WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Dec 11, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: محرّكات "التسوية" لم تتوقّف أمام العقبات ضغوط ديبلوماسية متصاعـدة تسأل عن "البديل"
شاهد سريّ جديد أمام المحكمة يعرف عيسى: تواصلت معه هاتفياً حتى 2010 واختفى فجأة
ازدادت صورة الغموض التي تغلف مشروع التسوية الرئاسية غداة لقاء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه وسط اشتداد التناقض في المعطيات المتصلة بأفق التحركات السياسية الناشطة في الكواليس في شأن المضي في تعويم التسوية الآيلة الى ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية. واذ بدا أن أي تطور جديد بارز من شأنه ان يوضح الخط البياني الذي ستسلكه التحركات السياسية بات مستبعداً في وقت قريب بما يعني ان جلسة 16 كانون الأول لانتخاب رئيس للجمهورية لن تكون عرضة لأي مفاجأة، كشفت أوساط سياسية معنية بتحركات بعض القوى المؤيدة للتسوية الرئاسية لـ"النهار" ان محركات الدفع بهذه التسوية قدماً لم تتوقف خلافاً للظاهر من الأمور وان المبادرة التي أطلقت من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لم تمت لأن الأوضاع بعد اطلاق هذه المبادرة لن تعود الى ما كانت قبلها ولا بد من ايجاد حل لانتخاب الرئيس مهما تعقدت المواقف الداخلية على خلفية هذه المبادرة.

وأشارت الأوساط نفسها الى أن المبادرة تسببت باحراجات واسعة حقيقية لدى أفرقاء كثيرين في تحالفي 14 آذار و 8 آذار ولكن بعد مرور الموجة الأولى من ردود الفعل عليها لا بد من بلورة الاتجاهات الواضحة حيالها أو البدائل الممكنة منها لأن الاكتفاء برفضها من دون بدائل يعني خلاصة واحدة لم تعد مقبولة خارجياً وداخلياً وهي استمرار الفراغ الرئاسي والمؤسساتي مع كل ما سيرتبه ذلك من تداعيات خطيرة على البلاد في المرحلة المقبلة. وتحدثت عن أجواء أخذ وعطاء ومشاورات تجري لاستكمال الحوار الذي انطلق بين العماد عون والنائب فرنجيه قبل يومين، كما أن لقاء سيضمّ فرنجيه والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله (جاءت بعض المعلومات انه قد يكون عقد سراً في الساعات الأخيرة) وان هذه التحركات تبيّن أن التسوية تتحرك ولو ببطء وحذر وانها مفتوحة على مشاريع تفاهمات سياسية واسعة. وتوقف المراقبون امس عند بيان "كتلة الوفاء للمقاومة" بعد اجتماعها الأسبوعي إذ تناولت للمرة الأولى موضوع التسوية المطروحة من غير أن تسميها، فاعتبرت ان "الجهود والمساعي لانجاز الاستحقاق الرئاسي ينبغي ان تستمر بما يكفل توفير المناخات الصحيحة لتحريك عجلة الحياة الطبيعية في البلاد".

كما ترك تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابرهيم آل الشيخ لزيارة المملكة العربية السعودية والتي نقلها إليه أمس السفير السعودي علي عواض عسيري انطباعات عن امكان ارتباط هذه الدعوة بالتحركات الجارية خارجياً وداخلياً في شأن التسوية الرئاسية. لكن المعلومات المتوافرة لدى "النهار" في هذا الصدد تفيد ان بري لن يلبي الدعوة في القريب العاجل، من غير أن يعني ذلك ان رئيس المجلس لن يزور الرياض في المستقبل.

ضغوط السفراء
لكن أوساطاً قريبة من أفرقاء متحفظين عن التسوية أبلغت "النهار" أن فرصة النائب فرنجيه في الوصول الى رئاسة الجمهورية وان تكن لم تنته بعد لكنها فقدت الآن غالبية زخمها والدليل هو أن لا تطور إيجابياً سجل حتى الآن لمصلحتها بل على العكس فقد حصلت تطورات سلبية أبرزها تخلّي الرئيس بري عن دعم فرنجيه مباشرة محيلاً الأمر على تفاهم العماد عون مع فرنجيه. ثم ان عدداً من السفراء الذين نشطوا أمس على خط الاستحقاق الرئاسي ركّزوا في محادثاتهم على اغتنام الفرصة المتاحة الآن لإنجاز الاستحقاق وأنهم مهتمون بمعرفة إسم البديل إذا لم يكن فرنجيه هو المقبول عند عدد من المرجعيات المسيحية. كما ان نتائج مؤتمر المعارضة السورية في الرياض تعني أن الرياح تجري بما لا يتناسب مع التقارب السعودي - الايراني. وأكدت ان لا شيء متوقعاً رئاسياً قبل فترة الأعياد، كما ان لقاء رباعياً لأقطاب الموارنة في بكركي ليس ناضجاً بعد. وربما كانت هناك لقاءات ثنائية في المرحلة المقبلة.

وفيما مضى القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز في حض القوى اللبنانية على اختيار الرئيس وانتخابه "لأن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار"، قال السفير البريطاني هيوغو شورتر رداً على سؤال لـ"النهار": "ان لبنان واللبنانيين يحتاجون الى رئيس للجمهورية للمضي قدماً بالبلاد. ان انتخاب رئيس للجمهورية قرار يعود الى اللبنانيين".

14 آذار
في غضون ذلك، عقد اجتماع قيادي لقوى 14 آذار اتفق خلاله على استمرار التنسيق والتشاور واللقاءات على رغم الاختلافات في وجهات النظر في شأن الملف الرئاسي.
وعلمت "النهار" أن نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لم يشارك في اللقاء القيادي، ولدى سؤاله عن السبب أوضح أن تبديلاً طرأ على الموعد الذي كان متفقاً عليه قبل ساعات من اللقاء، وأنه كان مرتبطاً بموعد آخر مهمّ ولا يعود غيابه إلى موقف سياسي إطلاقاً، واللقاءات القيادية في قوى 14 آذار ستستمر وستواظب "القوات" على عرض مواقفها خلالها بكل وضوح.

الخيمة المزمنة
في سياق آخر، قرر أهالي اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية أمس إزالة خيمة الاعتصام الذي يعتبر الأطول في تاريخ الاعتصامات اللبنانية والذي جسّدته خيمة الأهالي والأمهات في ساحة رياض الصلح منذ 11 سنة تخللتها سلسلة طويلة من التحركات والنشاطات والمؤتمرات للمطالبة بحق الأهالي في معرفة مصير أولادهم وأقربائهم. وأكد الأهالي انهم سينتقلون الى مرحلة جديدة من تحركهم من أجل استمرار الضغط لكشف مصير أبنائهم.

شاهد سريّ جديد أمام المحكمة يعرف عيسى: تواصلت معه هاتفياً حتى 2010 واختفى فجأة

شاهد ادعاء سري آخر استمعت اليه أمس غرفة الدرجة الاولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي. عمل مساعدا لقريب للرئيس رفيق الحريري منذ عام 2002 في ترتيب أجندته، ونمت صداقة بينهما بحكم العمل. ورافقه في السهر في مطاعم ومقاه وسط بيروت، في حضور اصدقاء لم يزد عددهم على الخمسة، وبينهم سامي عيسى الذي ذكر الادعاء انه المتهم مصطفى بدر الدين وصديق للاخير الذي والده احدى الشخصيات المرموقة. وأفاد ان عيسى كان يعرف عن نفسه بأنه صاحب محال مجوهرات وينادونه باسم "صافي"، ويعرفه رب عمله قبله. ودوّن الشاهد رقم هاتفه بهذا الاسم. ورآه ذات مرة في احدى الجامعات في بيروت. واضاف ان رقمين في دليل هاتفه الخليوي يعودان الى عيسى احدهما مسجل باسم محاله "سامينو". وقد أدخل رقميه باسمين ليتذكرهما، مشيرا الى ان الاتصالات بينه وبين عيسى استمرت منتظمة وخفت وتيرتها لاحقا حتى انقطعت عام 2010، يوم اختفى فجأة، "وحاولنا ان نسأل عنه وكانت خطوطه الهاتفية مقفلة ولا أحد يعرفه".

وحاول كامرون ان يذكر الشاهد بمضمون مكالماته مع عيسى، والتي امتدت نحو 20 دقيقة احيانا، فأجابه: "تناولت ما كنا نخطط له مع صاحب العمل لتمضية العطلة". وقال ان عيسى "لم يشارك في احتفالين رعتهما سامينو، وحظيا بتغطية الصحف. ولم أر صورته منشورة يوما. لم يكن يحب ان تلتقط له صور".

وعن علاقات عيسى العائلية قال الشاهد: "عرفت منه بعد لقائي الاول به ان والده متوفى. ومرة واحدة ذكر ان والدته تقيم في دبي وان لديه شقيقا. ولم يشر الى انه متزوج ولم يفصح عن وجهة اسفاره. اما الامور المشتركة بينهم في الاحاديث فكانت مكان العشاء او الذهاب الى البحر او لعب الورق، الى احاديث عامة بينها الفتيات، ولم نكن نتحدث في السياسة. كانت تمر مرور الكرام باستثناء الاخبار اليومية التي كانت تحصل في البلاد.

وأفاد انه ذهب مع عيسى الى شقته في جونيه نحو خمس مرات "لنتعشى او لتدخين النرجيلة ولعب الورق ساعتين. وكانت مساحتها صغيرة، وقد افتقرت الى بعض الاثاث ولم تكن مجهزة لتقيم فيها عائلة".

وحدد أوصاف عيسى: "هادئا، متوسط القامة، معتدل البنية، خفيف الشعر وذو بشرة بيضاء، يضع نظارتين أحيانا ولباسه عادي. وقد عانى مشكلة في رجله التي كساها بمشدّ. لم يكن اعرج. وعرفنا من خلال تواصلنا معه ثمانية اعوام أنه مسلم شيعي من دون ان يفصح عيسى عن طائفته. وكان يحتفل بأعياد طائفته وذكرى عاشوراء. ورافقه سائقون".

وعلق الشاهد على صورة شخص عرضت عليه: "يشبه سامي عيسى ولكن ليس مئة في المئة، لان من في الصورة أسمن، واحدى عينيه يحجبها ظل القبعة التي يعتمرها". وقال: "كنت ارى قطعة سلاح مغلفة في سيارته اجهل ماهيتها. وقد حزن تأثراً بحادث اغتيال الحريري".
وارجئت الجلسة الى الاثنين.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved