صنعاء – أبو بكر عبدالله 

صرح نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي بأن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لن يوقع شخصيا الاتفاق الوارد في المبادرة الخليجية، التي اقترحت تسليم سلطاته الى نائبه وتنحيه عن الحكم في غضون 30 يوما مشيرا الى ان وفدا رسميا برئاسة المستشار السياسي للرئيس عبدالكريم الارياني سيتوجه الى الرياض الاثنين المقبل للتوقيع، الامر الذي قد يعوق توقيع المبادرة التي ينتظر اليمنيون ان تنهي ازمة الاحتجاجات المستمرة منذ اكثر من شهرين والتي ادت الى انشقاق في صفوف الجيش وحال انفلات امني مريع وخسائر اقتصادية تخطت عتبة الخمسة مليارات دولار.
وقال الجندي لـ"النهار" ان الوفد الحكومي الذي اجرى محادثات سابقا مع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون، سيوقع المبادرة "بشكل نهائي واذا اقتضت الضرورة سيعتمدها الرئيس صالح باعتباره رئيسا للمؤتمر وليس بصفته رئيسا للجمهورية باعتبار انها اتفاق بين احزاب".
وشدد على ان الرئيس وافق على المبادرة باعتبارها منظومة متكاملة، اما ان تؤخذ بكل بنودها وإما ان ترفض بكاملها.

وفي ما قد يشكل عقبة امام توقيع اتفاق الرياض، قال علي صالح في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" التي تبث بالعربية انه يعترض على وجود قطر في مراسم توقيع الاتفاق. واتهم قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بالتآمر على اليمن.
واقال علي صالح النائب العام عبدالله العلفي وعين علي احمد ناصر الاعوش خلفا له في خطوة عزاها معارضون الى خلافات في مسار التحقيقات في حوادث الاعتداء التي تعرض لها المحتجون المطالبون باسقاط نظامه في محافظات عدة.

ميدانياً، شهدت المحافظات اليمنية أعمال عنف اسفرت عن مقتل نحو 21 مدنيا وجنديا وجرح اكثر من 750 آخرين، واثارت عاصفة احتجاجات في المحافظات التي شهدت تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بتنحي علي صالح عن الحكم ومحاكمته واركان نظامه.
وقالت احزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك، ان نظام علي صالح "سعى من خلال الهجمات المتواصلة على المتظاهرين الى توسيع الرفض الشعبي للمبادرة الخليجية للتنصل من الموافقة المكتوبة التي كان قد قدمها للأشقاء في مجلس التعاون"، مشيرة الى ان "اصرار النظام على مواصلة سفك الدماء يضع جهود الاشقاء في الوصول الى توقيع للاتفاق محل شك كبير، لما عرف عن هذا النظام من المراوغات والمناورات... وفي حال عجز الاشقاء والاصدقاء عن حماية المحتجين، ستجد المعارضة نفسها غير قادرة على المضي في توقيع اتفاق تشير الدلائل الى ان النظام يريد ان يوظفه لسفك المزيد من الدماء".
وأبدت السفارة الاميركية في صنعاء قلقها من العنف في اليمن. واذ اعتبرت توقيع اتفاق الرياض "فرصة لارساء اسس قوية ليمن سلمي ومزدهر"، حضت اليمنيين على تقديم برهان على التزامهم الانتقال السلمي من طريق تجنب جميع التظاهرات والخطب والمسيرات الاستفزازية في الايام المقبلة، كما حضت قوى الامن الحكومية على الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.