أعاد قرار محافظ كركوك رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي فوق المؤسسات الرسمية، الخلاف بين الأكراد والعرب حول المدينة إلى الواجهة، بعد أسابيع على اشتباكات بين أحزاب الإقليم لفرض السيطرة على حقول النفط في المحافظة.
وقال المحافظ نجم الدين كريم: «نحن مصرون على رفع علم إقليم كردستان، وليس من حق دول الجوار التدخل في شؤوننا الداخلية»، في إشارة إلى تصريحات الناطق باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، الذي أوضح أن القرار «قد يسبب ضرراً للهوية الثقافية المتعددة في كركوك». وأعلن عرب وتركمان رفض الخطوة، معتبرين أنها تساهم في خلق الفتنة في المدينة المختلطة، وطالبوا الحكومة الاتحادية بالتدخل، ورد الناطق باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «رفع العلم الوطني وحده ضرورة».
وجاء الرفض أيضاً من كتلة «التحالف الوطني» الشيعية وقال موفق الربيعي لـ «الحياة» أن «رفع علم إقليم كردستان غير قانوني وفرضه بالقوة من بعض الجهات غير مقبول». وأضاف أن «رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رفع علم الإقليم رسالة واضحة إلى بعض المتطرفين العنصريين في الإقليم»، موضحاً أن استخدام «القوة سينعكس في المستقبل على الوضع في المنطقة ويخلق مناخات سياسية ونفسية سلبية».
إلى ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان عن قلقها «حيال القرار الأخير لمحافظ كركوك»، وأشارت إلى أن «حكومة العراق أوضحت أن الدستور ينص على أن كركوك من صلاحيات الحكومة المركزية، ولا ينبغي رفع أي علم في المحافظة غير علم العراق»، وحذرت من أن «اتخاذ أي خطوة أحادية الجانب قد يعرض حالة الانسجام والتعايش السلمي بين المجموعات العرقية والدينية للخطر».
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني جدد في رسالة تهنئة وجهها إلى الشعب الكردي لمناسبة أعياد نوروز، تأكيده «حق تقرير المصير والسيادة على كردستان»، متجنباً الإشارة إلى الدعوة إلى الانفصال عن العراق في شكل صريح. وقال أن «الصمود والتضحيات اللامحدودة لشعب كردستان في المراحل الصعبة للكفاح (...) يجب أن تكون لها نتائج، ويجب ألا تتراجع هذه النضالات والمكتسبات خطوة واحدة إلى الوراء، ويجب أن يحقق شعب كردستان سيادته وأن يكون صاحب قراره ومصيره».
وتأتي هذه التطورات في كركوك بعد أسابيع من خلافات وصلت إلى حد الاشتباك بين حزبي «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة جلال طالباني، و «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة بارزاني على نفط كركوك.
اتفاق عراقي - أردني على تأهيل المعبر الحدودي بينهما
آخر تحديث: الجمعة، ٢٤ مارس/ آذار ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) بغداد - جودت كاظم أكد العراق والأردن ضرورة زيادة التبادل التجاري بينهما وتأهيل المنفذ الحدودي الوحيد وإقامة مناطق خاصة لتبادل البضائع.
ـوأعلن مجلس محافظة الأنبار أنه في صدد اخــــتيار الشركة التي تتناسب خدماتها وما يطمح إليه لإعادة تشغيل منفذ طربيل. وهنـــــاك شركة أميركية عرضت تنفيذ المشروع، متعهدة حماية خاصة للطريق إلى بغداد «لأن الشرطة منهمكة مع الجيش في محاربة الإرهاب».
وأفادت وزارة التخطيط العراقية في بيان بأن «اجتماعاً عقد بين وزير التخطيط سلمان الجميلي ووزير الصناعة الأردني يعرب القضاة، أكدا خلاله ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من خلال تأهيل منفذ طريبيل وتأمين دخول الشاحنات، بما ينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي في العراق عموماً ومناطق محافظة الأنبار على وجه الخصوص، وتشغيل الأيدي العاملة وتحريك عجلة الاقتصاد».
ونقل البيان عن الجميلي قوله إن «العراق يسعى الى فتح آفاق التعاون وتعزيز علاقاته مع محيطه الإقليمي لما لذلك من أثر في إعادة إعمار المناطق المحررة التي تحتاج الى دعم عربي وإقليمي».
الى ذلك، أفاد عيد عماش، الناطق باسم محافظة الأنبار لـ «الحياة» بأن «المحافظة بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية والجهات المعنية طرحت إعادة تشــــغيل وتأهيــــل منفذ طريبيل للاستثــــمار من طريق التنافس وبعد فرز ودراسة العروض المقدمة من جانب الشركات المــــــتنافسة سيصار الى اختيار إحدى الشركتين الأميركيتين اللتين قدمتا عروضاً ممتــــازة تتبنى عملية إعادة تأهيل المنــفذ والطريق إلى بغداد أي مسافة ٥٠٠ كلم الى جانب تأمين الحماية اللازمة».
وأوضح انه «بموجب بنود العقد ستتكفل الشركة حماية الطريق وهي شركة أميركية خاصة، لأن شرطة المحافظة تعمل حالياً مع الجيش في تحرير ما تبقى من قرى الأنبار ومسك الأرض».
وزاد: «تأمين طريق طريبيل يحتاج إلى أكثر من ٣٠ الف شرطي ومجموع شرطة المحافظة الآن قرابة ١٧ الف عنصر».
وكشف عماش أن «المفاوضات في ذلك بدأت منذ ما يزيد عن خمسة اشهر وقد يصار الى تشغيل المنفذ خلال ايار (مايو) المقبل بعد الاتفاق النهائي مع الشركة الأميركية، علماً ان كل المفاوضات تجرى بعلم وموافقة الحكومة الاتحادية، لأن تشغيل المنفذ من جديد سيحقق مكاسب اقتصادية ترفد خزينة الدولة باعتباره يشكل الشريان الاقتصادي الغربي الأهم». |