TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Dec 15, 2015
Source: جريدة الحياة
الجزائر: القائد الجديد للاستخبارات ينهي «أسطورة توفيق»
الجزائر - عاطف قدادرة  
أنهى قائد جهاز الاستخبارات الجزائرية الجديد الجنرال بشير طرطاق، أسطورة سلفه الجنرال محمد مدين (توفيق) الذي أُحيل على التقاعد، بظهوره العلني أمام الصحافة في تجمّع لقادة الشرطة الأفارقة. وجلس طرطاق إلى جانب مدير الحماية المدنية لابساً زياً مدنياً. وقال مصدر مأذون لـ «الحياة»، إن هذا الظهور «كان متعمداً من مدير الاستخبارات كرسالة عن صورة جديدة لهذا الجهاز السري، تقول بتحوله إلى الشفافية».

وحضر الجنرال طرطاق افتتاح أعمال دورة الشرطة الأفريقية، التي تحتضن الجزائر مقرها تحت اسم «أفريبول».

وكان واضحاً تعمد طرطاق الحضور ولفت انتباه الصحافة والمصورين إلى جلوسه في الصف الأول برفقة قائد الدفاع المدني (الحماية المدنية).

وأنهى ظهور قائد الاستخبارات الجديد عهد الرجل الشبح على رأس هذا الجهاز الذي ظلت صورته واسمه في السنوات الماضية من «المحرمات». ويأتي ظهوره للعلن لنقل رسالة من السلطة التي باتت ترفع شعار الدولة المدنية.

وذكر مصدر آخر لـ «الحياة»، أن رسالة قائد الاستخبارات كانت واضحة، «إنها بداية عهد جديد يربط فيه السرية بالشفافية»، ما يناقض السلوك السري للجنرال المتقاعد محمد مدين (توفيق) الذي أُنهيت مهامه في أيلول الماضي، ولم تكن صورته متداولة طيلة فترة عمله في الجهاز وترأسه له طيلة 25 سنة.

يُذكر أن اللواء بشير طرطاق (عثمان) الذي اشتهر بمحاربته الإرهاب، أشرف على عملية أزمة الرهائن الذين احتجزهم متشددون تابعون لتنظيم «القاعدة» في مجمّع «تيغنتورين» في عين أمناس في كانون الثاني (يناير) 2013.

ويتهم حلفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجنرال «توفيق» بالعمل في سرية تامة وتشكيل دولة موازية، فيما يعِدُون حالياً أن يتصرف هذا الجهاز بشفافية مطلقة. وقد يكون ظهور طرطاق تمهيداً لترسيخ هذه الصورة.

وشهدت مسيرة الجنرال طرطاق المهنية شهرة في التسعينات، على ضوء سنوات العنف والإرهاب في الجزائر، بسبب قرار المؤسسة العسكرية وقف مسار الانتخابات الاشتراعية في عام 1992 مباشرة بعد نهاية الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز فيها حزب «جبهة الإنقاذ الإسلامية» بالغالبية. وانهارت الثقة بين طرطاق ومدين العام الماضي لأسباب مجهولة.

ويحمل ظهور طرطاق في مناسبة دولية احتضنتها الجزائر، رسالة للخارج كما الداخل، تحاول الرئاسة عبرها تسويق صورة جديدة تدفع عنها تهمة تصفية الحساب مع الفريق الأمني السابق لأسباب سياسية. كما أتت مشاركة رئيس الاستخبارات الجديد في مؤتمر «أفريبول» عقب الرسالة الشهيرة التي أصدرها «توفيق» للرأي العام الأسبوع الماضي، وشكّلت أول تصريح علني باسمه، بهدف محو آثار هذا الظهور المفاجئ.



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Algeria riots after activist jailed
Algeria opposition activist gets one-year suspended sentence
Algeria releases 4 protest leaders
Five jailed after banned Algeria demonstration
Oil prices, virus, instability put Algeria on edge
Related Articles
الحكومة الجزائرية: بقايا النظام السابق تحرض على الفوضى للعودة للحكم
Algeria: Sports win to economic success
The Arab Spring Is Not Returning to Algeria and Morocco
Algeria’s moment of truth; time for change or a bluff?
The military have made their move in Algeria and Sudan – but is there something the generals have missed?
Copyright 2024 . All rights reserved