TUE 13 - 5 - 2025
 
Date: Jan 14, 2011
 
المشهد العربي بعد انفصال جنوب السودان

رغيد الصلح
من الصعب ان يتحدث المرء عن الاستفتاء في السودان وعن ممارسة الحق في تقرير المصير. فالقرار بدا وكأنه اتخذ منذ زمن بعيد. وما يجري الآن لا يعدو الاحتفال بانفصال جنوب السودان عن شماله وقيام دولة افريقية جديدة. ومن الطبيعي ان يثير هذا الحدث الكبير تكهنات كثيرة ومناقشات واسعة حول تداعياته المحتملة السودانية والعربية والاقليمية. فالسودان هو اكبر بلدان افريقيا والمنطقة العربية مساحة، وربما اغناها من حيث الثروات الطبيعية والزراعية. والانفصال المتوقع يتم وسط صراع متفاقم بين الولايات المتحدة، من جهة، والصين، من جهة اخرى، على كسب  السودان، ليس فقط بسبب ثروته النفطية ولكن ايضا بسبب قيمته الاستراتيجية. هذه الاهمية جعلته عند الاستراتيجيين البريطانيين خلال مرحلة الحرب الباردة كنقطة تجميع وتحشيد مناسبة لكافة القوات البريطانية في الشرق الاوسط بغرض شن هجوم مضاد ضد اي اجتياح سوفياتي محتمل للمنطقة.

الدومينو السوداني


ومع هذه التكهنات يمكننا ان نتساءل هل يؤدي انفصال جنوب السودان الى ما يشبه "تأثير الدومينو" على المنطقة العربية؟  هل هذا ما قصده ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ومسؤولها في الشمال عندما قال ان الاستفتاء المرتقب سوف يكون "تسوناميا كبيرا يهز الارض وساكنيها"؟(1) لقد استخدم مصطلح "تأثير الدومينو" لاول مرة في منتصف الخمسينات لشرح الآثار المتوقعة لسقوط فيتنام في يد الشيوعيين على جنوب شرق آسيا وعلى التوازن الدولي بصورة عامة. بحسب نظرية الدومينو كان من المتوقع ان يؤدي ذلك الحدث  الى سقوط كل الانظمة الموالية للغرب في المنطقة في قبضة الاحزاب الموالية للسوفيات. ورغم ان نظرية "تأثير الدومينو" فقدت صدقيتها بعد ان تمكنت الانظمة المناهضة للشيوعية من الصمود، الا ان الاوضاع القائمة في السودان نفسه وفي المنطقة العربية جديرة بأن تعيد الى هذه النظرية صدقيتها المهدورة. وسقوط حجر الدومينو السوداني قد يجر الى سقوط احجار اخرى في السودان نفسه وفي المنطقة العربية حيث تبدي بعض الحركات الانفصالية جهوزية ملحوظة لاعلان دولها المستقلة.


فمع اقتراب موعد الانفصال السوداني المتوقع ارتفعت وتيرة الحراك العسكري في دارفور وخاصة في الاجزاء الجنوبية منه الاقرب الى حدود "دولة الجنوب" المرتقبة(2). ومع ان مليشيات دارفور المناهضة لحكومة الخرطوم لا ترفع شعار الانفصال، ولكن المثال الجنوبي سوف يشجع العناصر المتشددة منها على اتباع هذا الطريق. وكما في الجنوب والغرب، فكذلك في الشرق حيث نشأت خلال الخمسينات حركة محلية تركز على الهوية الخاصة لسكان شرق السودان وتحولت الى حركة تمرد مسلحة خلال العقد المنصرم. ولم تتوقف هذه الحركة الا مع توسط القيادة الاريترية مع المتمردين. ومن المرجح ان يؤدي انفصال جنوب السودان الى تشجيع هؤلاء المتمردين على اعادة النظر في اتفاق السلام الذي عقدوه مع حكومة الخرطوم خلال عام 2006، خاصة اذا تمكنوا من ضمان دعم اريتري لتحركهم(3). وقد لا يرتدي هذا التحرك الطابع الانفصالي الصريح، ولكنه قد يتجه الى المطالبة بفيديرالية سودانية هي اقرب في مضمونها الى الكونفيديرالية المترهلة والضعيفة.


الاثر المباشر لسقوط حجر الدومينو السوداني سوف يبرز حيث تتعرض الدولة الترابية (TERRITORIAL STATES) في المنطقة العربية الى المزيد من التحديات. ففي العراق، رسخت الحركة الكردية اقدامها الى درجة جعلتها تتخلى عن  شعارها القديم "الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان" وتستبدله بالمطالبة بالحق في تقرير المصير كما شهدنا في المؤتمر الثالث عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني، وكما فعل زعيم الحزب ورئيس حكومة كردستان مسعود البارازاني . لقد وعد البارزاني بطرح مسألة الحق في تقرير المصير بغرض "مناقشتها". ولكن النقاش هنا لن يتعرض الى مسألة امتلاك الاكراد هذا الحق، الذي هو في تقدير الزعامة الكردية غير قابل للنقاش، وانما الى صواب طرح هذا الحق في "الظرف الراهن" اي بالاحرى العمل من اجل انفصال كردستان عن العراق بمعايير "الواقعية السياسية وموازين القوى". اكثر من ذلك.لم يذهب الزعيم الكردي الى الوعد بالسير على طريق انفصال كردستان العراق فحسب ولكن ايضا الى وعد الجماعات الاخرى التي ترغب في الاقتداء بالمثال الكردي بتقديم العون لها ومساندتها حتى يتاح لها ان تحقق اهدافها(4).


وفي اليمن تتعرض الدولة الترابية الى ضغوط مماثلة. يطالب القائمون على "الحراك السلمي" في الجنوب بالحق في تقرير المصير. ويقدر زعماء الحراك سلفا ان الاستفتاء حول تقرير المصير سوف يقود حكما الى خيار انفصال الجنوب عن الشمال، او الى "فك الارتباط واستعادة الدولة المفقودة" كما يدعوه علي سالم البيض النائب السابق للرئيس اليمني(5). ان البعض من انصار الحزب الاشتراكي يؤكد ان الحزب يملك من التأييد في الشمال اكثر مما يملكه في الجنوب. هذا يعطي الحزب وانصار "الحراك السلمي" فرصة لتوسيع نطاق حراكهم بحيث يشمل سائر انحاء اليمن وللتغيير الديموقراطي اليمني كبديل يحقق لهم مطالبهم المعلنة مع الحفاظ على وحدة الدولة الترابية اليمنية. ولكن، لسبب غير واضح حتى هذا التاريخ، آثر زعماء الحراك التركيز على المطلب الانفصالي.


الى جانب "احجار الدومينو" هذه، هناك احجار دومينو اخرى في انحاء متفرقة من المنطقة العربية. وكل منها مرشح للسقوط كما سقط من قبل الحجر السوداني، وتحت وطأة الضغوط المتزايدة التي تعاني منها الدولة العربية الترابية، وبفعل عوامل مساعدة كثيرة تزيد من فاعلية هذه الضغوط وتحد من قابلية الدولة العربية على احتوائها وتجاوزها، وتسهل مرور المشاريع الانفصالية.

حركات الانفصال والعوامل المساعدة


تأتي العولمة في مقدم هذه العوامل المساعدة لخيار الانفصال او الاحرى تشظي الدولة الترابية، كما يقول جان-ماري غيهينو، النائب السابق لامين عام هيئة الامم المتحدة، في كتابه "نهاية الدولة القومية". ففي فصل بعنوان "لبننة العالم" يقول غيهينو ان النزوع الفئوي الذي مزق لبنان ودول شرق ووسط اوروبا اصاب المفهوم الاوروبي للقومية في الصميم، وان هذا النزوع بما فيه من "جاذبية ودفء للجماعات البشرية [الطائفية او الاثنية]  ذات الطابع الاحادي البسيط" مهيأ للاستيلاء حتى على اكثر الديموقراطيات تقدما لانه يتطابق مع موجبات الحداثة والتقنيات المعولمة(6). من هذه الناحية فان العولمة لا تعود قوة دافعة في اتجاه اندماج الدول الترابية في منظومة عالمية، بمقدار ما تتحول الى عامل يغذي حركات التشطير والانفصال وتفكيك للدولة الترابية.


