SAT 30 - 11 - 2024
 
Date: Sep 8, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: الانكشاف الأسوأ في كارثة المطار
لبنان: الانكشاف الأسوأ في كارثة المطار
قد يكون أخطر ما أبرزته حال الفوضى الهستيرية التي تحكمت بحركة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي منذ ليل الخميس الى صباح الجمعة امتداداً الى ساعات بعد الظهر، أنها شكّلت انكشافاً كاملاً سواء للدولة أو للمؤسسات الخاصة المعنية بقطاع الطيران المدني وحركة الملاحة الجوية مما يضع لبنان ومطاره أكثر فأكثر في عين العاصفة الداخلية والخارجية. واذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري سارع الى استنفار الوزارات والأجهزة الامنية والادارية المعنية لاحتواء التداعيات الشديدة الاذى لحال الجنون التي عاشها المطار والمسافرون في الساعات الاخيرة وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، فان الضمانات الحاسمة لاستعادة المطار باتت في حاجة الى حال طوارئ حقيقية وطويلة المدى على مختلف المستويات الادارية والامنية والقضائية، بدليل ان الحريري نفسه اتجه نحو تنفيذ اجراءات من دون انتظار تأليف الحكومة الجديدة أو العودة الى مجلس الوزراء وستتركز هذه الاجراءات خصوصاً على توسعة المطار في المقام الاول. فاذا كان عطل في نظام شحن الحقائب أثار فوضى غير مسبوقة في قاعات المطار وتسبب بزحمة خانقة بفعل تأخير رحلات الطائرات المغادرة، فان اسوأ الصور التي صدرها المشهد الفوضوي بدت متصلة بالقصور والعجز الفاضحين عن احتواء مشكلات كهذه غالبا ما تحصل في اكبر مطارات العالم ولكن يمكن معالجتها بخطط طارئة وجاهزة. كما ان التداعيات السلبية الاضافية جاءت بفعل الاختناقات التي عرفها المطار منذ أسابيع واذا بالفوضى الواسعة التي حصلت أمس تتوج هذه الظاهرة الاكثر اثارة للاذى لصورة لبنان.

وبعد الاجتماع الوزاري الامني الاداري الذي رأسه الحريري في "بيت الوسط"، أوضح وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس ان "ما حصل في المطار أمس منفصل تماماً عما حصل خلال الشهر السابق، فلأول مرة بلغ عدد المسافرين عبر المطار نحو مليون ومائتي ألف راكب، وهو رقم قياسي يسجل". وقال إن احدى الشركات التي تتعاطى موضوع المعلوماتية، واسمها شركة "سيتا"، والتي تتعاقد مع نحو سبعين مطاراً حول العالم، تعطي معلومات عن المسافرين وتوزع الحقائب بطريقة ما، خصوصا لمن لديهم ترانزيت من مكان إلى آخر في العالم. أي أنه كان يمكن حل مشكلة المسافرين ووجهتهم النهائية أوروبا أو الدول العربية بطريقة يدوية أو ما شابه ذلك، لكن من كانت وجهتهم أميركا أو مكان آخر، لم يكن هناك إمكان لشركة "سيتا" أن تقوم بالعمل المطلوب منها، وحصل عطل في القرص المدمج الذي كان يجب أن تستبدله، فلجأوا إلى الوسيلة الاحتياطية التي لم تنفع بدورها، ولهذا السبب تأخر الركاب من الساعة 11:30 إلى الساعة 4:30". وبعد تحميل الشركة مسؤولية ما حصل أعلن فنيانوس أن الرئيس الحريري "لم ينتظر تأليف حكومة جديدة والاستحصال على موافقة مجلس الوزراء الجديد لصرف الأموال، وإنما أخذ الأمر على مسؤوليته وأعطى توجيهاته لمجلس الإنماء والإعمار والمعنيين لوضع الدراسات اللازمة، وقال أنه سيجد طريقة لتأمين المبالغ المتوجبة لمطار رفيق الحريري الدولي، وهنا نتحدث عن مبلغ 88 مليون دولار، تضاف اليها الضريبة على القيمة المضافة. وإذا تأمنت هذه الأموال، فأنني أتوقع أن نمر في سبعة أو ثمانية أشهر من العمل الحثيث، وبعدها يصبح المطار قادرا على الاستيعاب بطريقة أفضل من الآن".

"سيتا" ترد والمديرية العامة للطيران تتحفظ

ردت المديرية العامة للطيران المدني على كتاب وردها من شركة "سيتا" حول الأعطال التي حصلت أمس في مطار رفيق الحريري الدولي وجاء في رد المديرية: "ورد الى المديرية العامة للطيران المدني كتاب من شركة SITA، تذكر فيه وجهة نظرها لما جرى من اعطال في مطار رفيق الحريري الدولي، إن المديرية العامة للطيران المدني إذ تنشر بكل تحفظ ما ورد في كتاب الشركة لجهة محاولة التنصل من موجباتها نتيجة الأعطال التي حصلت في المطار بتاريخ 6/9/2018 والضرر والمعاناة الذي لحق بالمسافرين من المطار، وأن هذا الأمر سيكون موضوع متابعة دقيقة من المديرية العامة للطيران المدني وستحيل غدا الكتاب إلى المراجع القضائية المختصة لإتخاذ الإجراءات المناسبة".

وكانت شركة "سيتا" وجهت كتابا الى المديرية العامة للطيران المدني حول ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ليل الخميس الجمعة جاء فيه:

"حضرة رئيس المديرية العامة للطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين المحترم.

الموضوع: العطل في الشبكة الدولية للاتصال من والى المطار الدولي في بيروت.

ان شركة "سيتا" المملوكة من معظم شركات الطيران في العالم هي شركة رائدة عالميا في مجال الاتصالات وحلول تكنولوجيا المعلومات الخاصة بصناعة النقل الجوي، مع وجودها في اكثر من 400 مطار عالمي وخدمتها لما يزيد على 3400 عميل في اكثر من 200 بلد، اذ تأسف لما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي ليل الخميس الجمعة الواقع في 6/9/2018، يهمها ان توضح ما يلي: في معرض عمليات الصيانة الدورية والاستباقية التي كانت تقوم بها الشركة عند الساعة الحادية عشرة من ليل الخميس الواقع في 6/9/2018 ظهر خلل في نظام اجهزة التوجيه المسؤولة عن البنية التحتية للاتصال الدولي، فسارعت الشركة الى اصلاحه من خلال النظام المعمول به، الا ان طبيعة الخلل الالكتروني واستحالة اصلاحه اوجبا على الشركة ترحيل جميع خطوط الاتصال الدولي الى نظام جديد متطور بديل لاعادة تشغيل الاجهزة في مطار رفيق الحريري الدولي وتأمين سير العمل فيه، وهذا ما تحقق فعلا بالسرعة القصوى الممكنة في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الجمعة الواقع في 7/9/2018، علما ان الشركة كانت بصدد ترحيل كافة خطوط الاتصال الدولي الى النظام الجديد في اول فرصة متاحة بعد انتهاء موسم الذروة في المطار كي لا يؤثر سلبا على سير العمل فيه.

ان شركة "سيتا" اذ تؤكد التزامها بمسؤولياتها كافة المنصوص عليها في الاتفاقات الموقعة مع جميع الاطراف المعنية واحترامها القوانين المرعية الاجراء، تتمنى على جميع المراجع التريث في القاء التهم وتحميل المسؤوليات قبل الانتهاء من التحقيقات وجلاء التفاصيل التقنية". 

الحريري والتاليف

اما على صعيد ازمة تشكيل الحكومة، فلم يطرأ أي جديد أمس باستثناء زيارة قام بها الوزير غطاس خوري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأدرجت في اطار تهدئة الحملات التي تصاعدت أخيراً بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" والبحث الهادئ عن مخارج لازمة تأليف الحكومة.

ومساء أمس اطلق الرئيس الحريري مجموعة مواقف جديدة من ملف تأليف الحكومة في كلمة القاها في حفل عشاء أقيم في السرايا الحكومية تحت رعايته، لمناسبة اختيار "Change Maker" هذه السنة لبنان كمركز إقليمي للشرق الأوسط، وتخلله توزيع جوائز. وأكد الحريري أن الحكومة التي يسعى إلى تشكيلها "يجب أن تكون حكومة وفاق وطني، تجمع القوى السياسية الرئيسية، لكي تتمكن من تنفيذ برنامج الإصلاحات والاستثمارات الذي وضعناه وأمّنا التمويل لمرحلته الأولى بحوالي 12 مليار دولار في مؤتمر "سيدر"، لأني أعتبر أن هذا البرنامج هو خشبة الخلاص لبلدنا من الأزمة الواضحة للجميع". وأضاف: "أنا أعمل ليل نهار بصمت وكتمان وهدوء لنصل إلى هذا الهدف، وسنصل إليه بإذن الله".

ولاحظ أنه "بما أنني سأجمع هذه القوى السياسية حول طاولة مجلس الوزراء، وأطلب منها أن تعمل جميعاً يداً واحدة لإنجاح هذا البرنامج ولخدمة البلد والمواطنين، فليست هناك أي فائدة من الكلام فوق السطوح والتصعيد والاتهامات والمواقف العنترية... أنا أعرف الدستور، والكل يعرف الدستور، وأعمل كرئيس مكلف على أساس الدستور، وليس هناك أي داع لسجالات وجدليات غير مطروحة، وليست لها أي علاقة بالهدف الحقيقي لعملنا جميعاً، الذي هو التوصل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت".

واضاف: "الآن يأتي من يقول إن التشكيلة الحكومية يجب أن تحترم نتائج الانتخابات النيابية، وهذا أمر طبيعي، وقمة الاحترام لنتائج الانتخابات النيابية، لا بل المقياس الوحيد، هو أن الحكومة، وكما يقول الدستور، تتقدم من المجلس النيابي، المنبثق من الانتخابات النيابية، بطلب الثقة. فإذا كانت تشكيلة لا تحترم الانتخابات النيابية، فإن المجلس يحجب عنها ثقته. وأما إذا نالت الثقة فلا يمكن أن تكون مناقضة لنتائج هذه الانتخابات".

خطاب جعجع

الى ذلك، علمت "النهار" من مصادر بارزة في "القوات اللبنانية" ان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع سيتناول في الخطاب الذي سيلقيه مساء غد في القداس السنوي لـ"شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب التعثر في تأليف الحكومة "بسبب سعي البعض إلى تحجيم "القوات" وغيرها من القوى التي حصلت على شرعية شعبية واصرار البعض على تطيير نتائج الانتخابات والاستئثار بكل شيء". وسيؤكد "مواجهته لهذه السياسة ورفضه كل المحاولات الرامية إلى تطويق "القوات" بسبب الخشية من دورها ونزاهتها في العمل الوزاري وتمسكها بمكافحة الفساد"، كما "سيشدد على مشاركة "القوات" في الحكومة بوزنها الكامل. كما ان جعجع سيشدّد على دعمه للعهد الذي كان لـ"القوات" المساهمة الأساسية في انتخابه وهي لن تتخلى عن دعم اي خطوة من شأنها تثبيت عهد الرئيس ميشال عون".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved