THU 28 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Aug 27, 2018
Source:
جريدة الحياة
هل يغيّر الاحتدام الإقليمي حسابات عرقلة الحكومة اللبنانية؟
دعت مصادر سياسية إلى مراقبة التطورات الإقليمية المتسارعة التي يبدو أنها تدخل في حسابات بعض الفرقاء اللبنانيين في شأن تأليف الحكومة، وذلك بهدف استخلاص النتائج من تدافع هذه التطورات وتقلبها بين ليلة وضحاها في شكل يستدعي عدم المراهنة على أي منها، نظراً إلى أن المعادلة على الصعيد الخارجي غير ثابتة حتى يسعى أي فريق إلى الإفادة منها لمصلحته في موازين القوى الداخلية.
وقالت المصادر إياها لـ «الحياة» إن هذه التطورات تجعل من المشهد الإقليمي الدولي متغيراً بين يوم وآخر، فقد تأتي المراهنات على استقرار الأمور لمصلحة هذا المحور أو هذا الفريق في غير محلها، ما يحول دون استــثمارها من حلفاء القوى الإقليمية المحليين في موازين القوى الداخلية وفي شكل ينعكس على تأليف الحكومة.
ودعت المصادر إلى التوقف أمام أحداث ذات دلالة على المرحلة المقبلة، ومنها: التحضير الأميركي لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، بحجة أن النظام يهيئ لاستخدام السلاح الكيماوي في المعركة التي يعتزم خوضها ضد المعارضة على أشكالها في إدلب، سعي واشنطن إلى تثبيت وجودها العسكري على الأرض في شمال شرقي سورية مع دعمها القوات المحلية التي تعتمد عليها مالياً واقتصادياً، إضافة إلى الدعم العسكري، الحديث في بعض الأروقة الخارجية عن أن إسرائيل ستستأنف ضرباتها العسكرية ضد الوجود الإيراني في سورية، مع ما يحمله ذلك من احتمالات مواجهة إيرانية- إسرائيلية، زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي دمشق للتوصل إلى اتفاقات معها تعزز العلاقة في مواجهة الضغوط على إيران كي تنسحب من سورية، الاندفاع الأميركي نحو إنجاز اتفاق التهدئة في غزة مع «حماس» يمتد لخمس سنوات، سواء وافقت السلطة الفلسطينية على بنوده أم لم توافق، مع آثار كل ذلك على حسابات الدول المعنية بالشأن الفلسطيني، تهيؤ الإدارة الأميركية لفرض العقوبات على تصدير النفط الإيراني بموازاة تهيؤ الكونغرس الأميركي لفرض المزيد من العقوبات على «حزب الله» تحت عنوان «نزع السلاح»، وبوادر المزيد من التصعيد العسكري في المواجهة في اليمن بين إيران والمملكة العربية السعودية.
وتضيف المصادر: «ما هو ثابت اليوم لا يبدو أنه كذلك في اليوم التالي، لجهة التطورات الإقليمية، وهذا يعني أن القول بأن الحرب انتهت في سورية لأن هناك تسليماً ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه لا ينطبق على ما تشهده بلاد الشام من احتمالات تجعل المرحلة الراهنة واحدة من مراحل الصراع على سورية قد تشهد ذروة جديدة في التصعيد. وبالتالي على اللبنانيين التنبه إلى مخاطر ذلك عليهم وعدم الانجرار إلى وضع يجعلهم جزءاً من المواجهات الكبيرة الجارية».
وتشير المصادر في هذا السياق إلى أن موضوع العلاقة مع النظام السوري الذي يطرحه حلفاؤها ورئيس الجمهورية ميشال عون و «التيار الوطني الحر» يأتي في سياق حسابات انتصار محور على آخر من المحاور المتصارعة في سورية، ونتيجة حاجة النظام السوري إلى تكريس تلك المقولة عبر لبنان، في وقت لا تدل التطورات الخارجية على صحة ذلك.
وفي معلومات هذه المصادر، أن النظام السوري هو الذي يضغط على حلفائه والقوى المقربة منه كي يدفعوا باتجاه تطبيع الحكومة اللبنانية معه، لكن اضطرار هؤلاء الحلفاء إلى التجاوب معه تحت الضغط قد يقود إلى تفاقم الخلاف الداخلي ولو جرى تغليف الاستجابة للضغوط تحت غطاء تأمين المصالح اللبنانية بإعادة النازحين والتنسيق من أجل تصدير المنتجات اللبنانية من طريق معبر نصيب بين سورية والأردن، فتأمين التسيق من أجل هذين الموضوعين حاصل عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعبر بعض الوزراء المنتمين إلى فريق 8 آذار المعنيين بتصدير الإنتاج اللبناني عبر سورية منذ سنوات من دون الحاجة إلى الارتقاء بالتواصل إلى المستوى السياسي.
وتعتبر المصادر أنه إذا كان فريق الرئيس عون يخضع للضغوط السورية في هذا المجال، فإنه يدرك أنه بذلك يفاقم الخلاف الداخلي على تأليف الحكومة، الأمر الذي ليس من مصلحته، التي تقتضي الابتعاد مما يصنفه خاضعاً لمحور من محاور الصراع في المنطقة.
وتوضح المصادر إياها لـ «الحياة»، أن الفريق المقابل المناوئ للمحور السوري- الإيراني، يتعرض بدوره لضغوط تتعلق بالانصياع للعقوبات على «حزب الله» وبالتوجه الأميركي نحو محاصرة الحزب في إطار التدابير الأميركية التي تستهدف إيران وأذرعها أينما كان، وتشمل هذه الضغوط التحذير الأميركي من حصول الحزب على حقيبة خدمات رئيسية، تحت طائلة خفض المساعدات المخصصة لإعانة لبنان على مواجهة أزمته الاقتصادية، على رغم تأكيد استمرارها في ما يخص تقوية الجيش اللبناني، وهذا ما ظهر من خلال زيارة مساعد وزير الدفاع الأميركي روبرت ستوري كاريم بيروت الأسبوع الفائت وطرحه على بعض كبار المسؤولين السؤال عن تطبيق الشق المتعلق بنزع سلاح «حزب الله» في القرارات الدولية التي يؤكد لبنان التزامها.
وتختم المصادر نفسها بالقول إنه لا ينفع الاستناد إلى أن فريقاً متحالفاً مع أحد المحاور الإقليمية المتصارعة حصل على الأكثرية في الانتخابات النيابية في السعي من أجل ليِّ ذراع الفريق الآخر في تأليف الحكومة.
جنبلاط: حبذا لو نحافظ على «الطائف» ونطوّره ولم نطلب من موسكو التطبيع مع النظام السوري
أكد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» اللبناني وليد جنبلاط عدم التفريط بما «حققناه»، أو التراجع عن «ثوابت التزمناها»، مشيراً إلى «أننا تعرضنا لمحاولات حصار سياسي، كسرناها بإرادتنا القوية والصلبة، ومرت علينا مصاعب كثيرة، وكنا في كل مرة نخرج أكثر قوة وانتصاراً ومناعة، ولست خائفاً من مواجهة تحديات المرحلة الحالية».
وتحدث جنبلاط خلال احتفال أقامته مؤسسة «العرفان التوحيدية» برعايته في بلدة السمقانية في الشوف أول من أمس، تكريماً لطلابها الناجحين والمتفوقين في الامتحانات الرسمية عن «لحظة حساسة وصعبة بعد ما واجهه أهلنا في السويداء، وبعدما تفاقمت المشكلات الداخلية وباتت تنذر بانفجار اجتماعي خطير، وبعدما صنف العرب الدروز في فلسطين المحتلة درجة ثانية بحكم قانون القومية الصادر عن الكنيست الإسرائيلي».
وقال: «أؤكد «من دار العرفان أننا بين لبنان وسورية وفلسطين، كنا وسنبقى على عنفواننا، ونحافظ على كرامتنا، ونتمسك بعروبتنا ونصون وحدتنا وكلمتنا. مرت علينا ظروف سياسية وعسكرية أكثر صعوبة وتعقيداً، ولم ننكسر. واليوم، كم هو مستغرب التركيز السياسي أننا نحن من يعرقل تأليف الحكومة الجديدة».
وشدد جنبلاط على «أننا «جزء من هذا الوطن. قدمنا فيه الشهداء والدماء والتضحيات دفاعاً عن الوجود. فحبذا لو نحافظ على الطائف، نطبقه، ونطوره، من خلال إنشاء مجلس الشيوخ بعد انتخاب مجلس نيابي لا طائفي، بدل شرذمة البلد عبر القانون الحالي».
وعما جرى في السويداء، قال: «كان مشايخ الكرامة في المرصاد على رغم ضآلة إمكاناتهم، في التصدي لتسهيل النظام لـ «داعش» ضرب المدنيين العزل». وقال: «وفد الحزب الذي توجه إلى موسكو طلب التدخل الروســـي لحماية الموحدين الدروز، وعدم استخدامهم في معركة إدلب من دون أن يعني ذلك، لا من قريب ولا من بعيد، أي تفكير بإقامة كانتون درزي، فالعرب الدروز جزء من النسيج الوطني السوري، هكذا كانوا وهكذا سيبقون، وإذا توافرت صيغة لحماية الجبل من ضمن وجودهم في الجيش السوري، كما حصل مع «قسد»، فلا مانع من ذلك»، مؤكداً أن «هذا هو الهدف الأساسي لزيارة موسكو، وليس التطبيع المرفوض مع النظام في الشكل والمضمون، لأن المطلوب في سورية حل سياسي وسلطة انتقالية وفق مقررات جنيف».
وعن دروز فلسطين، قال جنبلاط: «بعدما أثمرت جهود الحزب مع ميثاق المعروفيين الأحرار في رفض الخدمة العسكرية، ها هي الصهيونية تكشر عن أنيابها في قانون القومية الذي حوّل كل المواطنين من غير اليهود إلى مواطنين من الدرجة الثانية، ونسف حل الدولتين، لتكريس دولة اللون الواحد وتصفية القضية الفلسطينية، ما يزيدنا إصراراً على وحدة الموقف، والتمسك بالهوية العربية الفلسطينية، ورفض التجنيد لمواجهة مخططات الصفقة النهائية». وحيا «المناضل سعيد نفاع، الذي كان رمزاً من رموز النضال الحقيقي ضد الاحتلال، وليس كبعض المتسلقين والانتهازيين ذهاباً وإياباً».
وجدد «العهد الذي رفعه كمال جنبلاط، والذي لا يزال سارياً حتى يومنا هذا: «نكون أو لا نكون»، نحن وإياكم يداً واحدة، قلباً واحداً، سنكون».
وكان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن أكد في كلمة أن «رجال هذه الطائفة، لا يعرفون خريفاً بوجود قائد كبير هو وليد بك جنبلاط. هذا الجبل بكل تراثه كان نواة لبنان، أي الوطن العزيز الأبي، الذي يجمع كل أبنائه. ولم يأنس سكانه عبر التاريخ بالتقوقع الطائفي، أو بعنصرية بغيضة، أو بنزوع مرفوض نحو الفئوية الضيقة. تراثنا هو السعي إلى الوحدة الوطنية، وحدة المسلك المؤدي إلى العزة الوطنية».
وحذر من «استخدام وسائل الاتصال الحديثة، بخلاف قواعد الدين والأخلاق وخارج الضرورة الواجبة لأن استخدامها للتعبير وحرية الرأي يجب أن يبقى ضمن الآداب والحرية المسؤولة».
وعن استحقاق انتخابات المجلس المذهبي، شدد الشيخ حسن على أن «دار طائفة الموحدين الدروز ستبقى مفتوحة أمام الطامحين إلى جمع الشمل وحفظ الإخوان». وأمل بأن يفك أسر المخطوفين في محافظة السويداء.
جعجع: بتشكيل الحكومة لن يصح إلا الصحيح
اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الوضع في لبنان ليس ميؤوساً منه وإنما هناك بعضهم ميؤوس منه، باعتبار أن جل ما نحتاجه من أجل إصلاح الأوضاع هو قرار سياسي، وضوح، استقامة، نية صافية في العمل من أجل المصلحة العامة وليس من أجل مصالحنا الخاصة»، مؤكداً أن «الحكومة ستتشكل في نهاية المطاف على رغم صولات بعضهم وجولاتهم، وبتشكيلها لن يصح إلا الصحيح».
ورأى جعجع في كلمة له خلال عشاء حزبي لمناصري «القوات» في الخليج أن «الكثير من القوى السياسية أصبحت تتمتع بهذه القناعة ومن لا يتمتع بها سيكون أقلية في الحكومة العتيدة، لهذا السبب يعرقل بعضهم تأليفها فهي بمجرد أن تتشكل يجب أن تتخذ قرارات جريئة للدخول في إصلاحات جذرية من أجل نقل البلاد من الأوضاع التي تسودها اليوم إلى وضع آخر واعد تماماً».
وقال جعجع: «يظن هذا البعض أن الأوضاع الإقتصادية معدومة ونقبع في حفرة لا يمكن الخروج منها، وهذا الأمر غير صحيح لأننا على رغم وجودنا في الحفرة إلا أنه يمكننا الخروج منها بالقليل من الإرادة السياسية والإستقامة وبعض الخطوات التي يمكن القيام بها خلال أشهر قليلة، ويمكننا بعد سنوات قليلة جداً أن نصبح في مصاف الدول التي يعيش شعبها في شكل مريح».
وشدد على أنه «عندما ستتشكل الحكومة يجب علينا القيام بـ3 أو 4 خطوات في هذا المجال، وأولها الكهرباء التي بمجرد تصحيح وضعها يمكن أن نوفر بليوناً ونصف بليون أو نوفر بليوني دولار على الخزينة ما يوازي تقريباً نصف عجز الموازنة، لذا لا يجوز بعد اليوم الإستمرار بالتسلية بملف الكهرباء، فالتقارير الدولية وجميع الدول المانحة وجميع الدول المشاركة في مؤتمر «سيدر» أدرجت الكهرباء بندا أول في الإصلاحات التي يجب على الدولة اللبنانية القيام بها».
وشدد جعجع على وجوب معالجة مسألة «التهرب الضريبي التي يمكن أن تؤمن نحو بليون دولار إضافية للخزينة في شكل سنوي». وقال: «لن أذهب أبعد من ذلك للكلام عن إصلاح أنظمة التقاعد والجمارك والتهريب التي تحتاج إلى مدة زمنية أطول من أجل حلها، ولكنني أؤكد أنه بمجرد الإقدام على هاتين الخطوتين فهما كفيلتان لوحدهما بأن تؤمنا لنا نتيجة فورية خلال 5 أو 6 أشهر بعد وضعهما قيد التنفيذ في الشكل الصحيح، باعتبار أن مسألتي الكهرباء والتهرب الضريبي لا تحتاجان إلى أينشتاين لحلهما، ولكن أينشتاين لا يستطيع حلهما على رغم أنهما كفيلتان بإخراجنا من الحلقة الجهنمية التي ندور فيها في الوقت الحاضر إلى حلقة منتجة تعود فيها الإستثمارات إلى البلاد ما يسمح للشباب بإيجاد فرص العمل، ويعيد النمو إلى مستوياته الطبيعية التي يجب أن تكون في بلد كلبنان قرابة 7 أو 8 أو 9 في المئة، ما يعني تدني قيمة العجز الأمر الذي يمكِننا من البدء بتسديد الدين الأساسي».
ودعا إلى عدم انتظار «استخراج النفط من أجل تسديد الدين، فأموال النفط يجب أن تترك للأجيال المقبلة وعلينا إستثمار بعضها فقط من أجل تسديد الدين من الأرباح التي يردها علينا هذا الإستثمار، على غرار ما تقوم به الدول المتحضرة».
وحيا «هؤلاء الأفراد الذين يعيشون في الخارج من أجل كسب لقمة العيش. يحملون معهم أيضاً قضيتهم ورسالتهم في قلوبهم في شكل مستمر وعند اللزوم في جيوبهم أيضاً لذلك هنيئاً لنا جميعاً».
وقال: «منذ 15 سنة ما كنا نستطيع الإجتماع في الشكل الذي نجتمع به اليوم، كنا مختفين عن وجه الأرض بعد حلهم الحزب عن بكرة أبيه وكأننا لم نكن موجودين. إلا أنه بسبب بقاء القضية حية في نفوسنا، عدنا إلى حجمنا الطبيعي عندما سمحت الظروف، لذلك فإن تمسككم بالقضية هو العنصر الأساس في حركتنا السياسية ككل، لأننا لا نشكل حركة سياسية بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما نحمل وجدان شعب علينا الإستمرار بحمله وترجمته على أفضل ما يكون».
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved