TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: May 26, 2018
Source: جريدة الحياة
درعا تتأهب لمعركة كسر عظم
تتأهب مدينة درعا (جنوب سورية)، والتي تعرف بأنها «مهد الثورة»، لمواجهة عسكرية باتت قريبة، بين قوات النظام والفصائل المعارضة والإسلامية، وستكون المواجهة تحت الأعين الأميركية والأردنية، إذ إن المدينة تدخل ضمن اتفاق «خفض التصعيد في الجنوب»، وتقع تحت الرقابة الإسرائيلية كونها متاخمة لحدودها، لاسيما في حال كان للقوات الإيرانية والمليشيات الشيعية دور في المواجهة. وبدا لافتاً أن الجانبين استبقا المواجهة المرتقبة بالتصعيد، على رغم اجتماعات جرت برعاية روسية بين ممثلي النظام ووجهاء وقادة العشائر في درعا، مثلت مؤشراً إلى أن اتفاقاً يجري في الكواليس يقضي بخروج الفصائل من المدينة. وأفادت مصادر مطلعة بأن روسيا والنظام وجها رسالة إلى ثلاث بلدات هي: محجة وأبطع وداعل، في درعا، خيرت فيها الفصائل بين «المصالحة» وتسليم السلاح أو اللجوء إلى الخيار العسكري. وطالب الروس الفصائل العسكرية العاملة في البلدات بالخروج وتسليمها لقوات النظام والشرطة العسكرية الروسية، أو البقاء فيها وتسليم الأسلحة والانضمام إلى «المصالحة». وفي حال رفضت تتجه قوات النظام إلى الحل العسكري. وأوضحت المصادر أن «التهديد كان صريحاً وجاء فيه أن قوات النمر ستتولى الهجوم على أي منطقة ترفض المصالحة».

على صلة، حلّقت مروحيات النظام، أمس، فوق سماء بلدات: الحارة وجاسم ونوى بريف درعا وقامت بإلقاء مناشير ورقية حملت توقيع القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. جاء فيها: «إخوتكم في الغوطة اتخذوا القرار الصحيح وشاركوا الجيش السوري بإخراج المسلحين من بلداتهم وقراهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية». وأضافت المناشير: «أيها المسلح من أجل من تقامر بحياتك ... أمامك خياران: إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح... رجال الجيش السوري قادمون... اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».

كما وجه النظام رسالة إلى الأهالي جاء فيها: إن «الجيش يقاتل لتخليصكم من المسلحين والإرهابيين الذين عاثوا في بلداتكم وقراكم دماراً وخراباً». ونشرت شبكات موالية للنظام خلال الأيام الماضية تسجيلات مصورة قالت إنها لحشود عسكرية في طريقها إلى درعا للبدء بعملية عسكرية فيها.

وتسيطر على بلدة محجة «حركة أحرار الشام» إلى جانب مجموعات عسكرية صغيرة، أما بلدتي أبطع وداعل، فتعمل فيها فصائل عدة أبرزها «جيش الثورة»، و «فوج المدفعية»، و «لواء الكرامة».

وفي مؤشر إلى رفض الفصائل الخروج من درعا، هدد قادة في «الجيش الحر» في درعا قوات النظام بـ «مقبرة»، في حال أقدمت على عملية عسكرية. وقال قائد «فرقة أسود السنة» أبو عمر الزغلول إن «الآلة الإعلامية للنظام تعمل من أجل إضعاف الروح المعنوية لأهلنا في الجنوب». وتوعد بأن «أرض حوران ستكون مقبرة لكل من تسول له نفسه تدنيس أرضها الطاهرة». بينما طالب القيادي في حركة «أحرار الشام» أبو ثابت الكفري، فصائل حوران وبخاصة فصائل المنطقة الشرقية، أن تنضوي تحت غرفة «البنيان المرصوص» كونها «الأكفأ في قيادة المرحلة».

إلى ذلك، استهدفت عبوة ناسفة أمس، سيارة عضو لجنة «المصالحة» في مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، جمال اللباد، ما أدى إلى إصابته. وأفادرت مصادر مطلعة بأن اللباد تعرض لإصابات حرجة، نقل على أثرها إلى دمشق للعلاج. كما أصيب شخصان آخران كانا برفقته داخل السيارة.

وأفادت شبكة «دمشق الآن»، الموالية للنظام السوري، بأن «ثلاثة مدنيين أصيبوا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في سيارة اللباد لدى خروج المصلين من صلاة الجمعة».

واللباد من أشهر أعضاء المصالحة في بلدة الصنمين، وتعرض إلى محاولة اغتيال سابقة، مطلع الشهر الجاري إثر تفجير قرب أحد حواجز النظام في المدينة.

إلى ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن انفجارات عدة هزت درعا ظهر أمس، إثر استهداف قوات النظام بقذائف هاون ومدفعية مناطق في أحياء درعا البلد، وحي طريق السد بدرعا المحطة، مشيراً إلى أن الفصائل الإسلامية استهدفت فجر أمس بقذائف الهاون نقاطاً لقوات النظام في درعا.

في غضون ذلك، ألقت الفصائل المسلحة في ريف درعا الشرقي القبض على عناصر من تنظيم «داعش» حاولوا التسلل من مناطق سيطرة ميليشيات النظام في محافظة السويداء إلى ريف درعا. وقال «المرصد» إن محاور حوض اليرموك في القطاع الغربي من ريف درعا، شهدت اشتباكات متبادلة بين جيش خالد بن الوليد المبايع لـ «داعش»، ومقاتلي الفصائل من جانب آخر، عقب تمكن الفصائل من أسر نحو 20 من عناصر «داعش».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved