TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Oct 26, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
عملية الإنقاذ الأميركية - الكردية في الحويجة تُثير حفيظة قيادات "الحشد" العراقية
بغداد- فاضل النشمي
لم تتوقف ردود الفعل المتناقضة على عملية تحرير 70 سجيناً لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك، على 270 كيلومتراً شمال العاصمة بغداد، والتي نفذتها قوات أميركية بمساعدة جنود من البشمركة الكردية.

واستنادا الى بيان الناطق باسم قوة المهمات المشتركة الاميركية المقيم في بغداد العقيد ستيف وارن، طلبت السلطات الكردية "مساعدة أميركية لإنقاذ السجناء الذين تحتجزهم داعش" رهائن، الامر الذي دفع الجانب الاميركي الى الموافقة و"توفير طائرات هليكوبتر لنقل القوات الكردية".

وعلى رغم تنفيذ العملية الخميس الماضي، وكشف قيادة العمليات المشتركة بعد يومين اسماء 17 من الضباط الاسرى العرب الذي انقذوا خلال العملية، فان ردود الفعل المختلفة على العملية لا تزال متواصلة. فقد رحب رئيس "القائمة الوطنية" اياد علاوي بـ"العملية الشجاعة والجريئة والموفقة"، وعدَها دليلاً على أن الاكراد "جزء لا يتجزأ من العراق"، ودعا إلى "تقارب حقيقي" بين الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والتحالف الرباعي الجديد الذي يضم العراق وسوريا وايران وروسيا.

لكن بعض القوى المنخرطة في "الحشد الشعبي" المقربة من ايران نددت بالعملية، اذ اعتبر تنظيم "عصائب أهل الحق" ان عملية الانزال الجوي "سابقة خطيرة"، مطالباً بـكشف اسماء المحررين وهوياتهم للرأي العام" في اشارة الى فكرة ان المحتجزين "عملاء للأميركيين".

ومع ان بيان الناطق باسم قوة المهمات المشتركة أكد ابلاغ الحكومة العراقية عملية انقاذ الاسرى، فان جهات شيعية منخرطة في "الحشد الشعبي" تكذب الرواية الاميركية. ولعل سكوت الحكومة العراقية وعدم اصدارها بيانا يعزز شكوك تلك الجهات.

على ان الحملة التي يشنها نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" ابو مهندي المهندس على بعض الناطقين الرسميين وبعض وسائل الاعلام وخصوصا قناة "العراقية" شبه الرسمية والتي يتهمها بـ"الانحياز لمصلحة الائتلاف الغربي" على حساب اخبار قتال "الحشد الشعبي"، تذكر بصراع النفوذ بين الاميركيين من جهة والايرانيين من جهة اخرى.

ويرى مراقبون أن حملة المهندس الاخيرة على بعض وسائل الاعلام وبعض الناطقين الرسميين للحكومة تدخل في اطار الضغط في اتجاه تقليل حجم المساهمة الاميركية والائتلاف الدولي في الحرب على "داعش" لمصلحة جماعات "الحشد الشعبي" الشيعية والتحالف الرباعي، ويرون ان عملية الانزال الاميركية في الحويجة ليست "بريئة" تماما على خطورتها ونجاحها في انقاذ كثيرين من يد "داعش"، ويعتقدون انها أتت لتكشف القدرة والفاعلية الحربية الاميركية، في مقابل تواضع القدرات العسكرية للتحالف الرباعي.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
'Not a good idea:' Experts concerned about pope trip to Iraq
In sign of frustration, US shortens sanctions waiver to Iraq
US plans further troop reductions in Iraq by November
Trump to meet Iraqi PM as ties rebound
US general sees Iraq troop drawdown as Daesh threat dims
Related Articles
The Iraqi people cry out for unity
The stalled effort to expel United States troops from Iraq
Could Turkey Moderate Iran's Influence Over Iraq?
Iraqi Kurdistan’s saga of executive offices in transition
A fractured Iraqi Cabinet: Abdel-Mahdi facing uphill battle
Copyright 2024 . All rights reserved