WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Feb 17, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: إسقاط "خط هوف"... ونصرالله يهدّد
هل أسقط لبنان "خط هوف" واقعياً أمس، وأي تداعيات لهذا الاسقاط، وأي بديل من تسوية النزاع البحري مع اسرائيل اذا استمرت الاخيرة في تعنتها حيال حقوق لبنان الحدودية البحرية والبرية؟

الواقع ان بقاء مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد في بيروت أمس، غداة زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لبيروت، عكس بعدين ديبلوماسيين بارزين: الأول ايجابي يتمثل في جدية الادارة الاميركية في استكمال لعب دور الوساطة بين لبنان واسرائيل في شأن النزاع الحدودي ولا سيما منه الشق البحري. أما البعد الثاني فسلبي ويعكس على الارجح تخوفاً أميركياً من اتجاه هذا النزاع نحو تسخين الوضع على الحدود وهو ما يفسر بقاء ساترفيلد وتحركه المكوكي المرتقب بين لبنان واسرائيل اذ سيتوجه في الساعات المقبلة الى تل ابيب.

وكان التطور الأبرز الذي سجل غداة زيارة تيلرسون ومع التحرك الديبلوماسي الذي استكمله ساترفيلد أمس مع المسؤولين اللبنانيين، الاعلان شبه الرسمي عن رفض لبنان "خط هوف" الذي تطرحه المبادرة الاميركية كحل وسطي للنزاع الحدودي البحري. واكتسب اعلان الرفض بعدا داخليا لافتا اذ جاء أولا على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله ساترفيلد، ثم جاء الرفض "الميداني" الاثقل على لسان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لوح بكل وضوح باستعداد حزبه لضرب منصات النفط والغاز الاسرائيلية. وبينما كان موقف الدولة يرفض تقاسم الثروة النفطية في البلوك 9 مع اسرائيل، وكذلك أي تفأوض في شأن، كما يرفض "خط هوف" ضمنا أي الاقتراح الاميركي لتقاسم المنطقة النفطية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 60% من ثرواتها مقابل 40% لاسرائيل، تقدم موقف "حزب الله" بلسان السيد نصرالله في "ذكرى القادة الشهداء"، ليرسم خطوطاً حمراً وسقفاً في الموضوع النفطي لا يمكن القفز فوقه. وقد اعتبر أن حزبه هو "القوة الوحيدة" للبنان في "معركة" الغاز والنفط في المتوسط ضد إسرائيل. وقال: "القوة الوحيدة لديكم أيها اللبنانيون هي المقأومة"، داعياً الحكومة اللبنانية إلى التفأوض من موقع القوة. وأضاف: "نحن أقوياء، ويجب ان نتفأوض كأقوياء... إسرائيل التي تهددكم انتم تستطيعون ان تهددوها. اذا جاء الاميركيون وقالوا لكم يجب ان تتجأوبوا معي لأرد إسرائيل عنكم، قولوا للأميركيين: يجب أن تتجأوبوا مع مطالبنا لنرد حزب الله عن إسرائيل".

وشدد نصرالله على أن "أي لبناني يستطيع ان يقف ويقول: تمنعوننا نمنعكم، وتقصفونا نقصفكم، وتضربوننا نضربكم (...) هذا ليس تهديداً بالهواء".

وتابع "اذا اتخذ مجلس الدفاع اللبناني قراراً بأن منشآت النفط داخل فلسطين لا يجب ان تعمل، فأنا اعدكم أنها خلال ساعات قليلة ستتوقف عن العمل".

ورأى أيضاً أن "أميركا ليست وسيطاً نزيهاً... جاءوا للإبلاغ وللإملاء وللتهديد.

ولفت الى أن "المنطقة كلها أصبحت أو دخلت علناً في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس موضوعاً منفصلاً"، مشيراً إلى سوريا والعراق ودول نفطية أخرى.

الخطوط التي رسمها نصرالله، لم تعد معها الوساطة الأميركية مجدية نظريا، علماً أن الدولة اللبنانية لا تزال، وفق مصادر سياسية، تأمل من الاميركيين في بلورة طرح يتعلق بالمنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقاً فيها، بعد رفض "خط هوف". وقالت المصادر إن لا حل قريباً في الأفق لتسوية في هذا المجال، بعدما ابلغ الرئيس بري ساترفيلد، رفض الطرح الأميركي، مصراً على ترسيم الحدود البحرية بواسطة اللجنة الثلاثية المنبثقة من تفاهم نيسان 1996. ومن الاقتراحات الأميركية إجراء مفأوضات مباشرة شبيهة بمفأوضات الناقورة، وهو أمر رفضه لبنان كذلك، أما التوجه الى الجهات الدولية والذهاب الى خيار التحكيم فيستبعده لبنان، لأنه يحمل أخطاراً على استغلال الثروة النفطية والبدء بالاستكشاف والتنقيب، على رغم أن التحكيم قد يعطي لبنان حقوقاً متقدمة جداً عن الطرح الأميركي.

والتقى ساترفيلد ايضا رئيس الوزراء سعد الحريري الذي قالت أوساطه إن الاميركيين لا يزالون يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدعي اسرائيل ان لها حقوقاً فيها. ولم تر أوساط الحريري حلاً قريباً لهذه المشكلة. كما زار ساترفيلد وزير الخارجية جبران باسيل وأوضحت أوساط وزارة الخارجية ان ما يحكى عن تقاسم المنطقة التي تطالب بها اسرائيل غير دقيق والمسألة اكثر تعقيدا من ذلك.

سبحة الترشيحات  

وسط هذه الاجواء، بدأت المناخات الانتخابية الداخلية تشهد ارتفاعا ملحوظا في سخونتها في ظل بدء اعلان بعض القوى الترشيحات واستعداد البعض الاخر لاعلانها تباعاً. وأبرز ما سجل في الساعات الاخيرة تسجيل الحزب التقدمي الاشتراكي جميع ترشيحات "اللقاء الديموقراطي " في كل المناطق التي سيخوض فيها الانتخابات من دوائر جبل لبنان الى بيروت والبقاع الغربي راشيا. كما ان الرئيس بري سيعلن اسماء مرشحي حركة "أمل " في مؤتمر صحافي الاثنين المقبل، بينما يعلن "حزب الله" اسماء مرشحيه الاثنين. أما "التيار الوطني الحر" فيعلن أسماء مرشحيه في 24 آذار.

فقد توجه مفوض العدل في الحزب نشأت الحسنية يرافقه المحاميان نشأت هلال ومالك ابو لطيف الى وزارة الداخلية حيث قدموا الترشيحات التي تضمنت: تيمور جنبلاط، مروان حمادة، نعمه طعمة، ايلي عون وبلال عبد الله عن منطقة الشوف؛ اكرم شهيب وهنري حلو عن منطقة عاليه، هادي ابو الحسن عن منطقة بعبدا، وائل ابو فاعور عن راشيا – البقاع الغربي وفيصل الصايغ عن بيروت الثانية.
وكان الوزير السابق المرشح ناجي البستاني قد تقدم بطلب ترشيحه يوم الخميس الفائت.

وتنأول السيد نصر الله الاستحقاق الانتخابي امس فاشار الى ان قانون الانتخاب "ليس قانون حزب الله كما يشاع وإن كان الحزب شريكاً فاعلاً ومؤثراً في صنع هذا القانون"، الذي وصفه بأنه "مفخرة سياسية وهو أهم انجاز سياسي في لبنان لأنه فتح المجلس النيابي أمام كل من يريد أن يتمثل في البرلمان". واكد "ان المعركة لن تكون معركة كسر عظم وان أي فريق لن يستطيع وحده ان يحظى بالاكثرية ". واضاف " القول ان حزب الله يريد الحصول على غالبية في مجلس النواب غير صحيح وهذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم".

سياسيون ومحامون ومدافعون عن الحرية وقفوا متضامنين ترك مارسيل غانم وجان فغالي بسندي إقامة
كلوديت سركيس
"خلصنا". اول عبارة قالها الاعلامي مارسيل غانم لدى خروجه من مكتب قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور، ردا على اسئلة صحافيين انتظروا مع كثر أمام دائرة المحقق الاول، من محامين وسياسيين ومتضامنين، انتهاء جلسة استجوابه ورئيس التحرير في "ال بي سي آي" جان فغالي. وآزره وكيله النائب بطرس حرب قائلا ان المحقق الاول قرر ترك موكله بسند اقامة، وكذلك فغالي. 

وتزامنت الجلسة مع وقفة تضامنية امام قصر العدل شاركت فيها شخصيات سياسية واعلامية، بينها وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس، الوزير السابق روني عريجي ، النائبان رئيسة تحرير "النهار" نايلة تويني وغازي العريضي، النائب السابق فارس سعيد، رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، اعلاميون منهم مي شدياق ومالك مكتبي وآخرون.

وقرر القاضي ترك غانم بعد جلسة استجواب طويلة في حضور حرب، ثم فغالي في حضور وكيله المحامي اشرف صفي الدين. وأحيل الملف على النائبة العامة الاستئنافية في الجبل القاضية عون التي، تركت وفق معلومات لـ"النهار"، امر التوقيف او الترك للمحقق الاول الذي تركهما بسندي اقامة لجهة تحديد مكان اقامتهما، مع الاحتفاظ بحقوقهما الاخرى كاملة لجهة حق السفر والتنقل.

واعتبرت مصادر قضائية لـ"النهار" ان تدبير الترك بسند الاقامة مردّه الى أن المدعي هو الحق العام، مضيفة ان التحقيق في القضية خُتم واحيل الملف على النيابة العامة الاستئنافية لابداء المطالعة في الاساس، بعدما قرر القاضي فصل ملف غانم ورفيقه عن ملف الصحافي السعودي ابرهيم آل مرعي "لمتابعة الاجراءات القانونية في حق الاخير". فهل فصل الملف سيؤدي الى حفظ الدعوى في حق غانم وفغالي لهذه الجهة، ولا سيما انه كان في الامكان متابعة الدعوى غيابيا في حق الصحافي السعودي من دون اللجوء الى فصل الدعوى؟ في المغزى القانوني قد تُعتبر مؤشرا للمرحلة المقبلة في هذا الملف، ويمكن استشفاف مآلها بمنع المحاكمة عن غانم كليا او جزئيا في القضية.

وإثر الجلسة، أعرب حرب عن اقتناعه بوجوب كف التعقبات عن غانم لرفع الاجحاف اللاحق به. وقال لـ"النهار" ان "التحقيق جرى في شكل سليم، وترك مارسيل غانم بسند اقامة هو توجه سليم". واضاف: "اعتقد انهم يفتشون عن مخرج لهذه القضية التي يجب ان تأخذ مجراها الطبيعي بأن يحفظ قاضي التحقيق هذه الدعوى وعدم اصدار قرار ظني في حق غانم. وهذا يؤكد ان القضاء مستقل عن السلطة السياسية التي من الواضح انها اتخذت قرارا بملاحقته من دون وجود جرم، وباستعمال السلطة القضائية لقمع حرية الرأي، ولا سيما على ابواب انتخابات حيث للسلطة مرشحوها ولها مصلحة في ألا يبقى هناك صوت معارض لها".

ورأى حرب أن "التضامن الشعبي من المواطنين وكل الاحرار هو الذي أسقط المخطط الذي كانت السلطة تنوي تحقيقه". ووصف جو جلسة التحقيق بـ"الجيد"، منوها بقاضي التحقيق الاول الذي "تصرف كقاضي تحقيق، وهذا أمر جيد". واضاف: "ألقينا الضوء خلال الجلسة على أن قضية مارسيل هي قضية سياسية. واراهن على انه في ضوء محتويات التحقيق يقتضي حفظ هذا الملف.
والمغزى القانوني الوحيد من فصل دعوى مارسيل غانم عن دعوى الصحافي السعودي هو ان قاضي التحقيق يريد بت موضوع الجانب اللبناني في هذا الملف، والسلطة تفتش عن مخرج بعدما ورطت نفسها".


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved