THU 24 - 10 - 2024
 
Date: May 11, 2011
Author: Ziad Majed
Source: nowlebanon.com
مرتزقة

أدخل تصدّي نظام القاهرة السابق للثورة الشعبية المصرية الى قاموسنا الإعلامي مصطلح "البلطجية". وهؤلاء قوم من حطام المجتمع، يشتري النظام ورجال أعماله ولاءهم بأبخس الأسعار ويكلّفونهم بالمهام القذرة وبتعميم الأضرار في أي منطقة يُرسلون إليها.
ومع اندلاع الثورة الليبية، أدخل نظام طرابلس الى القاموس عينه مصطلح "المرتزقة"، وهم أفراد وجماعات يبيعون خدمات القتل الوحشي الى كل من يشتري. هكذا جلب القذافي وأبناؤه المئات منهم من بلدان أفريقية منكوبة واستخدموهم لترويع الليبيين.


ثم جاءت الثورة السورية، فأضاف النظام القامع لها مصطلح "الشبيحة"، وهم نموذج "البلطجية" الأعلى كعباً في الولاء للأجهزة المسيّرة لهم والأشد تمرّساً في الإجرام والعدوانية. كما استعار النظام إياه من صنوه الليبي مصطلح "المرتزقة" محوّراً معانيه بعض الشيء، وتاركاً لأشقائه اللبنانيين بلورة الأمر.

على هذا الأساس، التقطت الفضائيات العربية وغير العربية الإشارة، وعمدت كل واحدة تفشل في الحصول على ضيوف سوريين "موالين"، إما لتعميم بعثي عليهم يفرض الصمت أو لخلل تقني، تقول لمراسليها في بيروت "هاتوا لنا لبنانياً من جماعة النظام السوري". فيجري جلب واحد من هؤلاء للتحدّث عن "المؤامرة الكونية على سوريا الأسد" وعن "الممانعة والمقاومة" و"السلفيين الإرهابيين" وما الى ذلك من عدّة الرياء والفجور.


وإذا كانت أقوال اللبنانيين المذكورين كما سيَرهم يعرفها متابعو شؤونهم المحليون، فإن "الجيّد" في ما يجري هو انكشافهم أمام جمهور عربي عريض، وتعرّضهم لبعض تعليقات المذيعين المتهكّمة، من نوع "يا أخي لماذا لا تريد الديمقراطية لسوريا وأنت تتحدّث عنها ليلا نهارًا في لبنان؟" أو "حتى المسؤولين السوريين والناطقين بإسمهم لا يقولون هذا الكلام"، أو "هل مواجهة المؤامرات تقضي بسحب الدبابات من جبهة الجولان وإرسالها الى درعا وحمص ودوما وبانياس؟".

و"الجيد" كذلك أن ما يجري يُظهر للّبنانيين ممّن اعتمدوا العنصرية في تعاطيهم مع سوريا والسوريين، أن جزءاً من سياسييهم ممن يفترض أنهم من جنسهم الأعلى شأناً، ما هم سوى طفيليين ينظر إليهم أهل حوران (مورّدو النسبة الأعلى من العمال السوريين الى لبنان) بازدراء واحتقار، هما بالتحديد المشاعر التي لا يستحق "المرتزقة" أرفع منها.


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Articles for the same author
Le paradoxe palestinien
Une nouvelle «question d’Orient»?
Face au silence des intellectuels, il faut rompre la solitude du peuple syrien
The Apathy of a Hodgepodge of many Leftists & Arab Nationalists
"El-Assad contrôle toujours Damas, mais ne s'y sent plus en sécurité"
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved