THU 28 - 11 - 2024
 
Date: Jan 25, 2019
Source: جريدة الحياة
خمسة «خيارات» أمام البشير- فارس بن حزام
لوهلة يشعر سودانيون أن أيام رئيسهم في الحكم باتت قليلة، لكن احتجاجات السودان ليست جديدة. العاصمة عاشتها مراراً، بعضها استمر لفترة أطول بلا نتيجة، وبعضها كان أعنف وبلا نتيجة أيضاً. احتجاجات أيلول (سبتمبر) 2013 كانت أقسى، والمعارضة قالت إن 200 سقطوا قتلى. وفي 2011 استمرت الاحتجاجات 10 أسابيع بأسلوب آخر، ولم يتغير شيء. وفي كل مرة يخرج الرئيس البشير بوعود تمحى في العام التالي. في 2011 قدم إعلانين؛ عدم الترشح لانتخابات الرئاسة، وإنشاء لجنة مكافحة الفساد، والهدف إرساء الديموقراطية. جاء 2015، وترشح البشير، وفاز طبعاً، واختفت لجنة مكافحة الفساد، وعاد الناس إلى بيوتهم انتظاراً لجولة أخرى.

وجميع جولات الغاضبين السابقة خاسرة، أوجعتهم قسوة الأمن، وهدأتهم الوعود، وخذلتهم الأحزاب بتقلب المواقف. واليوم، نحن أمام جولة دموية مستمرة، تشبه جولة 2013، فالدماء ترسم الطرقات، والجغرافيا واسعة بلا بوصلة واضحة، ولا قائد تتفاوض معه الرئاسة. في الشارع يريدون الرئاسة، والرئيس يرمي الكرة على الحكومة، وهو الرئيس وهو الحكومة، فالمحتجون تجاوزوا الوقود والخبز والعملة، والبشير يعيدهم إلى المطالب الأولى.

تحدث البشير كثيراً منذ بدء الاحتجاجات، وتنوع في لغة خطابه، هدد مرة ووعد مرة واتهم مرات كثيرة، وبقي مستوى الاحتجاج ثابتاً لأسبوع سادس. والرئيس يعرف جيداً خياراته المطروحة حالياً، فقد خبرها طوال ثلاثة عقود من الحكم المتلون في تحالفاته. أولها التنحي عن الحكم، وثانيها تسليم الحكومة للمعارضة، وبقاؤه رئيساً إلى انتخابات العام المقبل، وثالثها التنازل قليلاً لأحزاب المعارضة السلمية في الخرطوم، والحركات المتمردة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، ورابعها الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وخامسها الانحناء للعاصفة، لتمضي مثل العواصف السابقة، والأخيرة أجادها مراراً ونجح في تفريغ شحنات الغاضبين وأعادهم إلى البيوت أو السجون.

من قصره الكبير وبيوته السرية الصغيرة، يعرف الرئيس البشير أن الاحتجاجات في بلاده صارت عادة، ويطمئن إلى أن المطلب الأول بعيد المنال، لأنه أحكم قبضته الشديدة على مفاصل الدولة، وأوصد كل نافذة أمام أي تسلل عسكري أو سياسي يغير المشهد، ويعتقد عميقاً أن حاضنته الشعبية ما زالت تحميه، وقد أقنعها بسوء البدائل، ولذا لا يجد نفسه في حالة تنازل أمام الشارع، ولا في وضع تفاوض مع الأحزاب المتوثبة للقفز إلى السلطة، لكي يبحث معها الخيارات الأخرى، إلا إذا انتقلت الاحتجاجات إلى مستوى جديد يعطل حياة الدولة، فعندها سيخرج الحاوي من كيسه بعض الحيل. وحينها ستكون حلول الرئاسة وحيل الرئيس محدودة أمام أقل مطالب الغاضبين. فما الوعد الذي سيقدمه البشير لشعبه هذه المرة؟ ألا يترشح لانتخابات 2020!

The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Sudan's former PM Sadiq al-Mahdi dies from coronavirus in UAE
Sudan reshuffles government in bid to appease protests
Sudan says over 120 arrested before going to fight in Libya
Sudan moves against Bashir loyalists after assassination attempt
ICC trial in The Hague one option for Sudan's Bashir: minister
Related Articles
An appeal to the world for Sudan’s future
Sudan’s chance for democracy
Moscow’s hand in Sudan’s future
The Fight to Save Sudan from the Counterrevolution
As Sudan uprising grew, Arab states worked to shape its fate
Copyright 2024 . All rights reserved