وفي المنطقة العربية تتغذى هذه الحركات ايضا من ظاهرتي العجز الديموقراطي وتفاقم المعضلات الاجتماعية مثل الفقر والبطالة. لقد رصد تقرير مبادرة الاصلاح في العالم العربي لعام 2010 هاتين الظاهرتين فوجد ان  المنطقة استكملت شروط الانتقال الى الديموقراطية، ولكن من الناحية الشكلية فقط، اما من الناحية العملية فإن المنطقة لا  تزال "... في حاجة ماسة لضمان الحريات السياسية والمدنية ولتعزيز المراقبة والمحاسبة ودور منظمات حقوق الانسان". كذلك لاحظ التقرير حاجة المنطقة الملحة والمتزايدة الى تطبيق اصلاح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بغرض تقديم فرص العمل للشباب والحد من الفقر ومن التفاوت الطبقي(7). المؤشرات السياسية والاجتماعية التي شهدناها خلال السنة الفائتة مثل الانتخابات النيابية البائسة التي جرت في بعض الدول العربية والتحركات الشعبية الواسعة ضد البطالة والازمات الاجتماعية تدل على ان هذه الازمات الى انسداد وليس الى انفتاح، الى تفاقم وليس الى حل.


ان الانفصال لا يحل هذه المشاكل. فحكومة جنوب السودان التي تقودها الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تقدم نموذجا متقدما للحكم الديموقراطي او للاصلاح الاجتماعي بالمقارنة مع حكومة الخرطوم. كذلك فان قادة الحراك في جنوب اليمن لم يحققوا الرخاء لابناء المناطق الجنوبية من اليمن ولم يكونوا ارحم على المعارضين والمنافسين والمواطنين العاديين من حكومة صنعاء. ولكن الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة تتحول الى عوامل مساعدة للانفصالات اذا ما ترافقت مع عامل آخر يلعب دورا مهما في التأثير على عقول وافئدة المواطنين في الكيانات المرشحة للانفصال.


يتمثل هذا العامل الآخر بالثقافة السياسية السائدة في المجتمعات التي تنشط فيها الحركات الانفصالية. في المنطقة العربية  تتعرض الدولة الترابية/الوستفالية الى تحديات كبرى. لقد كانت هذه الدولة مخلوقا محببا واثيرا لدى قوى كثيرة عندما كانت الحركة الاتحادية العربية في حال الصعود. كان الشغل الشاغل لهذه القوى اسباغ المشروعية على الدولة الترابية وتوطيد اركانها وتحصينها ضد اي حدث ينال من علو مقامها واتساع سلطانها. بيد ان الحرص الشديد على الدولة الترابية ما لبث ان تبدد عندما انحسر خطر المشاريع العربية الاقليمية، وعندما "انتهت او ماتت العروبة" كما يقول البعض. وانقلب الكثيرون من غلاة المدافعين عنها، الى مترصدين لسقطاتها وعثراتها، والى مبشرين بالخروج منها بل وبزوالها واضمحلالها.

مساعدات الخارج والداخل


اضافة الى العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشكل خلفية مناسبة وعاملا مساعدا على تحقيق الانفصالات. يضيف البعض الاحداث التاريخية كعنصر مهم يسهل للحركات الانفصالية تحقيق اهدافها. فهذه الحركات تنشط عادة وتحقق اهدافها، كما يعتقد الاكاديمي انتوتي هـ. بيرتش الذي شغل منصب نائب رئيس الرابطة الدولية للعلوم السياسية، اذا ما توافر لها نموذجان من العوامل والاسباب. النموذج الاول يتعلق بتطور المجتمعات بصورة عامة، اما الثاني فهو يتصل بالحوافز التاريخية والخاصة التي تشحذ العصبيات الفئوية والذاتية للحركات الانفصالية. ويقدم بيرتش ثلاثة امثلة على النمط الثاني من الحوافز لتوضيح نظرته هذه: الهولوكوست، الذي يسر للحركة الصهيونية تحقيق اهدافها، اكتشاف النفط في اسكتلندا الذي شحذ العصبية القومية الاسكتلندية واضفى على المطلب الاستقلالي الاسكتلندي صدقية اقتصادية، "والثورة الصامته" بين الكنديين الفرانكوفونيين في كيبيك التي رفعت من شأنهم وقوت عزيمتهم في المطالبة بالانفصال عن كندا(8).


يرتكب بيرتش خطأ بديهيا عندما يقارن بين حركة الاستعمار والاستيطان الصهيونية من جهة، وحركتي المطالبة بانفصال اسكتلندا وكيبك الفرنسية، الا ان المقارنة التي يقوم بها مفيدة على كل حال لانها تفسح المجال امام المقارنة بين اثر العوامل الداخلية والذاتية على نجاح حركات الانفصال. لقد نجحت الحركة الصهيونية في اقامة كيان عبري على الارض العربية، فلماذا لم ينجح الاسكتلنديون والكيبيكيون الانفصاليون في تحقيق اهدافهم رغم توافر الاحداث التاريخية والذاتية المناسبة لتحقيق هذه الاهداف، كما يقول بيرتش؟ لماذا فشلت حركات انفصالية مثل ايتا في اسبانيا وجيش التحرير الايرلندي في ايرلندا الشمالية في تحقيق الانفصال عن الدولة الترابية؟


لئن فتشنا عن الفوارق الاساسية بين الصهيونية وبين حركتي الانفصال في اسبانيا وايرلندا الشمالية فاننا لن نجدها كلها بين العوامل الذاتية لدى كل من هذه الحركات، وانما سنجد في مقدمها الفرق بين حجم الدعم الخارجي الذي تلقته الصهيونية وحجم ونوعية الدعم الذي تلقته حركتا الانفصال في البلدين الاوروبيين. فهناك فرق كبير بين الدعم الذي قدمته ليبيا الى الايرلنديين ونوع الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة والدول الاوروبية الى الحركة الصهيونية. وهناك فرق كبير بين نظرة هذه الدول الاخيرة الى الدولة الترابية في العالم الاطلسي، بريطانية كانت ام اسبانية ام ايطالية، ونظرتها، من جهة اخرى، الى الدولة الترابية العربية حتى ولو كانت هذه الدولة حليفا مضمونا للغرب وركيزة من ركائزه في المنطقة.


لعب العامل الخارجي في المنطقة العربية، وفي غيرها من المناطق والاقاليم العالمية  دورا بالغ الاهمية في ترسيم حجم الدولة الترابية وحدودها. ولقد لعب هذا العامل دورا حاسما في ترسيم حدود الدولة الترابية في المنطقة العربية منذ ان تم التفاهم الودي في بداية القرن العشرين بين الدول الكبرى في الغرب على اقتسام مناطق النفوذ في المنطقة العربية. وفي ايامنا الراهنة يشكل هذا العامل بالتأكيد عنصرا مساعدا على تحديد مصائر احجار الدومينو العربية. فمسيرة الانفصال في السودان بدأت، كما يقول بعض الاصدقاء السودانيين وكما تقول مراجع تاريخية منذ ان دفعت دولة اوروبية كبرى خلال صيف عام 1955 العسكريين الجنوبيين للتمرد على الحكومة المركزية في الخرطوم(9).


اذ يتضافر العامل الخارجي مع عوامل اقليمية ومحلية ذاتية مساعدة، فان الظروف ترجح ان تحقق الحركات الانفصالية في المنطقة العربية المزيد من المكاسب. ولن يتغير هذا الواقع الا اذا شهدت المنطقة نهضة اصلاحية حقيقية تشمل ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة والدفاع الوطني وتستند الى تعاون متين وجدي بين الدول العربية. عندها يتحول مسار الدومينو من الترنح الى الاستقرار وتفقد حركات الانفصال مبرر استمرارها.

 

 

(1) "الحياة" 23/11/10.
(2) "العرب اليوم" 9/11/10.
(3)   مهنا، عبد اللطيف. فلسطيني 6/9/9.
(4) "النهار" 12/12/10.
(5) البيض، علي سالم -"العرب القطرية" 15/3/10- مقابلة صحافية.
(6)  Guehenno, Jean-Marie. The End of the Nation-State (Minneapolis-USA: University of Minnesota Press, 2000). PP. 40-45.
(7) aafaqcenter.com، حوارات ‎ - Cached.
(8)  Birch, Anthony H. Nationalism and National Integration (Abingdon-U.K.: Routledge, 2003) P. 72.
(9) ar.wikipedia.org/wiki/ جنوب السودان - Cached - Similar.

 

(كاتب لبناني - مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية)  


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Inside:
Why Algeria will not go Egypt's way
When revolutionary euphoria subsides: Lessons from Ukraine
A letter from the Cedar Revolution to the Nile Revolution
Mubarak, save Egypt and leave
Barack Obama sees Egypt, but remembers Indonesia
Just changing generals is not freedom
Egypt’s Youth are Responsible for Defending their Revolution from Those who Would Climb upon It
Can Lebanon kill its own tribunal?
Egypt's future in Egyptian hands
Social media are connecting Arab youths and politicians
The Mediterranean between sunny skies and clouds of pessimism
For the West, act of contrition time
Why Arabs have airbrushed Lebanon out
The Tunisian experience is likely to mean evolution in Morocco
Can Egypt's military become platform for political change?
Lost generations haunt Arab rulers
Democracy: not just for Americans
For better or worse, Arab history is on the move
The Middle East's freedom train has just left the station
Mubarak's only option is to go
Ben Ali's ouster was the start, and Mubarak will follow
Is this a Gdansk moment for the Arabs?
Tunisia may be a democratic beacon, but Islamists will profit
The Arabs' future is young and restless
Egypt's battle requires focus
Arab rulers' only option is reform
Exhilarating Arab revolts, but what comes afterward?
Hezbollah enters uncharted territory
Resisting change fans the flames
To participate or not to participate?
choice decisive for Lebanon
Lebanon typifies Arab political poverty
Between Tunisia’s Uprising and Lebanon’s Tribunal
Lebanon, Between Partnership and Unilateralism
What might Hezbollah face once the trial begins?
In Lebanon, echoes of the Iraq crisis
Is Hezbollah's eye mainly on Syria?
Egypt's Copt crisis is one of democracy
The thrill and consequences of Tunisia for the Arab region
Three Arab models are worth watching
Tunisia riots offer warning to Arab governments
Tunisia has a lesson to teach
Time for Lebanese to re-think stances
Amid stalemate, let negotiations begin!
North Africa at a tipping point
The Options Available When Faced with the Failure of Arab Governments
Latifa and Others
Troubling trends in this Arab new year
The past Lebanese decade
Beyond the STL
Yet another Arab president for life
An independent Egyptian Web site gives women a voice
Fight the roots of extremism
Fractures prevail as Arabs cap 2010
Truth about injustice will help reduce Muslim radicalization
Christian flight would spell the end for the Arab world
Defining success in the Lebanon tribunal
60% of the Lebanese and 40% of Shiites Support the Choice of Justice
Without remedy, Lebanon faces abyss
The Saudi succession will affect a broad circle of countries
The Arab world faces a silent feminist revolution
The canard of regime change in Syria
Egypt faces a legitimacy crisis following flawed elections
Lebanon: Reform starts with politicians
Human Rights: Three priorities for Lebanon
What's changed?
Monitoring in the dark
Myths about America
Lessons from the fringes
On campus, not all get to vote
'Your credit is due to expire'!
Blood for democracy
Lebanon can solve its own problems
The Janus-like nature of Arab elections
Social Structural Limitations for Democratization in the Arab World
Jordan’s Public Forums Initiative
Islamic Historic Roots of the Term
Copyright 2025 . All rights reserved