Date: Oct 10, 2012
Source: جريدة النهار اللبنانية
النظام يتقدّم في حمص والمعارضة شمالاً

دخلت القوات النظامية السورية أمس حي الخالدية في مدينة حمص التي تشهد معارك ضارية منذ الاثنين مع عدد من القرى المحيطة بها، وقت تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة مجموعات معارضة على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، وأشار الى مقتل عشرات الاشخاص في تفجيرين استهدفا في وقت متقدم الاثنين مركزاً للمخابرات الجوية السورية في حرستا بريف دمشق وتبنتهما "جبهة النصرة" المتطرفة. وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه أعد خططا للدفاع عن تركيا العضو في الحلف إذا لزم الأمر في مواجهة أي أعمال عنف أخرى عبر الحدود من سوريا. وتفقد رئيس الاركان التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت اضطرابا أخيراً.


وفي مواجهة التصعيد المستمر في انحاء مختلفة من سوريا، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الذي أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف النار من جانب واحد. وقال: "بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل ان تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية ان عليها ان تعلن فورا وقفا أحاديا لاطلاق النار"، داعيا المعارضة الى القبول به. وأضاف: "أدعو مجدداً الدول التي تزود الجانبين الاسلحة الى وقف ارسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستجعل الشعب السوري في وضع أصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي". 


وأعلن أن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الإبرهيمي سيتوجه إلى المنطقة مجدداً وسيزور دولا عدة وبعدها سيزور سوريا". وذكر بأن الإبرهيمي يسعى إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا. وشدد على أنه "أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن". وأشار إلى أنه يناقش سبل توفير ضمانات لكل من المقاتلين والحكومة في محادثات مع مجلس الأمن ودول في المنطقة. قائلا: "أتلقى دعما إيجابيا من الدول المهمة".


أما هولاند فقال: "علينا فرض عقوبات جديدة لدفع النظام الى الرضوخ". وأضاف: "الصعوبة التي نواجهها لا علاقة لها بالانتخابات الأميركية ولكن لها علاقة بالانقسام في مجلس الأمن حيال اتخاذ قرارات فورية ستكون مفيدة للشعب السوري".
وأوضح ديبلوماسيون أن الإبرهيمي سيزور أولا السعودية وتركيا ومصر وكلها دول ذات ثقل ديبلوماسي في المنطقة لاجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق.
وصرح الناطق باسم الابرهيمي احمد فوزي لاحقاً ان جولة الابرهيمي في الدول المجاورة تعني انه لن يزور سوريا هذا الاسبوع. ورفض الادلاء بتفاصيل عن مسار رحلة الابرهيمي لاسباب أمنية.
    


واشنطن

ونقلت صحيفة "الموند" الفرنسية عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اوروبا فيليب غوردن انه "من السابق لاوانه" الاعتراف بحكومة موقتة تؤلفها المعارضة السورية قبل ان "تنظم صفوفها". وقال ان الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند طرح الاعتراف بحكومة موقتة. لدينا تحفظات عن هذا الاقتراح... لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتأليف حكومة موقتة. يوماً ما سيتحتم الاعتراف بحكومة او كيان موقت، لكن الامر الآن سابق لاوانه". واضاف آسفا: " لا أزال أرى ان المعارضة ينقصها التنسيق والتنظيم"، لافتا الى انها "لا يمكن ان تكون معارضة سنية او كردية او مسيحية ... ينبغي تمثيل جميع القوى في سوريا".


ويجتمع "المجلس الوطني السوري" الاسبوع المقبل في الدوحة لمحاولة توسيع صفوفه مجدداً ليشمل جماعات اخرى معارضة لنظام الاسد. ويتعرض المجلس دوريا لانتقادات من الداخل السوري ومن الخارج لعجزه عن توحيد المعارضة السورية بعد اكثر من 19 شهرا من انطلاق الانتفاضة على النظام السوري.

 

 


ميدانيا


اقتحمت القوات النظامية السورية أمس حي الخالدية في حمص، بينما سيطر مقاتلو المعارضة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في ادلب على الحدود مع تركيا. وقال ناشطون إن عشرات الجنود النظاميين سقطوا في التفجير الذي استهدف مقراً امنياً في ضاحية حرستا قرب دمشق ليل الاثنين.
 
بعد معارك استمرت 48 ساعة، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، ان القوات النظامية "انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل"، مبرزاً الاهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما "كل تعزيزات النظام في طريقها الى حلب".


وفي المقابل، بث التلفزيون السوري ان القوات السورية المسلحة "الباسلة بسطت الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية في حمص وهي تلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه". ويعد هذا الحي احد ابرز معاقل المقاتلين المعارضين.


 إلا أن المرصد أوضح ان القوات النظامية تتقدم في الحي الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة، "لكنها لم تتمكن من الوصول الى وسطه". وقال الناشط ابو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة، عبر "سكايب"، ان الجيش النظامي "اقتحم جزءاً من حي الخالدية ولم يقتحم الحي كاملاً". واضاف: "هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة اذا تم الاقتحام الكامل".


وكان الحي تعرض لغارة جوية للمرة الاولى الجمعة. وقال مصدر عسكري سوري الاحد ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وانها تأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري.


واستناداً الى المرصد، أدت اعمال العنف في سوريا أمس الى مقتل 72 شخصاً هم 20 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و28 جنديا نظاميا.


وفي حلب، تحدث المرصد عن تعرض حيي طريق الباب والشعار في شرق المدينة للقصف من القوات النظامية. وقال ان اشتباكات تدور بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط حي الصاخور والحمدانية.


ونقل مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" عن ابو محمد، احد سكان حي الشيخ مقصود، ان قذيفتين سقطتا على مقر شركة خاصة لجمع القمامة "وادتا الى قتل عاملين وجرح اربعة اسعفهم أهل الحي بسياراتهم الخاصة وهم في حال الخطر".


وتسيطر اللجان الشعبية الكردية على الحي ذي الغالبية الكردية في ظل غياب للقوات النظامية او المقاتلين المعارضين. لكن ابو محمد اشار الى انه "منذ محاولة الجيش الحر دخول الحي وصدّ اللجان الشعبية إياهم، يشهد الحي سقوط قذائف بشكل شبه يومي".


وفي ريف دمشق، أعلن المرصد مقتل "عشرات الاشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا" الاثنين، وان "مصير مئات المعتقلين في اقبية الفرع لا يزال مجهولا". وقال ان الفرع "هو اكبر مركز اعتقال في ريف دمشق"، متخوفاً على مصير المعتقلين.


وأضاف ان انفجارين استهدفا ليل الاثنين "الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على اطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا"، تلتهما "اشتباكات استمرت حتى الساعة الاولى بعد منتصف الليل".
وتبنت "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، استناداً الى بيان في صفحتها بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي.


لكن مصدرا في اجهزة الامن السورية نفى هذه الرواية، قائلاً ان الحراس اطلقوا النار على السيارة الاولى التي انفجرت قبل ان تدخل المحيط المحصن للفرع، اما الثانية فاعترضت واوقف سائقها. واعتبر المصدر ان ما جرى "كان اشارة الى هجوم كبير الحجم من الارهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، ولكن بعد خمس ساعات من الاشتباكات تم صدهم".


وسبق للجبهة ان تبنت عددا من الهجمات التي استهدفت بمجملها مراكز امنية وتجمعات للقوات النظامية، آخرها تفجيرات الاربعاء في حلب التي اودت بحياة 48 شخصا غالبيتهم من هذه القوات.  وقال مصدر عسكري سوري إن انفجاراً دوى في منطقة الزبلطاني في دمشق نجم عن انفجار قنبلتين القاهما مسلّحان في المنطقة. وأضاف أن "شخصين رميا قنبلتين في تقاطع الزبلطاني الذي يصل باب شرقي وساحة العباسيين وجوبر". وأشار الى حصول اشتباكات استمرت 15 دقيقة، فرّ على اثرها المسلّحان، فيما لم يسجّل سقوط ضحايا.
ولفت المصدر الى أن المنطقة التي حدث فيها الانفجار والاشتباك بعيدة من مركز المخابرات الذي تحدّثت عنه وسائل الإعلام، وتم تحويل الطرق عنها خلال الاشتباك، مشيراً الى أن حركة السير عادت إلى طبيعتها في تلك المنطقة الحيوية بدمشق.

 

الفاتيكان 
في الفاتيكان، اعرب البابا بينيديكتوس السادس عشر و262 اسقفا من العالم اجمع التقوا أمس في الفاتيكان في اطار مجمع حول "البشارة الجديدة بالانجيل" عن تعاطفهم بالصلاة مع الشعب السوري، ودعوا الى "حل سلمي وعادل" للنزاع في سوريا.
وألقى الاسقف الكرواتي نيكولا ايتيروفيتش الامين العام للمجمع كلمة لدى افتتاح اعمال هذا المجمع في حضور البابا، دعا فيها الى اقرار السلام في سوريا.
وقال : "ان الحبر الاعظم وآباء المجمع يتعاطفون عبر الصلاة مع السوريين في مأساتهم... انهم يؤكدون لسكان هذه الارض الشهيدة التي يجتاحها هذا الكم من العنف انهم يقفون الى جانبهم ويصلون عن انفس ضحايا هذا الكم من الوحشية وخصوصا بين الفقراء والاطفال". ونقلت صحيفة "اوسرفاتوري رومانو" الناطقة باسم الفاتيكان عن الاسقف: "نتضرع الى الرب ان تتوقف هذه الحرب سريعا وان يتم ايجاد حل عادل لها".

 

تركيا


تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل أمس القوات المتمركزة على الحدود التركية - السورية التي تشهد توترا متزايدا، وأرسلت أنقرة مقاتلات اضافية ،لتعزيز سلاح الجو في جنوب شرق البلاد، مع تأكيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان بلاده سترد على أي اعتداء.
وفي ظل هذه الاجواء، أبدى حلف شمال الاطلسي استعداده لحماية تركيا، العضو فيه ، قائلا إن لديه خططاً جاهزة للدفاع عنها ضد اي هجوم من سوريا اذا اقتضى الامر، وإن يكن أمل أن يتوصل البلدان إلى طريقة للحؤول دون تصاعد التوتر.


وكان سفراء الدول الاعضاء في حلف شمال الأطلسي أكدوا دعمهم تركيا في اجتماع طارئ عقدوه الأسبوع الماضي بعدما سقطت قذائف سورية على أكجاكالي الحدودية، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين.


 وقبل اجتماع لوزراء الدفاع لدول الحلف في بروكسيل أمس، صرح الامين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن بأن "لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها اذا لزم الأمر". وأضاف: "من الواضح أن لتركيا حق الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي... من الواضح أنه يمكن تركيا الاعتماد على تضامن الحلف معها". وأشاد بالحكومة التركية لضبطها النفس، آملاً في أن يتجنب الطرفان تصعيد الأزمة.

 

أردوغان

وكرر أردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه ان بلاده سترد على اي هجوم سوري.
وقال: "لم يكن امام قواتنا خيار سوى الرد بالمثل... طالما الادارة السورية على موقفها العدائي". وتعهد اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمواجهة اي تهديد سوري يستهدف الامن القومي، موضحاً أن "التفويض (الذي منحه مجلس النواب التركي الخميس للحكومة والذي يجيز لها ،شن عمليات عسكرية في سوريا في حال الضرورة) هو احد هذه الاجراءات. كل دولة يجب ان تكون مستعدة لكل الاحتمالات". وشن هجوما لاذعا على حزب الشعب الجمهوري المعارض، مطالبا إياه بمراجعة موقفه من مقتل مواطنين أتراك.


رئيس الاركان

وزار رئيس أركان الجيش التركي في رفقة ضباط رفيعي المستوى في الجيش محافظة هاتاي التي شهدت تبادلا ،للنار بين سوريا وتركيا.
وافادت وكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية ان الجنرال أوزيل سيزور مواقع اخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي عززت بسبب الصراع الدائر في سوريا.
 وسقطت القذيفة السورية الاخيرة في احدى مناطق هاتاي.


وفي اطار التدابير العسكرية التي تتخذها أنقره أيضاً، نسبت وكالة "دوغان" الى مصادر عسكرية أن 25 مقاتلة اضافية من طراز "أف 16" نشرت في القاعدة الجوية في ديار بكر في وقت متقدم الاثنين.
كذلك، نسبت وكالة "الاناضول" التركية الى مصادر عسكرية إن تعزيز السلاح الجوي في القاعدة يأتي تحسباً للتطورات المتسارعة في سوريا، كما يندرج في اطار مكافحة الارهاب التي تقتضي تنفيذ عمليات عسكرية جوية واسعة ضد معسكرات المتمردين في شمال العراق.


"أحمق"

وفي إطار انتقادات المعارضة التركية للسياسة الخارجية التركية، وصف زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، بأنه "أحمق".
 ونقلت عنه صحيفة "حريت" التركية: "من يقف إلى جانب تركيا؟.. حماس والبارزاني وقطر والسعودية، أما سوريا فلديها البرازيل وإيران وروسيا والصين إلى جانبها... هل هذا عمق استراتيجي أم عمى استراتيجي؟ العملية التي أسفرت عن ضم تركيا إلى توازن لا معنى له كهذا تأتي من وزير خارجية معروف بعدم كفايته في كل أنحاء العالم... لا تحتاج إلى معرفة عميقة لمعرفة ذلك... بل عليك أن تكون أحمق فعلاً لتفعل ذلك".


30 عميلا سورياً

على صعيد آخر، نشرت صحيفة "أكشام" التركية أن جهاز الاستخبارات التركية قبض في اسطنبول على 30 عميلا للمخابرات السورية دخلوا البلاد في أوقات مختلفة وبجوازات سفر مزورة لجمع معلومات استخبارية لحساب سوريا.
وقالت إن المخابرات السورية تخطط لتنظيم تظاهرات وسط اسطنبول ومدن أخرى لمصلحة الرئيس السوري بشار الاسد، على نسق التظاهرة التي شهدتها هاتاي.