WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Apr 15, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: جلسة الحوار تنتهي إلى تصعيد والمشنوق: للتحرّر من السطو الإيراني
ليس واضحاً ما اذا جلسات الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" قادرة على لجم التصعيد الاعلامي الذي يعكس الخلاف المستحكم بين محورين اقليميين، وخصوصاً مع قرار مجلس الامن امس الذي يصب في مصلحة السياسة التي تتبعها المملكة العربية السعودية في الشأن اليمني. واذا كانت اطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل تدخل في اطار هذا التصعيد لأن لا مبرر لكثرة الاطلالات وتكرارها سوى مزيد من المواقف المتصلبة والتي تستهدف السعودية مباشرة، فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق خرج امس من جلسة الحوار العاشرة في عين التينة بخطاب "استباقي" حمل فيه على ايران وحلفائها.
 
ومما قال: "سمعنا قبل أيام كلاماً يتوعد المملكة العربية السعودية بالهزيمة وبتمريغ أنفها بالتراب. وأنا أقول من بيروت، من العاصمة التي عانت من صاحب الكلام ومن مدرسته، بقدر ما عانت من اسرائيل، ومن العاصمة التي لم تبخل عليها الرياض يوماً بكل ما يساهم في نهوضها وعمرانها وتألقها ورفاه أهلها من كل الطوائف. أقول من هذه البيروت إن من سيُمرّغ أنفه بالتراب هو كل من احترف ثقافة العدوان والإلغاء وتزوير الارادات والتطاول على الشرعيات وكل من يعتقد أن زمن الاستضعاف سيدوم إلى الأبد. وأقول بكل ضمير مرتاح إن عاصفة الحزم، التي تقودها المملكة العربية السعودية، هي لتحرير كل مستقبل العالم العربي من براثن السطو الايراني على كرامته ومقدّراته وخيارات شعوبه، في الوقت نفسه الذي تدعو فيه إلى مناخات طبيعية للحوار والحلول السياسية".

وفي نهاية الاجتماع صدر بيان مقتضب فيه: "ناقش المجتمعون استكمال الاجراءات الامنية في كل المناطق تحصيناً للوضع الداخلي، وقضايا اخرى تهم اللبنانيين وبعض المسائل المرتبطة بملف النازحين".

وعلمت "النهار" من مصادر قريبة من المتحاورين ان الجلسة لم تتطرق الى السجال الدائر حول اليمن، ونوقشت الخطط الامنية للضاحية الجنوبية ولمناطق اخرى، وتم الاتفاق على دعم تنفيذها من دون الدخول في التفاصيل اللوجستية التي تترك للقوى الامنية. واذ كانت الساعة الصفر لم تحدد، فإن الموعد المبدئي يراوح بين نهاية نيسان ومطلع ايار. كما بحث في مخيم اللاجئين السوريين في عرسال الذي بات يشكل عبئاً على المدينة، وعرضت اقتراحات لنقله. واتفق على الاسبوع الاول من ايار موعداً للجلسة التالية.

وكان الرئيس نبيه بري طلب من الوزير علي حسن خليل، قبل انضمامه الى جلسة الحوار العاشرة، ان يبلغ المشاركين ضرورة الحد من تبادل المواقف الحادة بين الطرفين على ضوء التطورات في الازمة اليمنية.

وردد بري أمام زواره انه كان متأكداً من ان جلسة الحوار ستنعقد في موعدها. وشدد على "ضرورة تعميم الحوار اللبناني على العالم العربي، لان البديل من هذا الامر سيكون المزيد من المشكلات والازمات ونشوء دويلات جديدة في المنطقة، وانتظروا عندها زيادة عدد المقاعد في جامعة الدول العربية".

وسألت "النهار" الوزير المشنوق بعد إلقاء كلمته عن الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، فأجاب: "الحوار مستمر وهناك قرار إستراتيجي باستمراره". ونفى أن تكون المواضيع التي تطرق اليها في كلمته قد طرحت في جلسة الحوار مساء أمس.
 
الحريري
في غضون ذلك، يستمر رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في تحركه لدى الدول المعنية لتحصين الموقف اللبناني الرسمي الذي حدده رئيس الوزراء تمّام سلام في قمة شرم الشيخ، وسط مخاوف من ان تنعكس مواقف "حزب الله" على اللبنانيين العاملين في دول الخليج ومصالحهم. وفي اطار برنامج زياراته الخارجية، يزور الحريري واشنطن الاسبوع المقبل حيث يعقد جملة لقاءات مع كبار المسؤولين الاميركيين ومنهم وزير الخارجية جون كيري لاستشراف آفاق المرحلة والاطلاع على مسار الاوضاع.
 
مجلس الوزراء
داخلياً، يعقد مجلس الوزراء غداً الخميس جلسة خاصة لمناقشة مشروع الموازنة. وتوقعت مصادر وزارية، استناداً الى "المركزية"، ألا تكون الجلسة الاولى والاخيرة، اذ يستلزم المشروع جولات نقاش مستفيضة، علماً ان الجلسة قد لا تكون كافية حتى لقراءته، او ليقدم وزير المال علي حسن خليل فذلكة الموازنة.
 
العسكريون المخطوفون
أمنياً، بعد عودته من تركيا متابعاً ملف العسكريين المخطوفين، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم رئيس مجلس النواب في عين التينة. وعلمت "النهار" أن أجواء اللقاءات التي عقدها اللواء ابرهيم في تركيا كانت ايجابية، وان مسار المفاوضات مع "جبهة النصرة" بات متقدماً ويبقى بعض التفاصيل الصغيرة قيد المتابعة، ومن المرجح ان يشهد الملف انفراجاً قريباً. ويذكر ان ابرهيم يؤثر أن تبقى بنود التفاوض سرية حرصاً على نجاح الملف. اما التفاوض مع تنظيم "داعش"، فمتوقف منذ اكثر من خمسة اشهر، ولم تنجح محاولات لاحيائها او الاطمئنان الى حال العسكريين المخطوفين لديه.
وقد سئل الوزير المشنوق عن التطورات الجديدة في الملف، فإجاب:"سيطلقون قبل أقل من عشرة أيام".
 
اللاجئون
أما حياتياً، فقد استمرت جولات مبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية عبد الله المعتوق، والمفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، ولقاءاتهما السياسية. وصرح المعتوق: "نحن ندرك ما يتحمله لبنان من جراء وجود ما يزيد عن مليون و300 الف لاجئ سوري على ارضه، وهذا يؤثر على البنية التحتية للدولة، والخدمات سواء الصحية أو التعليمية أو غيرها. جئنا مع المفوض السامي لنساعد اخواننا اللبنانيين الذين يواجهون هذه الصعوبات، ونحن نعرف موارد لبنان، وعلينا ان نقف معه ونحن نقدره، وهو أكرم دولة فتحت ابوابها وذراعيها وقلبها قبل حدودها.
أما غوتيريس فقال: "إن دعم المجتمع الدولي للبنان غير كاف، وعلينا ان نعمل بعضنا مع البعض من اجل تعزيز هذا الدعم وتفعيله، ليس على المستوى المادي فحسب وانما ايضا على مستوى التنمية وبنى الدولة اللبنانية".

علي حماده: شككنا في أن المخابرات السورية سهّلت لدخول "جهاديين" إلى العراق

ك.س.
في اليوم الثاني والأخير من إفادة الصحافي الزميل علي حماده أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، تناول الاعتداء الصاروخي على "تلفزيون المستقبل" عام 2003، وقال: "إنني ممن اعتقدوا منذ اللحظة الأولى أن القصف الصاروخي قامت به مجموعة من المخابرات السورية لأهداف تتعلق بالخلاف السياسي الضمني آنذاك بين الحريري وسوريا. والبيان الموزع باسم مجموعة جهادية كان للتعمية على المسؤولين عن الحادث. ووصفه بأنه "رسالة تحذير قوية اللهجة".
 
وجواب حماده جاء رداً على طرح محامي الدفاع جيفري روبرت عن مصالح المتهم أسد صبرا، مضمون وثيقة تلقتها قوى الأمن الداخلي من شعبة اتصال بغداد عن اعتراف الموقوف السوري لديها حسين محمد طه بهذه العملية، وهو برتبة ملازم أول في المخابرات الخارجية السورية بأمر من الرائد في المخابرات السورية سليم سلوم الذي كان مركزه في اللويزة قرب الحازمية.

وتناول روبرت وثيقة معلومات عن تكليف طه بمراقبة مجموعة في مجدل عنجر وخطط مع المسؤول في حزب البعث "ابو الليل" بوضع أسلحة في محيط البلدة. ثم تسلم لبنان برقية من انتربول ايطاليا مفادها أن مجهولين ينتمون الى "القاعدة" يحضرون لتفجير سفارات عربية في بيروت من بينها السفارة الايطالية. وسأل الشاهد إن علم بأحداث جرت في تلك البلدة فأجابه حماده: "نعم أتحدث بصفتي صحافياً مراقباً ولست مطلعاً على مسائل أمنية تقنية. وأذكر أن أشخاصاً اعتقلوا بتهمة حيازة أسلحة. في تلك المرحلة كنا نشك في أن المخابرات السورية في سوريا ولبنان تتخذ موقع المسهّل لدخول "الجهاديين" الى العراق بإدخالهم الى سوريا ومنها الى العراق للقيام بعمليات تفجيرية في مرحلة من المراحل ضد الأميركيين أو الحكومة العراقية".

وعرض روبرت وثيقة عن إحالة مدير المخابرات سابقاً العميد ريمون عازار ثلاثة مشتبه فيهم على التحقيق امام القضاء العسكري في قضية الصواريخ، علماً ان عازار والقاضي عدنان عضوم كانا مصنفين قريبين من الرئيس لحود وقريبين الى أبعد الحدود من المسؤوليين السوريين الذين تولوا الملف اللبناني.

وسأل القاضي راي "هل كان المفترض بالقضاة العام 2003 أن يكونوا مستقلين عن الحكومة؟". أجاب حماده "من ناحية المبدأ هذا ما يقول به القانون اللبناني الذي يفصل بين السلطات. ولكن في تلك المرحلة كانت أجهزة القضاء اللبناني تتعرض للعديد من الضغوط السياسية من المسؤولين الأمنيين السوريين، وتحديداً اللواء رستم غزالي. بعض القضاة ربما تساهل وبعضهم الآخر رفض. والواضح في لبنان أن السياسة تؤدي دوراً أساسياً وجوهرياً في الشأن القضائي وخصوصاً قبل عام 2005".

ورداً على المستشار في الغرفة القاضي نيكولا لاتييري عن أمثلة لهذه الضغوط، ارتأى الشاهد العودة الى أرشيف هائل من المقالات والمعلومات، ولا سيما في "النهار" تتحدث عن قضايا تعرض فيها القضاء لضغوط، وقال: "أنا لا أعمم لأن غالبية القضاة لم تقبل بالانصياع للضغوط السورية".




 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved