FRI 29 - 11 - 2024
 
Date: Sep 2, 2018
Source: جريدة الحياة
مشاورات مكثفة في اليوم المئة على التكليف: باسيل مع «شراكة التفاهم» وأبو فاعور يزن الأحجام
باسيل: مفوضية اللاجئين لم تعد تعرقل عودة السوريين
دخل أمس، تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية يومه المئة من دون أن تظهر بوادر قريبة على حلحلة العقد التي تعترض هذه العملية السياسية التي اتخذت منذ اللحظة الأولى منحى المحاصصة.

ويتوقع أن يزور الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون بعد استكمال مشاورات يجريها بعيداً من الاضواء مع القوى والقيادات السياسية والحزبية قد تنتج عنها مسودة تشكيلة حكومية تقدم إلى عون. وكان وفد من «المنتدى الإسلامي» زار الحريري أمس، وأكد دعمه «لمواقفه وحقوقه في تشكيل الحكومة، منفرداً ومن دون أي ضغوط، وان تشكيل الحكومة غير مرتبط بزمن محدد، والرئيس المكلف حر في اختيار التوقيت المناسب لتقديم التشكيلة التي يقررها بالتعاون مع رئيس الجمهورية».

وفي الانتظار ظلت المواقف الخلافية من التشكيل على حالها، فأكد عضو «​اللقاء الديموقراطي​« النيابي ​وائل أبو فاعور​ أن «حجمنا من حجم قضية فلسطين وهم حجمهم من حجم مقعد وزاري أو نيابي لا أكثر ولا أقل، ومن حجم ​باخرة​ فيول على شاطىء البحر اللبناني» في إشارة غير مباشرة إلى «التيار الوطني الحر».

وتحدث أمين سر «تكتل لبنان القوي» النيابي إبراهيم كنعان لإذاعة «صوت المدى»، عن «اتجاه إلى تفاوض سريع يؤدي إلى قرار بالتعاون مع رئيس الحكومة»، لافتاً إلى أن «المؤشرات تقول أن اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيسبقه تشاور مع التكتل بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل ليبنى على الشيء مقتضاه»، معتبراً أن «التيار الوطني الحر أكثر طرف يتعرض لحملة استهداف في الآونة الاخيرة»، وقال: «معتادون على ذلك ولكن واقع الحال اننا متجهون إلى حسم العملية التفاوضية حول الحكومة ومطلبنا احترام نتيجة الانتخابات النيابية ولبننة القرار».

وكان رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض اقام مأدبة غداء للوزير باسيل في زغرتا. وأكد «التحالف القائم بيننا لمصلحة لبنان والشمال وزغرتا الزاوية». ولفت إلى أن «الطائف» أعطى رئيس الجمهورية صلاحية توقيع مرسوم تشكيل أي حكومة من دون أن تكون هذه الصلاحية مقيدة لا من حيث الشكل ولا من حيث الوقت، ما يعني بمنطق «الطائف» أن رئيس الجمهورية ليس «ملكة بريطانيا»، ومن المفترض أن يمنحه هذا التوقيع صلاحية حقيقية ليكون شريكاً وازناً في السلطة التنفيذية، واستعادة هذا الدور أساس لاستعادة التوازن الوطني ولإعادة تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية».

وأمل باسيل «بعد تشكيل الحكومة وعند بدء التشريع أن يقدم تكتلنا نموذجاً في العمل، ونحن سنقوم بما علينا وأكثر حتى لو عرقلونا. لا يمكن بناء الوطن بالشعارات الرنانة بل بالفكر والجهد. فرادة لبنان هي مناصفته بغض النظر عن العدد، ونصر على الشراكة بالتفاهم ومن دون غالب ومغلوب وهذا ما يتطلب وقتاً وجهداً». وقال: «سنعمل في السنوات الأربع المقبلة على رفع عدد المقتنعين بخياراتنا فيصبح لدينا نائبان في زغرتا الزاوية وليس نائباً واحداً، وخمسة نواب في دائرة الشمال الثالثة وليس ثلاثة، ويحقق تكتلنا وفكرنا على صعيد لبنان التوازن السياسي الحقيقي الذي يجعل هذا البلد يشبهنا حراً سيداً ومستقلاً».

وأمل الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في احتفال في جونيه «أن نتمكن من تكريم لبنان بحكومة وفاق وطني تعمل لمصلحة الناس أولاً، وتكون أمينة على حياتهم وأمنهم ومعيشتهم». وإذ اكد «التمسك بدستور الطائف، والحرص على العلاقة مع رئيس الجمهورية وتحصين التسوية لتحصين الاستقرار، والتحذير من خطابات واجتهادات وعنتريات تحاول إضاعة بوصلة التأليف والدستور، وضرب جوهر التسوية»، شدد على «أننا نمد يدنا صحيح، لكننا نمدها لليد التي تلاقينا في منتصف الطريق، وليس لليد التي تحاول أن تقطع يدنا، وسبق وجربنا هذا الشيء، وما نقوله اليوم، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ونقطة على السطر».

وقال: «هذه النقطة على أول السطر قد تسبب بإزعاج البعض، لكن فليسمحوا لنا، وليسامحونا، يجب أن نضع النقطة على السطر دائماً من أجل مصلحة لبنان، ومن أجل وضع حد لاجتهادات كثيرة تطل هذه الايام»، آملاً «أن تتكلل جولة المشاورات الجديدة التي أطلقها الرئيس الحريري بنتائج تبشر بالخير، وبقرب ولادة الحكومة».

الحريري: أميلُ إلى التنازل أكثر لمصلحة لبنان وعلاقتي مع السعودية ممتازة وهي تدعم بلدنا

أعرب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن اعتقاده «بقرب تشكيل الحكومة على رغم صعوبات تعترض عملية التشكيل، وقال: «إذا كنا نريد حكومة توافقية، على الجميع أن يتنازل قليلاً، وأحياناً أميل شخصياً إلى التنازل أكثر قليلاً لأنني أعتقد أن البلد أهم من حزبي السياسي أو غيره».

وأكد الحريري «متانة علاقته مع المملكة العربية السعودية»، وقال: «علاقتي مع المملكة ممتازة، وكذلك مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكما تعلمون، فإن المملكة ساهمت بإنجاح مؤتمر «سيدر»، وقدمت بليون دولار في صناديق التنمية لدعم لبنان». وشدد على أنه «من مصلحة لبنان انتهاج سياسة النأي بالنفس وعدم الانخراط في الصراعات الدائرة في اليمن أو سورية لأنها لا تجلب إلا المشاكل للبنان».

وقال الحريري لمحطة «يورونيوز» في مقابلة جرى بثها ليل أول من أمس ووزع نصها مكتب الحريري الإعلامي أمس، إن «التحدي المتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافقية سيكون صعباً بعض الشيء. وهناك العديد من الأحزاب المختلفة التي يجب إرضاؤها، ومعرفة أي حزب سياسي يريد المزيد من هنا أو هناك، وهذا هو السبب الوحيد لهذه الصعوبة».

ورأى أن «على الأحزاب السياسية أن تدرك أن الاقتصاد يأتي أولاً، والإصلاحات تأتي أولاً، وإذا عدنا في التاريخ، فإن تشكيل بعض الحكومات استغرق سبعة أشهر وثمانية أشهر. وبقينا نطالب بانتخاب رئيس للجمهورية لعامين ونصف العام. لكنني متفائل جدا بأن الأمور ستتطور في الأسابيع القليلة المقبلة». ورأى أن الأهم من تشكيل الحكومة هو «طريقة عملها. هناك العديد من الأحزاب السياسية ويجب ألا ينحاز رئيس الوزراء عندما يرأس حكومة معقدة كهذه. ربما هذا هو مفتاح النجاح».

وعن استقالته في العام الماضي من السعودية، قال الحريري: «كانت بمثابة صدمة إيجابية للإنذار، للقول إن هذه ليست الطريقة للمضي قدماً. إن الطريق للمضي قدماً ليست جعل لبنان محايدًا، بل النأي بلبنان عن جميع النزاعات العربية». وقال: «نحن بحاجة لأن نفهم أن الخليج اليوم في وضع صعب جداً لما يحدث في اليمن وغيره، لذلك نحن في لبنان بحاجة لأن ننظر إلى مصالحنا الوطنية. لدى الأحزاب السياسية في لبنان وجهات نظر مختلفة، وهذا ما كان يشل البلاد. منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، قلنا إننا سنضع الخلافات السياسية جانباً، ونعمل على إنعاش الاقتصاد وعلى الإصلاحات في البلاد. هكذا نجحنا في وضع قانون انتخاب وإقرار موازنة للمرة الأولى منذ 12 سنة. وتمكّنا من عقد مؤتمر روما ومؤتمر سيدر. في مرحلة ما، شعرت أننا لن نكون قادرين على القيام بأي من ذلك، لأننا عدنا إلى طرق العمل القديمة. ثم جاءت الاستقالة. والعلاقة مع المملكة العربية السعودية ممتازة منذ ذلك الحين».

وعن المبادرة الروسية لاعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم، قال الحريري: «يجب علينا العمل مع الروس وجعلها مبادرة عملية. نريد أن يعود اللاجئون بشكل طوعي، بمشاركة المفوضية العليا للاجئين، ويجب أن نضمن أن النظام لن يفعل أي شيء لإيذاء هؤلاء، وهذا أمر على المجتمع الدولي أن يهتم به».

وأكد ان حزب الله وحلفائه «لا يسيطرون على الغالبية في البرلمان. هذا تصور وضعه بعض الناس وبعض وسائل الإعلام في رأس المجتمع الدولي، ولكن لحزب الله وحلفائه 30 أو 40 عضواً في البرلمان. وما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا. يمكننا أن نفعل الكثير من أجل لبنان. كلنا لدينا مصلحة في محاربة الفساد، وفي الإصلاحات، وفي جعل النمو يزداد. إذا توحدنا واستطعنا الاتفاق على خطة للاقتصاد وتحسين وضع لبنان، فذلك سيصعّب علينا في المستقبل أن نتشاجر حول هذه القضايا».

وعن التقارير عن أن هجوماً كبيراً يحضر على إدلب يمكن أن يؤدي إلى نهاية الحرب في سورية، ومعنى ذلك للبنان، قال: «أعتقد أن روسيا تكون أثبتت وجهة نظرها، وروسيا تسيطر على سورية، لذلك فسنتعامل مع الروس. والعلاقة مع روسيا جيدة جداً، بل ممتازة».

ووصف الحريري الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه «شخص واضح جداً. عندما يقول شيئاً يفعله. في الماضي لم نكن نعرف ما هي السياسة، اليوم أعرف كيف أتعامل مع هذه السياسة أو أتجاوزها، وعلى الأقل هناك شخص يمكن أن نتحدث معه حول وضعنا. ما يحدث في سورية يعود إلى فشل المجتمع الدولي في القيام بشيء ما من أجل الشعب السوري. حتى العام 2015، لم يكن هناك تنظيم «داعش» ولا «النصرة»، بل كان ثمة شعب يثور ضد حكومته. ثم جاء «داعش» وكل مجموعة المجانين الذين يستحقون ما يحصل لهم. دمروا الثورة السورية كلها. لدى الرئيس ترامب بعض النقاط الجيدة في ما يتعلق بالأمن في المنطقة. ربما لدينا بعض الاختلافات ولكني أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بلبنان، فقد ساعد في أزمة اللاجئين، وساعد الجيش اللبناني وقوى الأمن، فهم يساعدوننا في إعادة بناء مؤسساتنا وهو أمر نقدره كثيراً».

زاسبكين: لحل وسطي وتشكيل الحكومة ونتفهّم الحساسية تجاه التواصل مع دمشق

اعتبر السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، أن «بعد الانتصارات العسكرية التي تحققت في سورية، يجب الانتقال الى مرحلة جديدة، وهناك أطراف دولية غير مرحبة بالمبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم، في مقابل ترحيب لبناني تام، لأن اللبنانيين قيادة وشعباً يريدون عودة السوريين».

ولفت في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، الى «لجان عدة تم تشكيلها منذ طرح المبادرة الروسية، إضافة الى فتح قنوات تواصل بين الجانبين الروسي واللبناني للبحث في كل التفاصيل اللوجستية»، مشيراً الى «أن للحكومة السورية دوراً أساسياً في كل هذه العملية».

وعن الشرخ الداخلي اللبناني إزاء التواصل مع النظام في سورية، قال الديبلوماسي الروسي «إن الفرق بين الطرفين أن الأول يريد تعاوناً كاملاً بين الجانبين، فيما الفريق الثاني يريد تفاعلاً أمنياً وليس سياسياً»، مؤكداً «أن روسيا تأخذ في الاعتبار خصوصية الوضع الداخلي وحساسية البعض تجاه النظام السوري، ولن تمارس أي ضغوط لإنهاء هذا الملف».

وأكد زاسبكين أن موسكو «تشجع جميع الأطراف في لبنان على الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة»، معتبراً «أن العُقد تنقسم بين داخلية وخارجية».

وزاد: «إن انتظار بعض الأفرقاء لما سيحدث في المنطقة غير مجد، وبالتالي فلا بد من الوصول الى حل وسطي داخلياً».

وأكد أن روسيا «على مسافة واحدة وتتواصل مع جميع الأفرقاء في لبنان، على رغم وجود أطراف تتفق مع روسيا في رؤيتها لما يحدث في المنطقة وسورية».

باسيل: مفوضية اللاجئين لم تعد تعرقل عودة السوريين

أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية جبران باسيل أنه لمس «تطوراً في موقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة»، بعد لقائه المفوض السامي فيليبو غراندي ليل أول من أمس، في منزله في اللقلوق، لجهة «عدم العمل على عرقلة عودة النازحين، والبدء بإزالة العراقيل من أمام العودة الطوعية».

وقال المكتب الاعلامي لباسيل أن الوزير لمس أيضاً «البدء بوضع آلية مشتركة لتوفير شروط العودة الآمنة والكريمة وخطة شاملة ممرحلة للعودة في ضوء تطور الأحداث في سورية»، وأن غراندي «ابدى تفهماً أكبر لموقف لبنان من مسألة العودة».

وأشار مكتب باسيل الى انه التقى السيناتور الاميركي ريتشارد بلاك، وبحثا الاوضاع في سورية وكيفية إيجاد دينامية سياسية لتأييد عودة النازحين الى سورية وتأمين مستلزماتها، وابدى بلاك تأييداً لموقف لبنان».

يذكر ان باسيل جمد عملية تجديد الاقامات للعاملين الاجانب في المفوضية في النصف الاول من حزيران الماضي بحجة ان المفوضية «تمارس سياسة تخويفية للراغبين في العودة الى بلدهم الى سورية».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved