THU 28 - 11 - 2024
 
Date: Sep 2, 2018
Source: جريدة الحياة
«النصرة» أمام خيارين ... كلاهما مُر
بيروت - أ ف ب
لطالما شكلت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ملفاً شائكاً في النزاع السوري، وها هي اليوم عرضة لهجوم من قوات النظام السوري التي تحشد منذ أسابيع عند أطراف محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، معقلها الأخير في البلاد.
ظهرت «النصرة» في سورية مطلع العام 2012، وبعدها بعام رفضت الاندماج مع تنظيم «داعش»، وبايعت زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وسرعان ما صنفتها واشنطن والدول الغربية منظمة «إرهابية».

ومنذ ظهورها، تمكنت «النصرة» إلى جانب فصائل أخرى، من التقدم والسيطرة على مناطق عدة في سورية. وتمكنت في العام 2015، من السيطرة ضمن تحالف «جيش الفتح» مع فصائل أخرى على كل إدلب، قبل أن تعلن إثر ضغوط داخلية، العام 2016، فك ارتباطها مع «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام». وما هي إلا أشهر حتى أعلنت في كانون الثاني (يناير) العام الماضي، وإثر اقتتال داخلي مع فصائل إسلامية في إدلب، عن اندماجها مع فصائل أخرى في «هيئة تحرير الشام»، التي تضم في صفوفها حالياً نحو 25 ألف مسلح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ويوضح الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أن «حوالى 20 في المئة من عديد مقاتليها من الأجانب»، ويتحدر هؤلاء في شكل أساس من الأردن وتونس ومصر، فضلاً عن دول في جنوب آسيا.

ومع تقدم قوات النظام بدعم روسي منذ العام 2015، انحصر أخيراً وجود «تحرير الشام» في إدلب. وعلى وقع اقتتال داخلي مع فصائل أخرى تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت «الهيئة»، كونها الأكثر قوة وتنظيماً، من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وبسطت سيطرتها على أكثر من 60 في المئة منها.

ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس، إن نفوذ هيئة تحرير الشام «يعود في شكل كبير إلى كونها تسيطر على الحركة التجارية من إدلب وإليها، والتي تساهم في تمويلها وتمنحها سلطة أكبر من حجمها».

وتطلب روسيا من تركيا، صاحبة النفوذ في إدلب وحيث تنشر نقاط مراقبة، إيجاد حل لإنهاء وجود «تحرير الشام»، وبالتالي تفادي هجوم واسع على إدلب.

وتعمل أنقرة ميدانياً، على توحيد صفوف فصائل إدلب استعداداً لمواجهة محتملة مع «الهيئة». وأعلنت أربعة فصائل، على رأسها حركة أحرار الشام وفصيل نور الدين زنكي، مطلع الشهر الماضي، تحالفها ضمن ائتلاف «الجبهة الوطنية للتحرير». ويقول هيراس أن «من شأن حل الهيئة بأمر من تركيا أن يحرمها من جزء كبير من قوتها، ويعني استبدال حكم «تحرير الشام» بحكم تركيا».
 


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved