Date: Feb 11, 2021
Source: جريدة الشرق الأوسط
الكاظمي يوفد رئيس «الأمن الوطني» إلى الكوت للتهدئة غداة مقتل متظاهر
دفع اضطراب الأوضاع مؤخراً في محافظة واسط (180 كيلومتراً) جنوباً، نتيجة موجة الاحتجاجات الجديدة وسقوط أحد المتظاهرين قتيلاً، برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تكليف رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، بزيارة المحافظة، أمس، للوقوف على طبيعة ما يجري هناك ولقاء جماعات الحراك للنظر في مطالبهم وتحقيق الاستقرار الغائب في المحافظة؛ طبقاً لمصادر حكومية.

وذكر المكتب الإعلامي لجهاز الأمن الوطني في بيان، أن رئيسه الأسدي «التقى بمتظاهري واسط فور وصوله المحافظة، وأكد أن التظاهرات حق مكفول ولا يمكن لأحد منع المواطن من حقه». وقال الأسدي بحسب البيان: «جئت بكل عزيمة وقوة لكي أقف معكم في الخطوات التي تسهم بعملية الاستقرار وتحقيق المطالب، وهناك جهات تحاول حرف التظاهرات عن مسارها السلمي». وأكد «السعي للوصول إلى حلحلة للمشاكل والمطالب وفقاً للطرق المشروعة».

وتشهد محافظة واسط منذ أيام قطع طرق ومظاهرات مطالبة بإقالة المحافظ محمد جميل المياحي، وأسفرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، مساء الثلاثاء، عن مقتل المتظاهر فؤاد الماجدي متأثراً بثلاثة إطلاقات نارية أصيب بها من مكان قريب، طبقاً لتقرير الطب الشرعي.

ويقول الناشط والمحامي سجاد سالم؛ الذي حضر لقاء الأسدي مع ممثلين عن الحراك، إنه «وعد بتحقيق مطالبنا المتمثلة في إقالة المحافظ، لكننا لا نعول كثيراً على وعود من هذا النوع. نفَس الحكومة الاتحادية طويل، ولا ندري متى تتخذ قراراً في ذلك». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء مع رئيس جهاز الأمن كان إيجابياً بشكل عام. وعدنا خيراً، وتدخل لإطلاق سراح نحو 70 متظاهراً اعتقلتهم قوات الأمن، ووعد بإيقاف الملاحقات الأمنية ضد الناشطين».

وتابع: «من جهتنا؛ تمسكنا بمطلب إقالة المحافظ، وقطعنا وعداً بإيقاف المظاهرات لحين انتهاء مراسم عزاء الناشط فؤاد الماجدي الذي قتل (أول من) أمس، وقلنا بصريح العبارة إننا سنواصل المظاهرات مع عدم الاستجابة لمطالبنا».

وفي إطار عمليات الاستهداف المتواصلة للناشطين في الحراك، تعرض منزل الناشط إحسان الهلالي في الناصرية، أمس، لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين مجهولين. وقال مصدر من الشرطة في محافظة ذي قار، إن «منزل الناشط إحسان الهلالي تعرض لإطلاق نار بسلاح من نوع (بي كيه سي) من قبل ملثمين يستقلون سيارة (بيك أب نيفارا) من دون لوحات تسجيل». وذكر أن «المسلحين كتبوا عبارة (مطلوب دم) على جدران المنزل، ولم يترك المسلحون أي أثر لهم؛ حيث قاموا بجمع ظروف الرصاص الفارغة قبل الهروب من محل الحادث، وفُتح تحقيق من قبل الاستخبارات و(مكافحة الإرهاب)».

وكان عباس العراقي؛ شقيق الناشط سجاد العراقي الذي اختطف في مدينة الناصرية نهاية سبتمبر (أيلول) 2020 وما زال مصيره مجهولاً، وجّه، أول من أمس، رسالة إلى «اللجنة الدولية لشؤون اللاجئين»، طالبهم فيها بالكشف عن مصير شقيقه وبقية المختطفين في العراق.

وفي الناصرية أيضاً، أقدم العشرات من خريجي الكليات والمعاهد، أمس، على غلق جسر النصر وسط الناصرية للمطالبة بالتعيين. وتعدّ الخطوة، بحسب ناشطين ،«تصعيدية اتبعها الخريجون بعد تسويف الاستجابة لمطالبهم من قبل الجهات المعنية، وبعد أشهر متواصلة من التظاهر أمام (شركة نفط ذي قار)».