لندن - ابراهيم حميدي رام الله - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت «جبهة النصرة» امس تراجعها عن دعم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مخيم اليرموك جنوب دمشق وسط مناشدات لـ «حماية» اللاجئين الفلسطينيين بعد سيطرة «داعش» على معظم المخيم وسقوط 13 «برميلاً» عليه أمس، في وقت كثفت القوات الحكومية غاراتها على البنية التحتية في مدينة إدلب وعلى أطراف قاعدة عسكرية لوقف تقدم المعارضة في شمال غربي البلاد. وتنطلق اليوم الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» لمناقشة جدول أعمال يتضمن إشارة إلى بيان «جنيف- 1»، بمشاركة 30 معارضاً ليس بينهم قادة عسكريون بعد رفض النظام هذا الاقتراح.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإلقاء «مروحيات النظام 13 برميلاً متفجراً على مخيم اليرموك، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة و «أكناف بيت المقدس» ومقاتلين داعمين لها من فصائل إسلامية من جهة أخرى»، حيث تم إجلاء ألفي مدني من المخيم. وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان أنها «تقف على الحياد» بعدما كانت قاتلت الى جانب «داعش»، ما يُعتقد أنه جاء نتيجة وساطات إقليمية. كما انسحبت «النصرة» من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وأُعلن تعيين أحد قادة «الجيش الحر» لحراسة المعبر.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى «محاولة إيجاد حل» لحماية الفلسطينيين في اليرموك، فيما أكد رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل «تحييد المخيم وكل المخيمات الفلسطينية، وإبعادها من تطورات الأزمة السورية المؤلمة، وإنقاذ المخيم في شكل عاجل».
في شمال غربي البلاد، قال ناشطون إن صراعاً غير مباشر يجري بين النظام وفصائل المعارضة على الوجه المدني في إدلب بعد سيطرة «جيش الفتح» عليها قبل أيام. وقالت مصادر مطلعة إن النظام «أنذر جميع الموظفين بترك أعمالهم والالتحاق بمحافظات أخرى» خاضعة لسيطرته بالتزامن مع شن «86 غارة». وأوضح مرهف دويدري، الناشط السوري من إدلب، أن «القصف بدأ باستهداف المستشفيات، منها الهلال الأحمر والمستشفى الوطني، وأخرجت هذه المستشفيات من الخدمة، إضافة الى قصف مستشفى الحياة. وطاول القصف الحي الشمالي وحي الشيخ ثلث وأبنية قريبة من قصر المحافظة». وأفيد بشن غارات على أطراف «معسكر الطلائع» بين إدلب وأريحا، لوقف تقدم المعارضة التي بدأ قادتها بـ «بحث فتح معارك أخرى لإشغال قوات النظام، ومواصلة التقدم نحو المعسكر».
واحالت «النصرة» اثنين من قياديها إلى القضاء لانهما وصفا المسيحيين في ادلب بـ «الإخوة» في مخالفة لـ «الولاء والبراء»، بالتزامن مع اغلاق طلب الجبهة وقف اذاعة في ريف ادلب.
سياسياً، يشارك في «منتدى موسكو-2» حوالى ثلاثين معارضاً بينهم المنسق العام لـ «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة، مقابل مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هذه الاجتماعات. وينضم وفد الحكومة برئاسة ممثل سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري الى الحوار بعد غد، على أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجميع المشاركين.
وقال جميل لـ «الحياة» إن الجلسة الثانية تختلف عن الأولى، إنها تتضمن مناقشة جدول أعمال للحوار اقترحه منسق «منتدى موسكو» فيتالي نعومكين تضمن «مهمة القوى الوطنيّة المشاركة في مواجهة التحديات، بما فيها الإرهاب الدوليّ وتدابير بناء الثقة التي يُمكن اعتمادها من قبل الحكومة والمعارضة وأسس العمليّة السياسيّة، بما في ذلك أحكام بيان جنيف» الذي تضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية.
وقالت مصادر معارضة إن الحكومة السورية رفضت ثلاثة مقترحات، تقدم بها معارضون الى الجانب الروسي، بينها تأجيل «منتدى موسكو» الى ما بعد مؤتمر المعارضة في القاهرة نهاية الشهر، الذي باتت تدور شكوك حول انعقاده، ومشاركة قيادات عسكرية في الحوار، إضافة إلى رفض «إجراءات بناء ثقة مثل فتح ممرات إنسانية ووقف القصف».
لكن جميل قال إن الجانب الروسي أبلغ معارضين خطيا أن النظام قال إنه اطلق سراح 683 معتقلاً في «مبادرة حسن نية قبل حوار موسكو»، لافتا إلى «ضرورة عدم وضع العربة قبل الحصان، ذلك أن إجراءات بناء الثقة تأتي بعد اللقاء التشاوري وقبل انعقاد جنيف- 3». وأضاف أن الجلسة الثانية تتضمن إصدار توصيات بناء على مناقشة مبادئ وجدول أعمال اقترحها المنسق الروسي.
«براميل» على اليرموك و«النصرة» تقف على الحياد... وتخلي معبر نصيب
أفيد بإلقاء الطيران المروحي السوري أكثر من 13 «برميلاً متفجراً» على مخيم اليرموك جنوب دمشق وأعلنت منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق إخراج حوالي ألفي شخص وسط اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وفصائل أخرى، في وقت سلمت «جبهة النصرة» معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى قيادي في «الجيش الحر».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن العاصمة دمشق وريفها شهدا «انقطاعاً للتيار الكهربائي جراء قيام مسلحين بقطع إمدادات الغاز عن محطتي تشرين والناصرية لتوليد التيار الكهربائي»، قائل إنه «ارتفع إلى 13 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية ليل أمس على عدة مناطق في مخيم اليرموك، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة وأكناف بيت المقدس ومقاتلين داعمين لها من فصائل إسلامية من جهة أخرى».
وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان أنها تقف على الحياد من الأحداث التي تجري في مخيم اليرموك. وأضافت: «أوضحنا للجميع أننا في جبهة النصرة في جنوب دمشق، نقف على الحياد بما يخص القتال الحاصل بين أكناف بيت المقدس وتنظيم الدولة في مخيم اليرموك، ولسنا وحدنا في ذلك فمجموعات أخرى ومنها أحرار الشام اتخذت نفس الموقف، واتخذنا قراراً بالتهدئة مغلبة مصلحة المنطقة المحاصرة المنهكة الجائعة، التي تتآكل بمصالحات مع نظام الأسد». وتابعت أن «موقف الحياد ليس للنأي بالنفس عن تحمل المسؤولية، وكأن الطاعنين بنا يتناسون تحملنا لأعباء جديدة في المنطقة تضاف إلى رباطنا في القسم الأكبر من الثغور اتجاه النظام النصيري وشبيحة أحمد جبريل (الأمين العام للجبهة الشعبية- القيادة العامة) وكتائب فتح الانتفاضة في مخيم اليرموك، وهو عبء مواجهة جماعة المصالحات (لوحدنا) في مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم».
وإذ أشارت إلى نية «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش الدخول إلى المخيم لقتال «داعش»، أضافت «النصرة» في البيان: «مع من يريد الدخول؟ مع لواء شام الرسول المتورط بمصالحات مع النظام المجرم، هذا اللواء الذي غدر بنا في بيت سحم وحرض وقاتل على إخراجنا منها، فما كان منا في جبهة النصرة إلا أن رفضنا الطلب، فكيف نسمح لمن قاتلنا في بيت سحم أن يدخلوا مخيم اليرموك؟».
من جهته، قال رئيس الدائرة السياسية في «منظمة التحرير الفلسطينية» في دمشق أنور عبد الهادي: «فتحنا معبراً آمناً من بيت سحم (جنوب شرق) والبلدية (شمال شرق) وتمكنا يومي الجمعة والسبت بمساعدة الحكومة ومنظمات إغاثة من إخراج نحو 400 عائلة أي ما يقارب ألفي شخص إلى حي الزاهرة» المجاور والخاضع لسيطرة قوات النظام. وأضاف: «تم إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة وقدمت إليهم الاحتياجات اللازمة، كما تم إسعاف نحو 25 جريحاً إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا».
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء مدنيين من مخيم اليرموك بعد اقتحامه الأربعاء من «داعش»، الذين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين وتمكنوا في اليومين الأخيرين من السيطرة على أجزاء واسعة من المخيم.
ويسيطر «داعش»، بحسب عبد الهادي، على وسط المخيم والمنطقة الغربية الجنوبية، فيما يسيطر مقاتلو «أكناف بيت المقدس» وهو فصيل فلسطيني قريب من «حركة حماس» على المنطقة الشمالية الشرقية.
في جنوب البلاد، قال «المرصد» إن «النصرة» انسحبت من بوابة معبر نصيب الحدودي مع الأردن «عقب أكثر من 3 أيام من السيطرة عليه من قبلها مع ألوية ومقاتلة»، لافتاً إلى بقائها في المنطقة المشتركة بين الحدود السورية - الأردنية مع الفصائل والألوية المقاتلة.
وأصدرت «دار العدل في حوران» قراراً بتعيين القائد الميداني في »جيش اليرموك» عماد أبو زريق قائداً لحراسة معبر نصيب الدولي بعد تشكيلها، وفق ما أكده ناشطون.
وكانت «دار العدل» بالاشتراك مع الفصائل العسكرية والهيئات المدنية في المنطقة الجنوبية اتخذت عدة إجراءات أمس لإعادة تأهيل معبر نصيب على الحدود الأردنية والقضاء على حالات السلب والنهب. واعتبرت في قرارها أن معبر نصيب منطقة مدنية محررة تخضع لإدارة مدنية مباشرة ممثلة بمجلس محافظة درعا على أن تتولى قوة شرطية من فصائل «الجبهة الجنوبية» حماية المنشآت من الخارج وتكون تابعة للإدارة المدنية، وإخلاء المعبر من كافة الفصائل المسلحة.
وكان معبر نصيب على الحدود الأردنية شهد عمليات سلب ونهب وسرقة من بعض الأهالي المدنيين بعد سيطرة المعارضة عليه.
إلى ذلك، قال «المرصد» إن قوات النظام «قصفت مناطق في محيط بلدة كفرناسج بريف درعا الشمالي الغربي، التي شهدت خلال الأسابيع الفائتة، اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف، وحزب الله اللبناني مدعما بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من طرف آخر في محاولة من الأخير لاستكمال السيطرة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي- ريف القنيطرة - ريف دمشق الغربي، بينما استشهد رجل من مدينة انخل تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة صباح اليوم مناطق في بلدة السكرية ومناطق أخرى غرب تل الجابية».
اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك بين «داعش» وفصائل أخرى
قال مسؤول فلسطيني اليوم (الإثنين)، إن مخيم «اليرموك» في سورية يشهد إشتباكات عنيفة منذ ساعات الفجر بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والقوات التي تدافع عن المخيم.
وأوضح رئيس «الدائرة السياسية لمنظمة التحرير» في سورية أنور عبدالهادي، لإذاعة «صوت فلسطين» أن «اشتباكات قوية تدور هناك منذ الفجر بين تنظيم داعش ولجان الفصائل وقوات الدفاع الوطني ومن بقي من قوات أكناف بيت المقدس».
وأضاف أن «الأهالي في المخيم محاصرون وقناصو التنظيم يمنعونهم من الخروج من المخيم كي يستخدموهم دروعاً بشرية. نحن نسعى بكل الوسائل إلى فك الحصار عنهم وتأمين خروجهم، خصوصاً أننا يهمنا الحفاظ على حياتهم أكثر من الحجر». مشيراً إلى أن «أمس وأول من أمس استطعنا أن نخرج 400 عائلة من المخيم الذين استطاعوا الوصول إلى الممرات الآمنة»، موضحاً أنه «تم تحقيق تقدم بنسبة 30 إلى 40 في المئة في سيطرة القوات التي تدافع عن المخيم».
وأكد عبدالهادي أن «داعش موجود في جنوب وشرق المخيم ووسطه أما اللجان الشعبية في شرق وشمال المخيم».
وحول عدد من بقي في المخيم قال: «يترواح العدد بين عشرة إلى 12 الف في أقصى حد بين فلسطينيين وسوريين، وعدد الفلسطينيين تقريباً لا يتجاوز تسعة آلاف»، مضيفاً: «نحن نعمل من أجل حمايتهم من القتل الذي يمارسه داعش عدد القتلى 21 والمختطفون حوالى 80 ما بين شاب وفتاة».
ويتوجه إلى سورية اليوم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني مبعوثاً للرئيس الفلسطيني، وقال مجدلاني إلى إذاعة «صوت فلسطين» صباح اليوم إنه سيلتقي بمسؤولين سوريين لبحث الوضع في المخيم. |