TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Oct 6, 2018
Source: جريدة الحياة
لبنان: ردود إيجابية على تفاؤل الحريري بولادة الحكومة وباسيل: المعيار العادل هو وزير لكل 5 نواب و«القوات» ترد: نتمسّك بحصتنا
رمى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري حجراً في المياه الراكدة لولادة الحكومة، حين أمل بأن تبصر النور خلال 10 أيام. وقالت مصادر مقربة منه أنه لقي ردود فعل إيجابية لما قاله خلال المقابلة التلفزيونية المباشرة التي أجراها مع محطة «أم تي في» ليل أول من أمس، خصوصاً لجهة التفاؤل الذي أبداه لإمكان التوصل إلى تنازلات تفضي إلى إنهاء أزمة التأليف.

وسألت الأوساط السياسية عما يستند إليه الحريري في تفاؤله، فقالت الأوساط المقربة منه أنه طالب الجميع بالتضحية ومنهم رئيس الجمهورية ميشال عون وأنه سيعقد جلسة جديدة مع الأخير لمتابعة البحث في بدائل للصيغ المطروحة.

ولم تستبعد الأوساط السياسية أن تكون هناك اتصالات بعيداً من الأضواء جرت من أجل حلحلة العقد، مشيرة إلى الزيارة التي قام بها وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية (حزب الله) إلى عون قبل 3 أيام، إلا أن هذه الأوساط أبقت تقديراتها في إطار التكهنات.

وكان الحريري أكد «أن الحكومة ستشكل في غضون أسبوع أو عشرة أيام وستكون حكومة وفاق وطني». وقال: «علينا جميعاً أن نضحي لتسهيل التشكيل وعلى رئيس الجمهورية ميشال عون أن يضحي أيضاً أكان في نيابة رئاسة الحكومة أو حقائب». وحذر من أنه «إذا أراد أي طرف المشاركة على أساس التصادم مع الآخرين فإنه لن يقبل بذلك إطلاقاً».

ونفى الحريري «كل ما يتردد عن وجود نية لتأليف حكومة أكثرية أو حكومة أمر واقع». ورأى أن «بعد انتخاب عون بدأت عجلة الاستقرار. واليوم علينا بنفس الروحية أن نطلق عجلة تشكيل الحكومة».

ورأى أن «مشكلتنا في هذا البلد أننا جميعنا نقف على «صوص ونقطة»، والموضوع كله تفاصيل. أنا مستعد اليوم أن أضحي بوزارات لنسير بالبلد لأنه لم يعد يحتمل اقتصادياً». وإذ أكد وجود «تناغم كبير بين رئيس الجمهورية و «التيار الوطني الحر»، اعتبر «أن هذا لا يعني أن رئيس الجمهورية ينتظر آراء الوزير باسيل، رئيس الجمهورية معني بتشكيل هذه الحكومة ككل، وأنا أشكلها، ونتفق مع بعضنا بعضاً على تشكيلها على قاعدة أن يكون الجميع متمثلاً».

ورأى الحريري أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «قام بتنازلات كما يجب».

وعن إمكان تفعيل حكومة تصريف الأعمال، قال الحريري: «إذا استوجب أن نفعّلها لأسباب استثنائية، لا أظن أن هناك أحداً في البلد يمانع ذلك».

وقال الحريري إنه لا يمانع تسلم «حزب الله» وزارة الصحة، لكن أريد أن أكون صريحاً، إذا استلم الحزب أي وزارة وعليها قروض من البنك الدولي أو أي مؤسسات دولية، هناك إمكانية كبيرة أن تقف كل المساعدات لهذه الوزارة، نريد أن نكون واقعيين أو لا؟».

وعندما سئل الحريري: «عما إذا كانت السعودية لا تزال تريد التسوية الرئاسية» رد على سائله بسؤال: «هل سمعت تصريحاً سعودياً غير ذلك؟».
ورأى أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان «لم تنته عند اغتيال رفيق الحريري، لديها واجب أن تنظر بالجرائم الأخرى. هذا إجراء طويل وعلي أن أضع مشاعري جانباً وأنظر إلى مصلحة البلد».

وأكد الحريري أنه «لن يزور سورية لأجل لبنان أو لأجل أي شيء آخر، يوجد خلاف سياسي حاد حول هذا الموضوع في لبنان، ليس فقط سعد الحريري من يقرر فيه. هناك أفرقاء سياسيون يختلفون حيال إقامة العلاقة مع النظام في سورية في حين هناك فريق آخر يقول إنه يريد علاقات معها وجامعة الدول العربية لديها قرار واضح حيال هذا الموضوع. مشكلتنا في البلد أن نستبق الحدث قبل أن يحدث، دعنا نتكلم مع بعض ونرى الطريقة التي تخدم مصلحة البلد».

وعن معاهدة التعاون والتنسيق مع سورية، قال: «الأحداث في سورية بدأت في 2011 هل أغلقنا الحدود معها؟ هل منعنا النازحين أن يدخلوا؟ أو منعنا النظام أن يدخل إلى البلد ويسافر عبر مطار بيروت؟ هل منعنا البضائع السورية من أن تدخل إلى البلد؟ لماذا البعض أو أي حزب سياسي يريدني أن أقوم بتسوية تتعلق بمعبر نصيب الذي هو مهم بالنسبة للبنان؟ ولماذا عندما أفتح حدود لبنان لا يقول أحد بأنني أقوم بشيء لمصلحة لبنان؟».

وعن موضوع العلاقة مع سورية في البيان الوزاري للحكومة العتيدة قال: «النأي بالنفس».

وسأل: «كم لبناني يوجد في الخليج؟ حوالى 400 ألف؟ هل من الحكمة أن نتهجم على الخليج بخطبنا ونشتمه؟ أتفهم خلاف البعض مع الخليج لأن هذا موقف سياسي إقليمي بيني وبين الأفرقاء، إذا كنت متفهماً هذا الأمر أتوقع أن يتفهمه الآخرون أيضاً».

باسيل: المعيار العادل هو وزير لكل 5 نواب ولا نقبل بالابتزاز ... أو بلعبة إفشال العهد

قال وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إن «مهمتنا تسهيل الحكومة والفرد لا يمكن أن يعرقل نفسه»، وقال في مؤتمر صحافي: «قد نكون في المرحلة الأخيرة قبل ولادة الحكومة إذا اعتمدنا المعايير الصحيحة. إننا نريد حكومة وحدة وطنية، لكن ذلك لا يعني أن نقبل بالابتزاز أو بلعبة إفشال العهد هذا مرفوض. حكومة الوحدة بعد الانتخابات النيابية يجب أن تعكس نتائج هذا الاستحقاق، وإعطاء وزير لكل 5 نواب، لأننا لو اعتمدنا معيار أربعة وزراء لاحتجنا إلى 38 وزيراً».

وإذ أشار إلى أن «معيار عدم الاحتكار في الطوائف يجب أن يتم تطبيقه»، قال: «يجب تحديد حصة الأطراف المسيحية في الحكومة لكن بعد اقتطاع حصة رئيس الجمهورية. الرئيس يتخلى عن نيابة الرئاسة إذا أراد، فهذا عرف، ونحن لا علاقة لنا بالفيتو الوطني على حصول (حزب) القوات على حقيبة سيادية فهو في مكان آخر»، معتبراً أن «حصة القوات 3 وزراء ولا مانع في حصولها على أكثر بتنازل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أو منا». وأعلن «إن استهداف حصة الرئيس هو أمر استراتيجي خطير».

وتابع: «المصالحة المسيحية لن يهزها شيء ونحن نريد تفاهم معراب لكن كاملاً بدعم العهد ونحن مستعدون للحوار، ولكن يجب وقف الحملات علينا»، مضيفاً: «الحقائب الخدماتية الأساسية المخصصة للمسيحيين هي 3 فكيف تطلب القوات 2 منها وتقول إن هذا حقها؟». ورأى أن «المطالبة بتفعيل الحكومة للضرورة وبأمور أخرى تدفعنا إلى الخوف من وجود عقدة خارجية».

وأردف: «نريد حكومة منتجة وهذا همّنا الأساس ولهذه الغاية لا مشكلة في وزارة بالزائد أو بالناقص»، مشيراً إلى أن «للوصول إلى حكومة تعمل وتُصلح يجب اختيار وزراء جديين يضعون خططاً ولا يعملون بالزفت الانتخابي». وقال: «لو أردنا العرقلة لتمسّكنا بحقيبتي الداخلية أو المالية، ويتهموننا أيضاً بالعمل للثلث الضامن».

وطالب باسيل «بحكومة منتجة على أسس عادلة بمعايير واحدة تعطي الثقة للبنانيين للنهوض بالاقتصاد، ونحن أمام الرئيس المكلف لإنهاء المهمة في يومين لا 10»، قائلاً: «ليضع الرئيس عون والرئيس المكلف التركيبة التي يريانها وليقولا لكل الأطراف- بما فيها نحن- هذه هي تشكيلتنا فإما أن توافقوا أو لا. وليحكم عليها المجلس النيابي، وإذا سقطت سنسمي الحريري مجدداَ وإن لم تعجبنا نحن كتيار فمستعدون للبقاء خارجها»، مضيفاً، «نحن نلاقي إيجابية رئيس الحكومة وعلى الجميع التنازل بتنازلات حقيقية لا وهمية». وأعلن «أننا مستعدون للتنازل عن وجودنا في الحكومة مقابل أن يكون هناك حكومة». ورأى أنه «من المعيب الكلام عن معركة رئاسة جمهورية فيما الرئيس الحالي هو رئيسنا».

وأكد «أننا معنيون بالعقدة الدرزية لأن الوزير طلال أرسلان جزء من تكتل لبنان القوي»، مشيراً إلى أنه «لا علاقة لنا بما يسمى العقدة السنية في تأليف الحكومة لأن ذلك من مهمة الحريري ولم نعامله كما عاملنا».

وعن عن مهلة العشرة أيام التي حددها الحريري للتشكيل أجاب: «لا أحب أن نعطي الناس تفاؤلاً مفتعلاً حتى لا يحصل إحباط، والإحباط الأكبر إذا شكلت حكومة لا تعمل، ولننتظر لنعرف المعطيات التي لديه ونحن دائماً إيجابيون».

وعن مطالبة الحريري الرئيس عون بالتنازل، قال: «ليتنازل الحريري وليفرض على من يدعمهم التنازل أيضاً».
وفي شأن حقائب حزب الله قال: «للتوفيق بين الشأن السيادي ومصلحة لبنان».

«القوات» : نتمسّك بحصتنا ولا تشرّف العهد صفقة البواخر

لم يتأخّر ردّ «القوات اللبنانية» على الوزير باسيل، فأشارت دائرتها الإعلامية إلى «أن باسيل قال إنه لم يكن لديه اي موقف اعتراضي على تولي «القوات» حقيبة سيادية، لكن المشكلة برأيه تكمن في وجود فيتو وطني، فسألت «اين هو هذا الفيتو؟ ما قاله لم نجد له أثراً لا في تصريح رئيس حزب ولا في مواقف كتل نيابية ولا في أدبيات أخرى وازنة ومهمة، وبالتالي تعتبر «القوات» أن قوله مجرد اختلاق لا اكثر ولا اقل».

واضافت: «اما بخصوص المقياس الذي يتكلم عنه، ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيسها بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، ولم نتبلغ من الرئيسين يوماً أنهما قد تفاهما على هذا المقياس. ومن ثم المقياس الوحيد المعمول به حتى الساعة وفي تشكيل هذه الحكومة بالذات هو نسبة التمثيل الشعبي، ومن هنا نرى مثلاً أن التمثيل الوزاري الشيعي حصر بـ»حزب الله» وحركة امل». واما في ما يتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي، فالمقياس الوحيد المنطقي هو النسبة التي نالها كل طرف في الانتخابات، وقد نالت «القوات» ثلث التمثيل الشعبي المسيحي، وبالتالي يحق لها ثلث التمثيل الوزاري في الحكومة عدداً ووزناً... نحن نقبل بوزارة دولة، لكن بعد أن يُصار إلى تمثيلنا وفق ما أفرزته الانتخابات، أي بثلث المقاعد، إن على مستوى عدد الوزراء أو نوعية الحقائب».

وتابعت: «إن باسيل تحدّث عن ضرب العهد، وعليه، نسأله: هل يستطيع ولمرة واحدة ان يقول أين ضربت «القوات» العهد؟ وأما إذا كان يعتبر باسيل أن معارضة وزراء «القوات» لصفقة بواخر الكهرباء ضربة للعهد، فنحن نعتبر بالمقابل أننا قد أدّينا خدمة كبرى للعهد، لأنه لا يشرّف اي عهد حصول صفقة من هذا النوع في ايامه».

الرياشي: باسيل لا يريد حلاً

كما رد وزير الإعلام ملحم الرياشي، قائلاً: «عام ١٩٧٥ لعبت فاتن حمامة دور البطولة في فيلم «أريدُ حلّاً» ومدته (١٠٨ دقائق) وانتهينا؛ واليوم يلعب جبران دور البطولة في فيلم «لا أريدُ حلّاً» ومدته... عند ربك».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved