TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Feb 19, 2018
Source: جريدة الحياة
ثالث اعتقال لـ «أخطر المتطرفين» في السودان
الخرطوم - النور أحمد النور 
اعتقلت أجهزة الأمن السودانية للمرة الثالثة الأستاذ الجامعي أسامة أحمد عبدالسلام، أخطر المتطرفين الذين يستقطبون الشباب لمصلحة تنظيمات متطرفة، والعقل المدبر لخليتين فككتهما السلطات.

واعتقل عبدالسلام، الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، للمرة الأولى في منتصف آب (أغسطس) 2007، بعد كشف خلية كانت تصنع متفجرات بحي السلمة جنوب العاصمة الخرطوم، وقيل وقتها إن عناصرها من التيار السلفي المتشدد.

ونجح عبد السلام حينها في تجنيد وجذب عدد من الشباب، وجمّع معلومات من الانترنت مستفيداً من تخصصه في الكيمياء الحيوية والعضوية لصنع عبوات ناسفة ومتفجرات، كما تكفل دفع الأموال اللازمة لإستئجار منازل استغلتها الخلية، لكن انفجار اسطوانة مليئة بمادة «نتروغرسلين» القابلة للاشتعال من طريق الخطأ قاد وقتها إلى كشف مخطط الخلية.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2011، أطلق عبد السلام بعد اعلانه التراجع عن افكاره التكفيرية إثر مراجعات وجلسات ضمته إلى علماء جادلوا افراد الخلية داخل المعتقلات في محاولة لتعديل توجهاتهم نحو العنف.

لكن بعد نحو عام عاد أستاذ الكيمياء الى تزعم خلية متطرفة اتخذت من محمية الدندر قرب الحدود الإثيوبية مقراً لتدريباتها، وهاجمت مركزاً للشرطة واستولت على أسلحة، قبل ان تشتبك مع قوات الأمن التي قتلت 3 من عناصر الخلية واعتقلت 27، في مقابل مقتل وجرح أفراد من القوات الحكومية.

وأشارت المعلومات حينها الى ان عدد القتلى أكثر من الرواية الرسمية، خصوصاً أن النيران التي اشتعلت في المخيم قضت على عدد من أفراد المجموعة الذين ناهز عددهم 70، وسجل بعضهم اعترافات بالقتال في الصومال.

وقضى عبد السلام نحو عام في معتقله، ثم أطلق بعدما تعهد مع معتقلين آخرين بالابتعاد من النهج المتطرف والتراجع عن الأفكار المتشددة.

على صعيد آخر، صرح السفير البريطاني في الخرطوم المنتهية فترته، مايكل أرون، بأن «احتجاز الحكومة قادة المعارضة والناشطين بلا تهمة أو محاكمة ليس أسلوباً مثالياً للتعامل مع القضية.» وتعتقل السلطات الأمنية في السودان منذ أسابيع قادة في المعارضة وناشطين وصحافيين على خلفية احتجاجات شهدتها العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات ضد تردي الوضع الاقتصادي.

وقال أرون في مكتوب سطره بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسودان: «باشرت الحكومة تنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية الصعبة جداً، ولكنها ضرورية، وكان تأثيرها على المواطنين شديداً، ما دفع بعضهم إلى ممارسة حقهم في الاحتجاج سلمياً».

وتابع: «جادلت بقوة في القطاعين العام والخاص بأن احتجاز القادة السياسيين والناشطين دون تهمة أو محاكمة ليس هو السبيل للتعامل مع هذه القضية، وآمل كثيراً في طلاق المحتجزين قريباً جداً».

وأوضح أرون أن علاقة بلاده مع السودان باتت في موقع مختلف، وقال: «حوارنا الاستراتيجي راسخ، ونحن قادرون على إجراء مناقشات بناءة حول القضايا الصعبة، وبينها حقوق الإنسان».

ورأى الديبلوماسي البريطاني أن التقدم الذي تحقق في عملية السلام محدود، لكن الحكومة والجماعات المسلحة ملتزمين وقف النار الذي أعلناه.

وأضاف: «آمل بأن التوصل هذه السنة إلى اتفاقات سلام. أما التحدي القادم فسيكون التحضير لعقد انتخابات حرة ونزيهة عام 2020، وهو يتطلب إحراز تقدم في خريطة طريق الاتحاد الأفريقي».

وأبدى اعتقاده بأن الأطراف المختلفة في السودان قادرة على الجلوس معاً والاتفاق على طريق يؤدي إلى عودة الديموقراطية، وهو ما يريده الشعب.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Sudan's former PM Sadiq al-Mahdi dies from coronavirus in UAE
Sudan reshuffles government in bid to appease protests
Sudan says over 120 arrested before going to fight in Libya
Sudan moves against Bashir loyalists after assassination attempt
ICC trial in The Hague one option for Sudan's Bashir: minister
Related Articles
An appeal to the world for Sudan’s future
Sudan’s chance for democracy
Moscow’s hand in Sudan’s future
The Fight to Save Sudan from the Counterrevolution
As Sudan uprising grew, Arab states worked to shape its fate
Copyright 2024 . All rights reserved