Date: Oct 3, 2012
Source: جريدة النهار اللبنانية
الإبرهيمي يركّز على خفض العنف أولاً في سوريا وطهران تحذّر سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية
الجيش النظامي يعزّز قواته في حلب وبغداد فتشت طائرة إيرانية في طريقها إلى دمشق

نيويورك - علي بردى العواصم - الوكالات :
حذرت طهران حليفتها دمشق من اللجوء الى استخدام الاسلحة الكيميائية وأكدت ان السبيل الوحيد لحل الازمة التي مضى عليها اكثر من 18 شهراً يكمن في الحوار السياسي واجراء انتخابات. اما موسكو فطالبت حلف شمال الاطلسي "بعدم البحث عن ذريعة" للقيام بتدخل عسكري في سوريا. وواصلت القوات السورية النظامية هجماتها وقصفها العنيف على بلدات عدة في ريف دمشق، وتحدثت انباء سورية عن ارسال تعزيزات من الجيش الى حلب في محاولة لحسم المعركة التي بدأت في 20 تموز الماضي. وفي تطور عسكري لافت، قالت أنقرة ان الجيش التركي أطلق النار في اتجاه الاراضي السورية مما أدى الى سقوط قتيلين  ينتميان الى "حزب العمال الكردستاني" كانا يحاولان دخول تركيا. (راجع العرب والعالم)   
ورأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة. واتهم بعض السوريين بمحاولة استخدام الأزمة لتسوية حسابات مع طهران. وقال إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي ان يختار طريقه بنفسه. وأضاف: "هناك طريقة ثانية لا بد ان ننتبه اليها هي التفاهم الوطني من اجل خوض الانتخابات في المستقبل".

 

 

الأمم المتحدة

وفي ظل الاجواء الآخذة بالتصعيد أمنيا، حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أمس من امتداد "الكارثة الإنسانية" التي تشهدها سوريا الى دول الجوار ومنها لبنان، كاشفاً أن "الهدف الأول" للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي هو العمل على خفض أعمال العنف وصولاً الى وقف للنار.


وفي مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، صرح الياسون بأن "الوضع في سوريا كان الموضوع الأهم" في الدورة السنوية السابعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إذ أنها "ذكرت عملياً في كل اجتماع، وغالباً بنوع من القلق وشعور بالإحباط لأن هذه الحرب متواصلة". ولفت الى أنه "حين يكون مجلس الأمن غير متحد على الموضوع، فإن ذلك يضعف امكانات أن تحدث الأمم المتحدة أي فارق". وذكر أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي "يضطلع بدور رئيسي في العملية السياسية، وكذلك في العواقب الإنسانية... التي تجاوزت حدود سوريا، إذ أنها خطرة جدا في دول الجوار: لبنان والعراق وتركيا والأردن".


وتحدث عن اتجاهين محتملين للأحداث، الأول "تصعيد الأعمال العدائية"، والآخر أن "نأمل في امكان خفض العنف، وحتى في أفضل الحالات، التوصل قريباً الى وقف النار"، ملاحظا أن "أحد لا يعرف أي مسار سيتخذ المتحاربون". وشدد على أن "العواقب على الشعب السوري والمنطقة ستكون بالطبع خطرة جدا إذا كان ثمة اعتقاد أن الحل العسكري ممكن". وأوضح أن "الهدف الأول للابرهيمي هو خفض العنف"، معلنا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة السورية يجب أن تتخذ الخطوة الأولى في هذا الإطار.
وأشار الى "كارثة انسانية" في سوريا، وأفاد أن الابرهيمي "سيعمل من القاهرة بدءاً من الأسبوع المقبل حتى يكون على مقربة من المنطقة، وهذا بالطبع يوحي بأنه سيعمل عن كثب مع زملائه المصريين".

 


وفد أمني مصري

في القاهرة، كشف مسؤولون في مطار العاصمة المصرية، ان وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى توجه الاثنين الى سوريا، من غير ان تتضح المهمة التي سيقوم بها هناك.
ومع ان الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي نفى الخبر، فإن مسؤولاً أمنياً مصرياً رفيع المستوى قال ان لا علم له بالوفد، لكنه لم ينف في المطلق التقرير الذي تحدث عن الزيارة.
ومعلوم ان مصر تقود مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا والتي تضم في عضويتها المملكة العربية السعودية وتركيا وايران. ولم يعرف ما اذا كانت لزيارة الوفد الامني المصري علاقة بالمجموعة.
وقال المسؤولون في مطار القاهرة، ان زيارة الوفد ستستغرق يومين.

 


الاردن

في عمان، أعلن ناطق اعلامي باسم المدير العام للامن الاردني القبض على أربعة سوريين يحملون عتاداً يتكون من أسلحة "كلاشنيكوف" ومناظير ليلية وحاسوب.
وبثت قناة "العربية" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، ان هذه المرة ليست الاولى يقبض الامن الاردني على عناصر محسوبة على النظام السوري تدخل بين اللاجئين.
وقد تجددت احتجاجات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق بسبب سوء الظروف المعيشية التي يواجهونها داخل المخيم، فيما انسحبت كل منظمات الاغاثة الدولية العاملة داخل المخيم وعلقت نشاطها موقتاً خوفاً من تجدد الاحتجاجات.

 


طهران

حذرت ايران حليفتها سوريا من اللجوء الى الاسلحة الكيميائية في النزاع الدائر منذ اكثر من 18 شهراً. وأقدم العراق للمرة الاولى على تفتيش طائرة ايرانية متجهة الى سوريا، فيما تواصلت الاشتباكات في حلب ودمشق وانحاء اخرى من البلاد، لترتفع حصيلة القتلى منذ بداية الأزمة الى 31 ألف شخص، استناداً الى المرصد السوري لحقوق الانسان.  

 

قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد  لقناة "الجزيرة"  الفضائية القطرية إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني الذي يؤدي إلى إجراء انتخابات. وأضاف أن الحرب ليست السبيل الصحيح للمضي قدماً، مشيراً الى أن هناك سبيلا آخر للتوصل إلى حل هو التفاهم الوطني من أجل إجراء انتخابات في المستقبل.


وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية للدراسات في نيويورك على هامش اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة، ردا على سؤال عن احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، انه "اذا ما تحققت هذه الفرضية... سيكون ذلك نهاية كل شيء". واضاف: "اذا ما استخدم اي بلد، بما في ذلك ايران، اسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية... هذه الحكومة". وشدد على ان "اسلحة الدمار الشامل، كما سبق لنا ان قلنا، ضد الانسانية، انه أمر لا يمكن قبوله بتاتاً".
وذكر ان القوات الايرانية كانت ضحية هجمات باسلحة كيميائية من القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988).


وحذر عدد من المسؤولين الغربيين دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة او من خطر وصول هذه الاسلحة الى مجموعات متشددة.           
وفي بغداد، أفاد مسؤولون عراقيون ان السلطات العراقية أمرت للمرة الاولى طائرة شحن ايرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل ان تسمح لها باكمال رحلتها. 
وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر :"طلبنا من طائرة شحن ايرانية الهبوط واستجابت، وقد تم تفتيشها على أيدي مختصين في الشحن الجوي والجهات الامنية". واضاف: "لم نشاهد أي شيء يخالف تعليمات حظر نقل الاسلحة بين الجانبين السوري والايراني وتالياً سمحنا لها باستكمال رحلتها".


واكد مسؤول حكومي ان الطائرة الآتية من طهران كانت متجهة الى دمشق. وقال مصدر في السفارة الايرانية في بغداد ان "السلطات العراقية أمرت طائرة نقل ايرانية بالهبوط في مطار بغداد الدولي وفتشتها بشكل دقيق". واضاف ان "الطائرة تابعة لخطوط طيران ايران اير".


وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري صرح في مقابلة صحافية الاحد بان بغداد "عازمة" على اخضاع الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا للتفتيش، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة.  

 

أعمال العنف

ميدانياً، واصلت القوات السورية هجماتها وقصفها العنيف لبلدات في ريف دمشق. 
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له في بيان ان مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها "شهيدان اثر القصف الذي تعرضت له فجر اليوم (الثلثاء). كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي بدوما اثر اقتحام مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة المبنى".


وفي ريف دمشق، قال المرصد ان مدينة الزبداني "تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ اشهر". واضاف ان القصف شمل ايضاً بلدات سقبا وحوش عرب وببيلا فسقط عدد من الجرحى.


واشار الى ان القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام أطلقت النار عشوائياً مما ادى الى "اصابات في صفوف المدنيين"، بينما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة ووردت انباء عن اصابات في صفوف المدنيين. وقال :"دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في احياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف ادى الى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل.


وتحدثت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم عن قرب انتهاء العمليات الامنية في "كامل" ريف دمشق.             

               
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطة عن مصادر من السكان ان "دوما شهدت أعنف حملة منذ بدء الأزمة في البلاد"، معتبرة ذلك "مؤشراً لتصميم الجيش على القضاء على المسلحين فيها".
وفي حلب، قال المرصد:  "تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في اطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي كما تتعرض احياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقصف من القوات النظامية السورية". واكد "سقوط عدد من الجرحى في قصف عنيف من القوات النظامية لحي مساكن هنانو".


واشارت "الوطن" الى وصول "تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب، مما يعني أنه عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين وخصوصا الشرقية منها في أسرع وقت ممكن".


31 ألف قتيل 

وأعلن مدير المرصد  رامي عبد الرحمن ان عدد ضحايا اعمال العنف في سوريا تجاوز 31 الف قتيل منذ بدء الازمة قبل اكثر من 18 شهراً. واوضح ان الضحايا 22,257 مدنيا و7,578 جندياً نظامياً و1,187 منشقاً. ويحتسب المرصد في عداد القتلى المدنيين قتلى المعارضة المسلحين من غير المنشقين.
واشار الى ان اكثر من 4727 شخصاً قتلوا في ايلول، كما سجلت اعلى حصيلة في آب .    


صحافي أميركي مفقود 

على صعيد آخر، ظهر صحافي اميركي اعتبر مفقوداً منذ منتصف آب في سوريا ورجح انه محتجز لدى النظام السوري، الاثنين في شريط فيديو بث عبر الانترنت.
وبدا في هذا الشريط الذي مدته 47 ثانية وعنوانه "اوستن تايس لا يزال حياً" شخص يشبه المراسل والمصور الاميركي اوستن تايس (31 سنة) معصوب العينين، يقتاده رجال يهتفون "الله أكبر" الى هضبة عالية.