THU 28 - 11 - 2024
 
Date: Mar 21, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان يُعد ملفاته إلى شرم الشيخ والكويت وقهوجي: متحسّبون لكل شيء بعد ذوبان الثلج
يوسف لغرفة المحكمة: الحريري كان يعلم أنه مُراقَب في تحركاته وخاضع للتنصّت
يستعيد المشهد الداخلي رتابته وسط الدوران في فراغ سياسي لا يبدو مرشحاً لأي اختراق في وقت قريب، فيما بدأت الحكومة الإعداد لمشاركة لبنان في محطتين خارجيتين هما القمة العربية المقرر عقدها أواخر الاسبوع المقبل في شرم الشيخ ومؤتمر الكويت الثالث للمانحين في نهاية الشهر. ويبدو لبنان معنيا بهاتين المحطتين المتعاقبتين اللتين تكتسبان أهمية حيوية بالنسبة اليه، سواء من حيث الملفات المصيرية التي ستطرح في القمة العربية ولا سيما منها مسألة مكافحة الارهاب والاوضاع العربية السائدة في ظل التمزقات المذهبية الخطيرة الناجمة عن الحروب التي تشهدها بلدان عربية عدة وخصوصاً سوريا والعراق واليمن وليبيا، أو من حيث تخلف الدول المانحة عن تقديم المساعدات المقررة للبنان في ملف النازحين السوريين.

واذ يتوقع ان يستكمل رئيس الوزراء تمام سلام، الذي سيرأس الوفدين اللبنانيين الى القمة العربية ومؤتمر الكويت، ملفي لبنان الى المؤتمرين في الايام المقبلة، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي سيكون في عداد الوفد الرسمي الى الكويت لـ"النهار" ان لبنان سيطرح على المؤتمر خطة الاستجابة مع لبنان لمعالجة اللجوء السوري التي تتطلب موازنة ملياري دولار لمدة سنتين يرصد منها 37 في المئة للاستقرار اللبناني و63 في المئة للاعمال الانسانية تصرف على مليون لبناني فقير ومليون لاجئ سوري. وأوضح انه ناقش هذه الخطة مع سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية في لبنان، وكذلك مع وزير التعاون الالماني غيرد موللر وممثل البنك الدولي في بيروت، وأنه لمس استعداداً واعداً منهم لتمويل الخطة. ويشار في هذا السياق الى ان الوزير درباس وضع خطة الاستجابة هذه بعدما تبلغ من المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين ان الدول المانحة لم تسدد من المبالغ التي تعهدت تقديمها للبنان سوى 53 في المئة في العام 2013 و49 في المئة في العام 2014.

مشاورات مسيحية
أما على الصعيد السياسي، فعلمت "النهار" ان مشاورات جرت أمس بين بكركي وعدد من القيادات المسيحية في شأن سبل تطوير المطالبة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما تبيّن أن كل المواقف النظرية لم تؤد الى أي زخم ولم تتح أي فرصة لانتخاب الرئيس. وفهم ان هذه المشاورات التي تجري بعيداً من الاضواء لبلورة موقف غير الوعود المتكررة لإنتخاب رئيس وكانت الآراء موزعة بين القيام بحملة دولية والتحرك على صعيد الرأي العام ولا بد من انتظار أسبوعين لبلورة الاتجاه الذي سيعتمد. وتقول أوساط مواكبة للمشاورات إن الوضع الرئاسي يبتعد أكثر فأكثر بفعل تعثر المفاوضات النووية ونتائج الانتخابات الاسرائيلية، ذلك أن ثمة تقديرات ان هذين الحدثين أثرا في امكانات إدارة الرئيس أوباما السياسة الخارجية.

الحملة العونية
وفي سياق متصل، يبدو ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ماض في حملة متدرجة ومصممة لمواجهة الاتجاه الى تعميم التمديد للقادة العسكريين والامنيين ولا سيما منهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، علماً ان عون يهدف في حملته الى اقناع القوى السياسية الممثلة في الحكومة باعتماد تعيينات جديدة وتزكية صهره قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائداً للجيش، فيما غالبية الكتل تسير في اتجاه التمديد للعماد قهوجي. واذ أدرج اللقاء الاخير لوزير الخارجية جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري في اطار هذه الحملة العونية، كشف امس ان باسيل زار ايضا الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا في السياق نفسه.

قائد الجيش
وسط هذه الاجواء، أكد العماد قهوجي امس انه "لا يريد الفراغ الرئاسي، لكن هذا الموضوع والجواب عنه ليس عندي، فأنا مسؤول عن المؤسسة العسكرية ولست مسؤولا عن سياسة البلاد، وما أقوم به هو واجبي، وكل ما أطلبه من الدولة هو للجيش ولم أطلب شيئا لنفسي". وشدد لدى استقباله مجلس نقابة الصحافة على "اننا متحسبون لكل شيء بعد ذوبان الثلج على السلسلة الشرقية ووضعنا أمامنا كل الاحتمالات ونحن لا نخاف شيئاً ولكن علينا ان نبقى موحدين".

وأفاد ان لبنان من "أكثر الدول التي تحظى بالمساعدة الاميركية للجيش اذ ان نسبة 90 في المئة من حاجات الجيش تأتي من الولايات المتحدة ويزودنا الاميركي اسلحة حديثة جدا جدا". وقال ان "الهبة السعودية بالسلاح الفرنسي اقلعت والتأخير سببه التصنيع لان الاسلحة المتفق عليها لم تكن مصنعة سلفا". واعتبر ردا على سؤال عن المفاوضات لاطلاق العسكريين ان "داعش جماعة كاذبين ولصوص يهمهم المال والسرقة والنساء ولا علاقة لهم بالدين". واذ أكد ان الجيش "متماسك وصامد ولا انشقاقات على الاطلاق"، جزم بأن "الجيش صامد حيث هو ونجح في ما حقق، وكنا صامدين وما زلنا في منطقة بلغت فيها الحرارة 17 درجة تحت الصفر، وبقي الجيش ثابتا وهو سيبقى ثابتا".

يوسف لغرفة المحكمة: الحريري كان يعلم أنه مُراقَب في تحركاته وخاضع للتنصّت

كلوديت سركيس
أنهت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، الاستماع الى افادة النائب غازي يوسف بالاستجواب المضاد من محامي الدفاع. وتناول النائب في "تيار المستقبل"، ردا على المحامي ديفيد يونغ، اتصالين هاتفيين على الخط العادي الخاضع للتنصت وهو يدرك ذلك، أجراهما من قصر قريطم في شباط 2005 بالمدير العام لقوى الامن الداخلي سابقا اللواء علي الحاج والمدير السابق للمخابرات العميد ريمون عازار، اثر توقيف مقربين منه في جمعية لتوزيعهم الزيت على فقراء زكاة في مناسبة العيد. واضاف ان الحريري خاطب الحاج في ذلك الاتصال فاتحا مكبر الصوت في حضور الشاهد وسليم دياب معاتبا قائلا له"انت تعرف أني ازكي برمضان". وهو اتصل ليقول له ان "ما حصل تجن وتعسف. كان يعتبره شخصا من العائلة بعدما كان قيما على امنه ومرافقته في الداخل والخارج لثمانية اعوام، مشيرا الى ان التوقيف تم بناء على استنابة قضائية. وتحدث عن انه جرى الحظر على اي شخص من قوى الامن الداخلي يزور الحريري بناء على أوامر الحاج في ضوء معلومات من بعض ضباط في قوى الامن كانوا يترددون اليه، وذلك بعد استقالة الحريري من الحكومة في تشرين 2004 . وأفاد انه بعد تعيين الحاج مديرا قام بتقليص عدد العناصر التي كانت تُفصل لرؤساء الحكومة السابقين. وأضاف ان الحريري أقفل الخط بطريقة قوية. ولم يتفوه الحاج بأي شيء فيما اعتبر الحريري ان عملية توقيف المقربين منه سياسية. وهو أراد من التكلم على الخط الارضي ايصال رسالة الى المتنصت انه مستمر في خطته الانتخابية حتى الفوز رغم هذه الاعمال التعسفية. ثم كان الاتصال الثاني مع عازار بالطريقة نفسها. وأعرب الشاهد عن اعتقاده ان علاقة عمل كانت تربط الاخير برستم غزالي لانه كان يتعامل بطريقة مباشرة مع كل موقع امني وعسكري في لبنان. وتحدث معه ايضا عن سبب التوقيف التعسفي وان اشخاصا مرتبطين بعازار قاموا بعملية التوقيف. وبادره الحريري في الاتصال: "لماذا تتعقبني وتوقفني"؟ وقال يوسف: "ومن خلال ما سمعته في ذلك الاتصال كان الاتهام مباشرا من الحريري له . وكان يعلم انه مراقب بدقة في كل تحركاته، وثمة من يتعقبه فأراد ايصال الرسالة من خلاله عن التعسف والتضييق عليه وعلى اتباعه. وبدوره لم يجب عازار مثل المكالمة الاولى وقال الحريري ما أراد قوله واقفل الخط. ولم أره قط مستاء. كان مسالما ومبتسما وكسر القيود في الاتصالين".

وأيد يوسف مضمون افادة سابقة له. وقال ردا على القاضي راي، ان الحريري "رأى من الضروري ان تضم الحكومة كتلة جنبلاط وحزب الله والمسيحيين بعد فوزه في الانتخابات النيابية المزمعة. وهو سعى دائما الى تشكيل حكومة لتكون على مسار واحد. وكان واضحا انه قبل اغتياله باسبوعين او ثلاثة كانت لا تزال ثمة مسافة بينه وبين الحزب في الشأن الانتخابي. وقال حرفيا امامي على درج بكركي سنكون يدا واحدة لخوض الانتخابات مع المعارضة". واضاف: "قبل 2005 لم يتمثل حزب الله في الحكومات. وكان التمثيل فيها لحركة "أمل" ومقربين من السوريين في وزارات الشيعة باستثناء السبع. وعمل الحزب كان عبر مجلس النواب".

وكان استجواب مضاد من محامي الدفاع أيان ادواردز. وأفاد الشاهد ان فحوى اجتماع الحريري وبشار الاسد في حضور الضباط الثلاثة لم يكن سرا عليّ وعلى مقربيه وعلى كل اللبنانيين. وهو نقل فحواه ووصل إلي والى العديد، ولم يكن جدوى في مفاتحته مباشرة في هذا الموضوع، لئلا نثير مشاعره مجددا ولانني على علم انه سيتحرر من هذه التهديدات التي سمعها. وكانت معلومات موثوق بها من الاشخاص الذين أسرَّ لهم بما حصل في لقائه مع الاسد".
وأرجئت الجلسة الى بعد غد الاثنين لسماع الرئيس فؤاد السنيورة.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved