TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Apr 10, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: أي حوار مع التصعيد المتدحرج؟
"لقاء الجمهورية": وضع الأسس لإطلاق "الجمهورية الثالثة"
اذا كان المناخ السياسي عاد ينذر باحتدامات يصعب التكهن بنتائجها وانعكاساتها، فان هذا المناخ لم يحجب بداية الاستعدادات لاحياء الذكرى الـ40 لبداية الحرب في لبنان في 13 نيسان 1975 والتي تصادف الاثنين المقبل. وتتصدر هذه الاستعدادات مبادرة أطلقتها حملة "حقنا نعرف" تحت عنوان "حملة 40 الحرب" التي تستمر 40 يوما عبر أربع صور تطرح كل منها سؤالا وتسعى وفق التعريف عنها الى "أن تكون مساحة مشتركة للنشاطات التي تتعلق بالذكرى في كل المناطق اللبنانية". يشار الى ان هذه الحملة المدنية انبثقت من "لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان" التي ولدت عام 1982 ومن ثم اطلقت حملة "حقنا نعرف" عام 1999، كما نظمت عام 2000 في مناسبة مرور ربع قرن على ذكرى الحرب حملة "تنذكر ت ما تنعاد".

بالعودة الى الواقع السياسي الداخلي، تنامت مخاوف جدية في اليومين الاخيرين على مصير الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" لم تبدده التأكيدات المتكررة من الفريقين لاستمرار الحوار، ولا حتى تحديد موعد جولته العاشرة في 14 نيسان الجاري. ذلك ان مضي "حزب الله" في حملاته العنيفة التصاعدية على المملكة العربية السعودية واستثارتها لردود حادة عليه من الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار، بدأت كما أكدت أوساط مواكبة معنية لـ"النهار" تهدد ليس بتفاقم المناخ السياسي فحسب، بل بطرح جدوى استمرار ما يعتبر ازدواجية غير مقبولة في استمرار الحوار من جهة، وتقويض أهدافه من الجهة المقابلة. وأعربت عن مخاوف حقيقية بدأت تسري في كواليس الافرقاء المعنيين من ان يخفي التصعيد الاعلامي والسياسي المتدحرج "أجندة" اقليمية وتحديدا ايرانية ينخرط فيها الحزب بقوة لجعل بيروت ساحة تصفية حساب مع السعودية، الامر الذي سيؤدي الى هز الأسس التي قام عليها الحوار ولا سيما منها التهدئة وتخفيف التوتر السني - الشيعي. وقالت ان الجولة المقبلة من الحوار في 14 نيسان قد لا تفضي الى أي نتائج ملموسة ما دامت الاجواء الساخنة والمتوترة أفرغت الحوار من محتواه وباتت تهدد بتحويره عن أهدافه المحددة الاساسية.

حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتمسك برعاية الحوار في عين التينة، لم يخف قلقه من التصعيد القائم. وقد سئل امس ما اذا كان يخشى على الوضع الامني في البلد في ضوء ما يجري، فأجاب أمام زواره: "الوضع الامني جيد، والجيش والقوى الامنية تقوم بالواجبات المطلوبة منها على أكمل وجه. لكنني بدأت أتوجس من التصعيد السياسي في الاعلام وأعتقد انه يجب ان يتناول الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل في جلسته المقبلة في 14 الجاري، هذه المسألة وسأطلب منهما مناقشة هذا الامر خصوصا وان مواقف كل طرف حيال مواضيع الخلاف من اليمن وسواها اصبحت معروفة وجرى اظهارها وترجمتها بنبرات عالية ولا احد سيغير موقفه وليس هذا المطلوب في الحوار". واستشهد بالمثل القائل "إن كثرة الضرب تفك اللحام. وعلينا ان نتنبه".

في المقابل، سجل تقدم في الحوار الجاري بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" ترجمته زيارة امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان امس لمعراب ولقائه رئيس الحزب سمير جعجع والمكلف التفاوض مع "التيار" رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي. ومع ان مصادر الفريقين تحفظت عن كشف تفاصيل الاجتماع، فانها قالت ان الاجواء ايجابية، وان الحوار يحرز تقدما مهما. وأكد كنعان "إحراز تقدم ملموس حيال مضمون اعلان النيات".

فرنسا
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان المراجع الرسمية تبلغت امس ان وزير الدفاع الفرنسي جان - إيف لو دريان سيصل الى بيروت في 20 من الجاري في مناسبة تسليم لبنان الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي التي اشتراها لبنان بموجب الهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية ضمن برنامج تسلّح يمتد الى أكثر من ثلاث سنوات. وسيتوّج هذا البرنامج بتسليم الجيش اللبناني طوافات وبوارج حربية. وستستمر زيارة الوزير الفرنسي يومي 20 و21 نيسان يجري خلالها محادثات مع الرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقيادة "اليونيفيل" في الجنوب.

مقتل إرهابي
على الصعيد الأمني، سجل تطور بارز جديد أمس في مجال تعقب الجيش وقوى الأمن لمطلوبين ارهابيين، إذ تمكنت شعبة المعلومات من رصد مكان المطلوب البارز أسامة منصور المتورط في عمليات قتل عسكريين في طرابلس. ونفذ الجيش ليلا عملية أمنية في شارع المئتين في طرابلس وأقفل الطرق المؤدية اليه ودهم مكان اختباء منصور حيث حصل اشتباك أدى الى مقتله. وأفيد عن مقتل مسلحين آخرين كانا مع منصور لدى اطلاقهم النار على الجيش.
ويشار في هذا السياق الى ان هذا الحادث جاء غداة توقيف الجيش مطلوبا ارهابيا بارزا آخر في البقاع ينتمي الى تنظيم "داعش" هو نببل الصديق الذي تبين انه القاضي الشرعي للتنظيم في عرسال، وتواصلت أمس التحقيقات معه.

مصطفى ناصر لبداية المحكمة: غزالي أوقف بثّ مقابلة غسان تويني مع ملك الأردن عبر "تلفزيون لبنان"

كلوديت سركيس
استأنفت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها امس برئاسة القاضي الاوسترالي ديفيد راي. واستمعت الى افادة الصحافي مصطفى ناصر مستشار الرئيس رفيق الحريري والذي شغل دور الوسيط بين الاخير والامين العام لـحزب الله" السيد حسن نصرالله ومساعده حسين خليل من عام 1992 الى تاريخ اغتياله.

وقال ناصر في ضوء اسئلة ممثل الادعاء غرايم كامرون ان المسؤول الامني السوري في بيروت رستم غزالي طلب عام 1996 من رئيس مجلس ادارة "تلفزيون لبنان" فؤاد نعيم وقتذاك وقف بث برنامج حواري لغسان تويني على المحطة الرسمية بعنوان "غسان تويني يحاور"، اثر دعاية مكثفة لمقابلة اجراها تويني مع ملك الاردن. وألغي بث الحلقة بموافقة الحريري الذي كان يملك نصف اسهم "تلفزيون لبنان". واستاء تويني الذي استقال من المحطة واعطى المقابلة لتلفزيون "الجديد" الذي بثها. ورد سبب طلب غزالي الى ان الملك الاردني لم يكن على علاقة جيدة مع سوريا، وكذلك الامر بالنسبة الى تويني الذي كان صديق الملك حسين وعلى علاقة غير جيدة مع السوريين. واضاف ان بث المقابلة يشكل اختراقا سياسيا او صحافيا للوجود السوري في لبنان. "وأرجح ان الاعتراض السوري كان على الملك حسين. كما لم يكن تويني شخصا مرغوبا فيه عند السوريين، ولا "النهار"، مشيرا الى مواقف صاحب تلفزيون "الجديد" تحسين خياط "المعادية لأي سيطرة اعلامية وموقفه المعادي لغزالي".

واضاف ناصر: "بعد التمديد للرئيس اميل لحود حصلت لقاءات سياسية مكثفة بين الحريري ونصرالله، حضرتها كلها ولا سيما من ايلول 2004 الى شباط 2005، وشارك فيها مساعده، وعددها من عشرة الى 20 اجتماعا، عقدت في اماكن مختلفة من الضاحية الجنوبية، واغلبها في مقر الامانة العامة للحزب الذي دمر كليا في حرب تموز 2006. وقلة منها حصل في منزلي في تلة الخياط، وكان خليل يحدد موعدها. وغالبية طلبات نصرالله ارسلها مع خليل الى قصر قريطم، اربع او خمس مرات. وكنا نعتمد حوارا مشفرا على الخليوي لترتيب لقاءات الرجلين بكلمتي "فاكهة" للاجتماع عند نصرالله و"عصير" عند الحريري. وقد عقدت تلك اللقاءات ليلا وكنت أرافق الحريري في سيارته، ومعه اللواء وسام الحسن ويحيى العرب. نتبع سيارة امنية للحزب متوجهين الى الضاحية الى مكان لا يعرفه الا السائق. وكنا ننزل في ملجأ ما او في خيمة ملاصقة لمقر الامانة الذي دخلناه من رواق حائطه من الباطون السميك. وتركزت تلك الاجتماعات بعد التمديد على التحالف الانتخابي بين الحريري والحزب وانعكاسات صدور القرار 1559.

وشرح الحريري يومها لنصرالله ضرورة هذا التحالف ونظرته الى القرار الدولي الذي توجس نصرالله منه على سلاح المقاومة. فأكد الحريري له شرعنة بقائه حتى توقيع لبنان اتفاقا مع اسرائيل، وبعد توقيع سوريا، مصرا على بقاء الجيش السوري في البقاع وشرعنته بعد الانتخابات النيابية. واعتبر نصرالله رأي الحريري ايجابيا جدا، وسيراجع الحزب ومجلس الشورى في صدده".

وذكر الشاهد بأن نصرالله قال عن الحريري في بداية تلك اللقاءات انه شكّل حكومات فاسدة وانّه أميركي "قادم لنزع سلاح المقاومة". وبعدما اوضح الحريري موقفه قابله نصرالله "باعجاب ودهشة". وتطرق الى آخر اجتماع عقد بين الحريري ومساعد نصرالله في قصر قريطم قبل ثلاثة ايام من الاغتيال لتسهيل مهمة خليل الى دمشق ولترتيب لقاء للحريري مع الاسد. وعرض حسين ادراج اسماء مرشحين للنيابة مقربين للسوريين على لائحة الحريري في بيروت. فأصر الحريري على ادخال مرشح الحزب محمد برجاوي الى لائحته فحسب، وبرفض حسين، عرض الحريري مقعدا ارمنيا لمرشح مقرب من سوريا. وتوجه حسين الى دمشق لتحضير الزيارة للحريري، الذي استشهد.

"لقاء الجمهورية" للمرة الأولى الاثنين المقبل: وضع الأسس لإطلاق "الجمهورية الثالثة"

يوم الاثنين المقبل يعقد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في دارته في اليرزة الاجتماع الأول للحراك السياسي المزمع تشكيله بعنوان: "لقاء الجمهورية". تنبثق أهداف هذا الحراك، كما وزّعت على المدعوين، من ان اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه شكّلا شبكة أمان حافظت على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بلبنان، بدءاً باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وعدد من الشخصيات المهمة، انسحاب الجيش السوري، التظاهرات الكبرى لـ 8 و14 آذار، إقرار المحكمة الدولية وصدور القرارات الظنية والتنكّر لها، حرب تموز 2006 وانتشار الجيش في الجنوب وحروب اسرائيل على غزة، حرب نهر البارد، حوادث 7 أيار، اسقاط حكومة سعد الحريري، وصولاً الى الاضطرابات في الدول العربية والحرب في سوريا، حوادث طرابلس وعبرا وعرسال وعكار، تفجيرات طرابلس والضاحية والسفارة الايرانية، التكفير و"داعش" والاعتداءات على الجيش، التمديد لمجلس النواب، حكومات تصريف الأعمال 22 شهراً والشغور الرئاسي.

وفق القيّمين عليه، يسعى "لقاء الجمهورية" الى العمل للمحافظة على العقد الاجتماعي المتمثل بالطائف والدستور المنبثق عنه، والحؤول دون اللجوء الى الدعوات لمؤتمر تأسيسي كل 6 سنوات، "وهذا ما يحتّم العمل على وضع الأسس لإطلاق الجمهورية الثالثة من طريق تحصين اتفاق الطائف عبر تطبيق "اعلان بعبدا" (اعتماد نهج الحوار وتحييد لبنان عن صراعات المحاور...)، ايجاد مخارج أو حلول للإشكالات الدستورية التي ظهرت في غياب التحكيم السوري بعد انسحاب جيشه من لبنان، متابعة تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي أقرّت بتاريخ 25 أيلول 2013 في نيويورك وأعيد تأكيدها في 5 آذار 2014 في باريس و26 أيلول 2014 في نيويورك، وإعادة هيكلة المؤسسات والإدارة وسنّ قوانين كفيلة بإبعاد المحاصصة واجتثاث الفساد.

أيضاً من ضمن العمل على وضع الأسس لإطلاق الجمهورية الثالثة "استكمال تطبيق الدستور انطلاقاً من اقرار قانون انتخابي يعتمد النسبية ويشرك المرأة والمغتربين، وخفض سنّ الاقتراع الى 18 عاماً، اقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة، وضع خطة انمائية شاملة ومتوازنة متوسطة الأمد تعنى بالشؤون الاجتماعية والبيئية، تشريع إشراك القطاع الخاص في الإنماء، الى جانب القطاع العام، العمل في سبيل بناء دولة عصرية ترتكز على المواطنة وتعتمد الصدق والشفافية وتناهض كل أشكال الفساد والهدر، العمل بمبدأ السياسة في خدمة الاقتصاد بوضع خطة اقتصادية قائمة على إعادة جدولة الديون ومرتكزة على الافادة من موارد النفط والغاز وعلى قوة المعرفة والتطور التكنولوجي والاستثمار في الكفايات العلمية، وختاماً طرح رؤية اصلاحية شاملة لموضوع الثروات الطبيعية والبيئية التي تشكّل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية".

يذكر ان لهذا الحراك تنظيماً يتألف من الهيئة العامة التي تضم زهاء 70 شخصية من كل الطوائف والمناطق، تجتمع مرة كل شهر وعندما تدعو الحاجة لإقرار مواضيع معينة ودعم الأهداف. تضاف الى ذلك لجنة تنفيذية أو مجلس تنفيذي أو هيئة أو أي اسم آخر مؤلفة من 8 الى 12 شخصاً من الهيئة العامة، وأمانة سرّ ملحقة باللجنة التنفيذية مؤلفة من خبراء وإداريين وإعلاميين تعمل تحت إشراف هذه اللجنة على إعداد التقارير، التحاليل، المحاضر، البيانات، المواقف واقتراحات قوانين ومراسيم وخلافه في سبيل تحقيق أهداف الحراك، وتتخذ أمانة السر مقرّاً دائماً لها.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved