WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Sep 21, 2018
Source: جريدة الحياة
الحريري يأمل بأجواء إيجابية للتشكيل وسليمان ينتقد «صراع ديوك السياسة» و«حزب الله» يسقِط «النأي بالنفس»
أمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري بـ «أن تسود الأجواء الإيجابية لكي نصل إلى الحل في موضوع تشكيل الحكومة»، وقال خلال رعايته افتتاح الدورة التاسعة لمعرض «بيروت آرت فير» في مركز «سي سايد أرينا» مساء أول من أمس: «أتمنى أن يحصل هذا الأمر اليوم قبل الغد. وبرأيي، أنه على كل الأفرقاء السياسيين أن يهدأوا ويتحدثوا برويّة، وكل شيء يمكن أن يُحل حينها»، مؤكداً أنه يواصل الاتصالات لحلحلة موضوع التأليف.

وبقيت المواقف السياسية على حالها من الدعوة إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، وغرد الرئيس ميشال سليمان عبر «تويتر» قائلاً: «‏قدر اللبناني أن يتعايش مع اللادستور، مع فراغ رئاسي، مع تصريف أعمال، مع تشريع الضرورة ومع ميزانية من دون قطع حساب وهدر وفساد! إضافة إلى العيش من دون مياه ولا كهرباء ولا نمو اقتصادي ولا طمأنينة وراحة بال، فقط مع مشهد صراع ديوك السياسة على مزبلة النفايات».

وأسف «​لقاء الجمهورية​« الذي يترأسه سليمان لـ «عدم اكتراث غالبية القوى التي ستتشكل منها الحكومة لخطورة ما ينتج من هذا الشلل من أعراف وتدابير قد تكون ضاغطة وضرورية لكنها حتماً غير دستورية»، داعياً إلى «وضع الدستور على رأس هرم الأولويات، علّنا نتعظ ونعود من التعجيز إلى الواقعية، حينها فقط، تتشكل الحكومة خلال ساعات».

وحذر «من تداعيات الإمعان في جرّ البلاد إلى أتون المحاور ومن الأكلاف السياسية والاقتصادية الباهظة نتيجة الخروج عن ​سياسة​ التحييد الإنقاذية»، رافضاً «تحقير اللبنانيين وإذلالهم والخروج عليهم بنظريات حربجية لم ولن تجلب لهم إلّا الويلات، والويل لمن يبدي رأياً مغايراً».

ونبه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني بعد مقابلته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، إلى «أننا داخل منطقة تعج بالتشنجات والتحديات، وعلى لبنان أن يحافظ على استقراره. والخطوة الأساسية بتشكيل حكومة تكون جامعة، وتمثل تطلعات الشعب التي بينها في الانتخابات النيابية، كما تمثل الشراكة الحقيقية البناءة للمكونات التي تهدف لبناء دولة مستقرة تقدم ما يجب أن تقدمه من خدمات وبنى تحتية واستقرار اجتماعي واقتصادي وسياسي لكل المواطنين بعيداً من التموضعات السياسية وصراعات السلطة، وقريباً من بناء الدولة».

ودعا نائب رئيس حركة «أمل» ​هيثم جمعة​ إلى «الخروج من البازارات الضيقة ومن الشخصانية الجامدة والمبادرة فوراً إلى تحريك القدرات من أجل إعادة إنتاج النظام السياسي وإعادة العمل بالمؤسسات الدستورية​ والإسراع في ​تشكيل الحكومة​ لتسيير أمور البلاد»، مشدداً على أن «الشعب اللبناني ينتظر أجوبة عن الأمن الاجتماعي و​الكهرباء​ والإنماء ويسأل عن كرامته المهدورة أمام أكوام ​النفايات​ والموت على أبواب ​المستشفيات​ والحيرة على أبواب ​العام الدراسي».

وأكد العلامة السيد علي محمد حسين فضل الله «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وأن تخرج القيادات السياسية من حساباتها الخاصة إلى حساب الوطن وتتحمل المسؤولية في خطابها السياسي بما يحول دون إحداث أي اهتزاز في استقرار البلد».

«حزب الله» يسقِط «النأي بالنفس»

أسقط الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سياسة النأي بلبنان عن أزمات المنطقة، داعياً إلى التضامن مع إيران في مواجهة العقوبات الأميركية التي ستمنعها من تصدير نفطها. وقال إن حزبه باقٍ في إدلب السورية «حتى بعد التسوية» التي تحققت، قاصداً الاتفاق الروسي- التركي في سوتشي الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوى المعارضة وقوات النظام السوري وحلفائه (راجع ص5).

وكرر البطريرك الماروني بشارة الراعي مساء أمس دعوته إلى تشكيل «حكومة طوارئ حيادية من شخصيات ليست لها ارتباطات حزبية ولا بالبلوكات الانتخابية»، للخروج من أزمة تأخير تأليف الحكومة الجديدة. وقال: «ما من حكومة في الوقت القريب، وهذا غير مقبول ونرفض ممارسة كهذه للسياسيين، فالبلد ليس ملكاً لأحد منهم بل هو للشعب اللبناني». في المقابل كرر نصرالله القول إن «لا أحد يلغي أحداً في لبنان» ودعا إلى «الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتفعيل المجلس النيابي، وتحمّل الجميع المسؤوليات في مواجهة الملفات المطروحة».

وتحدث نصرالله أول من أمس وأمس لمناسبة التاسع والعاشر من محرم، وقبل يومين من سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك بعد غد الأحد، لإلقاء كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء المقبل، ولقاء عدد من قادة الدول. وهو يلتقي اليوم مدير «أف بي آي» الأميركي كريستوفر راي.

وقال نصرالله: «من واجبنا أن نقف إلى جانب إيران التي بعد أسابيع قليلة سيبدأ تنفيذ العقوبات الأميركية (الجديدة) عليها، وكلنا يعرف أن الإدارة الأميركية تعمل على مدى الساعة، وتذهب إلى كل عواصم العالم لتحاصر الجمهورية الإسلامية وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني». وعزا سبب «معاقبة» إيران إلى أنها «ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي، وأن يصادر أحد قرارها أو أن ينهب أحد ثرواتها، ولأنها تقف إلى جانب شعوب المنطقة، وتساعد بقوة في إسقاط مشاريع الهيمنة والاحتلال والتكفير والتسلط».

وانتقد سياسة النأي بالنفس عن حروب المنطقة، على رغم قوله إنها تسري على الدولة اللبنانية، لكن ليس على القوى السياسية. ورأى أن «مصير لبنان يصنع في لبنان وفي ساحات المنطقة وميادينها».

وزاد: «لنكن صريحين هناك انقسام عمودي في البلد حول قضايا هذه المنطقة، أما القوى السياسية، فمن نأى بنفسه؟ نحن ظاهرون أكثر لأنه عندنا عسكر ونقاتل في سورية، هذا الفارق عن غيرنا، هو بالإمكانات البشرية والمادية والعسكرية، أما القوى السياسية اللبنانية فغالبيتها تدخل في الشأن السوري والشواهد من سبع ثماني سنوات إلى اليوم موجودة». وعن إسرائيل قال إن «مشروعها سقط في المنطقة وانتهى الأمر، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية، فإذا فرضت على لبنان حرباً ستواجه إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقعه».

وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قائلاً: «عليكم التفكير عشرين مرة قبل التعدي على بلادنا»، وأضاف: «في حال تعدى حزب الله علينا سيتلقى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها». وأشار الى نصرالله من دون أن يسميه لافتاً الى أن كلامه «جاء من شخص قال بعد (حرب) 2006 إنه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف جنودنا الثلاثة لكان فكر مرتين».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved