أحكم الجيش اليمني واللجان الشعبية الموالية للحوثيين السيطرة على مدينة عدن وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية، فيما شرعت السلطات السعودية في تفكيك السياج الحديدي الذي يفصل الكثير من المناطق الحدودية بين البلدين، مما يرجح الاتجاه نحو فتح الجبهات البرية بعد ثمانية أيام من "عاصفة الحزم" الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية.

خفضت طائرات التحالف غاراتها على العاصمة صنعاء إلى أدنى مستوى وشنت غارات محدودة على مواقع عسكرية في ضواحي العاصمة، فيما استمرت في شن المزيد من الغارات على مواقع الجيش في المحافظات الحدودية والساحلية وخصوصاً في محافظات حجة، الحديدة، مأرب وعدن، إلى تكثيف غاراتها على مواقع الحوثيين في صعدة وكذلك غارات الإسناد الجوي لقوات الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في المحافظات الجنوبية.

وقال عسكريون إن الغارات في صنعاء استهدفت مستودعات المواد الغذائية التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية في مديرية همدان، فيما ظلت الدفاعات الجوية تتصدى للطائرات المغيرة في صنعاء وتعز بعد قيامها بطلعات ليلية من غير ان تشن غارات جديدة.

وشنت طائرات التحالف غارات استهدفت مديريات باقم، رازح ومنبه بمحافظة صعدة وأدت إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة ثلاثة، كما استهدفت بصواريخ عدة سيارة في منطقة العلم بمديرية مران فقتل ثمانية مدنيين من أسرة واحدة.

كذلك استهدفت الطائرات بغارتين شبكة الاتصالات في جبل العُر بمديرية منبه ومواقع للحوثيين في مديرية كتاف - البقع فسقط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين ودمرت تحصينات وعتاد.

ودمرت غارات التحالف موقع كتيبة الصواريخ التابعة لمعسكر الجبانة بمحافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر . كما عاودت شن غاراتها في محافظة حجة مستهدفة منطقة جمرك حرض على الحدود اليمنية - السعودية، مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة ستة بينهم مصري.

واستمرت طائرات التحالف في تقديم الاسناد الجوي لقوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، وشنت غارات في محافظة مأرب استهدفت الكتيبة 52 دفاع جوي المرابطة في منطقة صافر، إلى مواقع اخرى في محافظة عدن.

وقال مسؤولون إن غارات الاسناد الي تشنها طائرات التحالف استمرت ليل الاربعاء، منها غارتان على حي النصر وسلسلة غارات على معسكر الصولبان ومطار عدن الدولي، وتحدثوا عن تدمير فندق ومعرض لبيع السيارات.

وأعلنت السفارة الروسية تضرر مقر قنصليتها في عدن نتيجة القصف، مشيرة إلى أنها تدرس إمكان اقفال القنصلية وإجلاء المواطنين الروس.

واستهدفت غارات الاسناد أيضاً كتيبة عسكرية في منطقة شقرة بمحافظة أبين تابعة للواء 115 المرابط في مدينة لودر كانت تتولى مهمة تأمين الطريق الساحلي بين أبين وعدن.

وأعلنت قيادة الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين احكام السيطرة على مدينة عدن بعد مواجهات مع مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، مشيرة إلى أن قواتها سيطرت على القصر الجمهوري في معاشيق "ونشرت قوات في محيطه بعد دحر مسلحي القاعدة وميليشيا هادي". اعلنت السيطرة على منزل الرئيس هادي في عدن وكذلك منزل اللواء علي محسن والسيطرة على مطار عدن ومينائها الرئيسي وتطهير منطقة جبل التي كانت خاضعة لسيطرة "القاعدة"، إلى اقفال قناة عدن التي كانت خاضعة لسيطرة الرئيس هادي.

وسجلت هذه التطورات بعد مواجهات شهدتها مناطق خورمكسر وكريتر ودار سعد والشيخ عثمان مع مقاتلي اللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس هادي، قبل أن تتمكن قوات الجيش من الانتشار في شوارع المدينة ومنافذها وبعض المرافق الحكومية.

ونفى مسؤولون محليون وقادة عسكريون حصول عمليات انزال لقوات برية في ميناء عدن، مشيرين إلى أن الميناء يخضع لسيطرة قوات الجيش.

واعلن السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير أن لا وجود لقوات سعودية "رسمية" على الأرض في عدن، لكن إرسال قوات برية يبقى احتمالاً مطروحاً.

وفي حضرموت، شن مسلحو تنظيم "القاعدة" هجوماً كبيراً سيطروا خلاله على مدينة المكلا بمحافظة حضرموت والتي كانت مسرحاً لاشتباكات وأعمال سلب ونهب غداة سيطرة مسلحي التنظيم على مرافق حكومية، إلى اقتحامهم مقر السجن المركزي وتهريب 300 سجين بينهم القيادي في التنظيم خالد باطرفي المعتقل منذ سنتين بعد مواجهات أسفرت عن مقتل جنديين.

وشن مسلحو التنظيم سلسلة هجمات متزامنة استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والامنية وسيطروا على القصر الجمهوري ومبنى المجمع الحكومي والمصرف المركزي وإذاعة المكلا وعدد من المقار الحكومية الامنية والشرطية والمدنية ، إلى شنهم هجمات على معسكر النجدة وبعض المواقع التابعة للمنطقة العسكرية الثانية.

وأضرم مسلحو "القاعدة" النار في عدد من المباني الحكومية، ونهبوا المصرف المركزي ومؤسسات أخرى منها مستودعات الجيش في معسكر الثورة التابع لقوات الأمن العام. وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد في منطقة برج ميناء المكلا.

وفي مؤشر لتزايد الصعوبات، قتل أول جندي سعودي من حرس الحدود واصيب عشرة آخرون خلال تبادل للنار مساء الاربعاء في منطقة عسير الحدودية مع اليمن، وذلك منذ انطلاق عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية ان حرس الحدود في إحدى نقاط "المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية مما ادى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح غير مهددة للحياة".

وفي اسلام اباد، دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى عقد جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان للبحث في مشاركة القوات الباكستانية في التحالف العسكري الي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثيين في اليمن.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: "نظراً الى الروابط الدينية والتاريخية والثقافية بين شعبي باكستان والسعودية أؤكد مجدداً أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيسبب رداً قوياً من باكستان".

وأضاف: "أكد رئيس الوزراء أن كل القرارات في هذه المسألة ستتخذ وفقا لرغبات الشعب الباكستاني. ولهذه الغاية أشار رئيس الوزراء على الرئيس بالدعوة الى جلسة مشتركة للبرلمان الاثنين في السادس من نيسان لمناقشة هذه المسألة ذات الأهمية الوطنية".

وصرحت الناطقة، باسم وزارة الخارجية تسنيم أسلم بان جلسات البرلمان قد تستغرق أكثر من يوم. ولم يتضح اذا كان سيجرى تصويت في هذا الشأن. وقالت: "قد تجرى مناقشات. وبالطبع سيتوقعون إفادات من الوفد الذي ذهب الى السعودية".

وجاءت دعوة شريف بعد اجتماعه مع وفد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع اثر عودتهم من السعودية الاربعاء. وقال مسؤول حكومي إن من المتوقع ان يتوجه رئيس الوزراء الى تركيا اليوم للبحث في الوضع باليمن.