WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Sep 7, 2018
Source: جريدة الحياة
موجة نزوح من إدلب والمعارضة تطرح سيناريوات لتجنب المعركة وتحذر من الدور الأميركي
موسكو، عمان، لندن - سامر الياس، «الحياة»، رويترز
عشية اجتماع زعماء ضامني «أستانة» روسيا وتركيا وإيران، عوَّلت المعارضة السورية على القمة التي تستضيفها طهران لتجنيب محافظة إدلب (شمال غربي سورية) عملية عسكرية تثير تحذيرات دولية وحقوقية.

وقال القائد العام لحركة «تحرير الوطن» فاتح حسون إن القمة «سترسم ملامح الحل العسكري والسياسي في إدلب». وأشار في تصريح إلى «الحياة» إلى «سيناريوات عدة، قد لا توافق مصالح الثورة، لكنها يمكن أن تجنب إدلب الهجوم برضا جميع الأطراف»، محذراً من أن «بعض القوى الدولية تحاول تعطيل التوصل إلى تفاهمات بين ضامني آستانة». وأوضح أن من الحلول المناسبة لمنع المعركة «استمرار الجهود التركية لإخلاء إدلب من التنظيمات المصنفة إرهابية، وتفكيكها بالطرق المناسبة. كما يمكن وضع سهل الغاب وجسر الشغور ومناطق معينة من حماه تحت النفوذ التركي وإشراف أنقرة على الأوضاع الأمنية والعسكرية داخل إدلب، مع انتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية من دون تواجد عسكري للنظام.» وزاد: «إضافة إلى ذلك، تتولى تركيا السيطرة على السلاح الثقيل الذي تملكه فصائل الجيش الحر. وفي المقابل، يمكن أن تشرف روسيا على إدخال مؤسسات النظام المدنية الى المناطق المحررة في إدلب، وتتولى مع إيران فتح المعابر باتجاه المناطق المحررة والإشراف عليها، فيما تتولى تركيا فتح المعابر باتجاه مناطق النظام وتشرف عليها». وأعرب حسون عن اعتقاده بأن «تركيا سوف تتعهد بمسؤوليتها عن أي هجمات تتعرض لها القواعد الروسية في حميميم مصدرها الأراضي المحررة، في حال وافق الطرفان الضامنان على هذا السيناريو، وتتعهد أيضاً بضمان أمن الاوتستراد الممتد من معبر باب السلامة وحتى مورك بالمشاركة مع روسيا». وأوضح أن «تركيا تنطلق في مقارباتها للوضع في إدلب من محددين؛ أمني، في ظل وجود حدود طويلة مع مناطق الصراع في سورية، وتم تأمينه جزئياً بتفاهمات مع واشنطن وموسكو، إضافة إلى آخر يتعلّق بالوضع الإنساني ويتلخص في ضمان عدم حدوث موجات نزوح قوية في اتجاه الحدود التركية وما يترتب عليه من أعباء اقتصادية وإنسانية مباشرة»؟ وخلص إلى أن «تركيا ستلقي بثقلها لمنع حدوث أي عملية عسكرية مع الأخذ في الاعتبار الوجود التركي في ادلب وغيرها من المناطق من خلال نقاط المراقبة العسكرية». وأكد حسوّن أنه «لم ترشح أي خارطة طريق عن الاجتماعات الأمنية بين تركيا وروسيا» التي عقدت خلال الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن «نتائج هذه الاجتماعات ستظهر في مخرجات وتوصيات القمة والتي لا يمكن التكهن بنتائجها في ظل هذا الحراك الدولي المتناقض المصالح»، محذراً من أن الولايات المتحدة «قد تلجأ إلى خلط الأوراق لتعطيل التوصل إلى تفاهمات في قمة طهران لضمان مصالحها ومصالح حلفائها في الحلول السياسية». وأوضح أن «واشنطن منحت عملياً موسكو ضوءاً أخضر في قصفها الأخير، وتذهب إلى تشجيعها على مزيد الضربات في إدلب لتعطيل التفاهمات».

في غضون ذلك، حض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المجتمع الدولي على «التعامل بجدية مع الوضع في إدلب، ومنع أي جريمة في حق المدنيين، عبر الالتزام باتفاق خفض التصعيد» الموقع بين ضامني آستانة. وحذر من «تهاون الأطراف الفاعلة تجاه المستجدات، خصوصاً حماية المدنيين»، داعياً إلى «ممارسة الضغوط اللازمة، وإرسال رسالة حازمة ترفض أي مبررات أو مسوغات لخرق اتفاق خفض التصعيد والتلاعب به». وطالب بـ «تحرك فوري تجاه هذا التصعيد، والعمل على إصدار قرار عاجل يدين جرائم روسيا باعتبارها طرفاً معتدياً على الشعب السوري، ويطالبها بوقف عدوانها، متخذاً الإجراءات الكفيلة بوقف جرائمها وجرائم النظام».

ويعلق مقاتلو المعارضة السورية، الذين يستعدون لمعركة إدلب، آمالهم على حليفتهم تركيا في التدخل لدى روسيا ومنع هجوم شامل قد يوجه ضربة أخيرة إلى انتفاضتهم المستمرة منذ سبع سنوات. وقال مصطفى سيجري، وهو قائد في «الجيش السوري الحر» يستعد للهجوم: «ندرك حجم الانتقام والمجازر التي سوف تحصل في حقنا إن تمكن النظام والشبيحة من رقابنا». وزاد: «سيذبحوننا... لذلك المعركة المقبلة هي أن نكون أو لا نكون»، فيما قال محمد رشيد، وهو مسؤول آخر في المعارضة: «لا توجد إدلب ثانية ننطلق إليها... إما نموت في المنطقة أو نقاوم حتى ننتصر ونبقى».

ويعد تحالف «تحرير الشام» الفصيل المتشدد الأقوى في إدلب، ويقوده الجناح السابق لتنظيم «القاعدة» في سورية الذي كان يعرف بـ «جبهة النصرة».

ويقول مقاتلون من «هيئة تحرير الشام» و «الجيش السوري الحر» إنهم نحوا خلافاتهم جانباً لمواجهة عدوهم المشترك وهو الحكومة السورية. وقال رشيد إن الجيش السوري الحر «يكثف تدريب مجندين جدد لإرسالهم إلى الخطوط الأمامية».

موجة نزوح من إدلب وغارات روسية تستبق مجلس الأمن

موسكو، لندن، برلين، باريس - سامر الياس، «الحياة»، رويترز
استبقت دمشق وحليفتها موسكو قمة زعماء الدول الضامنة لآستانة، والتي تستضيفها طهران اليوم، باستئناف الغارات على محافظة إدلب التي شهدت نزوح مئات نحو الشمال.

وسيعقد مجلس الأمن اليوم جلسة لمناقشة الوضع في أدلب، فيما بدا لافتاً التصعيد في لهجة روسيا التي توعدت بالمضي في «قتل الارهابيين»، في حين انضمت باريس إلى واشنطن ولندن في التهديد بـ «تنفيذ ضربات إذا استُخدمت أسلحة كيماوية». وشددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل على ضرورة «تفادي كارثة إنسانية» في إدلب، لكنها أبدت انفتاحاً أمام «محاربة القوى المتشددة هناك».

إلى ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزير حماية البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين قوله إن تل أبيب «لن تسمح بتعزيز الوجود العسكري الإيراني في سورية بذريعة عملية إدلب». وتابع: «إذا حاول الإيرانيون استغلال العملية في إدلب أو أي تطورات لاحقة لنقل صواريخ إلى سورية، أو إنشاء مطارات عسكرية هناك أو قاعدة بحرية على شاطئ المتوسط، ستشكل في نهاية المطاف تهديداً، ستعمل إسرائيل ما يمكنها لمنع ذلك».

ويعقد الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني قمة، هي الثالثة من نوعها، في طهران اليوم ضمن صيغة «أستانة» للبحث في الأزمة السورية. ويُتوقع أن تحسم القمة استراتيجية التعاطي مع ملف إدلب، وتشهد على هامشها لقاءات ثنائية، قبل أن يعقد الزعماء الثلاثة مؤتمراً صحافياً مساء.

وعشية القمة، قصفت مقاتلات سورية، وأخرى يرجح أنها روسية، مناطق في جنوب إدلب، ما أدى إلى تعطل مركز الدفاع المدني في ريف ادلب الجنوبي، كما تسبب قصف صاروخي بدمار واسع، ومقتل مدني وجرح آخرين. ودفع التصعيد إلى نزوح جماعي، إذ أفادت منظمات إنسانية تنشط في المنطقة أن حوالى 4000 مدني نزحوا أمس من بلدة التح، إضافة إلى مئات العائلات من قرى أخرى. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن قافلة شاحنات تركية محّملة دبابات، توجّهت إلى الحدود مع سورية.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «قتلنا ارهابيين، ونقتلهم، وسنقتلهم. ليس مهماً أن الحديث يدور عن إدلب أو حلب، ويجب أن يعود السلام في إدلب وسورية كلها. هذه مسألة تتعلق بأمننا». وأعرب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني عن أمله بـ «التوصل إلى حل نهائي لإدلب في قمة طهران».

في المقابل، اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض ياسر الفرحان إن التوصل إلى حل سياسي لإدلب «ممكن إذا توافرت الرغبة». وقال لـ «الحياة»: «الحل العسكري يعني مزيداً من المجازر والتهجير لثلاثة ملايين مدني، ولن يولّد حلاً ولا يخدم الاستقرار، بل دورة جديدة من الاقتتال قد تطاول المناطق التي ظن النظام أنه أحكم السيطرة عليها».

وفي سياق القلق الدولي على وضع إدلب، الذي وصفته مركل بأنه «معقد لوجود قوات متشددة تنبغي محاربتها». وأشارت في مقابلة مع قناة (ار تي إل) إلى انها تحدثت مع بوتين وأردوغان، وشددت على ضرورة تفادي «كارثة إنسانية».

وقال قائد القوات المسلحة الفرنسية، فرنسوا لوكوانتر: «نحن مستعدون لتوجيه ضربات إذا استُخدمت أسلحة كيماوية مرة أخرى». وزاد أمام مجموعة من الصحافيين: «يمكن تنفيذ ذلك على المستوى الوطني» (الفرنسي)، مستدركاً: «من مصلحتنا فعل ذلك مع أكبر عدد ممكن من الشركاء».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري فرنسي قوله «هناك مؤشرات إلى أن روسيا وحلفاءها يريدون الانتهاء من هجوم إدلب بحلول نهاية السنة». وأضاف أن باريس تعتقد بأن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، لأنها تريد تقليص النفوذ الإيراني في سورية.

إلى ذلك، أعلن «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد)، الجناح السياسي لـ «قوات سورية الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية والتي تدعمها أميركا، تأسيس إدارة ذاتية مشتركة في شمال سورية وشرقها.

وتاتي الخطوة التي جاء اعلانها خلال اجتماع عقده المجلس في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، غداة تأكيد وزير المصالحة علي حيدر «رفض دمشق منح أي ميزات للأكراد في مناطق سيطرتهم».

وفي كلمة أمام الاجتماع أوضحت الرئيس المشترك لـ «مسد» أمينة عمر إن «تشكيل إدارة ذاتية مشروع طرحه المجلس منتصف تموز (يوليو) الماضي، وهدفه سد الثغرات المعيشية التي أثرت في حياة السكان، وتأمين الاستقرار في تلك المنطقة وحمايتها من الإرهاب».

مدنيون يتأهبون لهجوم بالـ «كيماوي»... ومئات ينزحون شمالاً

إدلب (سورية)، بيروت - رويترز، أ ف ب 
ثبت حذيفة الشحاد كوباً ورقياً زاهي الألوان يمتلئ بالقطن والفحم على وجه طفل، وأحكم ربط كيس بلاستيكي حول رأسه، فكان قناعاً مرتجلاً للوقاية من الغاز في حالة استخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى في إدلب (شمال غربي سورية).

وقبل هجوم عسكري متوقع على المدينة، يستعد مدنيون في آخر معاقل المعارضة لحكم الرئيس بشار الأسد بتخزين الغذاء وحفر المخابئ، فيما فر مئات من جنوب شرقي المحافظة، بحثاً عن ملاذ في الشمال، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أفاد بحدوث «نزوح ليل الأربعاء وصباح الخميس من ريف إدلب الجنوبي الشرقي باتجاه ريف حلب الغربي وعفرين».

وتضع المعارضة أيضاً ثقتها في الديبلوماسية التركية لتجنيبها عملاً عسكرياً يسفر عن كارثة إنسانية.

وفي قريته الواقعة جنوب مدينة إدلب، حيث يعيش في بيت مع زوجته الحامل وأبنائه الثلاثة ونحو 15 شخصاً آخرين،، قال الشحاد البالغ من العمر 20 عاماً لـ «رويترز»: «نحن اليوم نقوم بتجهيز أقل ما نستطيع، وهو تجهيز أقنعة بدائية صغيرة يمكن أن نضعها على فم أطفالنا في حال قصفنا بالكيماوي».

ويتباهى شقيقه أحمد عبدالكريم الشحاد (عامل بناء 35 عاماً) بالمخبأ الذي تحفره الأسرة في كهف تحت فناء ذي هواء منعش تغطيه الكروم للاختباء به من القصف منذ العام 2012. وقال وهو يعرض قوارير تمتلئ بالخضروات المخللة على جدران الكهف الرطبة، إن «الاستعدادات العسكرية تجري على قدم وساق»، وإن المدنيين يعملون على تجهيز مخابئ. واستأنفت روسيا الغارات الجوية على المعارضة في إدلب الثلثاء الماضي، فيما بدا تمهيداً لهجوم شامل.

غير أن تركيا قالت إنها تأمل بأن تؤدي قمة تعقد مع إيران وروسيا في طهران اليوم، إلى تفادي الهجوم.

وقال أشخاص عدة حاورتهم «رويترز» في إدلب، إنهم يعتقدون أن من الممكن تجنب الهجوم.

وقال عامل البناء السابق جعفر أبو أحمد البالغ من العمر 50 عاماً من منطقة ريفية بالقرب من معرة النعمان: «لا أعتقد أن هجوماً سيحدث على إدلب. هذه كلها حرب إعلامية». وزاد أن «القوى العالمية الكبرى اتفقت مسبقاً علينا وقسمت الأرض».

ومع ذلك، فقد تعلم أبو أحمد من سنوات الحرب الطاحنة السبع أن يظل مستعداً.

وتعمل أسرته الآن على توسيع مخبأ رطب حفرته وكانت تختبئ به من القصف على مدار السنوات الخمس الماضية، وتقوم بتخزين الطعام فيه.

وأضاف: «نحفر في الأرض منذ شهرين بلا توقف أنا وزوجتي وأولادي. هذه المغارة هي ملاذنا الآن. نظفناها أخيراً بعد أن أهملت لفترة طويلة».

وقال مدير المجلس المحلي لبلدة معرة شورين بريف إدلب أحمد سطام الرشو (48 عاماً)، إن «الضامن الوحيد لنا في المناطق المحررة بكل المفاوضات هم الإخوة الأتراك».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved