Date: Mar 12, 2021
Source: جريدة الشرق الأوسط
موسكو تشن 25 غارة على مواقع لـ«داعش» في سوريا
موسكو: رائد جبر- تجنبت موسكو التعليق، أمس، على معطيات عن قيام الطيران الروسي بشن غارات استهدفت مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في عدد من المناطق السورية. في حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 4 طائرات حربية روسية شنّت غارات صباح أمس، في مناطق متفرقة على مواقع تابعة للتنظيم.

وأفاد المركز بأنه «منذ ساعات الصباح الأولى شنّ الطيران الحربي الروسي نحو 25 غارة جوية على مناطق انتشار تنظيم داعش، ضمن مثلث (حلب - حماة – الرقة)، وعند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور في البادية السورية».

وأشار إلى «ورود معلومات عن خسائر بشرية»، موضحاً أن روسيا تحاول «الحد من تحركات التنظيم ونشاطه الكبير عبر قصف جوي مكثف بعد فشلها بالقضاء عليه من الأرض».

وتشكل هذه الغارات استمراراً لنشاط الطيران الروسي خلال الأيام الأخيرة، إذ أشار المرصد السوري، الأربعاء، إلى «طلعات جوية مستمرة للطائرات الحربية الروسية على البادية السورية»، وزاد أن الطائرات الروسية نفذت غارات مكثفة استهدفت مناطق انتشار تنظيم «داعش» وكهوفاً ومغارات يتحصن فيها التنظيم، ضمن منطقة مثلث «حلب - حماة – الرقة»، وتحديداً في بادية آثريا والرهجان، بالإضافة لبادية الرقة وعند الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة.

ووفقاً للمعطيات، فإن موجة الغارات التي شنّها الطيران الروسي، أول من أمس، اشتملت على أكثر من 55 غارة جوية، أدت إلى مقتل 12 من عناصر «داعش» بالإضافة لتدمير آليات. وبذلك يرتفع إلى 43 تعداد قتلى التنظيم ممن قضوا جميعاً جراء أكثر من 280 غارة جوية روسية خلال 96 ساعة.

وكان لافتاً في الأيام الأخيرة، أن وزارة الدفاع الروسية التزمت الصمت حيال نتائج الغارات، ولم تشر إليها في إطار الإيجازات الصحافية اليومية التي تنظمها.

في غضون ذلك، كشفت قاعدة «حميميم» الجوية الروسية في سوريا، تفاصيل عن نتائج التحقيق مع اثنين من المسلحين اعتقلهما الجيش السوري أخيراً، بعدما نشطا لفترة طويلة في العمل تحت إشراف القوات الأميركية في سوريا.

وقالت مصادر روسية إن المسلحين كانا يتدربان في مخيم الركبان للاجئين الواقع على مقربة من قاعدة «التنف» وهي القاعدة العسكرية الأساسية للتحالف الدولي في سوريا، الذي تقوده واشنطن. وزادت أن أحد المعتقلين، مؤيد العبين، قال خلال التحقيق إنه تم تجنيده عام 2017، وفقاً له، فهو «لم يحمل السلاح، لكنه شارك في توزيع المنح الغربية لاحتياجات مجموعات التخريب المدربة بشكل خاص». لكنه أقر خلال التحقيق بأن الجانب المهم من نشاطه وفقاً للتدريبات الأميركية ركز على «هدف الأميركيين في الاطلاع على معلومات حول مواقع الجيش السوري والروس والإيرانيين». وزاد: «ثم بدأت في جذب الناس للقيام بأعمال قتالية».

ووفقاً لإفادة المحتجز الثاني، محمد برجي، الذي تعرض لإصابة خلال المعارك فقد فيها إحدى عينيه، فإنه كان يعتقد أنه يتم تدريبهم لمواجهة تنظيم داعش». وزاد: «عندما انضممت إلى المعارضة، اعتقدت أننا سنقاتل تنظيم (داعش)، لقد تم تدريبنا في قواعد أميركية، وقال لنا المدربون إن علينا قتل الإرهابيين».

ومن دون أن يحدد أين تلقى التدريب قال: «بعدما عدنا إلى سوريا، أدركت أن الأمر لم يكن كذلك. لقد استخدمنا الأميركيون في تهريب الأسلحة».

وفقاً له، فقد «هرب من المخيم بحثاً عن الطعام. وفي الفترات الأخيرة، أصبحت الحياة في قاعدة (التنف) لا تطاق: لا يوجد دواء ولا طعام».

ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية جانباً من اعترافات المحتجزين، ووفقاً لها، فإن «الأموال التي تخصصها دول الناتو لتزويد الجماعات المسلحة الخاضعة لسيطرتها في سوريا يتم نهبها بشكل منهجي على الأرض من قبل القادة الميدانيين وضباط الجيش الأميركي الموجودين في البلاد، الذين يسيطرون على أنشطة المسلحين».

ولفتت شهادة مؤيد العبين إلى أن «قائد مجموعة مغاوير الثورة يقوم بتوزيع الأموال بالتعاون الوثيق مع القيادة الأميركية الموجودة هناك، وهم يعدون في البداية بدفع 700 - 800 دولار، ولكن في الواقع، يتلقى كل شخص 300 دولار، في الواقع بقية الأموال تتم سرقتها».

ووفقاً له، فإن أعضاء الجماعات التي ترعاها الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، «يتم إعطاؤهم المخدرات أيضاً. في نهاية المطاف، المسلحون الذين يصبحون مدمنين على المخدرات لا يمكنهم فعل أي شيء آخر».

على صعيد آخر، أعلنت القاعدة البحرية الروسية في طرطوس أنها أجرت تدريبات واسعة، خلال اليومين الماضيين، تمت خلالها محاكاة التصدي لهجوم يقوم به غواصون مخربون على السفن الحربية التابعة للقاعدة.
ووفقا للمعطيات فقد تم خلال التدريبات «التعامل مع مخربين افتراضيين اقتربوا من القاعدة الروسية على زورق فائق السرعة. وحاولوا مهاجمة القاعدة، ما استدعى تدخلاً من طاقم سفينة محملة بصواريخ تكتيكية اشتبكت مع المخربين بعدما انضمت إليها الوحدات الأخرى».

وقال قائد سفينة الصواريخ، بافيل فوشين، إن «مهمة الطاقم الأساسية خلال التدريبات إعداد وتسليح موقع الغوص». وأشار إلى أنه «خلال التمرين تم احتجاز المخربين تحت الماء. لهذا، شاركت مجموعة من الغواصين القتاليين».

وتأتي هذه التدريبات في إطار مساعي موسكو لرفع كفاءة قواعدها العسكرية في سوريا لمواجهة هجمات محتملة مباشرة من مجموعات تفجيرية أو انتحارية. وقبل أيام كانت قاعدة «حميميم» الجوية السورية، شهدت دورة تدريبية مشتركة لطياري البحرية الروسية وقوات الفضاء الروسية. وشاركت فيها آليات الاستطلاع وأنظمة مرافقة السفن عبر الطيران.