SAT 26 - 10 - 2024
 
Date: May 17, 2011
Source: nowlebanon.com
شكراً رامي - حازم صاغية

قد يقال إنّ السيّد رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس بشّار الأسد ورجل الفساد الأوّل في سوريّا، غبيّ جدًّا. ولأنّه هكذا، سمح لنفسه بأن يتحدّث بلسان نظام لا يحتلّ فيه منصباً رسميّاً، كما – وهذا الأفدح – ربطَ استقرار إسرائيل وأمنها باستقرار النظام السوريّ وأمنه.

ووصفه بالغباء ينبع من أنّه فضح السرّ على نحو يصعب أن يكون هناك سرّ بعده... إذ شهد شاهد من أهله. هكذا اضطرّ النظام إلى التنصّل ممّا جاء في الحديث إلى "نيويورك تايمز".

لكنْ قد يقال أيضاً إنّ السيّد مخلوف ذكيّ جدًّا، قاده ذكاؤه إلى بلورة عرض للإسرائيليّين، وللأميركيّين من ورائهم، يشهد عليه العالم، ومفاد العرض: أنقذوا النظام وخذوا ما تريدونه. ولأنّ السيّد مخلوف لا يملك صفة رسميّة، يغدو ممكناً التنصّل الرسميّ من كلامه في ما لو أثار مضاعفات سلبيّة. وهذا، بالضبط، ما حصل.

وما يشجّع على هذا التقدير أنّ النظام الليبيّ سبق أن سجّل سابقة الاستنجاد بالإسرائيليّين في لحظة تأزّمه، من دون أن يُضطرّ إلى تكذيب وإلى توضيحات. فأمام ساعة الحقيقة "نبقّ البحصة"، على ما يقول التعبير العاميّ.

 

في حالتي الغباء والذكاء هناك أمر مؤكّد يستوجب التقدّم بالشكر للسيّد رامي، وهو أنّه كشف ما يقصده نظام زوج خالته وابن خالته بـ"الممانعة" و"المقاومة". ذاك أنّ النقد الذي كان يُوجّه إلى النظام الدمشقيّ في ما خصّ سياستيه الفلسطينيّة واللبنانيّة لم يجد مصداقاً أدقّ وأصدق ممّا تفوّه به ابن خالة الرئيس.

لكنّ هذا الكشف المخلوفيّ، مقصوداً كان أم غير مقصود، يطرح على المقاومين والممانعين الذين بيننا سؤالاً في غاية الأهميّة: ما معنى المقاومة والممانعة بعد هذا؟ وهل يجوز إبقاء الفلسطينيّين واللبنانيّين مقاومين وممانعين إلى ما لا نهاية كرمى لمشروع أفصح رامي مخلوف عن مراميه؟.

 

لقد أجابت حركة "حماس" بذكاء عن هذا السؤال فوافقت على مصالحة حركة "فتح" برعاية مصريّة، موحيةً بذلك أنّها لا زالت تمنح أولويّتها للمصلحة الوطنيّة الفلسطينيّة. وهو ما يُقدّر له أن يكون خطوة أولى على طريق تحوّل تدريجيّ... اللهمّ إلاّ إذا تولّت عنجهيّة نتانياهو – ليبرمان إحباط مسار كهذا.

لكنْ ماذا عن "حزب الله"؟. ألم يحن الوقت لكي "يبقّ البحصة" هو الآخر، فيقول إنّ الهدف الفعليّ للسلاح هو الطائفة، بضماناتها ومواقعها وحصصها، لا المقاومة بذاتها؟.

إذا فعل "الحزب" هذا يكون شجاعاً فعلاً، كما يكون قد انتقل إلى جادة الصدق والصراحة. عندها يغدو الكلام جالساً وحقيقيًّا، ويمسي لطاولات الحوار بين اللبنانيّين معنى فعليّ.

في غضون ذلك، نكرّر الشكر للسيّد رامي الذي نقلنا إلى ضفّة الضوء والوضوح.


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved