه واعتبرت حينها ان خطنا انتصر، مشيرا الى انه على الرئيس استيعاب كل الناس وان يكون بي الكل وكل الوزراء من حصته، والرئيس القوي يكون بهيبته وليس بعدد وزرائه.

و ردا على سؤال أجاب فرنجية:" من اخذت منه الرئاسة يحق له ان يغضب اما من اخذ الرئاسة فلماذا يحقد على الجميع؟

وعن اللقاء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قال: "اللقاء بدأ في بكركي برعاية البطريرك بشارة الراعي واللقاء الذي سيحصل هو تتمة وعلى الارجح سيكون في بكركي ولن يتم على دم الشهداء الذين سقطوا بل بموافقة اهالي الشهداء بل هو لقاء مسيحي وجداني ولن يكون حول كأس شامبانيا وقالب حلوى، هناك مرحلة جديدة بين المرده والقوات وممكن التوصل الى تفاهم ولو اختلفنا في السياسة لقد وضعنا الماضي وراءنا ونتطلع الى الامام وما حصل مرحلة يجب ان نتخطاها".

ورأى ان العهد لن ينجح اذا اكمل في الطريقة التي يسير بها، كان يجب على العهد ان ينقل البلد من حركة الركود الى حركة النهضة.

وأشار الى ان نهج ادارة الدولة يجب ان يتغيير، ومكافحة الفساد لا تكون في توقيف بعض الاشخاص، انما المشكلة الحقيقية هي بتغيير الفكر والنهج، ويجب ان نبدأ بتوحيد الضرائب، وفتح افق اقتصادي كبير للبلد عبر زيادة الاستثماات ومضاعفة الناتج القومي، والحل الوحيد هو تكبير حجم الاقتصاد في البلد.

وأفادت المصادر أنه لم تعد هناك عقدة درزية. والعقدة الأرمنية التي طرأت اتفق على حلها أيضاً بأن يعطى مقعد لأرمني كاثوليكي وآخر لأرمني ارثوذكسي.

أما حصة "القوات اللبنانية" فاستمرت الاتصالات لمعالجتها. وعلم ان الرئيس الحريري، بعدما سمع من رئيس الجمهورية في الاجتماع البعيد من الاعلام أول من أمس استعداده للتساهل إذا كانت حقيبة العدل العقبة الأخيرة أمام ولادة الحكومة، بادر الى تقديم عرض لـ"القوات" من أربعة مقاعد بينها نائب رئيس الوزراء ووزارة العدل اضافة الى الشؤون الاجتماعية والثقافة.

وكانت المصادر أشارت الى ان حقيبة العدل هي موضع أخذ ورد وتخضع لتقدير رئيس الجمهورية الذي اذا رأى ان تسهيل ولادة الحكومة بإعطاء العدل أو غيرها فلن يقف حجر عثرة، وذلك من منطلق مصلحة لبنان وان الحكومة كلها ستكون حكومة العهد. وأوضحت ان ما يجري حول وزارة العدل هو عرض قيد التفاوض ولم يبت بعد قبولاً أو رفضاً أو تعديلاً. واذا كان موضوع العدل يحل المشكلة فلا أحد يريد مشكلة. لكن هذه المعطيات الإيجابية تبدلت بعد ظهر أمس، خصوصاً بعد الاجتماع ألذي عقده الرئيس المكلف في "بيت الوسط" مع الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، إذ تمسك "المردة" ومعه حلفاؤه بحقيبة الاشغال، وحسمت الصحة لـ"حزب الله"، فعاد الكلام عن بقاء العدل مع رئيس الجمهورية، وعاد الكلام عن ان حصة "القوات" ستكون نائب رئيس الوزراء وثلاث حقائب ويمكن أن تعطى العمل أو الصناعة أو البيئة بدلاً من العدل، وانه لا يجوز ان يكون للجميع وزير دولة باستثناء "القوات". وعن توزير السنة المستقلين قالت المصادر إن الأمر لم يشكل من الأساس عقدة أمام ولادة الحكومة.

وأكدت المصادر ان تركيبة الحكومة أصبحت شبه جاهزة ويلتقي الجميع على ان ولادتها اليوم قبل الغد ضرورة ملحة، وهي ستكون حكومة وحدة وطنية لا ثلث معطلاً فيها ولا حصص مضخمة بل أحجام تمثيلية طبيعية والكل يكون قدم فيها ويؤمل ان تكون منسجمة وفاعلة.

وقال رئيس الجمهورية ان الهدف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية وإن الاتصالات تجري تحت هذا السقف، فيما تحدث مصادر الحريري عن عمله لقيام حكومة وفاق وطني لا تستثني أحداً، وان كل ما نسب اليه عن إمكان استبعاد "القوات اللبنانية" عن الحكومة هو عار من الصحة.

الحريري متفائل

ومساء أمس جدد الرئيس الحريري إبداء تفاؤله بتشكيل الحكومة قريبا وخلال الأيام المتبقية من هذا الأسبوع، مشدداً على ان كل الأطراف سيكونون ضمن حكومة الوفاق الوطني بما فيهم "القوات اللبنانية". واذ تمنى عدم الخوض في التفاصيل، علم ان الحريري ينتظر ما سينقله اليوم وزير الإعلام ملحم الرياشي عن موقف "القوات" كما يفترض ان يكون موقف رئيس الجمهورية من حقيبة العدل قد بت نهائياً ليبنى على الشيء مقتضاه. وجال الحريري ووليّة عهد أسوج الأميرة فكتوريا وزوجها والوفد المرافق لهما عصر أمس في وسط بيروت، وتوقفوا عند المعالم الأثرية والدينية، ولا سيما منها ساحة النجمة وأسواق بيروت والجامع العمري الكبير وكاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس والآثار المجاورة.

ثم عقد الحريري مساء اجتماعاً مع سفراء وممثلين لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والتي تضم: الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وممثلي عدد من الصناديق والمؤسسات التنموية العاملة في لبنان. وجاء هذا الاجتماع في إطار التشاور الدائم مع دول مجموعة الدعم والمنظمات التي ساهمت في مؤتمر "سيدر"، وقد أطلع الرئيس الحريري الحاضرين على آخر التطورات الاقتصادية والسياسية، ولا سيما منها نتائج زيارة الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان الأخيرة للبنان.

كما أطلع المشاركين على آخر تطورات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، منذ انعقاد مؤتمر "سيدر" حتى اليوم، بما في ذلك القوانين التي أقرت خلال الجلسة التشريعية الأخيرة وتقدم سير العمل على هذا الصعيد. وخلال الاجتماع، شدد ممثلو الدول والمؤسسات المشاركة على أهمية استقرار لبنان الاقتصادي في المرحلة المقبلة.

ويشار الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري عاد مساء الى بيروت بعد زيارته على رأس وفد نيابي لجنيف.

جعجع: غالبية الأفرقاء يريدون القوات في الحكومة باستثناء بعض الوجوه الصفراء

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حديث إذاعي، ان "البعض ليس قلقا متى تتشكل الحكومة بقدر قلقه من حصة القوات، ولا يهمه الا إظهارنا بمظهر الخاسر والقوات حندوقة في عينهم"، مشيراً إلى انّ "القوات أخذت حجمها من اصوات الناس في الانتخابات النيابية مستنكرا الحملة التي تقوم بها الصحافة الصفراء قائلا: "يضحك كثيراً من يضحك أخيراً".

وشدد على أن "كل الأجواء التي تبث في الإعلام عارية من الصحة والمشاورات مستمرة مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهناك بعض النقاط العالقة لم تحل بعد ويتم العمل عليها". ولفت إلى ان "وزير الإعلام ملحم الرياشي نقل له تحيات الرئيس الحريري، وأن شو ما كان يكون القوات زينة الحكومة".

وقال: "غالبية الأفرقاء يريدون القوات في الحكومة باستثناء بعض الوجوه الصفراء، ولقاء الرياشي وزير الخارجية جبران باسيل، جاء في إطار حلحلة الجو المتشنج الذي شوش على مصالحة معراب".

وعن المشاورات التي تشهدها كواليس التشكيل، وقال: سيكون لنا كلام مسهب بعد التشكيل مشيرا إلى أن البيان الوزاري يتطلب عملا بدقة وسيأخذ وقته".

وعن علاقته برئيس الجمهورية، قال: "علاقتي بعون على حالها منذ انطلاق العهد حتى الآن، ونعتبر العهد عهدنا، وكل عملنا ليكون من أنجح العهود التي مرت على لبنان".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved