Date: Oct 6, 2012
Source: جريدة النهار اللبنانية
الجيش التركي ردّ على قذيفة سورية جديدة وأردوغان لدمشق: لسنا بعيدين من حرب
مقاتلو المعارضة استولوا على قاعدة للدفاع الجوي قرب دمشق وأسقطوا مروحية

حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أمس من ان بلاده "ليست بعيدة" من خوض حرب مع سوريا، ونبه الحكومة السورية الى انها سترتكب "خطأ فادحاً" اذا اختارت خوض حرب كهذه، الامر الذي يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار الى الصراع الدائر في سوريا والذي بدأ بانتفاضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قبل اكثر من 18 شهراً. وتكررت الحوادث الحدودية لليوم الثالث بعد سقوط قذيفة من الجانب السوري على منطقة جبلية على مسافة 50 متراً داخل الاراضي التركية قرب قرية التينوزو في محافظة هاتاي، وردت المدفعية التركية بقصف مواقع سورية.


وسجل الحادث بعد يومين من قصف القوات التركية اهدافاً للجيش السوري رداً على سقوط قذيفة هاون على بلدة اكجاكالي المقابلة لمعبر تل ابيض في محافظة الرقة، مما اسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وارسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات الى المناطق الحدودية مع سوريا. 


 وفي وقت سابق قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان سوريا سحبت دباباتها وقطع مدفعية أخرى بعيداً من الحدود مع تركيا عقب حادث اكجاكالي. وأضاف ان الخطوة السورية هي بمثابة جهد لازالة أي "مفهوم للتهديد"  


 وفي موسكو، ناشدت وزارة الخارجية الروسية انقرة التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت: "نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقة".  وجددت تمسك موسكو بضرورة حل الازمة بين السوريين انفسهم بموجب قراري مجلس الامن 2042 و 2043 وبيان جنيف.


 وانضمت روسيا الخميس إلى سائر أعضاء مجلس الأمن في التنديد بالقصف السوري على اكجاكالي بعدما أدخل أعضاء المجلس الغربيون تعديلا على مسودة البيان لتهدئة بواعث القلق الروسية.  
 وفي طهران، أعلن رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي ان نشوب حرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين. ونقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء ان "هذه الحرب مطلب أميركي وعلى مسؤولي البلدين السعي الى إحلال الهدوء على الحدود وعدم تدخل كل منهما في شؤون البلد الآخر"، وذلك في إشارة إلى الحوادث الحدودية الأخيرة بين تركيا وسوريا. وأضاف: "من الواضح ان أخطاء حدثت لكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة".
     


الابرهيمي


وفي نيويورك كشف ديبلوماسي دولي أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي سيصل الأربعاء المقبل الى السعودية في مستهل جولة جديدة في المنطقة تشمل أيضاً تركيا ومصر، وربما العراق ولبنان، في اطار مساعيه لايجاد تسوية للأزمة السورية.
وأوضح الديبلوماسي أن الابرهيمي "يرغب في زيارة ايران عندما تنجز الترتيبات الخاصة برحلة كهذه"، متوقعاً أن يزور سوريا بعد ذلك.


وقال ديبلوماسي غربي رفيع المستوى إن "هناك رغبة قوية لدى مجلس الأمن في الإستماع الى الابرهيمي بعد جولته الثانية في المنطقة". ولم يستبعد أن يحصل ذلك مع نهاية الشهر الجاري. وأكد أن "من أولويات الابرهيمي ضم اللاعبين الإقليميين" الى المبادرة التي أطلقتها مصر بتشكيل رباعية اقليمية تضمها الى تركيا وايران والسعودية، مشيراً الى أن الأخيرة لم تشارك حتى الآن في اجتماعات هذه الدول. ولاحظ أن الابرهيمي "يعول كثيراً على بيان جنيف" الذي أصدر في نهاية حزيران الماضي بتوافق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وعدد من اللاعبين الإقليميين. وهو "يشدد كثيراً أيضاً على عنصر توحيد المعارضة لايجاد مظلة قيادية يمكنها أن تنخرط في العملية السياسية المنشودة".


وغداة توصل أعضاء مجلس الأمن ليل أول من أمس الى اتفاق على بيان صحافي يندد "بأشد العبارات" بالقصف السوري لبلدة أكجاكالي التركية مما "سلط الضوء على التأثير الخطير للأزمة السورية على أمن دول الجوار والسلام والأمن الاقليميين"، كما أصدر المجلس بياناً صحافياً ثانياً عن انفجارات حلب. وقال رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الغواتيمالي غيرت روزنتال إن أعضاء المجلس ينددون بـ"أشد العبارات" بـ"الهجوم الإرهابي" الذي تبنته "جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة". وعبروا عن "تعاطفهم العميق وتعازيهم الصادقة لذوي ضحايا هذه الهجمات الشائنة وللشعب السوري". وشددوا على أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من الأخطار الجدية على الأمن والسلم الدوليين"، مذكرين الدول الأعضاء بأن "عليها أن تضمن أن الاجراءات المتخذة لمحاربة الإرهاب تمتثل لكل واجباتها بموجب القانون الدولي، وتحديداً القانون الدولي الإنساني والخاص باللاجئين وحقوق الإنسان".


ميدانيا

وفي التطورات الميدانية الداخلية، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلين معارضين اسقطوا مروحية عسكرية سورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
 وكان المرصد قال اولا ان الطائرة التي اسقطت هي طائرة حربية مقاتلة، لكنه سرعان ما اوضح انها حوامة. وجاء في بيان له: "تبين ان الطائرة التي اسقطت فوق بلدة سقبا بالغوطة الشرقية هي طائرة حربية حوامة ولا يعلم مصير طاقمها المكون من اربعة ضباط اذا ما كانوا قتلوا او اسروا".
وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" ان "الطيارين هبطوا بالمظلات في البساتين الواصلة بين المحمدية وكفربطنا وتم أسرهم فورا".


وأكد معارضون سوريون انهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي فيها كمية من الصواريخ خارج دمشق في تقدم نادر نحو المدينة بعد سلسلة من الانتكاسات التي واجهتها المعارضة في العاصمة.
ويظهر شريط مصور في موقع "يوتيوب" اقتحام قوات المعارضة المسلحة القاعدة في منطقة الغوطة الشرقية.
وهدد مقاتلون سوريون معارضون بإعدام ايرانيين خطفوهم مطلع آب الماضي، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من الغوطة الشرقية.


وقال قائد "المجلس العسكري الثوري" في دمشق وريفها "أبو الوفا": "منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من امس (الخميس) للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية".


وتحدث المرصد عن تعرض حي الخالدية في حمص "لقصف هو الاعنف منذ خمسة اشهر حيث شاركت طائرة حربية للمرة الاولى في استهداف الحي"، تزامناً مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه.


وأوردت "الهيئة العامة للثورة السورية" ان الحي يتعرض لقصف عنيف "بقذائف الهاون والمدفعية ومن الطيران الحربي (الميغ) التابع لقوات الأمن وجيش النظام، بالتزامن مع انفجارات هائلة تهز الحي وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة".


وقال ناشط في حمص عرف عن نفسه بـ"ابو رامي" عبر سكايب، ان الايام الاخيرة شهدت "عدة محاولات من النظام لاقتحام أحياء حمص القديمة".   
وفي حلب، أشار المرصد الى ان حي الصاخور شرق المدينة تعرض لقصف عنيف "بالتزامن مع اشتباكات عنيفة" قرب دوار الصاخور، بينما أعلن الجيش النظامي سيطرته على منطقة الدوار في هذا الحي. 
 

 

"نريد سلاحاً"

وعلى رغم العنف، أكد المرصد أن مناطق سورية عدة شهدت تظاهرات طالبت بتسليح المعارضة واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وتخلل تظاهرات رفع شعار "جمعة نريد سلاحا لا تصريحات لحماية اطفالنا من القتل".
وبث ناشطون على شبكة الانترنت أشرطة مصورة تظهر عددا من التظاهرات في مناطق عدة، منها في حي بستان القصر جنوب حلب.
وعلى وقع هتافات "يا عرب خافوا الله، يا عرب خذلتونا"، رفع احد المتظاهرين في الحي لافتة كتب فيها: "انا من سوريا. أموت قنصا، حرقا، قصفا... لكن لا أموت محني الرأس".
وفي دوما بريف دمشق، هتف العشرات خارج أحد مساجد البلدة "جايينك يا شام جايينك يا شام، لندوس الاسد وندعس عالنظام".


وفي حماه، أعلن المرصد "اعتقال 20 مواطنا اثر خروج تظاهرة في حي القصور"، بينما شهدت أحياء الحميدية وجنوب الملعب والفراية والعليلات والاربعين والجراجمة وطريق حلب تظاهرات "طالبت باسقاط النظام ودعم الكتائب الثائرة".
وأنبأت الهيئة العامة للثورة السورية عن "اطلاق نار متقطع من قوات الامن وجيش النظام على أبراج الاوقاف (في حي الحميدية) لتفريق المتظاهرين".


وفي كفرنبل بمحافظة إدلب التي عرفت بشعاراتها الساخرة، رفع المشاركون في التظاهرات لافتة كتب فيها: "كفرنبل تدين بشدة اعتداء العدو الاسدي على الجارة التركية وتدعو جميع الاطراف لضبط النفس".


وفي حاس بإدلب ايضا، سار أولاد حاملين لافتات كتب فيها: "نعم يئسنا من العالم ولكن أنى نيأس من روح الله"، و"السيد اردوغان للتاريخ عيون... وليس آذان فقط".
كما خرجت تظاهرات في درعا والحسكة وحمص.