MON 21 - 10 - 2024
 
Date: May 4, 2011
Source: جريدة الحياة
اضطرابات سورية تهز إيران و«حماس» - ديفيد إغناتيوس

تبدو اضطرابات سورية، منذ الآن، كأنها تعدل خريطة الشرق الأوسط الاستراتيجية – على نحو تتآكل معه مواقع إيران وحركة «حماس» الفلسطينية المتشددة.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن الرئـيس الـسوري بــشار الأسـد، قد استنتج أن نـجـاتـه من الاحـتـجاجـات الـكـثيـفة ضـد نـظامه والتي تتواصل في أرجاء البلاد، تتطلب أن ينأى بنفسه على نحو ما، عن إيران. ويُنظر إلى المحتجين على أنهم من المسلمين السنة الذين ينـتـقدون تـحـالف الأسد مـع القـيادة الـمـسـلمة الـشيعيـة في إيران. وتنامى الغضب الأسبوع الماضي بعدما كـشـفت تـقـارير للاستخبارات الأميركية أن إيران زودت سورية سـراً بغاز مسيل للدموع ومعدات ضد أعمال الشغب وغيرها من أدوات القمع.


وبغض النظر عما يجري في التظاهرات المناهضة للأسد، تبدو إيران كأنها ستخسر بعضاً من مداخلها السهلة الى سورية، حليفها العربي الأهم. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه إذا نجا الحكم، سيكون عليه الابتعاد بقدر ما عن إيران لتهدئة المحتجين... أما إذا أطيح به، فالأرجح أن يحكم سورية نظام يهيمن السنة عليه ويكون أكثر عداء لإيران.
ويحذر بعض المحللين العرب، مع ذلك، من أن ارتباط النظام السوري بإيران عميق إلى الحد الذي يجعل من هامش المناورة لديه هامشاً ضيقاً.


وتواجه «حماس» التي يقع مقرها في دمشق وجذورها في غزة، مشكلات مشابهة. فقد دُفعت المجموعة الفلسطينية المتشددة نحو مصالحة مع حركة «فتح» الأكثر اعتدالاً بسبب من العقد في العلاقات مع الأسد، وفقاً لمصدر عربي أكد معلوماته مسؤول رسمي أميركي رفيع المستوى. وقدمت «حماس» التي ضعفت أخيراً قاعدتها السورية، عدة تنازلات مهمة في الاتفاق مع «فتح»
وفي قلب التوتر بين «حماس» وسورية تقع حقيقة أن الحركة تتلقى دعماً قوياً من الإخوان المسلمين- الذين يعتبرون من الأصوات البارزة في الحركة الرامية الى الإطاحة بحكومة الأسد العلمانية. وقال مصدر أن زعيم «حماس» خالد مشعل عرض التوسط بين الأسد وبين أصدقاء «حماس» في الإخوان المسلمين ما أثار غضب دمشق. ويقال إن مشعل أدرك أن قاعدته في سورية لم تعد آمنة وأنه وافـق على تقديم تنازلات لمنافسته الفلسطينية «فتح».


وذكر مسؤول أميركي، كدليل على ضعف «حماس»، قبولها في الاتفاق الذي رعاه المصريون، طلبين لـ «فتح»: الأول تراجع «حماس» عن موقفها الرافض لتوقيع ورقة المصالحة المصرية التي وضعت عام 2009 من دون تعديل؛ والثاني هو قبولها بخطة لتشكيل حكومة من «مستقلين» غير منتمين الى الحركة، أما ما لم تقبله فهو الموافقة على حق إسرائيل في الوجود.
ويعتقد بعض مسؤولي إدارة أوباما أنه على رغم قلق إسرائيل، فإن حركة «حماس» ضعيفة، قد تعتبر فرصة لمفاوضات السلام، على رغم أن هذه المسألة لم تسو بعد مع البيت الأبيض. وقد أرجأ الرئيس باراك أوباما خطاباً كان من المقرر أن يخصصه للشرق الأوسط ويلقيه (الأسبوع الجاري) ويتناول فيه «محددات» المفاوضات من أجل اتفاق سلام، في انتظار تقييم تأثير مصالحة «حماس» و «فتح».


* مـعـلـق، عــن «واشنـطـن بـوسـت» الأمـيـركـيـة، 29/4/2011، إعـداد حسام عيتاني


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved