نددت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان في ليبيا وخارجها بأعمال تنكيل بجثث في بنغازي من جانب مقاتلين تابعين لفصيل الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر بعد سيطرتهم على آخر أهم معاقل خصومهم الإسلاميين غرب المدينة.
وانتشرت صور وأشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الليبية لمسلّحين يرتدون الزي العسكري وهم يطوفون في شوارع مدينة بنغازي بجثة قيادي في «مجلس شورى ثوار بنغازي» يدعى جلال المخزوم، الذي قتل الأسبوع الماضي بقصف لقوات حفتر في منطقة «العمارات الـ 12» في قنفودة.
وأظهرت صور وإفادات عدة جثثاً أخرى تم إحراقها أو التنكيل بها لحوالى 30 مقاتلاً في «مجلس الشورى» قتلوا خلال محاولتهم الانسحاب مع عائلات من منطقة «العمارات» بعد سقوطها في أيدي مقاتلي حفتر.
وجرى معظم هذه الممارسات خلال احتفال مقاتلي حفتر السبت، بسقوط الأبراج السكنية البالغ عددها 128 والتي تعرف بـ «العمارات الـ 12»، ما أنهى مقاومة استمرت أشهراً للمقاتلين الإسلاميين الذين فقدوا قبل أسابيع مواقعهم في جزء كبير من منطقة قنفودة.
وأظهرت التسجيلات المصورة وضع جثة المخزوم مكشوفة على صندوق أمامي لسيّارة أحاط بها المسلّحون، وأحدثت الصور موجة استياء من قبل عديد من الناشطين.
وأعلنت مصادر قريبة من «مجلس الشورى» أن المخزوم، توفي متأثراً بجروح أصيب بها في قصف مدفعي لقوات حفتر الأحد الماضي (11 الشهر الجاري).
وأكد العقيد ميلود الزوي الناطق باسم القوات الخاصة في «الجيش الوطني» أن المخزوم قتل من جراء استهداف موقع تمركز «مجلس شورى بنغازي» في «العمارات الـ12» الواقعة بين بوصنيب وقرية المجاريس في منطقة قنفودة، وهي آخر معاقل التنظيمات الإرهابية في غرب بنغازي. وقال الزوي في تصريحات إن «العمارات الـ12» لا تزال منطقة عمليات عسكرية وجاري تمشيطها بالكامل من قبل الجنود، والهندسة العسكرية، وخبراء المتفجرات لتفكيك المتفجرات والألغام الأرضية التي زرعتها «التنظيمات الإرهابية» لعرقلة تقدم الجيش.
وأضاف أن «جنديين كان قد فقد الاتصال بهما في وقت سابق تم العثور على جثتيهما في (العمارات الـ12)»، لافتاً إلى أن ثلاثة جنود آخرين تابعين للجيش قضوا جراء المواجهات المسلحة.
وأشار الزوي، إلى أن 30 من مقاتلي «التنظيمات الإرهابية» قتلوا جراء المواجهات المسلحة أثناء فرارهم من «العمارات الـ12» فجر السبت، مؤكداً التصدي للمسلحين وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأكد الزوي مصادرة عدد كبير من السيارات المسلحة والآليات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية، مطالباً المدنيين والأهالي بعدم الدخول إلى مناطق محور غرب بنغازي، التي سيطر عليها الجيش أخيراً حفاظاً على حياتهم.
وأشار الزوي إلى أن «أجواء احتفالية» سادت صفوف ضباط، وضباط صف، وجنود القوات الخاصة، وانهمرت دموعهم فرحاً بتحرير محور غرب بنغازي.
وشدد على أن الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدن غرب بنغازي لا يزال مغلقاً، ولم يفتح بعد، وسيتم تسليمه إلى الجهات المختصة المخول لها الإعلان عن فتحه، أمام المواطنين.
على صعيد آخر (رويترز)، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله أن المؤسسة تنسق مع قوات حفتر وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بأنها لن تستعيد السيطرة على ميناءي راس لانوف والسدرة النفطيين.
وبعدما فقد «الجيش الوطني» السيطرة على الميناءين ثم استعادهما الشهر الجاري، ثارت شكوك في شأن رغبته في السماح للمؤسسة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً بإدارة الميناءين.
ويتهم مسؤولون في الشرق خصومهم في طرابلس ومدينة مصراتة في الشرق، بدعم هجوم شنته «سرايا الدفاع عن بنغازي» على الميناءين في الثالث من الشهر الجاري.
وبعد استعادة السيطرة على الميناءين، قال رئيس مكتب المؤسسة في بنغازي المعين من جانب الحكومة في شرق ليبيا، إنه سينسحب من اتفاق توحيد المؤسسة الذي أبرم في تموز (يوليو) الماضي.
وفي رد كتابي لـ «رويترز»، قال صنع الله أن موظفيه يعملون مع «الجيش الوطني» بالفعل. وزاد في أول تصريحات علنية منذ استعادة السيطرة على الميناءين أن المؤسسة تنسق مع الجيش و «ليس هناك ما يدعونا للاعتقاد بأن الجيش الوطني الليبي لن يعيد لنا السيطرة على الميناءين».
|