FRI 29 - 11 - 2024
 
Date: Jul 6, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الرئيس التونسي أعلن حال الطوارئ واقالة مسؤولين على خلفية هجوم سوسة
أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت حال الطوارىء في البلاد"، وتقرر إقالة عدد من المسؤولين، بعد ثمانية أيام من هجوم سوسة الذي أدى إلى مقتل 38 سائحاً في 26 حزيران، بينما أظهر التحقيق أن منفذ الهجوم كان عمل سابقاً في قطاع السياحة.

وقال قائد السبسي إنه نظراً الى "المخاطر المحدقة بالبلاد والوضع الاقليمي وامتداد الإرهاب الى عديد البلدان العربية الشقيقة، تقرر إعلان حال الطوارىء على كامل تراب الجمهورية لمدة 30 يوماً" اعتباراً من السبت. وأضاف أن "تونس تواجه خطراً داهماً وقواتنا في حال استنفار"، و"أننا في حال حرب من نوع خاص"، و"هذا "يتطلب تعبئة شعبية"، محذراً من أنه في حال تكرار هجوم سوسة، "فان الدولة ستنهار".

ويذكر أن التونسيين عاشوا ثلاث سنوات في ظل حال الطوارئ التي أُعلنت في كانون الثاني 2011 قبيل فرار الرئيس سابقاً زين العابدين بن علي في غمرة الثورة التي أطاحته. ومُدد هذا الاجراء من دون توقف ثم رُفع في آذار 2014. وإعلان حال الطوارىء يمنح قوات الشرطة والجيش صلاحيات استثنائية ويتيح للسلطات خصوصاً حظر الإضرابات والاجتماعات التي من شأنها التسبب بالفوضى.

وأشار الرئيس التونسي الى الاضرابات المتكررة، قائلاً انه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع مع نوع "من العصيان المدني".

لكن اعلان حال الطوارىء بعد أكثر من أسبوع من هجوم سوسة أثار تساؤلات عن احتمال وجود هجوم جديد وعن سبل تطبيقها على الأرض. وحذر المحلل سليم خراط من أن حال الطوارىء قد تكون أداة قمع بامتياز. غير أن قائد السبسي رد على تلك المخاوف بالتشديد على أن لا تراجع عن حرية التعبير المكتسبة بعد ثورة 2011، مع دعوته إلى ممارسة الحريات مع أخذ المخاطر الإرهابية في الاعتبار "كي لا يساهم البعض في إيجاد ظروف لا تساعد على جبه التهديدات الارهابية".

وكانت السلطات الأمنية أعلنت خطة استثنائية ونشرت أعداداً إضافية من رجال الأمن المسلحين لتأمين الشواطىء والمواقع السياحية. وأقر رئيس الوزراء الحبيب الصيد الجمعة بتباطؤ الشرطة في التدخل عند حصول هجوم سوسة، وذلك في الاعتراف الرسمي الأول بوجود ثغرات أمنية. وتحدث عن انتماء المهاجم سيف الدين الرزقي إلى ناد للرقص ومعرفته الجيدة بالقطاع السياحي إذ عمل في حقل الترفيه والاستعراض. كذلك روى أحد جيران ذويه أنه "عمل في السياحة في منطقة القنطاوي" حيث حصل الهجوم. وأقر الصيد ايضاً بالحاجة إلى إصلاح جذري لقطاعي التعليم والاقتصاد، مشيراً الى دراسة لسبل إعادة تأهيل الشبان العائدين من القتال في سوريا، وإلى تعاون مع السلطات الفرنسية.

والرزقي متحدر من حي الزهور في مدينة قعفور بولاية سليانة في شمال غرب البلاد وطالب ماجستير في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بجامعة القيروان. وصرحت والدته راضية المناعي في مقابلة مع صحيفة "الصنداي تايمس" البريطانية أمس بأن ابنها كان "ضحية" الأشخاص الذين "خدروه" وأخضعوه لعملية "غسل دماغ". وقالت: "أعتقد أن شخصاً ما مارس ضغوطاً على ابني للقيام بذلك، ابني ضحية كالآخرين. ابني كان يحب الموسيقى، البريك دانس وكرة القدم. لقد خدروه وغسلوا دماغه ليفعل هذا الشر، أريد العثور على اولئك الذين قاموا بذلك".

وأعلنت السلطات التونسية إقالة والي سوسة والعديد من المسؤولين الأمنيين في القيروان وقعفور. وقال المستشار الإعلامي للصيد، ظافر ناجي: "كما كان هناك ثغرات أمنية، هناك ثغرات سياسية".

وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إقامة نصب تذكاري تكريما لـ 30 من مواطنيه قتلوا في هجوم سوسة.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Tunisair workers to strike on Friday, union says
Tunisia PM designate to form technocratic govt without parties
Tunisians emerge from lockdown into mosques and cafes
Tunisians protest over jobs amid economic downturn
Hundreds of Tunisians blocked by virus on Libya border crossing
Related Articles
Crime, excessive punishment in Tunisia
How President Béji Caid Essebsi Helped Build Tunisia's Democracy
Can Tunisia’s democracy survive the turmoil?
Tunisian politics between crisis and normalization
A community approach to militants’ rehab in Tunisia
Copyright 2024 . All rights reserved