Date: Oct 1, 2012
Source: جريدة النهار اللبنانية
أردوغان لروسيا والصين وإيران: التاريخ لا يرحم داعمي الظلم ومرسي: سوريا مأساة القرن

في افتتاح المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن حقبة الانقلابات العسكرية في بلاده انتهت. ورأى أن "التاريخ لن يرحم" روسيا والصين وايران لمواقفها الداعمة للنظام السوري. وشاركه الرئيس المصري محمد مرسي، الذي حل ضيفاً على المؤتمر، في انتقاد هذا النظام، واصفاً ما يجري في سوريا بأنه "مأساة القرن".

قال أردوغان إن "حقبة الانقلابات في هذه البلاد لن تعود أبداً. أي شخص يتدخل أو يحاول التدخل في الديموقراطية سيواجه محاكم الشعب عاجلاً أم آجلاً ويحاسب".


وتعهد أن يواصل الاقتصاد نموه، مشيراً إلى أن احتياط النقد الأجنبي تزايد للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وأن ديون تركيا للبنك الدولي تقلصت.
وتطرق إلى المسألة الكردية، فعرض "فتح صفحة جديدة لا تتضمن العنف، بل صفحة تضامن وتعاون مع إخواننا الأكراد. في هذه المرحلة الجديدة نطلب من إخواننا الأكراد، ان يصرخوا بكل جرأة ضد أعضاء المنظمة الارهابية (حزب العمال الكردستاني) ونرغب في رسم خريطة الطريق مع الأكراد للتوصل إلى حل المشكلة الكردية التي تستغلها المنظمة الإرهابية لمصلحتها". وأكد: "نود حل المشكلة الكردية بالطرق السياسية مع إخواننا الأكراد".

 

سوريا وفلسطين

وفي الشأن السوري، لفت الى ان "النظام السوري الظالم قتل مواطنيه، ولا يمكن الوقوف إلى جانبه لأنه قتل 30 الف مواطن سوري بريء، وتسبب بلجوء 250 ألف سوري الى كل من الدول المجاورة، تركيا والأردن ولبنان. ونحن سنستمر في تقديم الدعم لاشقائنا السوريين، الى تقديم كل انواع الدعم اللوجستي".


وقال: "نتوجه الى روسيا والصين، ومعهما ايران، رجاء أعيدوا التفكير في موقفكم الحالي. التاريخ لن يغفر للذين وقفوا الى جانب نظام ظالم يضطهد شعبه ويقتله". وتعهد أن تواصل بلاده دعم جهود الشعب السوري لإطاحة النظام. ووجه نداء مماثلاً الى حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا لتغيير موقفه وعدم الوقوف الى جانب اسرائيل التي "تقتل الفلسطينيين الأبرياء وعدم الوقوف الى جانب نظام سوريا الظالم".


وعن القضية الفلسطينية، قال إن "إسرائيل تظلم الشعب الفلسطيني، ونحن راجعنا سياساتنا مع إسرائيل في ضوء ظلمها للشعب الفلسطيني. وسنقف الى جانب الشعب الفلسطيني والشعوب المقهورة في البوسنة وميانمار والصومال وفي كل مكان من العالم". وأوضح أن تركيا لن تعود بعلاقتها باسرائيل التي تمارس "إرهاب الدولة"، إلى سابق عهدها قبل ان ترفع الحصار عن قطاع غزة، وتعتذر عن الهجوم على "أسطول الحرية".


وشدد كذلك على وجوب دعم القضية الفلسطينية، معرباً عن ثقته بأن "كل المدن الفلسطينية  ستتحرر، ولا يمكن ان يتغير موقفنا من القضية الفلسطينية".
ثم قال: "سنستمر في التعاون الاقليمي، وسنكافح الجرائم العنصرية وكراهية الاسلام. ولا يمكن تقويم الاعتداء على الدين ضمن اطار حرية التعبير، ولا يمكن ان يتماشى ذلك مع حرية المعتقد. وإن الذين يؤيدون هذه الأعمال الوقحة يودون الدس على حرية التعبير. وسنأخذ هذا الموضوع إلى المحافل الدولية، وندين هذه الأعمال الوقحة التي تحاول اثارة الفتنة والعنصرية ضد الاسلام".


مرسي

أما مرسي، فقال في كلمته أمام المؤتمر إن "مصر لن يهدأ لها بال حتى تتحقق إرادة الشعب السوري ويختار قيادته وتزول القيادة الحالية الظالمة لشعبها المريقة لدمه".
وأشار إلى أن المبادرة الرباعية حيال الأزمة السورية والتي تضم إلى مصر، تركيا والسعودية وإيران، هي بمثابة "نواة لكي تتجمع حولها الجهود المشتركة لحل المشكلة المستعصية في سوريا". ووصف "الأحداث في سوريا" بأنها "مأساة القرن".


ولاحظ أن "بلدان الربيع العربي لا تزال في حاجة إلى مساعدات تركيا لتحقيق الاستقرار والنهضة والتنمية"، ذلك أن "تحقيق الاستقرار في دول الربيع العربي لا يقل أهمية عن الثورات نفسها. ومصر وتركيا تجمعهما نقاط كثيرة مشتركة أهمها رسالة سلام قائمة على العدل وتحقيق الحرية، وهي القيمة الغالية التي تناضل من أجلها كل الشعوب". كما أن "من أهدافنا المشتركة أيضاً دعم الشعوب التي تتحرك وتثور لتنال حريتها وتزيح حكامها الذين يحكمونها بالحديد والنار والديكتاتورية. الشعوب التي تنشد الاستقرار والحرية والعدل والتنمية والنهضة كالشعبين الفلسطيني والسوري".


وأفاد أن "المعابر بين مصر وغزة مفتوحة لتقديم ما يحتاج اليه أهل القطاع من غذاء ودواء وتعليم وتواصل، وذلك في إطار حرصنا على القيام بواجبنا تجاه الأشقاء في غزة، ونحن نتطلع إلى قيام الدولة الفلسطينية بإرادة الفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف... نحن نحمل هذه القضية مع الشعب الفلسطيني طوال الوقت، ولا نزال وسنبقى. ونحن ندعم الشعب الفلسطيني ومن يمثلونه داخل أرض فلسطين وخارجها في قراراتهم التي يتخذونها بإرادتهم".


مشعل

كذلك حضر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل المؤتمر.
وقال في كلمة إن نجاح "حزب العدالة والتنمية" بدأ يعدي الدول العربية، و"الحمد لله على هذه العدوى".
وشدد على أن "التجربة التركية بقيادة أردوغان قدمت نموذجاً للإسلام العصري والوسطي والمعتدل والمرتبط بشعبه والمنفتح على العالم". ووصف رئيس الوزراء التركي بأنه "زعيم تركي ومسلم وإنساني كبير"، و"دوره في فلسطين والصومال وبورما وسوريا لا ينسى".
وأضاف: "نرحب بثورة الشعب السوري الذي يسعى الى الحرية والكرامة، ونريد حقن الدماء الزكية. نحب أن نؤكد أنه لا تعارض بين أن نتبنى الحرية والديموقراطية والإصلاح، وأن نتبنّى المقاومة والوقوف في وجه الهيمنة والاحتلال".
وأكد مجدداً  أن "لا سلام من دون تحرير الأرض، ولا سلام من دون القدس، ولا سلام من دون حق العودة، ومن دون حرية وسيادة كاملة لشعبنا".