صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن حكومته ستعمل مع السلطات الكردية لـ"تحرير" محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً. وورد كلامه في مؤتمر صحافي في أربيل مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وذلك خلال زيارة رسمية أولى لإقليم كردستان العراق منذ توليه منصبه العام الماضي. وقال إن لبغداد وأربيل عدواً مشتركاً، وإنهما ستحسنان العلاقات لمواجهة التهديد. وأضاف :"لهذا مجيئنا اليوم إلى أربيل، لكي نتعاون وننسق خطة مشتركة لتحرير أهل نينوى. نحن ليس لنا أي مصلحة، لا حكومة اتحادية ولا حكومة اقليم كردستان في التجاوز على أراضي نينوى. نينوى لأهل نينوى، ونتعاون لتحرير نينوى من أجل مصالح كل مواطني نينوى".
ولم يعلن العبادي جدولاً زمنياً لخطة استعادة السيطرة على نينوى لئلا يفقد "عنصر المفاجأة"، وإن يكن أشار إلى أن "توقيت بدء العملية سيكون مفاجئاً، مثلما حدث في تكريت، ولدينا اتصالات من أهالي الموصل، ويريدون التعاون مع القوات الأمنية للخلاص من داعش".
وجاءت زيارته لكردستان بعد أقل من أسبوع من طرد قوات عراقية وميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من تكريت بدعم من غارات جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وسئل العبادي عن تقارير عن انتهاكات ارتكبتها الميليشيات الشيعية، فأجاب أنه من الظلم توجيه اتهامات الى القوة بكاملهاـ واضاف أن "هناك مجموعة صغيرة تحاول إلصاق نفسها بـالحشد الشعبي وتقوم بالاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم والإساءة إلى الحشد الشعبي. تابعنا المسيئين واعتقلنا بعض الأشخاص". وطمأن أبناء محافظتي الأنبار ونينوى و"الأراضي الأخرى الخاضعة لسيطرة داعش"، الى "أننا نحترم الشعب ولن نسمح بأي انتهاكات واعتداءات على ممتلكاتهم وأرواحهم". ووصف عملية تحرير تكريت بأنها "نصر نظيف"، ملاحظاً أن "أعداء العراق حاولوا تشويه هذا النصر، وتهويل الحوادث التي وقعت للتأثير على العراقيين المؤيدين للقوات العسكرية التي حررت المدن المحتلة من "داعش"، وأنا مطمئن إلى تحقيق النصر العسكري في نينوى، ونحتاج الى تخطيط لعمليات التحرير وما بعد التحرير".
على صعيد آخر، أكد العبادي أن إقليم كردستان العراق له جزء من الموازنة العراقية الاتحادية، ونسبة فيها، ولا ربط بين عمليات تحرير الموصل وموازنة إقليم كردستان العراق، فهو "جزء من العراق، وموازنته ضمن الموازنة الاتحادية". غير أن "أموال الموازنة غير كافية للجميع، فالإقليم، وكل المحافظات، غير راضية عن موازنتها الحالية، ودوائر الدولة كذلك".
وكان العبادي توافق ليل الأحد مع الرئيس فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري على إجراءات لتسليح أبناء محافظة الأنبار، وإعادة النازحين إلى ديارهم في المناطق المحررة من محافظة صلاح الدين. وفي النجف، أكد الجبوري أن "العراق لن يكون ساحة لتصفية حسابات الدول الإقليمية، مشدداً على أن "مصلحة العراقيين يجب أن تكون متقدمة على غيرها".
أمنياً، قتلت القوات العراقية 50 من مسلحي "الدولة الإسلامية" جنوب قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، وكان بينهم من يحملون جنسيات "عربية وأجنبية". وفي الأنبار، صدت القوات العراقية في مناطق الزيارية والبوعيثة والحوز وشارع عشرين بوسط الرمادي هجمات للتنظيم المتشدد.
وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن أن وفداً من الداخلية زار محافظة الأنبار الأحد وتفقد احتياجات مديرية الشرطة، وذلك استعداداً للعملية الكبرى لدحر "الدولة الإسلامية". وأعلنت شرطة محافظة الأنبار تعيين 1500 متطوع داخل مدينة الرمادي.
|