باريس - رندة تقي
الدين علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلف
وزير خارجيته لوران فابيوس، لدى زيارته المرتقبة طهران في ٢٥ تموز (يوليو) الجاري، البحث مع السلطات
الإيرانية في الملف الرئاسي اللبناني وجهود إنهاء الشغور في الرئاسة.
وكان
تعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية موضوع بحث خلال استقبال هولاند بعد ظهر أمس، رئيس الحزب التقدمي
الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط ونجله تيمور في قصر الإليزيه، في لقاء وصفته مصادر الرئاسة الفرنسية
بأنه «كان بين صديقين أراد الرئيس الفرنسي خلاله التأكيد لتيمور أن عائلته صديقة لفرنسا وأنه يمكنه
الاعتماد على صداقتها باستمرار».
ووضع جنبلاط هولاند في صورة الأوضاع الراهنة
الصعبة في لبنان، رداً على أسئلة كثيرة من الأخير المهتم بمعرفة ما يجري فيه. وعلمت «الحياة» أن جنبلاط
أعطى صورة متشائمة عما يجري، وقال إن الأزمة الاقتصادية تتفاقم وشلل الحكومة خطير، مع احتمال تكرار
السيناريو الذي حصل قبل أسبوعين من خلافات داخل مجلس الوزراء، في الجلسة المقبلة المقررة بعد غد الخميس.
كما أطلعه على احتمال فتح دورة استثنائية للبرلمان كي يتمكن من الاجتماع لبتّ قضايا
مهمة.
وطرح هولاند أسئلة على تيمور جنبلاط حول ماذا ينوي القيام به وكيف
سيتولى خلافة أبيه، وهل سيكون في المختارة أو في بيروت. ومما قاله تيمور: «نحن دائماً نعتمد عليكم».
وهنأ وليد جنبلاط هولاند على ما قام به بالنسبة الى معالجة أزمة ديون اليونان. وتناول الحديث أيضاً
الاشتراكية الدولية وغياب وجوه كبرى عنها، مثل فرنسوا ميتران وهولاند نفسه، والتغيير الذي حصل للشخصيات
فيها.
وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي، مستشارا هولاند الرئاسي جاك أوديبيير
ولشؤون الشرق الأوسط إيمانويل بون.
جنبلاط يحذر من خطورة الدّين ويقترح مقاربات اقتصادية
علمية
استغرب رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط «حال
اللامبالاة للشؤون الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية في لبنان على رغم أن المعاناة تطاول جميع شرائح
المجتمع من دون تمييز وتفرقة بحسب الإنقسامات السياسية»، لافتاً إلى أن «البطالة والفساد والترهل
الإداري وانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات العامة هي مشاكل وأزمات بعضها أصبح مزمناً علماً أن إمكان
معالجتها ممكن وغير مستحيل إذا ما توافرت الإرادة السياسية لذلك».
ورأى جنبلاط
في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية أمس أن «غياب الإكتراث لهذا الأمر يجعل البعض في لبنان
يتناسى أن الدين العام آخذ في النمو من دون توقف وهو بات يشكل خطراً كبيراً على البنية الإجتماعية
والمالية للبنان وللخزينة في شكل عام»، مشيراً إلى «تقرير حديث صادر عن المنتدى الإقتصادي الدولي، احتل
لبنان فيه المركز الخامس بعد اليابان واليونان وإيطاليا وجاميكا من حيث النسب الأعلى للدين العام قياساً
الى الناتج المحلي إذ بلغت هذه النسبة في لبنان نحو 131 في المئة مقارنةً بإيطاليا مثلاً التي بلغت
النسبة فيها 133 في المئة واليونان التي تعاني اليوم من أعمق أزمة إاقتصادية في تاريخها وربما تاريخ
أوروبا حيث بلغت النسبة نحو 172 في المئة».
وقال: «إذا كان العملاق الإقتصادي
الياباني يملك مقومات هائلة لإعادة تعويم اقتصاده، وإيطاليا واليونان يستفيدان من وجود أوروبا في
حديقتهما الخلفية، فإن لبنان لن يقوى على مواجهة كل هذه التحديات الإقتصادية والمالية ما لم يحزم أمره
بإجراء إصلاحات جذرية وعاجلة لمكامن الهدر الأساسية». وأشار إلى «قطاع الكهرباء والطاقة والإفراج عن
قانون الأملاك العمومية والإستفادة من المحفظة العقارية للدولة وضبط الهدر في الجمارك وفي مختلف
الوزارات والإدارات العامة والمجالس والصناديق من خلال إجراءات جدية وفاعلة وصارمة». وأكد أن «اتخاذ بعض
الإجراءات الإصلاحية ممكن من خلال مقاربة الملفات الإقتصادية مقاربة علمية وتقنية وليس مقاربة سياسية،
إذا كان التفاهم حول الخلافات الإستراتيجية الكبرى مستحيلاً نتيجة الكثير من الظروف المحلية
والإقليمية».
الحريري يلتقي جعجع في جدة
التقى زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري في دارته في جدة أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وتم عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة وفق المكتب الإعلامي للحريري.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل في قصر السلام في جدة مساء أول من أمس جعجع في حضور ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان ووزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان. وجرى بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية.
وأعرب جعجع وفق مكتبه الإعلامي عن شكره وتقديره «للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على ما يجده لبنان وشعبه من دعم وحرص على أمنه واستقراره في مختلف الظروف».
على صعيـــد آخر التقى رئيــس كتلة «المستقبل» فـــؤاد السنيـــورة السفير الأميركي لدى بيروت دايفيد هيل وعرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة. |