TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Oct 15, 2015
Source: جريدة الحياة
آلاف الإيرانيين لحسم معركة حماة ومساعدة النظام في حلب
قالت قنوات تلفزيونية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن جنود الجيش السوري وحلفاءهم مدعومين بطائرات روسية نفذوا اليوم (الخميس) هجوماً على بلدتين تسيطر عليهما جماعات معارضة شمال مدينة حمص.

وقال المرصد إن ضربات جوية روسية أصابت أهدافاً حول بلدة تلبيسة وتير معلة على بعد خمسة كيلومترات شمال المدينة التي تسيطر عليها الحكومة.

وأضاف أن جنوداً سوريين ومقاتلين من جماعة "حزب الله" اللبنانية شاركوا في الهجوم. وقال تلفزيون "المنار" التابع إلى "حزب الله" إن الجيش السوري ينفذ هجوماً برياً في محافظة حمص.

آلاف الإيرانيين لحسم معركة حماة 

بدأ وفد إيراني زيارة الى دمشق أمس، في ظل تقارير عن وصول آلاف الجنود الإيرانيين إلى سورية لمساعدة قوات النظام في هجوم وشيك متوقع على مناطق المعارضة في حلب بعد اشتراكهم في عمليات النظام ولحسم معركة حماة، في وقت واصلت الطائرات الروسية ضرباتها وشملت خمس محافظات، بالتزامن مع إعلان موسكو لائحة أسماء لجماعات المعارضة التي تستهدفها باعتبار أنها «إرهابية»، وشملت إضافة إلى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، «جيش الإسلام» في غوطة دمشق، الذي بدا أنه كان حتى الآن بمنأى من الغارات الروسية.

وجاء ذلك في وقت اندلعت معارك بين «داعش» وفصائل مسلحة في ريف حلب الشمالي. وقال أحد قادة هذه الفصائل والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «داعش» سيطر على بلدتي أحراص وتل جبيين اللتين تقعان على بعد 12 كيلومتراً شمال حلب قبل أن يتم صده في هجوم معاكس أوقع عشرات القتلى في صفوف الطرفين.

وفيما أشار المرصد إلى أن الطريق الذي يستخدمه سكان مدينة حلب المتجهين شمالاً إلى الحدود التركية بقي مقفلاً الأربعاء، قال حسن الحاج علي قائد «لواء صقور الجبل» (معارضة مسلحة): «تجري معارك عنيفة اليوم (أمس) بيننا وبين داعش في أحراص وتل جبيين في ريف حلب الشمالي». وتابع في اتصال مع «رويترز» عبر الإنترنت: «حصل تقدم (لداعش) عند الفجر لكننا تمكنا من استرجاع أحراص بالكامل وهناك معارك في تل جبيين».

ويقاتل «لواء صقور الجبل» المدعوم من الغرب، تنظيم «داعش» على الأرض، غير أن عناصره يتعرضون في الوقت عينه لغارات من الطيران الروسي ويستعدون حالياً لمواجهة عملية عسكرية واسعة يحضّر لها الجيش السوري. وأضاف: «هناك حشد (لقوات) النظام في معظم أماكن حلب، وخصوصاً في باشكواي، في إشارة إلى بلدة أخرى شمال مدينة حلب.

وقال مسؤولان إقليميان بارزان لـ «رويترز»، إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سورية في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماة تحضيراً للعملية في حلب. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ مساء الثلثاء صورة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مرتدياً ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبّر للصوت ضباطاً إيرانيين وعناصر من «حزب الله» اللبناني بلباسهم المموه.

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري قُتلا (يوم الإثنين) بينما كانا يقاتلان مسلحي «داعش» في سورية. وكتب مراسل للتلفزيون الرسمي الإيراني على صفحته على «إنستغرام»، أن الضابطين هما الجنرال فرشاد حسوني زاده وحميد مختار بند. وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري قُتل الأسبوع الماضي فضلاً عن قائد عسكري كبير في «حزب الله».

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية أمس، إن الجيش النظامي أطلق أيضاً عملية عسكرية جديدة ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق دمشق بينها حي جوبر وحرستا التي تسيطر عليهما جماعات مسلحة بينها «جيش الإسلام».

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قصف 40 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الماضية، أي بتراجع عن عدد الغارات في الأيام الماضية. وشملت الغارات الجديدة محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور.

في غضون ذلك، حدد السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشتشاك، الجهات التي يستهدفها القصف الروسي، وتضم بالإضافة الى جبهة النصرة وتنظيم «داعش» كلاً من «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» و «جيش الشام».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء توصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق في شأن تنظيم الطيران فوق الأجواء السورية لتلافي وقوع حوادث عرضية. لكنه قال أمام مجلس الدوما (البرلمان) إن واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري، كما رفضت إرسال وفد أميركي إلى موسكو.

ويوم الثلثاء قال المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي: «ستغلبين بإذن الله يا روسيا»، مضيفاً: «هبّوا يا شباب الإسلام في كل مكان الى جهاد الروس والأميركيين. إنها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين».

النظام يحاول التقدم شرق دمشق ... وإيران تدفع بمزيد من جنودها

شنت قوات النظام السوري أمس هجوماً جديداً على حي جوبر ومناطق أخرى شرق العاصمة دمشق، في وقت أكد ناشطون وصول تعزيزات إيرانية ضخمة إلى سورية استعداداً لشن هجوم على حلب في شمال البلاد وربما مناطق أخرى في غرب سورية ووسطها. ومع تواصل غارات الطيران الروسي في أنحاء متفرقة من سورية، قال ناشطون إن المعارضة عززت صفوفها بمئات «الاستشهاديين والانغماسيين» للمساهمة في صد هجوم النظام في المنطقة الفاصلة بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس استمرار وصول «قوات إيرانية» إلى سورية، مشيراً إلى أنها تصل إلى الجزء القديم من مطار حميميم المعروف باسم «مطار باسل الأسد الدولي» والواقع قرب جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية، موضحاً أن حركة الملاحة الجوية توقفت في المطار «نتيجة لاستخدام الجزء القديم .. من قبل القوات الإيرانية، واستخدام الجزء المستحدث من قبل القوات الروسية».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن «مسؤول إقليمي» وناشطين سوريين تأكيدهم أن إيران و «حزب الله» دفعا بمئات المقاتلين إلى شمال سورية ووسطها في الأيام القليلة الماضية، مستغلين الغطاء الجوي الذي توفره الطائرات الروسية التي تقصف يومياً مناطق المعارضة بعشرات الغارات. وأوضحت الوكالة أن المسؤول الذي تنقل عنه «على علم بتفاصيل عملانية في سورية» وانه أكد وصول قوات إيرانية، بعدما كانت طهران تقول في الماضي إنها ترسل فقط مستشارين لمساعدة القوات الحكومية.

وأعلنت (أ ف ب) وسائل إعلام ايرانية الاربعاء مقتل اثنين من قادة الحرس الثوري خلال معارك ضد «داعش» في سورية يوم الإثنين. وكتب مراسل للتلفزيون الرسمي الايراني في سورية على صفحته على «انستغرام»، ان القائدين هما الجنرال فرشاد حسوني زاده وحميد مختار بند. والأخير الذي لم تُذكر رتبته العسكرية، كان قائد لواء في مدينة الأهواز في جنوب ايران. ويأتي مقتلهما بعد أيام فقط من مقتل الجنرال الايراني حسين همداني في مدينة حلب.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الثلثاء صور لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يخطب في عشرات الجنود في إحدى المناطق السورية استعداداً لمشاركتهم في هجوم مفترض. وأعادت هذه الصور التذكير بمشاركته شخصياً في التخطيط لهجوم شنته القوات العراقية والحشد الشعبي لطرد تنظيم «داعش» من تكريت.

ويتردد على نطاق واسع أن القوات الإيرانية التي تتدفق على سورية حالياً ستشارك في هجوم تقوم به القوات النظامية في محافظة حلب بشمال البلاد وربما أيضاً في محافظات إدلب وحماة واللاذقية حيث تقوم الطائرات الروسية بغارات يومية على مواقع المعارضة. وفي هذا الإطار ذكر المرصد أن طائرات روسية شنت غارات على بلدة اللطامنة ومحيط لطمين ولحايا ومعركبة وقرية الصياد بريف حماة الشمالي، فيما استهدفت الفصائل الاسلامية بقذائف الهاون تمركزات قوات النظام في النقطة السادسة بأطراف بلدة مورك. أما في محافظة إدلب المجاورة، فقد أشار المرصد إلى 4 غارات على قرية تحتايا وبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.

وفي المقابل، نشرت صفحة تابعة لجماعة «أحرار الشام» أن المعارضين في محافظة حماة قد عززوا صفوفهم بـ «400 استشهادي ... و6000 انغماسي، و5000 اقتحامي، و4000 مقاتل خط اسناد خلفي، و5000 مقاتل جاهزين وتحت السلاح ... ناهيك عن السلاح الثقيل: مئات مدافع الهاون ومئات مدافع جهنم وعشرات الدبابات والمدرعات .... مع طائرات استطلاع لكشف مواقع العدو».

وعلى صعيد الوضع في دمشق، قال مصدر عسكري في النظام إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بدأت عملية عسكرية في جوبر وحرستا في الغوطة الشرقية وسيطرت على شركة ريما للمياه وعدد من كتل الأبنية في جوبر ودمرت مقرات قيادة ومراكز اتصال للإرهابيين». ونقلت «فرانس برس»، من جهتها، عن مصدر عسكري إن القوات الحكومية بدأت هجوماً على الفصائل المقاتلة المتحصنة في حي جوبر في إطار عملية هدفها ضمان أمن العاصمة التي تتعرض لسقوط قذائف بشكل دوري. وقال المصدر: «بدأ الجيش عملية عسكرية صباح الاربعاء لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقاً من حي جوبر». وأوضح أن الجيش يقوم بـ «أعمال محدودة نوعية وفعالة في جوبر عبر القصف الجوي والمدفعي لضرب مراكز وكتل دفاعات المسلحين التي يستخدمونها في عمليات الرصد» للعاصمة، نافياً أي مشاركة للطائرات الحربية الروسية التي تساند الجيش في معاركه البرية في وسط وشمال غربي البلاد منذ اسبوع.

وأفاد سكان محليون في احياء مجاورة لحي جوبر الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على معظمه منذ العام 2013، عن سقوط أكثر من خمسين قذيفة مدفعية بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي في ساعات الصباح الأولى. وقال يوسف وهو أحد السكان المقيمين قرب حي جوبر لوكالة «فرانس برس» ان «قصفاً عنيفاً بالمدفعية والصواريخ بدأ عند السادسة صباحاً واستمر لثلاث ساعات». ويكتسب حي جوبر الخالي من المدنيين أهمية كبيرة بالنسبة الى الفصائل المقاتلة باعتباره مفتاحاً الى ساحة العباسيين في وسط دمشق. ومن هنا يسعى النظام بالحاح الى ابعاد خطر هذه الفصائل عن العاصمة.

ويتحصن مقاتلو الفصائل في أبنية مهجورة يستهدفون العاصمة منها كما يشنون هجمات ضد قوات النظام انطلاقاً من انفاق حفروها تحت الأرض.

ويتهم النظام «الارهابيين» المتحصنين في حي جوبر بإطلاق قذائف تستهدف العاصمة، وسقط آخرها أمس في محيط ساحة العباسيين وحي مزة 86. كما سقطت قذيفتان الثلثاء داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة.

ولحي جوبر أهمية استراتيجية أخرى بالنسبة الى الفصائل كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقلها المحاصر من قوات النظام.

وبحسب المرصد نفذ الطيران الحربي التابع للنظام ثماني غارات على الأقل استهدفت حي جوبر، مضيفاً أن قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً استهدف كذلك بلدات وقرى عدة في الغوطتين الشرقية والغربية. وقتل طفلان في مدينة دوما جراء قصف لقوات النظام.

وذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة، من جهتها، أن «اشتباكات اندلعت اليوم (أمس) على أطراف الغوطة الشرقية، بين الثوار وقوات الأسد التي تحاول التقدم من جبال الغوطة لاستعادة السيطرة على بعض المواقع التي خسرتها في معركة الله غالب»، مضيفة أن «قوات الأسد مدعومة بميليشيات الشبيحة تحاول اقتحام مدينة عين ترما في غوطة دمشق من محاور عدة، تحت غطاء ناري كثيف». وقالت الوكالة إن الثوار قتلوا 15 من عناصر النظام خلال محاولتهم التقدم في حي جوبر.

وفي حمص، أفادت وكالة الأنباء السورية إن القوات الحكومية قتلت سبعة أفراد من «حركة أحرار الشام» في مكمن نُصب لهم قرب قرية السمعليل جنوب منطقة الحولة في الريف الشمالي.

وفي شرق البلاد، أورد المرصد أن طائرات حربية أغارت على منطقة مبنى مركز الانعاش للريف في مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف عناصر التنظيم.

أما في محافظة حلب فقد أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 13 من عناصر «داعش» و7 من الفصائل الإسلامية والمقاتلة من ضمنهم قياديان إثنان في تجمعين إسلاميين، خلال معارك استعادت فيها الفصائل السيطرة على قرية تل جبين. وأضاف أن هناك أسيرين على الأقل من التنظيم في أيدي المعارضة في حين «تم فصل رأسي عنصرين من التنظيم في المنطقة الواقعة بريف حلب الشمالي». كذلك أشار إلى أن المعارضة تحاول استعادة قرية احرص التي استولى عليها «داعش» في الساعات الماضية في إطار محاولته التقدم في ريف حلب الشمالي.



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved